مشاورات صعبة فى جنيف بشأن الأزمة السورية..وداعش يهدد بانهيار سد الفرات

الأحد 26/مارس/2017 - 10:55 م
طباعة مشاورات صعبة فى جنيف
 
تتواصل محاولات الأمم المتحدة لانعاش عملية السلام السورية، وسط تشاورات المبعوث الأممى إلى سوريا مع مختلف أطياف الأزمة، فى الوقت الذى يهدد فيه تنظيم داعش بانهيار سد الفرات وما يترتب على ذلك من كارثة انسانية كبيرة. 

مشاورات صعبة فى جنيف
يأتى ذلك فى الوقت الذى أعلن فيه وفد منصة موسكو للمعارضة السورية استعداده لبحث "السلات الأربع"، التي يناقشها مؤتمر جنيف 5 في آن واحد، خلال الاجتماع مع المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، وأكد رئيس منصة موسكو بأن روسيا معنية جدا بدفع مفاوضات جنيف إلى الأمام وعدم السماح لها بالمراوحة نتيجة الموقف غير الحازم من دي ميستورا، نظرا للضغوط التي يتعرض لها.
قال قدري إنه على دي ميستورا تنفيذ القرار الذي اقترحه وأنه لا وجود لمخرج آخر للأزمة السورية، مضيفا أنه لا مكان لتكرار مأساة جنيف 2، معرجا بالقول إن منصة موسكو قدمت مقترحات عملية وملموسة.
بينما أعلن مهند دليقان، عضو وفد منصة موسكو إن الوفد سيقدم للمبعوث الأممي مقترحا عمليا يتضمن "حلولا مفتاحية" لما تتضمنه السلات الأربع، أي، هيئة الحكم الانتقالي، والانتخابات، ووضع دستور جديد لسوريا، والإرهاب. وذلك مع التركيز على موضوع وضع دستور.
أضاف: "نرغب في مناقشتها كسلة واحدة" لسببين، أحدهما، إظهار الرغبة الحقيقة والإرادة السياسية للتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية. أما السبب الثاني، فهو ضرورة الحد من الكارثة الإنسانية في سوريا.

مشاورات صعبة فى جنيف
من جانبه قال المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا إلى انه لم يتوصل إلى صورة واضحة في اليوم الثاني للمفاوضات، واجتمع دي ميستورا مع كافة الوفود السورية، مبتدأ بالوفد الحكومي ثم وفد الهيئة العليا للمفاوضات(منصة الرياض) واختتمها بلقاءات مع منصتي موسكو والقاهرة.
وكشفت تقارير أن اليوم الثانى للمفاوضات شهد تصعيدا في اللهجة من قبل الهيئة العليا للمفاوضات وذلك خلال مؤتمر صحفي عقدته بعد اللقاء مع المبعوث الأممي، حيث اتهمت الهيئة الحكومة السورية بـ "قصف المدنيين".
وأصدر المبعوث الأممي بيانا قال فيه إنه توجه برسائل للخارجية الروسية والتركية في نداء لدعم وقف إطلاق النار ودعم مفاوضات جنيف ومنعها من الفشل.
يأتى ذلك فى الوقت الذى أعلن فيه محافظ حمص السورية، طلال البرازي، أن الدفعة الثانية من مسلحي حي الوعر وعائلاتهم، ستغادر المدينة بإشراف ممثلين عن روسيا والهلال الأحمر السوري، وغياب الأمم المتحدة.
وقال المحافظ "نفذنا المرحلة الأولى والثانية من اتفاق حي الوعر.. وخرج أكثر من 500 مسلح خلال فترة سنة ونصف، لكن الاتفاق تعثر منذ ثلاثة أشهر بسبب تعنت بعض الفصائل المسلحة وخاصة جبهة النصرة".

مشاورات صعبة فى جنيف
أضاف البرازي: "منذ حوالي أسبوعين، وبالتعاون مع الأصدقاء الروس، تم التفاهم على إعادة تنفيذ بنود الاتفاق،وخرج حينها 423 من المسلحين إلى جرابلس بريف حلب، ومعهم أسرهم والدفعة التالية ستخرج الاثنين، منوها  أن "الروس شركاء في عملية تأمين النقل والإخلاء إضافة إلى وجود 60 عنصرا من الشرطة الروسية والتي تتعاون مع الشرطة السورية في هذه العملية".
قال البرازي: "لا.. لن تحضر .. فقط الحكومة السورية والروس والهلال الأحمر السوري".، وأعرب عن تفاؤله بنجاح العملية قائلا: "أتوقع أن تنجح المرحلة الثالثة والأخيرة من الاتفاق.. كان هناك شعور بعدم الثقة بين الحكومة والمسلحين إلا أن الأصدقاء الروس كانوا الضامن الحقيقي، خاصة بعدما تخلفت الأمم المتحدة عن الحضور في هذه العملية".
وكشف المحافظ عن أن الاتفاق يقضي بأن يخلي المسلحون حي الوعر تدريجيا خلال مدة 6-8 أسابيع، مشيرا إلى أن "تحرير هذا الحي له أهمية خاصة، لأنه بعد انسحاب الجماعات المسلحة، ستعود واحدة من أكبر مدن سوريا إلى سيطرة الجيش، على غرار ما حدث عند تحرير حلب في ديسمبر الماضي".
وعتبر البرازي أن "لدى المسلحين خيارين، الأول هو المغادرة، والثاني البقاء في حي الوعر بعد إلقاء أسلحتهم والاستفادة من العفو الرئاسي". وقال إن "أكثر من 500 مسلح استسلموا الأسبوع الماضي وطلبوا من السلطات البقاء في المنطقة كمدنيين عزّل".
وفيما يتعلق بإعادة إعمار المدينة، قال المحافظ إن هناك " أربع مجموعات تضم 60 مهندسا سوريا تعمل من أجل إعادة ربط الطرق بالمدينة، والمحافظة على الهوية التراثية والتاريخية لحمص، بالإضافة لإعادة صيانة المباني المتضررة بشكل بسيط.. المجموعة الرابعة تعمل على إعادة بناء جديدة للمناطق المدمرة بشكل كامل".
شدد المحافظ على أن رجال الأعمال السوريين والمغتربين ساهموا في تمويل إعادة الإعمار مؤكدا أن "هناك حاجة لمساهمات دولية، ونحن في البداية سنعتمد على أصدقائنا الروس والصينيين وغيرهم، إلا أنني أؤكد أن جميع دول العالم ستشارك في إعادة إعمار سوريا بعد الحرب". وأوضح المحافظ "أن سوريا مرشحة لأن تكون سوقا كبيرا للاستثمار، لأنها بحاجة الآن إلى مليون وحدة سكنية وعلينا العمل على خطط بعيدة الأمد.. المهم إعادة البناء والاستقرار".
كما أشاد المحافظ بالتقدم الذي وصفه بـ "التطور الكبير" في إعادة تأهيل مدينة حمص القديمة، مشيرا إلى أنه، لولا المصالحة فيها، "لكانت المدينة القديمة دمرت بشكل كامل".

مشاورات صعبة فى جنيف
من ناحية أخري وعلى صعيد المعارك المسلحة، عاد تنظيم" داعش" للتهديد باحتمال انهيار سد الطبقة الذي تحاول قوات سوريا الديموقراطية المدعومة من الولايات المتحدة انتزاع السيطرة عليه، لكن الألغام والمفخخات التي زرعها تعيق تقدمها، ذر التنظيم الإرهابي من أن سد الطبقة الذي تحاول قوات سوريا الديموقراطية المدعومة من الولايات المتحدة انتزاع السيطرة عليه يواجه خطر الانهيار الوشيك ، عازيا ذلك إلى الضربات الجوية وارتفاع منسوب المياه.
وقال داعش في رسائل نشرها على قنواته على وسائل التواصل الاجتماعي، إن السد توقف عن العمل وتم إغلاق كل فتحات الفيضان. وأشار إلى أن السد "مهدد بالانهيار في أي لحظة نتيجة الضربات الأمريكية وبسبب الارتفاع الكبير في منسوب المياه التي يحجزها السد".
السد الواقع على نهر الفرات على بعد نحو أربعين كيلومترا من معقل "داعش" هو أكبر سد في سوريا، وهذه ليست المرة الأولى التي يهدد فيها هذا التنظيم بانهيار هذا السدّ الذي لم تجر عليه أعمال الصيانة الضرورية منذ سيطرته على المنطقة وتحصنه فيها.
وتحاول قوات سوريا الديموقراطية السيطرة على السد والمنطقة المحيطة به منذ الجمعة، وقالت مصادر المعارضة السورية أن السد توقف عن العمل لكن "داعش" ما زال يسيطر على منشآت التشغيل والتوربينات.
ويمتد السد نحو أربعة كيلومترات وأن قوات سوريا الديموقراطية تقدمت لمسافة قصيرة على طول السد من الضفة الشمالية للنهر لكن تقدمها بطيء بسبب الألغام الكثيرة التي زرعها "داعش" في المنطقة.
وكان تقرير للأمم المتحدة قد أكد أن هذا السد على نهر الفرات في مدينة الطبقة في محافظة الرقة بات على وشك الانهيار، وحذر من أن هذا سيتسبب في دمار هائل للمنطقة برمتها ، وأرجع التقرير السبب في إمكانية الانهيار الوشيك إلى أعمال التخريب المتعمد من قبل داعش وغياب أعمال الصيانة الضرورية، وكذلك بسبب غارات التحالف الدولي.

شارك