موسكو تحاول عرقلة شطحات الغرب تجاه سوريا..وخيار التصعيد وارد

السبت 08/أبريل/2017 - 09:07 م
طباعة موسكو تحاول عرقلة
 
تداعيات قصف مطار الشعيرات السوري لا تزال مستمرة، فى الوقت الذى تتصاعد فيه الاتهامات للرئيس السوري بشار الأسد بارتكاب مذبحة وبحث عدد من العواصم الغربية تصعيد العقوبات ضدهن بالرغم من المحاولات الروسية الينية لعرقلة شطحات الغرب تجاه الأزمة السورية، وسط توقعات بمزيد من العقوبات خلال الفترة القادمة.
وكشف هربرت ماكماستر، مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي أن الرئيس دونالد ترامب استعرض احتمال قصف قصر الرئيس السوري بشّار الأسد المسمى خيار "قطع الرأس"عند بحثه مع أركانه قرار توجيه ضربة عسكرية لسوريا، الخميس الماضي.

موسكو تحاول عرقلة
أكد  ماكماستر أن ترامب ناقش مع أعضاء المجلس وجنرالات وزارة الدفاع 3 خيارات قبل أن يقرر توجيه الضربة الصاروخية التي استهدفت قاعدة للجيش السوري في حمص، بينها عملية "قطع الرأس" التي تتضمن مهاجمة قصر الرئيس السوري بشار الأسد مباشرة دون التسبب بقتله وانهيار غير محسوب للنظام، إنما بقصد دفعه للاستسلام والقبول بالحل السياسي وانتقال السلطة خلال أشهر، إلا أن ترامب حيّد الخيار الأول بعد نصيحة مستشار الأمن القومي الذي طرح خشية الولايات المتحدة من سقوط الأسد مباشرة واستيلاء المتطرفين على السلطة وتكريس أمر واقع خارج سيطرة المجتمع الدولي.
وقال مسؤولان كبيران شاركا في هذه الاجتماعات إنه فور ورود أنباء عن الهجوم بالغاز، طلب ترامب قائمة خيارات لمعاقبة الأسد، وقال كبار مسؤولي الإدارة إنهم التقوا بترامب مساء الثلاثاء وقدموا خيارات، منها عقوبات وضغوط دبلوماسية وخطط لمجموعة متنوعة من الضربات العسكرية على سوريا، وجميعها كانت معدة قبل أن يتولى السلطة.
قال أحد المسؤولين إن أكثر الخيارات قوة يسمى بضربة "قطع الرأس" على قصر الأسد الرئاسي الذي يقبع منفرداً على قمة تل إلى الغرب من وسط دمشق، وذكر مسؤول أنه "كان لديه (ترامب) كثير من الأسئلة وقال إنه أراد أن يفكر بشأنها لكنه كان لديه أيضاً بعض الملاحظات..أراد تنقية الخيارات".
وقال مسؤولو المخابرات ومستشارو ترامب العسكريون إنهم تأكدوا من أن القاعدة الجوية لنظام الأسد استخدمت لشن الهجوم الكيماوي وأنهم رصدوا طائرة سوخوي-22 المقاتلة التي نفذته. وأبلغهم ترامب بالتركيز على الطائرات العسكرية، وعصر الأربعاء، ظهر ترامب في حديقة الورود بالبيت الأبيض وقال إن الهجوم "الذي يتعذر وصفه" ضد "حتى الأطفال الرضع" غيّر موقفه من الأسد. وسئل عما إذا كان بصدد صياغة سياسة جديدة بشأن سوريا فرد ترامب بالقول "سترون".

موسكو تحاول عرقلة
من جانبه بحث نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوجدانوف، مع السفير الصيني لدى روسيا، لي خوي، الضربات الأمريكية على قاعدة الشعيرات، وجاء في بيان صدر عن الخارجية الروسية بهذا الصدد أن "جرى خلال المحادثات تبادل الآراء حول تطورات الأوضاع العسكرية السياسية في سوريا، بما في ذلك في سياق الضربة الصاروخية التي شنتها الولايات المتحدة على قاعدة للقوات الحكومية السورية".
أكد الجانبان "سعي موسكو وبكين لمواصلة التنسيق الوثيق لمواقفهما من القضية السورية والمواضع الملحة الأخرى لأجندة الشرق الأوسط، بما في ذلك على منصات الأمم المتحدة وبريكس".
وجرت هذه المحادثات عشية عقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا علنيا طارئا في مقره بنيويورك لبحث الضربة التي شنتها الولايات المتحدة على القاعدة الجوية السورية.
فى حين اكدت وزارة الدفاع الروسية أن البنتاجون والخارجية الأمريكية على حد سواء لم يقدما أي دلائل تثبت وجود أسلحة كيمياوية في قاعدة الشعيرات السورية التي تعرضت لضربات الولايات المتحدة.
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية ، اللواء إيجور كوناشينكوف: "لم يقم أي من البنتاغون أو الخارجية الأمريكية، حتى بعد مرور يوم على توجيه سفن القوات البحرية الأمريكية ضربة مكثفة بصواريخ مجنحة إلى مطار الشعيرات، أي دلائل تثبت وجود أسلحة كيمياوية في هذه القاعدة الجوية" السورية.
أضاف  كوناشينكوف: "لقد زار عشرات الممثلين عن وسائل الإعلام والإدارة المحلية ومصالح الإطفاء والشرطة، ناهيك عن العسكريين السوريين، هذا المطار، ولم يتم العثور على أي مستودعات، وخاصة تلك المحتوية على الأسلحة الكيمياوية".، موضحة أن "جميع الأشخاص الذين يتواجدون حاليا في المطار أو الذين زاروه سابقا لا يرتدون أقنعة الغاز ويحسون أنهم في حالة طبيعية تماما".
ويري محللون أن الطريق الوحيد لإيجاد براهين موضوعية في هذه القضية يتمثل، وفقا لما أشارت إليه وزارة الدفاع الروسية، بإجراء تحليل شامل بشأن وجود الأسلحة الكيمياوية في مطار الشعيرات، باستخدام الأجهزة الخاصة لجمع العينات وتوثيقها ودراستها العلمية اللاحقة، على غرار ما قام به الخبراء الروس في حلب بعد استخدام الأسلحة الكيمياوية من قبل المسلحين.

موسكو تحاول عرقلة
والاشارة إلى أن "كل عامل في منظمة حظر السلاح الكيمياوي، الذي يتمتع بنفوذ حتى في عيون الولايات المتحدة، يعلم أن بقايا المواد القتالية السامة ومركباتها الأساسية من المستحيل إخفاؤها حتى بعد مرور أشهر، بل وسنوات، من وضعها في المستودعات".، والسبيل الوحيد للعثور على أي دلائل موضوعية للوجود المزعوم للمواد السامة في قاعدة الشعيرات، وعرضها للمجتمع الدولي برمته، يكمن في إرسال بعثة خبراء محترفين إليها".    
وفى سياق متصل أعلن السيناتو الروسي قسطنطين كوساتشوف أن الطيران الروسي في سوريا لن ينجر إلى مجابهة مع القوات الأمريكية إذا لم يكن هناك تهديد مباشر للقواعد والقوات الروسية هناك.
كتب قسطنطين كوساتشوف رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي (مجلس الشيوخ)، على صفحته في موقع فيسبوك "برأيي، لن تقوم القوات الجو-فضائية الروسية المرابطة في سوريا بالتورط في مجابهة عسكرية مع القوات الأمريكية ومن يساندها، في حال لم يكن هناك تهديد حقيقي لقواتنا هناك".
أكد كوساتشوف، أنه إذا لم تكن هناك محاولات تصدي من جانب المجتمع الدولي لهجمات الولايات المتحدة غير الشرعية، فإن هذا الأمر يمكن أن يعتبر إشارة لمواصلة واشنطن تحقيق "أغراضها الأقل وضوحاً في سوريا" بالوسائل العسكرية، وعندها ستتضاعف مخاطر وقوع صدامات بأشكال مختلفة.

موسكو تحاول عرقلة
ما أعلن السيناتور الروسي أن وقف العمل بمذكرة التفاهم مع الولايات المتحدة بشأن سلامة الطيران فوق سوريا خطوة في الاتجاه الصحيح. وأضاف: "لا يمكن أن تكون هناك آليات قانونية لدعم عمليات غير مشروعة. فالولايات المتحدة بمهاجمتها القوات الحكومية السورية في حمص وضعت نفسها خارج الاتفاقات الدولية لمكافحة الإرهاب، بارتكابها عملين خطيرين"- كتب كوساتشيف.
كان المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، اللواء إيجور كوناشينكوف، قد أعلن أن روسيا توقف العمل بمذكرة التفاهم مع الولايات المتحدة بشأن سلامة الطيران فوق سوريا بداية من منتصف الليلة الماضية.
قال كوناشينكوف أن وزارة الدفاع الروسية قدمت مذكرة بهذا الخصوص للملحق العسكري بالسفارة الأمريكية لدى روسيا.
وفى سياق أخر اعتبرت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن ضرب واشنطن لقاعدة الشعيرات السورية ليست له أية صلة بمحاولات الوصول إلى حقيقة الاستخدام المفترض للسلاح الكيميائي في سوريا.
قالت زاخاروفا إن ما سمته بـ"استعراض واشنطن" لا علاقة له، لا بالسياسة الإقليمية والشرق أوسطية، ولا بالاستراتيجية، إنه مجرد محاولة من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإثبات نفسه في ظروف الصراع السياسي الداخلي الشرس في الولايات المتحدة.
شددت على أن المشكلة الأكبر تكمن في أن الولايات المتحدة لم تتمكن حتى الآن من صياغة سياسة خارجية ثابتة تجاه الشرق الأوسط، وتحديدا، على المسار السوري.

شارك