بعد تهديد التنظيم للمملكة.. عشائر الأردن تواجه "داعش"
السبت 08/أبريل/2017 - 02:43 م
طباعة
رد عددا من العشائر الأردنية علي تهديد تنظيم "داعش" للمملكة الهاشمية، بال من المساس بأمن المملكة، بعد أيام على إصدار للتنظيم توعد فيه الأردنيين "بما يسوؤهم"ن مؤكدين رفضهم لاي تهديد لأمن المملكة الاردنية ومشددين عن الدفاع وموادجهة اي تهديد للتراب الاردني.. وكانت "بوابة الحركات الاسلامية قد حذرت في تقرير سابق لها من مخاوف اردنية من نهديد "داعش" عبر الخلايا النائمة والعائجون من سورياوالعراق للملكة الهاشمية.
العشائر ترد علي "داعش":
اصدر عدد من العشائر الأردنية بيانات حذرت فيها تنظيم "داعش"، من المساس بأمن المملكة، بعد أيام على إصدار للتنظيم توعد فيه الأردنيين "بما يسوؤهم".
ووجّه تنظيم "داعش" الارهابي، تهديدا هو الأعنف تجاه المملكة، داعيا أنصاره إلى التحرك من أجل تنفيذ عمليات على غرار هجوم الكرك.
من جانبها أصدرت عشيرة "المجالي"، بيانا نشرته مواقع محلية، قالت فيه إن أبناء العشيرة "باقون على عقد الآباء والأجداد" من الولاء للوطن والقيادة الأردنية.
وأكد البيان أن عشيرة "المجالي" إلى جانب العشائر الأخرى، ستبقى مدافعة عن "الوطن ومقدراته وترابه".
وجاء فيه: "نقول لكل العصابات الإرهابية ومنها داعش خسئتم يا خوارج العصر وخسئت بياناتكم وأفكاركم الهادمة".
وأصدرت عشيرة "بني عبيد"، بيانا قالت فيه إنها ترفض كل ما تقوم به "عصابة داعش" من "جرائم معادية للإنسانية، وأفكار هدامة، ومخططات يائسة".
وأكدت العشيرة التفافها "حول الراية الهاشمية، والأجهزة الأمنية، والقوات المسلحة في الجيش العربي".
وناشدت العشيرة "علماء الأمة ومفكريها، وأدباءها، ومثقفيها"، ليكونوا عونا في "غرس روح الإيجابية والثقة لدى الشباب من خلال بناء الوعي، والحوار البناء".
وأصدرت عشيرة "الطوالبة" بيانا آخر، قالت فيه إنها باقية على العهد وستبقى "اليد اليمنى الطولى التي تنال من أي عمل إرهابي يستهدف الأردن".
وصدر بيان آخر عن عشيرة "الدعجة"، حذرت فيه تنظيم الدولة من المساس بأمن الأردن واستقراره وقيادته، "فهذه خطوط حمر يمنع تجاوزها من أي كان"، بحسب البيان.
وقال البيان إن "أبناء عشائر الدعجة لن يقفوا مكتوفي الأيدي تجاه تلك الدعوات المشبوهة والمضللة والحاقدين والمتربصين بأمن البلد واستقراره، وسنعمل مع المخلصين من أبناء عشائر الأردن على تفويت الفرصة على كل من يحاول المساس بأي جزء من الشعب الأردني وسيادته وقيادته".
داعش يهدد الاردن:
وتحت عنوان " فأبشروا بما يسوؤكم" بثَّ تنظيم "داعش"، الأربعاء 5 أبريل 2017، إصداراً مرئياً يتوعَّد فيه الأردن بشنِّ هجمات على غرار هجوم الكرك الذي وقع العام الماضي، وأسفر عن مقتل 10 أشخاص، بينهم 7 رجال أمن وسائحة كندية، إلى جانب إصابة 34 شخصاً آخرين.
الإصدار المرئي الذي استمرَّ 20 دقيقة، تضمَّن مشاهد قاسية لعمليات إعدام وحشية لـ5 أشخاص، قال التنظيم إنهم من القوات السورية التي تلقَّت تدريباً عسكرياً في الأردن.
يستهدف الإصدار الأردن بشكل خاص، حيث وجَّه تهديداً عنيفاً للمملكة، وذلك بعد تحدث عناصر التنظيم الذين على ما يبدو من أسمائهم أنهم ينحدرون من عشائر أردنية عريقة (الدعجة، المجالي، عربيات)، وغيرها، عمَّا سمَّاه "خيانة" الأردن.
كما هاجم المتحدثون من التنظيم عشائر الأردن، التي اتهموها بالتخلي عن أبنائها الذين التحقوا بداعش، وقاتلوا معه في سوريا، مدعماً إصداره بصور لأخبار نُشرت عن إعلان بعض العشائر براءتها من أبنائها.
وفي الإصدار الذي بثته "ولاية الفرات"، تحت عنوان "فأبشروا بما يسوؤكم"، نعى التنظيم عمر مهدي زيدان، أبرز الأردنيين لديه، بعد تواتر أنباء مقتله في الأسابيع الماضية.
وهاجم التنظيم القبائل التي أعلنت براءتها من أبنائها الذين تورطوا بعمليات "إرهابية"، مثنيا في الوقت ذاته على قتلى عملية الكرك، ومتغنيا بصمودهم لساعات طويلة أمام القوات الأمنية.
وقال التنظيم إن دماء قتلى هجوم الكرك "ستكون وقودا لمن بعدهم"، مستعرضا عبر أحد عناصره الأردنيين مسار الهجوم، في رواية لم تختلف عن الرواية المنتشرة.
ووصف التنظيم، منظري التيار الجهادي "أبا محمد المقدسي، وأبا قتادة الفلسطيني، وغيرهم"، بأنهم "حمير العلم".
وقال التنظيم في نهاية الإصدار إن الإعدامات الأخيرة التي نفذتها الحكومة الأردنية، لمدانين بـ"الإرهاب"، جاءت لطمأنة الغرب، مؤكدا أنها لن تخلق الاستقرار كما يريد الأردن.
وسبق لتنظيم الدولة أن حذر الأردن من التعاطي مع الائتلاف الدولي الذي تقوده واشنطن، وسبق لعمّان أن أعلنت رسمياً دعمها الجيش العراقي في مواجهة التنظيم، في حين شن الأخير هجوماً- في الإصدار- على العشائر والقبائل التي أعلنت براءتها من أبنائها الذين نفذوا عمليات كعملية الكرك. وأشاد أيضاً بأنصاره الذين نفذوا عملية الكرك، قائلاً إن دماءهم "ستكون وقوداً لمن بعدهم".
الأمن الأردني:
فيما ذكرت تقارير اخبارية أن الأردن اضطر مؤخراً إلى إعادة محاولة توحيد الفصائل المقاتلة في الجنوب السوري "جيش العشائر"، و"جيش سوريا الجديد"، لمواجهة تنظيم الدولة، وذلك تزامناً مع تسارع التهديدات التي أطلقها التنظيم ضد عمَّان.
وكان العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني قد أكد في منتصف عام 2015 أن تنظيم "داعش" يعتبر العدو الأول للمملكة وهو على حدودها الشمالية والشرقية، مؤكداً أنه "لن نسمح للاضطرابات الإقليمية أن تثنينا عن أهدافنا".
ويري الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية والمتطرفة د. محمد أبو رمان يرى أن هذا الشريط يشير بشكل مهم أن المعركة باتت مفتوحة بين الأردن وتنظيم داعش خاصة، وأن الفيديو تناول باهتمام "عملية الكرك" الأخيرة أواخر العام الماضي، وأدت لمقتل أسفر عن مقتل سبعة رجال أمن أردنيين، ومدنيين اثنين، إضافة إلى سائحة كندية، وتبناها التنظيم آنذاك."
الإشارة في رأي أبو رمان واضحة "باستهداف الأردن في المرحلة القادمة، ورسالة الى الخلايا النائمة والمتعاطفين مع التنظيم بتوسيع قاعدة الهجمات في الأردن".
ويضيف المحلل الاردني حازم الضمور، ان فيديو داعش الأخير رسالة للأردن يحمل دلالات لا يمكن التجاوز عنها إو إهمالها، قائلا:"لا سيما وأن الثقة العالية بالنفس قدمت لنا مشهد الكرك الذي يجب التعامل معه كدرس قاس ونستخلص منه العبر والدروس".
وقال الضمور: "أن التعامل مع التنظيم الإرهابي على أنه يلفظ أنفاسه الأخيرة وأنه في مرحلة الضعف هو التراجع بعينه وهو الوقوع في الفخ"، موضحا أنه" فعندما يتحول التنظيم إلى الضعف والسكون لا يعني أن الفكرة قد ماتت عند أتباعه أو أنصاره، ولا ينفي ذلك عدم قدرته على توجيه ضربات انتقامية ".
المشهد الأردني:
يبدو المشهد في الجنوب السوري أكثر تعقيداً هذه الأيام؛ فقد باتت المواجهة بين الأردن وتنظيم الدولة، المعروف باسم "داعش"، مفتوحة على الخيارات كافة، في حين أن وتيرة المخاوف الأردنية من أوضاع الجنوب السوري، وإمكانية انتقال مخاطرها إلى داخل حدوده من خلال تفجيرات وعمليات تسلّل، آخذة في الارتفاع... هل يستطيع الأردن مواجهة ارهاب "داعش" كما هزم ارهاب مؤسس القاعدة في العراق ابو مصعب الزرقاوي؟