بأكثر دموية.. داعش ينتقم بإعدام 100 شخص من أهالي الموصل
السبت 08/أبريل/2017 - 11:57 ص
طباعة
لا زال التنظيم الإرهابي "داعش" يواصل جرائمه الدموية في حق أهل الموصل، في ظل الحرب الدائرة بينه وبين القوات العراقية التي تسعي لتحرير المدينة من قبضة التنظيم الإرهابي.
ويبدو أن التنظيم الإرهابي بات علي وشك الانتهاء، لذلك يسعي بكامل قواته إلي أن ينتقم لنفسه من القوات العراقية، وقام بعملية إعدام جماعي بحق المواطنين بسبب محاولاتهم للفرار من الموصل.
ومنذ يومين قام التنظيم الإرهابي بقتل نحو 35 شخصًا بينهم 14 شرطيا، وقال مجلس أمن كردستان العراق إن عدد من قتلوا على يد مسلحي تنظيم داعش في يومي الاثنين والثلاثاء يصل إلى 140 شخصا.
ووفق وكالة "رويترز" فقد قال شهود عيان في العراق أن متشددي التنظيم قتلوا عشرات المدنيين ممن حاولوا الفرار من الموصل في الأيام الماضية وعلقوا العديد من الجثث على أعمدة الكهرباء.
وقال رجل تحدث إلى الوكالة عبر الهاتف إنه عثر على جثة لقريب له مشوهة ومعلقة في عمود للكهرباء في حي التنك، مع جثث 3 شبان آخرين حاولوا الفرار.
وأضاف الشاهد: منظرهم كان صادما، لم نتمكن من إنزالهم، وهم هناك منذ يومين، وقال أحد سكان حي الفاروق، الذي يقع فيه جامع النوري، في حديث للوكالة، إن أكثر من 40 مدنيا في المدينة القديمة قتلوا عندما ضبطهم المتشددون وهم يحاولون الهرب.
فيما أكد مصدر أهلي آخر من حي الشهوان في المدينة القديمة عن قتل التنظيم أسرة مؤلفة من 6 أفراد، بينهم عجوز قتلت لذات السبب.
وقالت امرأة في حي اليرموك إنها فرت من الموت بالكاد هي وزوجها وأطفالها، بعد أن ضبطهم المتشددون وهو يحاولون الهرب ضمن مجموعة مؤلفة من نحو 30 شخصا.
وأوضحت المواطنة العراقية، التي تمكنت من الوصول إلى منطقة تخضع لسيطرة قوات الأمن العراقية: "أخذوا حقائبنا ظنا منهم أنها تحتوي على ذهب أو أموال، وفيما كانوا منشغلين بتفتيشها هربنا عبر المنازل مستغلين الظلام الدامس ... أخشى أن تكون تلك الأسر التي وقعت في قبضة داعش لاقت مصيرا مفزعا
ويبدو أن التنظيم الإرهابي داعش فشل في مواجهة القوات العراقية بالموصل، دفعته للانتقام.
وسيطر التنظيم الإرهابي علي مدينة الموصل ثاني أكبر المدن العراقية في صيف 2014، وغنم التنظيم أسلحة متطورة تقدر بمليارات الدولارات.
وتقع الموصل في شمال العراق، وهي أكبر المدن العراقية بعد بغداد، تبعد نحو مئة كلم عن الحدود التركية، ومثلها تقريبا عن الحدود السورية، وعشرات الكيلومترات عن أربيل عاصمة إقليم كردستان.
ويخترق الموصل نهر دجلة الآتي من الشمال، وتسمية الجانبين الأيمن والأيسر تأتي بالنظر إلى تدفق النهر من الحدود التركية.
ووفق استراتيجيين، فإن الموصل لها أهمية اقتصادية بالتجارة مع تركيا، وأهمية ديمغرافية كونها مع كامل المحافظة معقلا أساسيا للعراقيين العرب السنة، وكانت المدينة ولا تزال مركزا لطموحات تركيا إذا لم نقل أطماعها، وبدا ذلك واضحا في كتاب عبد الله غول، وإستراتيجية أحمد داود أوغلو
وكانت انطلقت عملية تحرير الموصل تحت عنوان "قادمون يا نينوى" في أكتوبر الماضي وحدد رئيس الوزراء حيدر العبادي ثلاثة أشهر على الأكثر لانتهاء عملية التحرير بدأت عملية إحكام الحصار لاحقا على المدينة بعد أكثر من شهر من التقدم العسكري في المحافظة من جهات عدة، البشمركة من الشرق، والحشد الشعبي من الغرب، والقوات العراقية من الجنوب والشمال، ثم أعلن رئيس الحكومة العراقية أنه ليس على التنظيم سوى الاستسلام أو الموت.
ورغم أن المدة الزمنية لتحرير الموصل من داعش تبدو صعبة التحديد، يري محللون أن معركة الموصل محسومة لصالح الجيش العراقي، إلا أنها تتطلب أسابيع إضافية وربما أشهر.
وفي هذه الفترة تكبد التنظيم الإرهابي داعش خسائر فادحة، حيث يشارك أكثر من مئة ألف من القوات العراقية من جيش الفرقة الـ19، والشرطة الاتحادية، وقوات مكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى المليشيات المساندة من الحشد الشعبي والبشمركة خارج المدينة، وقوات التحالف الدولي بالمساندة الجوية، وأكثر من أربعة آلاف جندي وضابط أميركي، ولكن لا يزال التنظيم يراهن على الأخطاء، ومنها الخسائر البشرية الهائلة التي أثارت ولم تزل تثير ضجة كبرى وتبادل الاتهامات والتنصل من المسؤولية بين القوات العراقية وقوات التحالف، حيث قال الأميركيون إن الإحداثيات للأهداف تعطى من الجانب العراقي، بحيث توقف القصف الجوي أو كاد وتفرمل الهجوم.
ويستفيد "داعش" من التناقضات والتفاوت بين القوى المهاجمة في التسليح والتكتيك والكفاءة القتالية والانتماء، مما يؤثر على القيادة والسيطرة رغم أن غرفة العمليات المشتركة تعمل بكفاءة مقبولة.
وعاشت أحد أحياء الموصل الجديدة اليومين الماضيين مجزرة مروعة، لم تتكشف كل تفاصيلها بعد، فأكثر من 250 جثة انتشلت من تحت الأنقاض والركام، معظمها لنساء وأطفال، إثر ما قيل إنها ضربة جوية للتحالف الدولي استهدفت 3 منازل، ما دفع مجلس قضاء الموصل أمس الجمعة، إلى المطالبة بإعلان مدينة الموصل منطقة منكوبة، وفتح تحقيق بالمجازر التي ارتكبت فيها، مؤكداً أن ما تعيشه المدينة مأساة حقيقية.
وكانت ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقارير سابقة لها، أن القوات العراقية اجتازت أصعب المراحل في تحرير مدينة الموصل العراقية من قبضة التنظيم الإرهابي "داعش"، في الوقت الذي أعلنت الشرطة العراقية، اليوم الأربعاء الماضي سقوط عشرات الجرحى جراء قصف تنظيم "داعش" الإرهابي للمناطق المحررة غربي مدينة الموصل، لافتة إلى أنها تحكم سيطرتها على المنافذ والممرات التي يتسلل من خلالها مسلحو التنظيم.
ووفق تقارير فإنه مع اقتراب النهاية يتصاعد التساؤل بشأن مصير مسلحي داعش، الذين قدر أسامة النجيفي، رئيس البرلمان العراقي سابقا (2010- 2015)، عددهم بسبعة آلاف داخل الموصل و12 ألفا في محيطها، أغلبهم أجانب، وذلك قبل انطلاق عملية قادمون يا نينوى.
ويفيد تقدير حديث للتحالف الدولي لمكافحة داعش بأن عدد عناصر التنظيم تقلص إلى أقل من ألف، ما يعني أن البقية إما قتلوا أو هربوا، يرى خبراء سياسيون وأمنيون أن ثمة تضخيم في عدد عناصر داعش، الذي سيطر، عام 2014، على مناطق واسعة في الجارتين العراق وسوريا.
ووفق مراقبون فإن معركة الموصل انتقلت إلى المرحلة الأصعب، ولابد من إعادة النظر بالاستراتيجية المتبعة في مواجهة التنظيم.