تصاعد الغضب العالمى ضد الأسد..ودمشق وموسكو ينفيان

الخميس 06/أبريل/2017 - 07:36 م
طباعة تصاعد الغضب العالمى
 
اتهامات للجيش السوري
اتهامات للجيش السوري باستخدام أسلحة محرمة
تصاعدت لهجة العواصم الغربية ضد دمشق بعد تزايد الاتهامات بقيام الجيش السوري بقصف مواقع مدنية بأسلحة كيماوية، فى الوقت الذى ينفى فيه الجيش السوري وموسكو هذه الأكاذيب، ويرون انها مؤامرة لتغيير الرأى العام العالمى تجاه الرئيس بشار الأسد.
من جانبها وصفت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، عدم تبني مجلس الأمن الدولي بعد أي قرار بشأن حادث استخدام السلاح الكيميائي في خان شيخون السورية بـ"الفضيحة"، وقالت ميركل"لقد كان هجوما بربريا ومن الضروري إجراء تحقيق فيه".
اعتبرت ميركل أن "هناك، للأسف، مؤشرات عديدة تدل على أن نظام بشار الأسد هو من يقف وراء" الهجوم المزعوم من خلال ذخائر الأسلحة الكيميائية، لافتة إلى أن تنفيذ مثل هذه العمليات يعد "جريمة حرب".
شددت المستشارة الألمانية على أن "غياب أي قرار حتى الآن صادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة حول هذا الحادث فضيحة"، مشيرة إلى أن "هؤلاء الذين يعارضون تبني مثل هذا القرار عليهم أن يفهموا أنهم أيضا يتحملون المسؤولية".
بينما أعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم أن المعارضة المسلحة بدأت هجوما على ريف اللاذقية الشمالي بعد فشل هجماتها على جوبر في ريف دمشق وريف حماة الشمالي، وقال المعلم في مؤتمر صحفي عقد في دمشق: "اليوم بدؤوا هجمة في ريف اللاذقية الشمالي. هؤلاء يتلقون التعليمات من مشغليهم"، في إشارة إلى تركيا وقطر، معتبرا أن دور هذين البلدين كان واضحا في أحداث جوبر وريف حماة الشمالي.
أضاف: "الآن يكررون ذلك في ريف اللاذقية الشمالي، وكان هدفهم نسف العملية السياسية، وهذا يؤكد أن هذا العمل فشل ميدانيا وسياسيا".، وأكد المعلم: " نحن حريصون على نجاح الحوار السياسي، لكن إذا كان هدفهم تعطيله فليكن".
ألجيش السوري ينفى
ألجيش السوري ينفى الاتهامات
أوضح أن هذه التطورات تأتي في سياق حملة ضد سوريا، والتي كانت الأحداث في خان شيخون واتهام دمشق بقصف البلدة بالكيميائي جزءا منها. ولفت إلى أن الهجوم الكيميائي المزعوم جاء تزامنا مع نجاحات الجيش السوري في جوبر وريف حماة الشمالي، معتبرا أن أهداف هذه الحملة قال المعلم: "طبعا كل هذه الحملة لديها أهداف، قد يكون الهدف الأول قد تحقق بأن غيَّر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رأيه.. قد يكون الهدف الثاني الضغط على الجانب الروسي الذي يقدم المساندة الحقيقية والصادقة لسوريا في كفاحها ضد الإرهاب.. قد يكون هذا الضغط على دمشق، لكن هم لا يعرفون أن دمشق لا تغير من مواقفها ومن مبادئها سواء استمرارها في مكافحة الإرهاب أو إصرارها على التوصل الى حل سياسي يرضى عنه الشعب السوري".
نوه المعلم إلى أن "مسار أستانا مهم لأنه يثبت وقف إطلاق النار ويبحث في شؤون عسكرية مهمة تقود .. ربما بشكل حقيقي.. ربما بشكل خيالي.. إلى الفصل بين المنظمات المشاركة الإرهابية وبين "جبهة النصرة" و"داعش" .. ويقود في مرحلة أخرى إلى قيام هذه المنظمات إلى جانب الجيش بمحاربة "جبهة النصرة" و"داعش”. وأستانا لها طابع عسكري أكثر منه سياسي.. نحن جادون بالمشاركة في أستانا بشكل أساسي لأننا نحرص على منع سفك الدم السوري".
علىا لجانب الآخر أعلن البيت الأبيض أن الولايات المتحدة لا تستبعد "الخيار العسكري" ردا على الهجوم الكيميائي على بلدة خان شيخون السورية، وقال متحدث باسم البيت الأبيض في رده على سؤال ما إذا كان الخيار العسكري "غير مطروح على الطاولة"، قال: "لا".
كان مايك بينس، نائب الرئيس الأمريكي، أعلن الأربعاء الماضي أن كل الخيارات باتت مطروحة بعد الهجوم الكيميائي على خان شيخون، وذلك بعد ساعات من تأكيد الرئيس دونالد ترامب أن موقفه إزاء الرئيس السوري بشار الأسد "تغير كثيرا" بعد الهجوم. 
ونقلت قناة CNN عن مصادر أن دونالد ترامب أخبر بعض أعضاء الكونغرس بأنه يدرس إمكانية شن عمل عسكري في سوريا ردا على هجوم خان شيخون، وأكدت المصادر أن القرار بهذا الشأن لم يتخذ بعد، وأضافت أن ترامب بحث الموضوع مع وزير الدفاع جيمس ماتيس ويعتزم الاعتماد على قراره. 
ومن جهته، عرض البنتاغون على إدارة ترامب "الخيارات التي تتعلق بامكانية ضرب قدرات سوريا الكيميائية".
كانت المعارضة السورية قد اتهمت الطيران السوري بقصف بلدة خان شيخون الواقعة في محافظة إدلب بصواريخ كيميائية في 4 أبريل/نيسان الجاري، زاعمة أن الهجوم أسفر عن مقتل 80 شخصا، من بينهم أطفال، وإصابة حوالي 200. 
من جانبه، نفى الجيش السوري قطعيا أنه شن أي قصف باستخدام الأسلحة الكيميائية على خان شيخون، وقال في بيان رسمي إنه "لم ولن يستخدم تلك المواد في أي مكان أو زمان لا سابقا ولا مستقبلا".
أما وزارة الدفاع الروسية فأكدت توجيه الطيران السوري ضربة في المنطقة المذكورة، لكنها أشارت إلى أن كل الدلائل تؤكد أن مصدر التلوث كان في مستودع أسلحة كيميائية تابع للإرهابيين تم استهدافه خلال الغارة.
وفى سياق متصل شكك السيناتور الأمريكي توماس ميسي في تورط الرئيس السوري بشار الأسد في الهجوم الكيميائي على بلدة خان شيخون بريف إدلب السورية.
قال ميسي: "من الصعب أن نعرف ما يحصل في سوريا حاليا، وأريد أن أعرف بالضبط كيفية إطلاق المادة الكيميائية". وأضاف: "بصراحة، لا أعتقد أن الأسد أقدم على ذلك، لأن هذا الأمر لا يصب في مصلحته، بل قد يجره أعمق في أتون الحرب الأهلية".
أوضح السيناتور قائلا: "تعرفين أن حربا تجري هناك. ويُعتقد أن الغارة الجوية استهدفت مستودع أسلحة، ولا أعرف كيف تم إطلاق المادة السامة، هل بسبب الغاز المخزّن هناك أم لا. إنها فرضية جديرة بالتصديق ظاهريا".
شدد ميسي قائلا: "لا أعتقد أن شن الأسد هجوما كيميائيا على شعبه سيخدم تحقيق أهدافه . وإذا أقدم على ذلك فعلا، فمن الصعب علي أن أفهم لماذا".
تصاعد الغضب العالمى
على الجانب الآخر  أعرب أحمد أبو زيد، المتحدث باسم الخارجية المصرية، عن قلق مصر وعدم ارتياحها من احتدام حالة الاستقطاب داخل مجلس الأمن الدولي بشأن التعامل مع ما جرى في خان شيخون بمدينة إدلب السورية.
أشار أحمد أبو زيد إلى أن ذلك بات يعيق قدرة المجلس على وضع حد للمعاناة الإنسانية للشعب السوري. وجاءت هذه التصريحات المصرية تعقيبا على المشاورات الجارية فى مجلس الأمن بخصوص مشروع القرار المطروح من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا بشأن التعامل مع "الهجوم الكيميائي" الأخير على بلدة خان شيخون، وأكد أن مصر ستظل تضع مصلحة الشعب السوري في مقدمة أولوياتها حينما تتعامل مع مشروعات القرارات التي يتم وضعها بشأن سوريا في مجلس الأمن.
بيَّن أبو زيد أن الموقف المصري يحافظ على المبادئ والمواقف المعلنة تجاه الأزمة السورية منذ اندلاعها، وشدد المتحدث أنه "وانطلاقا من مسؤوليتها كعضو في مجلس الأمن فأن مصر مسؤولة عن ضمان احترام ميثاق الأمم المتحدة وقواعد القانون الدولي والحفاظ على السلم والأمن الدوليين".
أعرب عن الأسف لكون الأوضاع الإنسانية للشعب السوري باتت رهينة للخلافات داخل مجلس الأمن، كما أفاد بأن مصر سوف تستمر في بذل الجهود لتقريب المواقف بهدف التوصل إلى التوافق المطلوب لاعتماد قرار يعكس الإرادة الجماعية للمجتمع الدولي، "وستتخذ في النهاية القرار الذي ترى فيه تحقيق مصلحة للشعب السوري".

شارك