غارات تركية لمواقع سورية تثير الانتقادات الأمريكية والروسية
الأربعاء 26/أبريل/2017 - 09:52 م
طباعة
تزايدت الانتقادات الأمريكية والروسية للضربات التركية فى سوريا، والاشارة إلى أن أنقرة لم تخبر أحد بهذه الضربات، وأنها مؤشر خطير وكان من الممكن ان تستهدف مواقع بها قوات أمريكية او تابعة للتحالف الدولى الذى تقود واشنطن، خاصة وانه تم ابلاغ قوات التحالف قبلها بساعة وهى مدة غير كافية لاتخاذ خطوات استباقية لمنع حدوث أى خسائر فى صفوف قوات التحالف.
من جانبها وصفت وزارة الدفاع الأمريكية الضربات التي نفذتها القوات الجوية التركية، على مواقع المقاتلين الأكراد في شمال سوريا، بـ"الخطيرة".، وأوضح المتحدث باسم التحالف الدولي، العقيد جوزيف دوريان، أن تركيا أبلغت القوات الأمريكية بضرباتها قبل أقل من ساعة واحدة من تنفيذها، مشددا على أن هذا الوقت كان غير كاف تماما لترك وحدات التحالف المنطقة التي حددها الجيش التركي.
شدد دوريان على أن "هذه الخطوة كان إبلاغا وليس تنسيقا" مع التحالف، واصفا إياها بـ"غير المناسبة".، وأوضح أن عسكريين أمريكيين كانوا متواجدين في أراض واقعة على بعد 6 أميال فقط من المواقع التي تعرضت للضربات، وقال دوريان: "إن الأسلوب الذي نفذت به العملية كان خطيرا".
ورفض المتحدث باسم التحالف، في الوقت ذاته، عن كشف العدد الدقيق للقتلى جراء غارات القوات الجوية التركية.
كان الجيش التركي قد أعلن أن طيرانه الحربي شن، فجر أمس الثلاثاء، غارات استهدفت مواقع لمسلحي "حزب العمال الكردستاني" والمنظمات التابعة له، في جبل سنجار بشمال العراق، وجبل قرجوخ (قره تشوك) بشمال شرق سوريا، وزعم الجيش أن المناطق التي استهدفتها الغارات تحولت إلى "أوكار للإرهاب"، لشن هجمات إرهابية تتسبب في مقتل وإصابة المدنيين والجنود ورجال الأمن الأتراك.
وأعلن الجيش التركي عن مقتل 70 مسلحا كرديا جراء الغارات، جاء هذا التصريح في الوقت الذي أكدت فيه قوات "البيشمركة" الكردية، التي تعرضت للقصف التركي في العراق، مقتل 5 من عناصرها جراء هذه العملية.
بينما أعلن ريدور خليل، الناطق الرسمي باسم "وحدات حماية الشعب" الكردية، التي استهدفتها الضربات التركية في سوريا، أن حصيلة الغارات على جبل قرجوخ 20 قتيلا و18 جريحا.
وقالت الخارجية الأمريكية إنها أعربت عن "قلقها العميق" من هذه العملية التركية مباشرة للسلطات التركية.
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية أن الضربات الجوية التركية التي استهدفت مناطق حدودية في سوريا والعراق تزيد الوضع في المنطقة توترا، واصفة إياها بـ"غير المقبولة".، والاشارة إلى أن تصرفات أنقرة هذه تثير قلق موسكو، لأن الحديث يدور حول عمليات يجريها العسكريون الأتراك ضد القوات الكردية التي تقاوم المجموعات الإرهابية على الأرض بصورة فعلية، و"في الظروف التي لا تزال الحرب على الإرهاب في العراق وسوريا بعيدة عن نهايتها، لذا فإن هذه التصرفات لا تسهم بشكل واضح في جمع الجهود الهادفة إلى مواجهة الإرهاب، وتزيد الوضع توترا".
فى حين أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن الضربات الجوية التركية التي استهدفت مناطق حدودية في سوريا والعراق تزيد الوضع في المنطقة توترا، واصفة إياها بـ"غير المقبولة".
شدد على أن تصرفات أنقرة هذه تثير قلق موسكو، لأن الحديث يدور حول عمليات يجريها العسكريون الأتراك ضد القوات الكردية التي تقاوم المجموعات الإرهابية على الأرض بصورة فعلية، و"في الظروف التي لا تزال الحرب على الإرهاب في العراق وسوريا بعيدة عن نهايتها، لذا فإن هذه التصرفات لا تسهم بشكل واضح في جمع الجهود الهادفة إلى مواجهة الإرهاب، وتزيد الوضع توترا".
من جانبه أكد أعلن وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، أن أنقرة أبلغت الولايات المتحدة وروسيا عن نيتها ضرب "الكردستاني" في العراق وسوريا قبل ساعتين من شن الغارات.
قال جاويش أوغلو: "قبل بدء هذه العملية بساعتين، ووفقا لاتفاقات بيننا، أبلغنا بذلك الولايات المتحدة وروسيا". وأضاف قائلا: "على مدار الأسابيع الأخيرة، أعلمنا أصدقاءنا الأمريكان وحلفاءنا، عبر القنوات العسكرية والدبلوماسية، أننا سنخوض عملية في هذا القطاع".
كانت الضربات الجوية للطيران التركي استهدفت، مواقع لمسلحي "حزب العمال الكردستاني" (الذي تصنفه أنقرة حزبا إرهابيا) في جبل سنجار بشمال العراق، وجبل قرجوخ (قره تشوك) بشمال شرق سوريا. وأثارت هذه الضربات غضب كل من دمشق وبغداد، كما أعربت واشنطن عن "قلقها العميق" من هذه العملية مباشرة للسلطات التركية.
وانتقدت موسكو الضربات الجوية التركية،واصفة إياها بـ"غير المقبولة". وأشارت الخارجية الروسية، إلى أن العملية استهدفت "القوات الكردية التي تقاوم المجموعات الإرهابية على الأرض بصورة فعلية"، و"في الظروف الراهنة فإن هذه التصرفات لا تسهم بشكل واضح في جمع الجهود الهادفة إلى مواجهة الإرهاب، وتزيد الوضع توترا".
يأتى ذلك في الوقت أكدت وزارة الدفاع الروسية أن لديها اتصالات مباشرة ودائمة مع القوات الأمريكية في سوريا لضمان سلامة طيران الجانبين خلال تنفيذ العمليات العسكرية ضد الإرهابيين.
وقال رئيس الإدارة المركزية لعمليات هيئة الأركان العامة الروسية، الفريق سيرجي رودسكوي، "إن تنفيذ التنسيق بيننا كان يجري في إطار مذكرة التفاهم الخاصة بمنع وقوع الحوادث في المجال الجوي، وأتاحت هذه الوثيقة رسم بعض الحدود خلال شن الضربات، لكن الوضع تغير بعد تنفيذ الولايات المتحدة غارات على قاعدة الشعيرات، وحتى الوقت الحالي تم تعليق سريان هذه المذكرة".
أكد رودسكوي في الوقت نفسه: "ومع ذلك لدينا اتصالات هاتفية عبر القنوات المباشرة على المستوى العملي، وهذا يجري من أجل ضمان أمن كل من القوات الجوية الفضائية الروسية والطيران الأمريكي في سوريا".
وأعرب الفريق الروسي عن أمله في أن يتمكن كلا الجانبين من "تجاوز الخلافات وتنظيم التنسيق الأوثق".
يذكر أن مذكرة التفاهم المذكورة، التي تم إبرامها من قبل وزارة الدفاع الروسية والبنتاغون في أكتوبر من العام 2015، تتضمن مجموعة من القواعد والإجراءات التقييدية الهادفة لمنع وقوع الحوادث بين الطائرات الروسية والأمريكية، التي تشن عمليات عسكرية في الأجواء السورية، ورتب الجانبان، في إطار هذه المذكرة، قنوات اتصال خاصة ودائمة العمل حول هذا الشأن، وذلك بالإضافة إلى وضع آليات لتقديم المساعدة المتبادلة حال حصول مشاكل ما لدى أي من الطرفين.
وعلقت روسيا مفعول هذه المذكرة على خلفية توجيه الولايات المتحدة ضربة بـ 59 صاروخا مجنحا من طراز "توماهوك" إلى قاعدة الشعيرات (طياس) الجوية التابعة للقوات السورية الحكومية والواقعة وسط محافظة حمص.
وأعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أنه أمر بقصف مطار الشعيرات، زاعما أن هذه القاعدة الجوية هي التي انطلق منها الهجوم الكيميائي على بلدة خان شيخون في محافظة إدلب السورية 4 ابريل الجاري والذي أدى، حسب المعارضة السورية، إلى مقتل حوالي 90 شخصا، من بينهم كثير من النساء والأطفال.
واستنكرت كل من موسكو وطهران ودمشق هذه العملية، واصفة إياها بالانتهاك الصارخ للقانون الدولي ولسيادة دولة مستقلة، إلا أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أكد، في رسالة وجهها إلى الكونجرس بشأن الضربات، التي شنتها الولايات المتحدة على سوريا، أنه سيتخذ خطوات إضافية لتأمين مصالح بلاده في مجال الأمن والسياسية الخارجية.