تساؤلات حول قدرة ترامب إلغاء الاتفاق النووي مع إيران
السبت 22/أبريل/2017 - 08:09 م
طباعة
على الرُغم من أمر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وكالات الأمن بمراجعة الاتفاق النووي مع إيران خلال مدة الـ 90 يوماً لمعرفة إن كان رفع العقوبات عن إيران يصب في صالح الأمن القومي الأميركي أم لا، قلّل مراقبون من النتائج المترتبة عن التقارير الأمريكية بشأن الاتفاق النووي الإيراني، خاصة أن ترامب لم يكن بمقدوره الإلتزام بما تعهد به وقتما كان مرشحاً رئسياً.
وتعهد ترامب وقتما كان مرشحاً رئاسياً بإدراج جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية، ويبدو أنه تراجع عن ذلك الأمر بحجة أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية كانت السبب في ذلك، إذ أنها ترى أن في إدراج تلك الجماعة الإرهابية خطراً على مصالح الامن القومي الأميركي، كما لم يستطع ترامب تنفيذ قرار حظر دخول المسلمين الولايات المتحدة الأمريكية، فالمحاكم الأميركية العليا أبطلت تلك القرارت.
كما تعهد ترامب بمراجعة الاتفاق النووي الإيراني الذي وقعته أميركا والدول الست الكبرى، مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وهو الأمر الذي قلل مراقبون من قدرة ترامب من تنفيذه، خاصة أن إيران من أكبر دول المنطقة تأثيراً في المنطقة وهي تتواجد بقوة في سورية والعراق واليمن ولبنان، وأن أميركا تدرك أن الاتفاق النووي ربما يحد من طموح إيران في الحصول على قنبلو نووية.
الناطق باسم ترامب شون سبايسر، قال عندما سُئل إن كان ترامب يشعر بالقلق من أن إيران ربما لا تفي بالتزاماتها طبقاً للاتفاق إن ترامب، "سيقوم بالتصرف الحصيف عندما يطلب مراجعة الاتفاق الراهن"، فيما قال وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس إن إيران تلعب دوراً يزعزع الاستقرار في المنطقة، لكن يتعين التصدي لنفوذها من أجل الوصول إلى حل للنزاع اليمني من خلال مفاوضات برعاية الأمم المتحدة.
وتابع ماتيس للصحافيين في الرياض بعد اجتماع مع كبار المسؤولين السعوديين "إذا بحثت في هذه المنطقة التي تواجه مشكلات عدة تجد أن إيران دائماً على صلة بالمشكلة"، وتابع: "علينا التغلب على مساعي إيران لزعزعة استقرار بلد آخر، وتشكيل ميليشيا أخرى في صورة حزب الله اللبناني، لكن النتيجة النهائية هي أننا على الطريق الصحيح لذلك".
بدوره، قال وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف ان الولايات المتحدة "لم تلتزم بروح الاتفاق النووي ولا بنصه"، جاء ذلك في تصريح للوزير الايراني نشر على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) أمس الجمعة ردا على تصريح للرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس الخميس بان ايران "الحقت ضررا بالغا" بالاتفاق الذي وقعته مع القوى العظمى حول برنامجها النووي والذي اسفر عن تخفيف العقوبات الدولية المفروضة عليها.
وقال ظريف متسائلا "هل الولايات المتحدة مستعدة للالتزام بنص الاتفاق النووي بغض النظر عن روحه"، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تنصلت عن كليهما (نصه وروحه)، وكان ترامب قال أمس "انه اتفاق رهيب ما كان يجب ان يتم توقيعه" مشيرا الى ان ايران "لا تحترم لب الاتفاق" الموقع في عام 2015 .
وأضاف ترامب ان "ادارته تعتزم اعادة تقييم علاقتها مع ايران.. وسترى ما اذا كانت ستبقى ضمن الاتفاق النووي"، مضيفا انه "يترقب ما سيحدث خلال الايام القادمة".
كانت مجموعة (5+1) والتي تضم الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن الدولي اضافة الى المانيا قد توصلت مع ايران منتصف عام 2015 لتوقيع اتفاق شامل بينهما ينهي ازمة بين الجانبين استمرت نحو 12 عاما، ويقضي الاتفاق برفع العقوبات التي يفرضها الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة والامم المتحدة على ايران مقابل موافقتها على فرض قيود طويلة المدى على برنامجها النووي.