ردود الأفعال حول "وثيقة المبادئ والسياسات العامة" لحماس
الثلاثاء 02/مايو/2017 - 04:27 م
طباعة
جاءت وثيقة حماس كخطوة تهدف إلى تحسين علاقات «حماس» مع الدول الخليجية العربية ومصر، فضلاً عن الدول الغربية، التي يصنف كثير منها «حماس» منظمة إرهابية.
وذكرت مصادر عربية أن وثيقة «حماس» تصدر قبل زيارة عباس المقررة لواشنطن في الثالث من الشهر الجاري، وفيما تعد إدارة الرئيس دونالد ترامب للضغط مجدداً لإحياء محادثات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
ويقول محللون إن الوثيقة المعدلة قد تتيح لـ «حماس» إصلاح العلاقات مع الدول الغربية، وتمهد الطريق لاتفاق مصالحة مع منظمة التحرير الفلسطينية التي يقودها عباس الآن.
وتصنف دول عربية متحالفة مع الولايات المتحدة، بينها مصر والإمارات، جماعة «الإخوان المسلمين» منظمة إرهابية. وتنفي الجماعة صلتها بمتشددين إسلاميين وتروج لفوز أحزاب سياسية إسلامية بالسلطة من طريق الانتخابات.
من جانبها، اعتبرت إسرائيل أن «حماس» تحاول أن تخدع العالم بإصدار وثيقة سياسية جديدة تخفف في ما يبدو سياستها. وقال الناطق باسم رئيس الوزراء دافيد كيز أن «حماس تحاول خداع العالم، لكنها لن تنجح». وتابع: «يبنون أنفاقاً للإرهاب وأطلقوا آلاف الصواريخ على مدنيين إسرائيليين. هذه هي حماس الحقيقية».
فتح ترد على حماس
وفي أول رد فعل لها على وثيقة حركة "حماس" الجديدة التي أعلنتها أمس، اعتبرت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" أنها مطابقة لموقف منظمة التحرير في العام 1988، مطالبة "حماس" بالاعتذار من منظمة التحرير "بسبب التخوين الذي طالها لمدة 30 سنة".
وقالت حركة فتح في بيان أمس أن "وثيقة حماس الجديدة هي وثيقه مطابقة لموقف منظمة التحرير الفلسطينية في العام 1988.
وطالبت فتح، في بيانها، حماس بالاعتذار لمنظمة التحرير الفلسطينية بعد ثلاثين عاماً من التخوين والتكفير وما تسبب ذلك من انقسام حاد في الشارع الفلسطيني توجته حماس بالانقلاب وما أدى إلى تشويه بشع لصورة الشعب الفلسطيني ونضاله ولقضيته العادلة".
وقال المتحدث الرسمي باسم حركة فتح أسامة القواسمي في البيان "إنّ قبول حماس إقامة دولة فلسطينية في حدود الرابع من يونيو 67 كصيغه توافقية، وتطبيق القانون الدولي هو تماماً الموقف الذي خرجت فيه كافة الفصائل في العام 88 ولم يكن ذلك موقفاً لحركة فتح، وإنما موقفاً توافقياً لكافة الفصائل".
وتساءل القواسمي "إذا كانت حماس قد احتاجت ثلاثين عاماً لتخرج علينا بذات مواقفنا فكم من الوقت ستحتاج لأن تفهم أن الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام أفضل للشعب الفلسطيني، وما هو المبرّر الذي ستسوقه حماس للشارع الفلسطيني اليوم لاستمرار الانقلاب والانقسام؟"
مرصد الافتاء
وفي تعقيبه على وثيقة حماس قال مرصد دار الإفتاء المصرية، إن قرار حركة حماس التخلي عن جماعة الإخوان المسلمين والانفصال عنها، يمثِّل خسارة جديدة تضاف إلى خسائر الإخوان في السنوات القليلة الماضية؛ وذلك بعد خطوات مماثلة سبقت حماس من جانب حلفاء الجماعة وأجنحتها بتونس والسودان والأردن وسوريا، إضافةً إلى العديد من المؤسسات الإسلامية بدول أوروبية والولايات المتحدة الأمريكية.
وأضاف المرصد، في بيان صحفي اليوم الثلاثاء، أن ممارسات الجماعة في السنوات القليلة الماضية وتورطها في أعمال العنف وترويع الآمنين، مثَّل العامل الأهم في تفسخ الجماعة وانفصال العديد من أذرعها بالخارج عن الجماعة الأم بمصر، وبالرغم من كونها التنظيمَ الأمَّ لباقي الأفرع والمكاتب المنتشرة بعدد من الدول العربية والغربية، فإن هذه الممارسات وتلك الأفعال قد وضعت العديد من التنظيمات الموالية للإخوان والتابعة لها أمام خيارين، الأول: البقاء تحت مظلة الجماعة والدفاع عن ممارساتها، بل الانصياع لتعليماتها. والثاني: الانفصال عن الجماعة، والتبرؤ من العنف، ورفض كافة الأفعال والممارسات العنيفة التي مارستها الجماعة في الفترة الماضية.
كما أكد المرصد - في تقريره - أن تلك الحركات العربية التي تبرأت من عنف ودموية الفكر الإخواني أقدمت على موقفها بعدما أيقنت بصحة الموقف المصري الرسمي في تصنيف الإخوان ضمن التيارات الإرهابية، وفق دلائل ومؤشرات مؤكدة اعتمدت عليها العديد من الدول الأوروبية والأمريكية في دراسة ومنهجية الإخوان، وأنتهت تلك الدول إلى قناعة كاملة بصدق الموقف الرسمي المصري من الجماعة الإرهابية؛ مما كان دافعا لها لاتخاذ قرار مماثل بوضع رموز وأعضاء الإخوان الإرهابيين على درجات الحذر الشديد الذي يتم التعامل به مع المجرمين ومن يهددون الأمن الوطني لتلك الدول.
وتابع المرصد تحليله للخطوة التي أقدمت عليها حماس في وثيقتها التي اشتملت على 42 بنداً لم يرد فيها جملة واحدة تربط بينها وبين الإخوان الإرهابية، مؤكدا أن جماعة الإخوان عقب أحداث الثالث من يوليو عام 2013 وعزل الشعب المصري لمحمد مرسي عقب ثورة شعبية عارمة في 30 يوينو من العام نفسه، كشفت عن نيتها ورغبتها السيطرة على مقاليد البلاد ولو على جثث الأبرياء ودماء الآمنين، وتخريب المؤسسات، واغتيال الرموز القضائية والدينية، والتعاون مع الحركات الضالعة في الإرهاب مثل داعش وتنظيم بيت المقدس، وأنتجت تلك الممارسات فزعا للأفرع التي كانت ترتبط بتلك الجماعة مخافة أن تلقى مصيرها بالحظر والوضع على قوائم التصنيف الإرهابي، مما دعاها إلى المسارعة بفك القيد وانتهاج طريق لا يؤمه مرشد الجماعة الإرهابية، الذي أغرقت دماء الأبرياء يديه وجسده، دون التفات لحرمة تلك الدماء في التشريع الإسلامي.
ولفت المرصد إلى أن توالي حالات الانفصال عن جماعة الإخوان وتعددها، دليل على فشل استراتيجية الجماعة الإعلامية، التي ترتكز على تبني خطابين، الأول: داخلي، يدفع إلى ممارسة العنف ويحفز على مواجهة مؤسسات الدولة والنيل من رموز الوطن، والآخر: خارجي، يتعاطى مع المؤسسات والهيئات الدولية ويدعي المظلومية السياسية، ويعلن نبذ العنف والتبرؤ من مرتكبيه، على أن استمرار انفصال أطراف الجماعة عن مركزها يؤكد أن هذا الخطاب قد فشل في إقناع الخارج بسلمية الجماعة ومشروعية ممارساتها.
كما يمثل هذا التبرؤ من جانب حماس وغيرها من جماعة الإخوان دافعًا قويًّا نحو مراجعات الجماعة بالداخل وإعلان أفرادها التوبة ونبذ العنف، والعودة إلى الحاضنة المجتمعية وصفوف الوطن، وعدم رفع أي ولاءات تتناقض مع الولاء للوطن والانتماء إليه، والتسليم بأحقية الشعب المصري في اختيار ولاة أمره دون وصاية من أحد أو إكراه من جماعة أو فصيل. إضافةً إلى قطع كافة العلاقات الخارجية مع الأطراف المشبوهة التي استغلت رغبة الجماعة في الوصول إلى السلطة؛ لاستخدامها كورقة تهدد مستقبل هذا الوطن وتزعزع أمنه وتثير الفتنة والوقيعة بين أهله.
وثيقة حماس في الصحف الغربية
أكثر النقاط التي أبرزتها الصحف البريطانية والأميركية في قراءتها لـ وثيقة المبادئ والسياسات العامة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي أُعلنت أمس هي موافقة الحركة على إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967، وقالت أغلبها إن حماس خففت رؤيتها حول التدمير الكامل لإسرائيل، لكنها لم تعترف بها، كما أنها نأت بنفسها عن الإخوان المسلمين.
وأوردت هذه الصحف -التي أولت اهتماما بالوثيقة- أن التغييرات التي حملتها تهدف لتحسين العلاقات مع مصر والسعودية والإمارات وربما مع الدول الغربية التي تصنف حماس منظمة "إرهابية". كما أنها تأتي عشية زيارة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لواشنطن.
وقالت صحيفة تايمز إن حماس ألغت اللغة المعادية للسامية التي كانت سائدة بوثيقة 1988 التأسيسية للحركة (الميثاق) والتي كانت تتحدث عن حرب ضد اليهود.
وأضافت أن المسؤولين الإسرائيليين والفلسطينيين يشكون في أن الوثيقة الجديدة سينتج عنها أي تغيير كبير داخل حماس، والتي وصفتها الصحيفة بأنها "منقسمة بين الجناح العسكري المحارب والمكتب السياسي المعتدل نسبيا".
وقالت جارديان إن الوثيقة تهدف لرأب الصدع داخل الصف الفلسطيني عموما، وتسهيل عملية السلام.
ونسبت لرئيس لجنة العلاقات الخارجية بـ البرلمان البريطاني إد رويس قوله إنه إذا لم تعترف حماس بحق إسرائيل في الوجود فإنه لن يلغي تصنيفه لها بأنها منظمة "إرهابية" وكذلك إذا استمرت في إطلاق الصواريخ على المدنيين الإسرائيليين واستمرت تحارب بالوكالة لـ إيران واستمرت في أعمال أخرى تهدد الولايات المتحدة وإسرائيل.
ووصفت جارديان موافقة حماس على قيام دولة فلسطينية بأنها أكبر تنازل منها "لأنها تتضمن القبول بوجود دولة أخرى خارج الحدود الواردة في الوثيقة، حتى إذا لم تذكر إسرائيل صراحة".
وأضافت أن خلو الوثيقة الجديدة من إعلان حماس أنها جزء من جماعة الإخوان المسلمين سيحسن العلاقات مع مصر. وأوردت إندبندنت معظم ما ذكرته تايمز وجارديان.
أما وول ستريت جورنال الأميركية فقد نشرت تقريرا بعنوان "حماس تتخلى عن الدعوة لتدمير إسرائيل" وأوردت معظم نقاط الوثيقة التي اهتمت بها الصحف الأخرى، موضحة أن هذا التخلي العلني محاولة لتغيير صورتها في الوقت الذي يقوم فيه الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالبحث في إحياء جهود السلام في الشرق الأوسط.
وقالت: يبدو أن توقيت إعلان الوثيقة سببه منافستها لحركة فتح، ونسبت إلى المحلل المالي السابق لشؤون الإرهاب بوزارة الخزانة جوناثان شانزر قوله إن حماس تحاول الحصول على نصيب في السوق، وإصدارها للوثيقة تغيّر محسوب بدقة "لكنني أعتقد أن إدارة ترمب لن تغيّر موقفها من حماس، الوثيقة تتعلق بتخفيف الخطاب وليس الأفعال.
كما نسبت إلى المدير العام السابق بالإنابة لوزارة الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلية كوبي مايكل قوله إن رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل يريد للحركة أن تظهر أكثر اعتدالا على الساحة الدولية وعينه على الهدف النهائي بأن تحل حركته محل "فتح" كأكبر فصيل بـ منظمة التحرير الفلسطيني
وتسعى حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية ضد الاحتلال، حماس، لتقديم وجه عام أكثر اعتدالا، في محاولة للحفاظ على دور في النضال من أجل قيادة القضية الفلسطينية، ضمن وثيقة جديدة للمبادئ تدعو إلى إقامة علاقات أوثق مع مصر، وخفض المعاداة للسامية من ميثاقها، وتقبل فكرة إقامة دولة فلسطينية مؤقتة - رغم أنها لا تعترف رسميا بإسرائيل.
يأتي هذا قبل اللقاء المرتقب لرئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب؛ لبحث مستقبل مشهد العلاقات مع إسرائيل، وفقا لتقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية.
وأضافت الصحيفة الأمريكية أن حماس تحاول تقديم نسخة أكثر صداقة من رؤيتها للقضية الفلسطينية، والحصول على أرضية ضد السيد عباس، الذي يتزايد نفوذه أكثر وضوحا.
وتابعت أن عباس يبلغ من العمر 82 عاما، يسعى على نحو متزايد من أجل استعادة المبادرة، شن مؤخرا حملة ضد حماس، وخفض رواتبهم من السلطة الفلسطينية، ورفض دفع ثمن الكهرباء في قاعدة تابعة للجماعة المسلحة في غزة.
وتضيف لقد كان الانقسام بين المجموعتين - «فتح» في الضفة الغربية، و«حماس» في غزة - أحد العقبات الرئيسية في عملية السلام مع إسرائيل: ويسأل الإسرائيليون، من شريكهم إذا انقسم الفلسطينيون بشدة؟
ولكن وثيقة حماس، التي تسربت منذ أسابيع، تعلن أقل تغييرا في معتقدات الحركة الأساسية من تحدي لمصداقية الفلسطينيين في كل من غزة والضفة الغربية، وكذلك على الصعيد الدولي.
ويقول مخيمار أبوسادا، وهو عالم سياسي في غزة: "سواء كان ذلك مصادفة أو متصلا، فإن لدي شيئا واحدا أقوله وهو: «إن القيادة الفلسطينية تخشى من اعتدال حماس» .
للمزيد عن الوثيقة ونصها اضغط هنا