الإمارات في "ظهر" حفتر لمواجهة الإرهاب في ليبيا
الثلاثاء 11/أبريل/2017 - 03:35 م
طباعة
في خطوة لافتة، نشرت وكالة الأنباء الإماراتية، أمس الأثنين 10 أبريل 2017، صورة للقاء جمع في أبو ظبي ولي العهد محمد بن زايد، والمشير الليبي خليفة حفتر قائد الجيش الليبي والموالي لحكومة شرق ليبيا، حيث تقف الإمارات في ظهر حفتر لمواجهة الجماعات الإرهابية في ليبيا.
وقالت الوكالة إن بن زايد بحث مع حفتر تعزيز العلاقات الأخوية بين البلدين وسبل تطويرها وتنميتها.
وفي مساعي لتقارب وجهات النظر بين الطرفين، فقد أعرب بن زايد عن تقديره للدور الذي يلعبه الجيش الوطني الليبي والمشير خليفة حفتر في محاربة الإرهاب، مشيراً إلى أنّ هذه الجهود ساهمت بشكل أساسي في تقليص هذا الخطر (الإرهابي) وخلق البيئة السياسية المطلوبة للوصول الى حل يشمل كافة الليبيين في ظل دولة موحدة.
يأتي ذلك في وقت تشهد فيه ليبيا صراعات طائلة بين أطراف النزاع المتناحرين علي السلطة، حيث تسعي كل حكومة علي حده للوصول للحكم أى كانت تكاليف الصراع.
وتشهد ليبيا انقساما كبيرا بين ثلاثة جهات أساسية: حكومة في الشرق يدعمها مجلس النواب وجيش خليفة حفتر، وحكومة الوفاق الوطني المدعومة من طرف الأمم المتحدة، وحكومة ما تسمي بـ "الإنقاذ" التابعة لجماعة الإخوان والتي لا تزال تسيطر على بعض المناطق في طرابلس.
كذلك جاءت الزيارة في وقت تخوض قوات حفتر عمليات واسعة ضد الجماعات المتطرفة والإرهابية في أكثر من مكان في ليبيا.
وأضاف بن زايد "أن هذه الجهود ساهمت بشكل أساسي في تقليص هذا الخطر وخلق البيئة السياسية المطلوبة للوصول إلى حل يشمل كافة الليبيين في ظل دولة موحدة".
ودعا إلى توحيد كلمة الليبيين وتغليب مصلحة ليبيا في هذه المرحلة الدقيقة.
وأشار إلى التزام دولة الإمارات بدعم واستقرار ليبيا.
وأكد أن هذا الدعم "ينطلق من انتمائها العربي والإسلامي وإدراكها أن استقرار دول المنطقة مترابط ومتصل".
وأوضح أن الأمن والاستقرار حجر الأساس الذي لا يمكن البناء والتطور من دونه.
وأشارت إلى أنه تم "استعراض مجالات التعاون الثنائي ومجمل القضايا الإقليمية والدولية والتطورات الراهنة في المنطقة، خاصة فيما يتعلق بالجهود والتنسيق المشترك بين البلدين في محاربة التطرف والعنف والتنظيمات الإرهابية والجهود المبذولة في إرساء دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة".
وكانت قوات حفتر قد استعادت السيطرة على موانئ نفطية من ميليشيات متطرفة تعرف بـ"سرايا الدفاع عن بنغازي".
وفي سياق مواز، تفاقمت الأوضاع الأمنية فى ليبيا بما يهدد باتساع نطاق المعارك بين قوات حفتر وحكومة طبرق، إذ أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع بحكومة الوفاق الليبية، محمد الغصرى، تشكيل غرفة مشتركة من عدة كتائب لتحرير قاعدة براك التابعة لقوات الجيش الوطنى الليبى بقيادة المشير خليفة حفتر، فى جنوب البلاد.
وأضاف الغصري، أن العملية العسكرية انطلقت منذ يومين، بهدف محاربة مجموعة من مسلحي تنظيم "داعش" الإرهابي، وقوات اللواء 12 التابع لحفتر التي هاجمت، الأربعاء الماضي، القوة الثالثة المتمركزة في قاعدة "تمنهنت" الجوية.
وأشار إلى أن القوات المشاركة في العملية العسكرية، هي القوة الثالثة، والكتيبة 16، والكتيبة 45 مشاة (تابعة لحكومة الوفاق)، معتبرا أن "أي قوة لا تتبع المجلس الرئاسي، مليشيا خارجة عن الشرعية ويجب محاربتها".
ولفت إلى أن العملية العسكرية هدفها الأول استعادة السيطرة على قاعدة براك الجوية، مبينا أن المناطق الأخرى المستهدفة من العملية ومراحلها، سيتم الإعلان عنها لاحقا.
وكان رئيس المجلس الرئاسي بحكومة الوفاق الوطني الليبية، فايز السراج، قد حذر، يوم الجمعة الماضي، من اندلاع حرب أهلية في البلاد، بعد تنفيذ مقاتلة تابعة لقوات حفتر، الأربعاء الماضي، غارات جوية على قاعدة "تمنهنت".
وأكد السراج على "ضرورة التزام جميع الأطراف بالحوار والابتعاد عن أي تصعيد".
وتقع قاعدة "تمنهنت" الجوية، قرب مدينة سبها جنوبي ليبيا، على خط مواجهة رئيسي بين تحالفات مسلحة في شرق ليبيا وغربها تتنافس على السيطرة في صراع ما يلبث أن يهدأ حتى يشتد منذ العام 2014.
ويضع القائد العام للجيش خليفة حفتر نظره على الجنوب حيث أعلن منذ أكثر من أسبوعين عن إطلاق عملية عسكرية جديدة "الرمال المتحركة" تهدف إلى السيطرة على المناطق الواقعة خارج سيطرته في الجنوب.
وحفتر المتحالف مع برلمان وحكومة بالشرق رفضا حكومة الوفاق الوطني منذ وصولها إلى العاصمة طرابلس في أقصى غرب البلاد قبل نحو عام لوجود ميليشيات متطرفة في صفوف قواتها.
والجدير بالذكر أن الإمارات قامت بتسليح الجيش الليبي في وقت سابق لمقاتلة الجماعات الإرهابية المسلحة في البلاد، ووفق تقارير عالمية آنذاك فقد أرسلت الإمارات أسلحة إلى ليبيا من أجل مواجهة الجماعات الإسلامية التي بعضها مدعوم من قطر.