التحالف يستعد للسيطرة علي الحديدة.. وفشل صفقة ايران في اليمن

السبت 08/أبريل/2017 - 07:36 م
طباعة التحالف يستعد للسيطرة
 
يستعد الجيش اليمني بدعم من قوات التحالف لتحرير مدينة وميناء الحديدة من سيطرة الحوثيين، وسط  تخبط تحالف"الحوثي- صالح" بعد توجيه ضربة امريكية لسوريا، فيما كشفت تقارير اعلامية عن فشل صفقة ايران الكبري لسيطرة علي جزيرة سقطري.

التحالف يستعد للسيطرة
لوضع الميداني:
وعلي الصعيد الميداني، اعترضت الدفاعات الصاروخية لقوات التحالف العربي فجر السبت أكثر من 10 صواريخ باليستية أطلقتها الميليشيات الانقلابية تجاه مدينة المخا.
كما كشف العميد عمر جوهر رئيس أركان المنطقة العسكرية الخامسة، أن الجيش الوطني حرك 3 ألوية متكاملة باتجاه الحديدة، ضمن الخطط المعدة مسبقا لتحرير جميع المدن التي تقع تحت سيطرة الميليشيات، لافتا إلى أن هذه الألوية ستلتحق بها ألوية قادمة من مأرب لتقدم الدعم والمساندة لها في توغُّلِها على طول الشريط الساحلي.
وتقدمت 3 ألوية تتألف من قرابة 10 كتائب في اتجاه الحديدة، من أصل 5 ألوية تشارك في الأعمال القتالية في القطاع الغربي من اليمن، تحوُّلاً ملحوظاً في استراتيجية القوات المسلحة بالتقدم بشكل مباشر وتمشيط الشريط الساحلي، وهو ما ذهب إليه العميد جوهر، الذي قال إن المهام الموكلة لهذه الألوية التقدُّم على طول الساحل لتحرير أبرز المدن، ومنها الحديدة، موضحاً أن تقدم الألوية في اتجاه الحديدة يعد بطيئاً نسبياً لعدة عوامل، في مقدمتها الألغام التي يواجهها الجيش في كثير من الجبهات، التي يتعامل معها بحذر ودقة.
وأضاف العميد جوهر، أن الجيش الوطني وضع خطة عسكرية متكاملة لتنفيذ عملية التقدم نحو الحديدة وتحريرها، وهناك تواصُل مع المنطقة العسكرية الرابعة لفرض السيطرة الكاملة على الساحل الغربي، وهذه الخطط تُنفَّذ تدريجاً، وستكون بشكل سريع بعد التقدم في جبهة ميدي، خصوصاً في ظل كل المعطيات المحيطة، وما يمتلكه الجيش من إمكانيات عسكرية تساعده في تنفيذ المهام القتالية الجديدة.
فيما شنت طائرات التحالف غارات على منطقة جبل جندلة ومخازن سلاح للميليشيات غرب مدينة بيحان بمحافظة شبوة، مما ادي الي مقتل عدد من قادة ميليشيات الحوثي وصالح  في معارك عنيفة مع الجيش اليمني.
ونقلت مصادر عسكرية أن الميليشيات خسرت خلال الأيام الماضية في جبهة بيحان الساق والدقيق، عدداً كبيراً من أفرادها وقادتها، منهم القائد العسكري لجبهة بيحان الساق زيد حسين القاسم (أبو ربيع)، وقائد المجموعات الهجومية أبوحمزة الإنسي.
كما شنت مقاتلات التحالف العربي بقيادة السعودية، عصر اليوم السبت، غارات مباغتة، على معسكر يسيطر عليه الانقلابيون، شمال العاصمة صنعاء.
وقال سكان محليون في صنعاء إن مقاتلات التحالف أغارت على معسكر "الفرقة الأولى مدرع"، بثمان غارات، الأمر الذي أسفر عنه دوي انفجارات كبيرة، نتيجة انفجار عدد من مخازن الأسلحة في المعسكر.
يذكر أن مقاتلات التحالف سبق وأن استهدفت المعسكر ذاته بعشرات الغارات الجوية المماثلة.
فيما أكدت مصادر ميدانية، أن التحالف العربي دفع بقوة عسكرية ضخمة يوم أمس لدعم الجيش الوطني والمقاومة الشعبية.
وأوضحت المصادر، أن قوة عسكرية عبرت منفذ الوديعة الحدودي بين اليمن والمملكة، متوجهة نحو محافظة مأرب، ومنها سيتم توجيهها لحسم المعركة في نهم وأيضا، في الجبهات الأخرى.
المصادر، قالت إن القوة مكونة من آليات عسكرية ومعدات ثقيلة، وأسلحة متطورة، وأنها ستشكل إضافة نوعية لقوات الشرعية.

التحالف يستعد للسيطرة
حرب القاعدة:
وعلي صعيد حرب القاعدة، قتل عنصران من القاعدة، اليوم السبت، في غارة شنتها طائرة أمريكية استهدفت مركبة في محافظة البيضاء وسط اليمن.
وكانت طائرة أمريكية أخرى قتلت قيادياً في تنظيم القاعدة يدعى الوحيشي، في غارة مشابهة في محافظة البيضاء، وسط اليمن.
بعد أكثر من ثلاثة أسابيع، وصف تنظيم القاعدة في اليمن، الهجوم الذي نفذه البريطاني خالد مسعود ضد البرلمان في لندن، والذي خلف 5 قتلى بمن فيهم منفذ الهجوم بالـ"غزوة مباركة" التي نفذها "البطل المنفرد، مؤيد الإسلام والمسلمين خالد مسعود" دون أن يتبنى الهجوم صراحة.
وقال التنظيم في إصداره الجديد الإلكتروني إنسباير على الإنترنت الجمعة، إن مسعود، الذي سبق لداعش تبني هجومه عن طريق وكالته الإلكترونية أعماق، نجح في تنفيذ هجومه رغم "الإجراءات الاحترازية الكثيرة، والتشديد الأمني البريطاني، الذي سبق الغزوة" ما يُذكر مرة أخرى "بوهم الأمن الكامل والشامل" في الدول الغربية.
وأشاد التنظيم، الذي لم يصل إلى تكذيب داعش، بالإجراءات التي اتبعها خالد مسعود، قبل الهجوم وإعداده الجيد لإنجاحه، و"الظفر بالشهادة".
وبعد عرض سريع عن رمزية وأهمية الهدف الذي اختاره مسعود، ونجاحه رغم كل شيء في الوصول إليه، قال التنظيم إنه يدعو "الذئاب المنفردة إلى التركيز على الأهداف وطريقة تحقيقها، وتجاوز مسألة التكتيكات والعراقيل التي يُمكن أن يُسببها التردد وطول التفكير، مطالباً باختيار هدف معين، والطريقة الأنسب والأسهل لاستهدافه، واختيار التوقيت الأفضل" لتسديد الضربة المؤلمة في الوقت الأنسب.

التحالف يستعد للسيطرة
لحوثي وصالح :
وعلي صعيد اخر،  شهدت العاصمة اليمنية صنعاء الواقعة تحت سيطرة المتمرّدين الحوثيين المتحالفين مع الرئيس السابق علي عبدالله صالح، الجمعة، حراكاً سياسياً، وصفته مصادر مطلّعة بـ"غير الاعتيادي" وربطته بالضربة الصاروخية التي وجهتها الولايات المتحدة لقاعدة الشعيرات الجوية السورية، كون تلك الضربة تتضمّن رسالة واضحة لأتباع إيران في المنطقة، ومن بينهم جماعة الحوثي، بشأن جدّية إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الانخراط في مواجهتهم بشكل مباشر.
ووفق ذات المصادر لصحيفة "العرب"، فإن قيادات من الصفّ الأول من جماعة أنصارالله الحوثية عقدت اجتماعاً عاجلاً برئاسة محمّد علي الحوثي رئيس ما يعرف بـ"اللجنة الثورية العليا"، خصصته لتدارس تداعيات الضربة في سوريا على الوضع في اليمن. لكن المصادر لم تورد تفاصيل عما دار بالاجتماع الذي قالت إنّه أحيط بقدر كبير من السرية والكتمان.
وتزامنت الضربة الأميركية في سوريا مع تسارع الاستعدادات لشنّ حملة عسكرية مدعومة من التحالف العربي لاستكمال تحرير الشريط الساحلي الغربي لليمن من سيطرة المتمرّدين الحوثيين وقوات علي عبدالله صالح، بما في ذلك أهم موقع بذلك الشريط، محافظة الحديدة بمينائها الاستراتيجي الذي أصبح يمثّل آخر شريان لإمداد المتمرّدين بالسلاح والمساعدات الإيرانية المهرّبة عبر البحر.
وسبق لمصادر سياسية أن تحدّثت عن ضوء أخضر أميركي لبدء تلك العملية المفصلية في جهود تحرير كامل اليمن من سيطرة الحوثيين، وذلك تجسيدا لمنظور الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس دونالد ترامب الأكثر توافقاً من سابقتها إدارة باراك أوباما مع رؤية بلدان الخليج بشأن سلبية دور طهران وتدخلاتها عبر وكلاء لها في المنطقة، وأكثر تفهماً للخطوات التي تتخذها تلك البلدان لمواجهة تلك التدخلات، وأبرزها انخراط التحالف العربي في مواجهة عسكرية ضد المتمرّدين في اليمن.
فيما عبّر مصدر مسؤول بالرئاسة اليمنية عن التأييد الكامل لقرار الإدارة الأمريكية في القيام بعمليات عسكرية على أهداف عسكرية في سوريا.
وقال المصدر "إن العمليات العسكرية جاءت رداً على الاٍرهاب الكبير للنظام السوري والمتمثل في استخدامه للأسلحة الكيماوية ضد المدنيين الأبرياء، مما أودى بحياة العشرات منهم بينهم أطفال ونساء، والتي تأتي استمراراً للجرائم البشعة التي يرتكبها النَّظَّام السوري ضد شعبه منذ سنوات، وبات وضع الشعب السوري في جحيم".
وحمّل المصدر النظام السوري المسؤولية الكاملة لكل هذه المجازر ولتبعاتها ..مطالباً الجهات المعنية في منظمة حظر استخدام السلاح الكيماوي التحقيق الكامل في هذه الجرائم.
وثمن المصدر الموقف الشجاع والمسؤول للرئيس الأمريكي دونالد ترامب وداعياً المجتمع الدولي القيام بمسؤولياته تجاه الشعب السوري الشقيق.

التحالف يستعد للسيطرة
دور جماعة الإخوان:
وعلي صعيد اخر، أثارت حملة التشويه التي يقوم بها إخوان اليمن للأعمال الإنسانية والتنموية التي تقوم بها دولة الإمارات في جزيرة سقطرى وفي عدن، موجة استياء واسعة في اليمن.
ووصف مراقبون هذه الحملة بالمشبوهة ويقف خلفها الإخوان والحوثيون وتنطلق من أجندات سياسية أنانية، وثقافة متخلفة قائمة على محاربة أي عمل يصب في صالح التخفيف على المواطنين الذين أنهكتهم الحرب والصراعات السياسية.
وعزا المراقبون في استطلاع اجرته صحيفة "العرب"، تكرار سيناريو استهداف جهود الإمارات لدعم الاستقرار والتنمية في المناطق اليمنية المحررة في عدن وأبين ولحج، إلى الأزمة التي يعيشها تحالف قوى التطرف ممثلة في الإخوان وداعش والقاعدة والحوثيين، والتي لا تستطيع أن تنمو إلا في أجواء الحرب والدمار.
وقالت مصادر مسؤولة للصحيفة: "إن هذا التناقض يكشف النوايا الحقيقية للحملات الإعلامية التي تتصاعد بشكل كبير مع كل خطوة تقوم بها الإمارات باتجاه تثبيت الأمن ورفع وتيرة التنمية والتطور الاقتصادي، وهي الجهود التي تواجه عادة باستهداف مفضوح من قبل التيارات ذاتها التي ساهمت في دمار اليمن منطلقة من حساباتها السياسية الذاتية التي لا تتماشى مع حاجة اليمنيين إلى الاستقرار".
فيما قال خبير وسياسي يمني، إن تنظيم الإخوان هو من يقف وراء الحملة الإعلامية والهجمة القذرة ضد دولة الإمارات العربية المتحدة في اليمن.
وأوضح الخبير حسين حنشي رئيس مركز عدن للبحوث الاستراتيجية والإحصاء لـموقع "24 الاماراتي"، أن "الإمارات تشارك في تحالف إعادة الشرعية وجاءت بطلب رسمي من الرئيس هادي وهي تشارك بقواتها العسكرية لنصرة اليمنيين ولم تأت لأجندة أخرى، ومن يسعى لتشويه دور الإمارات هم المتضررون من الحرب على الإرهاب، وهي الحرب التي سينتصر فيها اليمنيون مع التحالف العربي والإمارات".
وأكد حسين حنشي أن "الحملة ضد الإمارات جاءت في أعقاب هزيمة التنظيمات المسلحة في حضرموت وعدن ولحج وأبين، وهذا يؤكد أن من يقف وراء هذه الحملة هو المهزوم في معركة اجتثاث الإرهاب من الجنوب".
وكشف حنشي أن "الحملة تأتي قبيل معركة الحديدة التي تقوم فيها الإمارات بدور طليعي والحملة تهدف لتشتيت انتباه الأشقاء وهذه الأفعال ليست جديدة، إذ أنه في معارك تحرير المخا قامت قوى يمنية أهمها الإخوان بالعبث في عدن وأبين".

التحالف يستعد للسيطرة
ايران وجزيرة "سقطرى"
كشف مصدر مقرب من المكتب السياسي لجماعة الحوثي أن إيران كانت تعتزم إنشاء قاعدة عسكرية في جزيرة “سقطرى” اليمنية، مقابل 3 مليارات دولار سنويًا تقدمها للمتمردين الحوثيين مع زيادة التمويل العسكري للميليشيات بهدف تأمين وحماية تجارتها البحرية.
وقال المصدر، في تصريحات خاصة لـ “إرم نيوز”، إن العرض جاء عبر وسطاء يمنيين منتصف العام 2014، عقب سيطرة جماعة الحوثي المدعومة بقوات موالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح، على السلطة، في انقلابها صبيحة الـ 21  من سبتمبر 2014، لافتاً إلى أن وفداً ضم عدداً من قادة جماعة الحوثي، كان من بينهم محمد البخيتي شقيق القيادي الحوثي المنشق علي البخيتي، زار إيران لبحث تلك الصفقة.
ونوه المصدر إلى أن الحالة السياسية والظروف الأمنية التي كانت سائدة في المنطقة تلك الفترة أجلت الصفقة، على أمل إحكام الجماعة قبضتها على عدن والمدن الجنوبية، على حد قوله.
وأشار المصدر إلى أن الوفد الحوثي زار إيران مرتين لبحث تلك الصفقة، كان آخرها في فبراير 2015، ووفق ما ذكر المصدر فإن إيران اشترطت وضع يدها على الجزيرة وبعض الجزر الأخرى الصغيرة المجاورة لها، ومنها جزيرة “عبد الكوري”، مقابل 3 مليارات دولار سنوياً، لمدة 10 سنوات، تدفعها للخزينة اليمنية، لتقوية نفوذ الحوثيين في اليمن، ومواجهة الأعباء المالية التي أعقبت الانقلاب.
وأضاف مستدركاً: “لكن بداية العمليات العسكرية ضد الحوثيين، والتي أطلق عليها اسم “عاصفة الحزم”، في الـ 26 من مارس 2015، أجلت إتمام الصفقة، لتنقطع آمال إيران تمامًا في إنشاء قاعدة بحرية بجزيرة سقطرى مع بداية تقهقر عناصر الحوثي من المحافظات الجنوبية وتحريرها”.
وبررت إيران رغبتها بوجود قاعدة عسكرية لها بسعيها لمواجهة التهديدات “الإرهابية” التي قد تتعرض لها سفنها التجارية أو سفن حلفائها – في إشارة إلى الصين – من قبل القراصنة الصوماليين الذين ينتمي أغلبهم لحركة “الشباب” الصومالية، والتي تعد ذراع تنظيم “القاعدة” في القرن الصومالي، فيما تضمر إيران نية مغايرة تتمثل في الإشراف بشكل مباشر على أنشطتها العسكرية والاستخباراتية في القرن الأفريقي والجزيرة العربية، ومحاولة زيادة المد الشيعي والفكر الخميني إلى تلك الدول.
وطالب حنشي الحكومة اليمنية إيقاف هذه الحملة التي قد تؤثر على مستقبل الحرب لاجتثاث الانقلاب في اليمن.

شارك