المواطن السوري يدفع ثمن الاقتتال بين الفصائل "الإسلامية " المسلحة المعارضة في دمشق

الأربعاء 03/مايو/2017 - 02:34 م
طباعة المواطن السوري يدفع
 
يبدو أن المواطن السوري هو دائما ما يدفع ثمن الإقتتال بين الفصائل "الإسلامية " المسلحة المعارضة فى دمشق وهو ما قامت به جماعة أطباء بلا حدود بتعلّق دعمها لـ34 نقطة طبية بسبب اقتتال الفصائل في الغوطة بسبب اللإقتتال بين الفصائل. 
المواطن السوري يدفع
وقد وقفت منظمة أطباء بلا حدود، كامل دعمها للنقاط الطبية  كما علقت كافة أعمالها، إثر تعرض مستشفيات تدعمها في الغوطة الشرقية لخروقات "صارخة" على خلفية الاقتتال الحاصل بين فصائل الغوطة الشرقية والمتواصل منذ عدة أيام وقالت المنظمة في بيان حصلت أورينت نت على نسخة منه "بعد ظهر يوم 29 أبريل  تعرضت مستشفيات مؤقتة، مدعومة من قبل المنظمة الطبية الإنسانية الدولية أطباء بلا حدود، لخروقات صارخة ضد حرمتها وطبيعتها المحمية وذلك مع اندلاع معارك بين جماعات معارضة مسلحة في منطقة الغوطة الشرقية المحاصرة في ريف دمشق.
وأضافت " كإجراء اضطراري للتأكيد على أن أطباء بلا حدود والطواقم الطبية التي تدعمها لن يتساهلوا في التعامل مع مثل هذه الهجمات على الرعاية الصحية، فستقوم أطباء بلا حدود بتعليق دعمها الطبي لمنطقة الغوطة الشرقية لحين أن يتضح لنا بشكل جلي أن الأطراف المتحاربة ستحترم الرعاية الصحية ومرافقها " وطالب منظمة أطباء بلا حدود الفصائل المقاتلة في الغوطة الشرقية بعدم إدخال الأسلحة أو الأشخاص المسلحين للمرافق الطبية، واعتبار المرضى والجرحى خارج النزاع ويجب اتخاذ الاحتياطات اللازمة من قبل الأطراف المتنازعة لتجنب أي فعل مباشر تجاه الرعاية الصحية أو ضرب الرعاية الصحية أثناء تبادل النار أو أي فعل عسكري آخر من شأنه أن يعرض الرعاية الطبية المقدمة للمرضى والجرحى للخطر.
كما طالبتهم بالسماح وتسهيل نقل الجرحى وغيرهم من المرضى بغض النظر عن هويتهم، وكذلك عدم إعاقة حركة وتنقل سيارات الإسعاف، وعدم استخدام المرافق الطبية أو محتوياتها أو إمداداتها أو سيارات الإسعاف، لأغراض عسكرية بالإضافة إلى إجلاء المرضى والجرحى والطواقم الطبية دون إعاقة متى ما احتاجوا إلى الانتقال إلى منطقة أكثر أمناً.
وأوضحت المنظمة من خلال تقارير صادرة عن أطباء تدعمهم منظمة أطباء بلا حدود في المنطقة، "أن حوادث خطيرة وقعت يومي 29 و30 (نيسان) أظهرت فيها جماعات مسلحة عدم الاعتبار على الإطلاق لحرمة وحماية المرافق الطبية والعاملين فيها" وتابعت " قام نحو 30 رجلاً ملثماً باقتحام مستشفى حزّة يوم 29 أبريل  بحثاً عن جرحى معينين وقاموا بالاستيلاء على سيارة الإسعاف الخاصة بالمستشفى، وعلى بعد بضعة كيلومترات إلى الجنوب تعرضت نقطة أفتريس الطبية لإطلاق نار حيث كانت المعارك تحيط بها على مدى يومين، وبقيت الكوادر الطبية فيها عالقة وغير قادرة على سحب الجرحى، ومنهم من كان في مرمى نظر المستشفى، ولم يتمكنوا حتى من الإجلاء إلى مكان آمن".

المواطن السوري يدفع
من جهته قال مدير العمليات في منظمة أطباء بلا حدود "بريس دو لا فينيي" في معرض تعليقه على الحادث: "إن منظمة أطباء بلا حدود وبالنيابة عن الأطباء الذين تدعمهم، تدين بأشد عبارات الإدانة اقتحام المرفق الصحي من قبل أفراد ملثمين ومسلحين، وترهيب الطاقم الطبي والاستيلاء على سيارة إسعاف". وأضاف: "ومما يثير قلقنا الشديد أيضاً استمرار إطلاق النار وبشدة من قبل جماعتين مسلحتين عند أحد المستشفيات العاملة وفي محيطه كذلك.
وتابع "إن للمرافق الطبية وضع الحماية بموجب القانون الدولي ويجب أن تبقى مكاناً إنسانياً في زمن الحرب تقدم العلاج للجميع – مدنيين كانوا أم غير مدنيين – وبناءً على الحاجة الطبية فقط، وسوف نتحدث علانية للدفاع عن حرمة وحماية المرافق الطبية لنشدد على ضرورة إعطاء الأولوية لحماية المرضى والكوادر الطبية، وأضاف "لقد أصدرنا مطالب واضحة للجماعات المسلحة العاملة في منطقة الغوطة الشرقية، وأكدنا لهم أن الدعم الطبي الذي تقدمه أطباء بلا حدود للمنطقة سيتم تعليقه لحين أن يتضح لنا وبشكل جلي أن الأطراف المتحاربة ستتخذ الاحتياطات اللازمة لضمان حرمة المرضى والجرحى والمرافق الطبية والكوادر الطبية كذلك".
وتدير منظمة أطباء بلا حدود بشكل مباشر أربعة مرافق صحية في شمال سورية وتقدم الدعم لأكثر من 150 مرفقاً صحياً في أنحاء سورية، كما تقدم المنظمة الدعم في الغوطة الشرقية لـ19 مستشفى ميدانياً ووحدتي رعاية أمومة و7 مراكز رعاية صحية أولية وخمس نقاط طبية صغيرة، حيث إن الكثير من هذه المرافق مدعومة بالكامل من قبل أطباء بلا حدود وبعضها مدعومة من قبل منظمات إغاثية متنوعة بما فيها أطباء بلا حدود وخلال ثلاثة أشهر فقط أي بين  نوفمبر 2016 ويناير  2017 أجرت هذه المرافق 291,000 استشارة طبية ومعالجة طارئة، و18,750 عملية جراحية، و3,100 ولادة آمنة وإن منظمة أطباء بلا حدود لا تقبل تمويلاً حكومياً لعملها في سورية، لكي تكون مستقلة بشكل واضح عن الدوافع السياسية.
يذكر أن  إقتتال جديد  على النفوذ بين فصائل "القاعدة" و"السلفية" فى ريف دمشق  السورية  وفي الوقت الذي تواصل فيه قوات الأسد وميليشيات إيران احتلال مناطق في شرقي دمشق، تستمر حالة التوتر بين الفصائل المقاتلة في الغوطة الشرقية، على وقع الاشتباكات المتقطعة بين "إخوة السلاح" والتي خلفت عدد كبير من القتلى بينهم ضحايا مدنيون، بالتزامن مع خروج مظاهرات تدعو إلى التهدئة وحقن الدماء.
المواطن السوري يدفع
 وقد أعلن "جيش الإسلام" أن الاقتتال الحاصل في الغوطة الشرقية، جاء بعد اعتداءات متكررة لـ"هيئة تحرير الشام وأنه أطلع الفصائل المحلية على صورة الحدث منعاً للتداعيات  وأن "هيئة تحرير الشام" صعّدت من اعتداءاتها على "جيش الإسلام"، وآخرها اعتقال مؤازرة كاملة ليلة أمس، كانت متوجهة نحو جبهة القابون وأحياء دمشق الشرقية، الأمر الذي استدعى التعامل مع هذا "الاعتداء" ورد هذا البغي بحزم ومسؤولية، لإطلاق سراح المؤازرة.
واعتبر "جيش الإسلام" في بيانه أن كل الجلسات والوساطات لم تنفع في "لجم هذه الممارسات ولا التخفيف منها"، بل زادت وتيرتها في المرحلة الأخيرة، تزامناً مع المعارك الطاحنة التي يخوضها "جيش الإسلام" على جميع جبهاته الشرقية والغربية في أحياء دمشق العاصمة و أن الخلاف محصور مع "هيئة تحرير الشام"، مضيفاً "نحن على وفاق تام وتواصل دائم مع جميع الفصائل الأخرى، التي وضعناها في صورة الحدث وتفاصيله، منعًا لأي مضاعفات وتورطات لا تحمد عقباها"  وختم "جيش الإسلام" بيانه بالقول "نؤكد لإخوتنا في فيلق الرحمن أننا وإياهم في خندق واحد وهدف واحد، وهو حماية الغوطة من طغيان الأسد وعصاباته ومن تنطّع الغلاة وبغيهم، كما ندعوهم إلى احتواء الأزمة بالحكمة والحوار".
لكن في المقابل، نفى "فيلق الرحمن" في بيان له نشره مكتبه الإعلامي، تواصل "جيش الإسلام" معه بشكل مسبق"، معتبراً رواية الأخير حول "احتجاز مؤازراته" مجرد "محض كذب وافتراء و إن  جيش الإسلام اعتدى صباح اليوم على مقرات فيلق الرحمن في كل من مدينة عربين وبلدتي كفربطنا وحزة"، مشيراً إلى أن "الاعتداءات" أسفرت عن مقتل القائد العسكري عصام القاضي، بالإضافة إلى عدد من الجرحى.
وأشار "فيلق الرحمن" إلى أن "جيش الإسلام" أعد وحشد لأسابيع لـ "الاعتداء على فيلق الرحمن في بلدات الغوطة الشرقية، وحضر لذلك الذرائع والرواية الإعلامية التي يسوق بها لفعلته " وختم "فيلق الرحمن" بيانه بمناشدة "العقلاء في جيش الإسلام" بضرورة "التوقف الفوري عن هذه التصرفات الرعناء والاعتداء الأحمق، الذي لا يصب في مصلحة الغوطة الشرقية المحاصرة ولا الثورة".
مما سبق نستطيع التأكيد على انه يبدو ان المواطن السوري  هو دائما ما يدفع ثمن الإقتتال بين الفصائل "الإسلامية " المسلحة المعارضة فى  دمشق وانه سوف يستمر فى دفع الثمن الى الابد . 

شارك