الاعتداء التركى على قوات سوريا الديمقراطية يكشف العلاقة "البراجماتية" بين واشنطن والعمال الكردستاني
الأربعاء 26/أبريل/2017 - 06:15 م
طباعة
كشف الإعتداء التركى الذى شنته المقاتلات التركية، فجر الثلاثاء 25-4-2017م ، فى سلسلة غارات جوية على مقرات لميليشيا "وحدات الحماية" الكردية في شمال شرق سوريا، ومواقع لحزب العمال الكردستاني في سنجار شمال العراق، مما أسفر عن مقتل 70 من المسلحين الأكراد في المنطقتين، العلاقة "البراجماتية " بين الولايات المتحدة الأمريكية وحزب العمال الكردستاني حيث عبرت واشنطن عن "قلقها العميق"، معتبرة أن أنقرة لم تحصل على موافقة التحالف لشن ضربات ضد الميليشيا الكردية، قابله إعتداء لفظى أطلقه الرئيس التركي رجب طيب أردغان قائلا " أن العمليات ستستمر حتى القضاء على "آخر إرهابي".
ونقلت وسائل إعلام عن المتحدث باسم الخارجية الأميركية، مارك تونر، في مؤتمر عبر الهاتف مع الصحفيين قوله "عبرنا عن تلك المخاوف لحكومة تركيا مباشرة.. التحالف لم يوافق على هذه الضربات التي أدت إلى خسائر مؤسفة للأرواح في صفوف قوات شريكة لنا في قتال داعش" من جهة أخرى، حرص المتحدث الأمريكي على تلطيف الأجواء مع أنقرة، خصوصاً حين قال " الولايات المتحدة تدرك مخاوف تركيا إزاء حزب العمال الكردستاني، فإن الضربات الجوية عبر الحدود تضر بجهود التحالف لمكافحة تنظيم الدولة".
في المقابل، أكد الرئيس التركي ردب طيب أردوغان ، أن بلاده أبلغت شركاء بينهم "أميركا و روسيا و كردستان العراق" قبل العملية ضد حزب العمال الكردستاني في سنجار بالعراق " وقال أردوغان في مقابلة مع رويترز إن العمليات ستستمر في سنجار وفي شمال سوريا حتى القضاء على "آخر إرهابي"، مشدداً على أن تركيا لن تسمح بأن تصبح سنجار قاعدة لمقاتلي حزب العمال الكردستاني.
تركيا التى تعتير ميليشيا "وحدات الحماية" الكردية في سوريا امتداداً لحزب العمال الكردستاني التركي، الذي يخوض حربا ضد الجيش التركي في جنوب شرق البلاد، ويقيم معسكرات في جبال قنديل داخل العراق قرب الحدود مع تركيا، لكنه أقام معسكرا جديدا له في مدينة سنجار العراقية غرب الموصل بعد إخراج تنظيم الدولة منها العام الماضي، بينما تعتبر واشنطن ميليشيا "الوحدات" الكردية حليفاً أساسياً لها في محاربة تنظيم الدولة في سوريا، وتدعمها بالمال والسلاح والخبرات العسكرية، وتعول عليها واشنطن في معركة الرقة، بحجة طرد تنظيم "الدولة"، الأمر الذي أدى إلى غضب السلطات التركية، وتسبب في فتور بين واشنطن وأنقرة.
على الأرض، وفور الإعلان عن قصف جوي تركي لمواقع القيادة العامة لميليشيا "الوحدات" الكردية، قرب مدينة المالكية الواقعة في محافظة الحسكة عند المثلث الحدودي بين سوريا وتركيا والعراق، أظهرت صور نشرتها وكالات أنباء غربية ضباط وجنود من قوات المارينز الأميركي، برفقة قادة عسكريين من الميليشيا، خلال جولة بالمناطق التي قصفتها تركيا من جهته، طالب "صالح مسلم" زعيم "حزب الاتحاد الديمقراطي" التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة إلى التدخل لإيقاف الغارات الجوية التركية على ذراع حزبه العسكري "وحدات حماية" الكردية، مشيراً إلى أن الهجوم كان "متوقعاً".
وأضاف مسلم وفق وسائل إعلام كردية "نطالب التحالف الدولي بالتدخل لوقف هذه التعديات التركية"، معتبرا أنه "من غير المعقول أن نحارب على جبهة بأهمية الرقة ويقصفنا الطيران التركي في ظهرنا “ كما طالبت "وحدات الحماية" الكردية في بيان لها الثلاثاء، التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة بالتدخل لوقف ما أسمته "التعديات" التركية كما نقلت وكالة رويترز عن قيادي من "الوحدات" قوله "نطالب التحالف الدولي بالتدخل لوقف هذه التعديات التركية"، معتبراً أنه "من غير المعقول أن نحارب على جبهة بأهمية الرقة (معقل تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا) ويقصفنا الطيران التركي في ظهرنا".
وفي تأكيد جديد يثبت تورط واشنطن في دعم منظمات مصنفة إرهابية، ظهر الابن بـ"التبني" لمؤسس حزب العمال الكردستاني الانفصالي، برفقة ضباط في الجيش الأمريكي خلال معاينة مواقع لميليشيا "وحدات الحماية" الكردية التي تعرضت لقصف جوي من قبل الطائرات الحربية التركية وكشف "رجيب سويلو" الكاتب في صحيفة "ديلي صباح" التركية أن "شاهين تشيلو" Şahin Cilo الابن بـ"التبني" لعبد الله أوجلان مؤسس حزب العمال الكردستاني، ظهر برفقة ضباط وجنود من قوات المارينز الأميركي، خلال جولة لمواقع ميليشيا "وحدات الحماية" الكردية التي قصفتها الطائرات التركية فجر الثلاثاء، قرب مدينة المالكية الواقعة في محافظة الحسكة عند المثلث الحدودي بين سوريا وتركيا والعراق " وأكد الصحفي "سويلو" أن "شاهين تشيلو" مسؤول عن كبير من الهجمات الإرهابية التي داخل تركية التي خلفت عشرات الضحايا في صفوف المدنيين والجيش التركي وأشار عبر سلسلة من التغريدات في صفحته الرسمية بموقع تويتر إلى أن "شاهين تشيلو" يشغل حالياً القائد العام لحزب العمال الكردستاني في سوريا.
وكانت وكالة (آكي) الإيطالية، قد كشفت مؤخراً أن الغالبية العظمى من القادة العسكريين الميدانيين، لميليشيات "وحدات الحماية، وحدات حماية المرأة، قوات الأسايش" التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، والتي تُشكّل بمجملها نواة وغالبية ما تسمى "قوات سوريا الديمقراطية"، والمدعومة أمريكياً، هم من أكراد تركيا العلويين، التابعين بشكل مباشر لحزب العمال الكردستاني الانفصالي المناوئ لتركيا ونقلت الوكالة الإيطالية عن مصادر سورية، مرتبطة بمراكز توثيق دولية، "أن تغييرات طرأت على تركيبة وطبيعة هذه الميليشيات الكردية المسلحة"، مشيرة بالخصوص إلى أن القيادات الميدانية العسكرية التي كانت تضم أكراد عراقيين وإيرانيين، صارت في غالبيتها العظمى من الأكراد العلويين الأتراك، من المنطقة التي يدعوها الأكراد بـ(كردستان تركيا)، والتي تضم ما يقرب من مليوني كردي علوي.
وأشارت المصادر إلى أن الأرقام غير الرسمية تشير إلى نحو30% من أكراد تركيا هم من الأكراد العلويين، وهم على صلة تاريخية ومتواصلة مع نظام الأسد، حتى بعد تسهيل النظام السوري اعتقال زعيم حزب العمال الكردستاني التركي عبد الله أوجلان وذكرت المصادر حينها أن حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي الذي يتزعّمه صالح مسلم استطاع بسهولة استقطاب هذه القيادات العسكرية الكردية من هذه المنطقة والطائفة بالتحديد، فيما يعتبر كثير من الأكراد السوريين أن هذا الحزب "اختطف القضية الكردية بقوة السلاح، وقدّم نفسه ممثلا للأكراد بالقوة، وهجّر لهذه الأسباب نحو مليون كردي من شمال سوريا، من المعارضين لسياساته، قبل أن يقوم بتهجير ما يقرب من هذا العدد من العرب والمسيحيين أيضاً" كما تنعى وسائل إعلام حزب الاتحاد الديمقراطي بشكل دوري عددا من المرتزقة الأجانب الذين يقاتلون في صفوف ميليشيات الحزب، معظمهم من أكراد تركيا، وذلك خلال المعارك في ريفي الرقة وحلب شمال سوريا.
مما سبق نستطيع التأكيد على ان هناك علاقة "براجماتية " بين الولايات المتحدة الأمريكية وحزب العمال الكردستاني يتجسد بشكل عملى فى الشمال السورى وان هذة العلاقة تتجاوز المصالح الأمريكية التركية .