دماء علي الصُلبان في أسبوع الآلام.. ومصر تواجه إرهاب "داعش"
الأحد 09/أبريل/2017 - 01:41 م
طباعة
مواصلة للعمليات الإرهابية التي تشهدها مصر قبيل أعياد الأقباط، شهد اليوم الأحد 9 أبريل 2017 وهو عيد السعف، تفجيرين إرهابيين في كل من كنيسة مارجرجس بطنطا، والكنيسة المرقسية بالإسكندرية، أدي إلي قتل 26 شخصاً بينهم ضابط شرطة، وأصيب نحو 71 آخرين في تفجير كنيسة "مار جرجس" في مدينة طنطا بمحافظة الغربية.
استهداف المسحيين
قالت وزارة الصحة إن 21 شخصا قتلوا في الانفجار الذي وقع الأحد في كنيسة مار جرجس بمدينة طنطا عاصمة محافظة الغربية.
وشهدت كنيسة مارجرجس بطنطا محاولة تفجير في 29 مارس الماضي.
ووقع الانفجار أثناء استعداد المسيحيين لاحياء أحد الشعانين الذي يبدأ معه الأسبوع الأخير الذي يسبق عيد الفصح، وأسفر كذلك عن إصابة نحو أربعين شخصا بجروح، وفق المصادر نفسها.
وأفادت مصادر أمنية وشهود عيان بأن مرتكب الحادث وضع العبوة الناسفة في الصف الأول من المقاعد خلال إقامة صلاة القداس، ما أدى إلى سقوط عدد كبير من الضحايا.
وقالت مصادر صحيفة إن الانفجار أسفر حتى الان عن سقوط " 21 قتيلا" والعديد من المصابين.
واستهدف كنيسة مارجرجس في مدينة طنطا بالمحافظة الغربية في دلتا النيل على بعد 120 كيلومترا شمال القاهرة قبيل الساعة العاشرة صباحا.
وألمح موقع إسرائيلي إلي تورط تنظيم "داعش" الإرهابي فيه، لافتًا إلى أن التنظيم الإرهابي أصدر مؤخرًا تهديدات واضحة ضد الأقباط في مصر، منوهًا إلى أن الحديث يدور عن حادث مميت ومتعمد الهدف منه إفساد احتفالات المسيحيين بالعيد.
علي صعيد أخر، وقع انفجار أخر في محيط الكنيسة المرقسية في الإسكندرية، حيث أعلنت وزارة الصحة المصرية إصابة 3 أشخاص حتي الآن، بينهم ضابط شرطة والذي كان يحبط محاولة التفجير.
وقالت الوزارة في بيان اليوم، إنه تم الدفع بسيارات الإسعاف إلى مكان الحادث لنقل المصابين واسعافهم.
تأتي الانفجارات قبل عشرة أيام من زيارة سيقوم بها بابا الفاتيكان لمصر في 28 و29 أبريل الجاري.
قال مصدر أمني في محافظة الغربية، اليوم الأحد ، إن قوات الأمن تمكنت من القبض على شخص يشتبه في تورطه في حادث تفجير كنيسة مارجرجس في طنطا.
وأضاف إن قوات الأمن اشتبهت في المتهم، ولم يتمكن من الفرار، ومن المحتمل القبض على شخص أخر كان برفقته ولكنه تمكن من الهرب قبل السقوط في قبضة الشرطة.
وفي ديسمبر فجر مهاجم انتحاري نفسه في قاعة للصلاة بالكنيسة البطرسية الملحقة بكاتدرائية الأقباط الأرثوذكس في القاهرة موقعا 25 قتيلا أغلبهم من النساء والأطفال.
وأعلن تنظيم داعش أنذاك الذي يتبعه مسلحون ينشطون في محافظة شمال سيناء مسؤوليته عن هجوم الكنيسة البطرسية كما أعلن أنه يستهدف المسيحيين المصريين.
وقبل ثمانية أيام قتل شرطي وأصيب 12 آخرون في انفجار أمام مركز تدريب لقوات الشرطة في طنطا وأصيب ثلاثة مدنيين أيضا.
وأعلنت جماعة إسلامية متشددة تلقب نفسها (لواء الثورة) مسؤوليتها عن الهجوم على مركز تدريب الشرطة في حساب على تويتر.
وتقول وزارة الداخلية إن لواء الثورة وجماعة مسلحة أخرى تسمي نفسها حركة سواعد مصر (حسم) تتبعان جماعة الإخوان المسلمين المحظورة لكن الجماعة تنفي أي صلة لها بالعنف.
وقالت وزارة الداخلية إن الشرطة قتلت مسلحين ينتميان لجماعة الإخوان السبت في اشتباك بمحافظة البحيرة في دلتا النيل.
وتوقع محللون أن تكون العمليات الإرهابية، جاءت بعد مصرع قيادي تنظيم داعش في سيناء "أبو أنس الأنصاري"، والذي قتل علي يد الجيش المصري منذ أيام. حيث هدد التنظيم بوضوع في إصدار بيانه الأخير أن عملية ما ستجري قبل شهر رمضان المقبل، سواء عبر ذئب منفرد أو حتي بدعم مباشر من التنظيم.
ويتساءل مراقبون متي سيتم مواجهة مشكلتي الإرهاب واستهداف المسيحيين ودور عبادتهم؟، قبيل الأعياد.
إدانات دولية وعربية
توالت الادانات الدولية والعربية للتفجيرات الإرهابية التي استهدفت المسحيين، وأدان العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني التفجير الإرهابي، الذي وقع اليوم الأحد في كنيسة مار جرجس ، وأودى بحياة العديد من الضحايا الأبرياء وإصابة آخرين.
كما أدانت مملكة البحرين بشدة الهجوم الإرهابي الآثم، وأكدت وزارة الخارجية البحرينية في بيان صحفي تضامنها الكامل مع جمهورية مصر العربية الشقيقة في مواجهة الإرهاب بكل صوره وأشكاله ودعمها التام في كل ما تتخذه من تدابير وإجراءات رادعة للحفاظ على الأمن والاستقرار.
كما أدان البابا فرنسيس بابا الفاتيكان حادث الهجوم الإرهابى الإجرامى الذى استهدف كنيسة مارجرجس بطنطا، وحث البابا فرنسيس الإرهابيين وصانعى الأسلحة ومهربيها على التوقف.
واستنكرت جامعة الدول العربية وعدة دول عربية الحادث الإرهابي الذي ضرب كنيسة مار جرجس في طنطا شمالي مصر، الأحد، وأدى إلى مقتل 25 شخصا على الأقل وإصابة العشرات.
ودان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط "بأشد العبارات"، الانفجار الإرهابي.
ودعا أبو الغيط إلى تعبئة المزيد من الجهود لمواجهة الخطر المتزايد للإرهاب وجرائمه، وتكثيف التعاون والتنسيق على المستويين العربي والدولي لمواجهة هذه الظاهرة.
وبعث أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ببرقية إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي "عبر فيها عن خالص تعازيه وصادق مواساته"، مؤكدا "استنكار دولة الكويت وإدانتها الشديدة لهذا العمل الإجرامي الشنيع الذي استهدف أرواح الأبرياء الآمنين ووحدة المجتمع المصري، والذي يتنافى مع كافة الشرائع السماوية والقيم الإنسانية".
ودانت وزارة الخارجية العراقية "وبأشد العبارات" الهجوم، معبرة عن "مشاركة شعب وحكومة الشقيقة مصر مشاعر الألم والحزن بهذه الجريمة النكراء".
وقال بيان للخارجية العراقية: "إن العراق إذ يعلن تضامنه الكامل مع مصر ووقوفه معها في ذات الخندق لمواجهة الإرهاب الذي يستهدف أمنها الداخلي وسلامة مواطنيها، يكرر دعوته إلى المزيد من تنسيق الجهود الدولية والإقليمية للضرب بيد من حديد على كافة الأوكار والحواضن الفكرية للتنظيمات المتبنية لمنهج التطرف والتكفير، وقطع كافة مصادر دعمها وتمويلها ومنابر الإعلام المروجة لخطابها".
كما دانت الخارجية التركية "بشدة" استهداف الكنيسة، وقدمت تعازيها لذوى الضحايا وللشعب المصري كافة، حسب بيان للوزارة.