بعد زيارة السيسي لواشنطن.. هل تُدرج أميركا جماعة "الإخوان" منظمة إرهابية؟

السبت 08/أبريل/2017 - 08:30 م
طباعة بعد زيارة السيسي
 
بينما تصاعدت أمنيات العديد من الأوساط المصرية باحتمالية قدرة الرئيس عبدالفتاح السيسي إقناع نظيره الاميركي دونالد ترامب، باستصدار قرارٍ بتصنيف جماعة الإخوان المسلمين التي أدرجها القضاء المصري تنظيماً إرهابياً أواخر 2013 بعد ثبوت ضلوعها في تفجير مديرية أمن الدقهلية، لفت مراقبون إلى صعوبة الإجراءات القانونية المتبعة في ذلك السياق في الولايات المتحدة الأمريكية، الامر الذي ربما يُعرقل مسألة تصنيفهم جماعة إرهابية، فضلاً عن مدى اعتبار دوائر صنع القرار في الولايات المتحدة الأمريكية جماعة الإخوان تُحقق مصالحها، وان إدراجها إرهابية ربما يهدد المصالح الأمريكية في المنطقة.
وقد جاء ملف العنف الإخواني في مصر والمنطقة على رأس مباحثات السيسي وترامب، خلال لقائهما في البيت الأبيض الأسبوع الماضي، وأنه بالتزامن مع زيارة السيسي لواشنطن التي بدأها السبت الماضي، أشارت تقارير إلى أن التنظيم الدولي لجماعة "الإخوان المسلمين" تعاقد مع مراكز بحثية ودوائر أخرى صاحبة تأثير على صناع القرار في البيت الأبيض، وأعضاء الكونجرس الأميركي، لإقناعهم بمدى سلمية أنشطة الجماعة، مع الإشارة إلى الأوضاع الحقوقية التي تشهدها مصر منذ ثورة 30 يونيو 2013 التي أنهت حكمها للبلاد.

بعد زيارة السيسي
اللافت للنظر أن الحجم الكبير في التداخل بين قوى الإسلام السياسي خاصة جماعة الإخوان المسلمين من جهة وأجهزة مخابرات الدول الغربية من جهة آخرى، يحول قطعياً بين اتخاذ أي دولة أوربية مثل الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا قرار بإرهابية جماعة الإخوان، رُغم التصريحات التي تخرج من تلك الجهات على اعتبار أن هناك تخوفات فعلية من انشطة جماعة الإخوان العنيفة.
ولعل ما حدث في بريطانيا مؤخراً من دراسة مجلس العموم البريطاني أنشطة الإخوان واتهام العديد من قياداتها بممارسة العنف، إلا أنه لم يصدر أي قرار من مجلس العموم البريطاني بإرهابية الإخوان.
لذلك من يظن أن الرئيس السيسي سيعود من أميركا بقرار من الإدارة الأميركية يعتبر جماعة الإخوان منظمة إرهابية فهو واهم، فخوف الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية على مصالحها في المنطقة يحول يجعل تلك الدول متمسكة بالجماعة كحليف استراتيجي في المنطقة، فواشنطن تعلم أن الإخوان موجودون بشكل رئيسي ومسلح في 5 دول محورية بالمنطقة، (ميليشيات حماس في فلسطين – ميليشيات فجر ليبيا – ميليشيات الجيش الحر في سورية – حزب الدعوة المسلح في العراق – حزب الإصلاح المسلح في اليمن).

بعد زيارة السيسي
وتشير العديد من الشواهد القانونية أن قرار إدراج "الإخوان" منظمة إرهابية في أميركا له مساران، الأول في يد الكونجرس وهي مسألة تخضع لإجراءات روتينية قد تمتد المناقشات فيها إلى سنوات، والمسار الآخر هو اتخاذ الرئيس دونالد ترامب قراراً بهذا الإدراج، لكن المسار الأخير محفوف بالمخاطر إذ أن القضاء الاميركي تصدى لترامب أكثر من مرة في ذلك السياق، فالأمر يخضع لإجراءات معقدة داخل المجتمع الأميركي، بينها الطعن على القرار أمام القضاء الأميركي، وأن الوعود التي قطعها الرئيس الأميركي على نفسه غير قابلة للتطبيق، نظراً إلى أنها مرتبطة بالأمن القومي الأميركي.
كان الرئيس الاميركي حنث العديد من وعوده التي قطعها على نفسه وقتما كان مرشحاً رئسياً، إذ وعد مرشحيه بالانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني ولم يستطع الإقبال على هذا النحو، كما وعد بإدراج الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية ولم يفعل، كما وعد بإدارج جماعة الإخوان منظمة إرهابية ولم يفعل، ويبرر مراقبون ذلك الحنث بالوعود بأن أوباما رجال قادم من خلفية اقتصادية بحته، لا علم له بكواليس السياسية، وأن دوائر صنع القرار بعد فوزه أوضحت له الصورة بشكل واقعي.

بعد زيارة السيسي
كما أشارت العديد من التقارير الإعلامية التي يتم تداولها على نطاق واسع أن جهاز FBI  الاستخباراتي الأميركي لديه قناعة بأن تصنيف الإخوان جماعة إرهابية سيدفع شبابها إلى استهداف المصالح الأميركية في المنطقة، وأن الإبقاء على الجماعة كحليف في منطقة الشرق الأوسط يعني ضمان وجود مراكز قوى وتأثير على الأنظمة العربية وخاصة المصرية.
كان مسؤول أميركي قال وقت زيارة السيسي لأميركا، ردا على سؤال حول ما إذا كانت الولايات المتحدة سوف تصنف جماعة الإخوان المسلمين على أنها "جماعة إرهابية" كما تريد مصر، قال المسؤول :" ترامب مهتم بسماع وجهات نظر السيسي خلال الاجتماع"، وأضاف:" نحن وعدد من الدول لدينا بعض المخاوف بشأن الأنشطة التي تقوم بها جماعة الإخوان المسلمين في المنطقة".

بعد زيارة السيسي
كما قال المستشار السابق لحملة الرئيس الأميركي ترامب، وليد فارس، إن تصنيف الإدارة الأميركية لجماعة "الإخوان المسلمين" منظمة إرهابية، لا يحتاج إلى قرار سياسي، بل هو مسألة وقت، وأن اتخاذ القرار التنفيذي بتصنيف الجماعة إرهابية يتطلب إجراءات إدارية وقانونية معقدة وتشاوراً وتنسيقاً داخل أروقة الإدارة أو الكتل المؤثرة في الكونجرس.

شارك