الاشتراكيون فى المانيا يتراجعون ..وحظوظ ميركل تتزايد
الأحد 14/مايو/2017 - 11:04 م
طباعة
كشفت التقارير الأولية زلزالاً سياسياً بانتخابات ولاية شمال الراين-فيستفاليا فى المانيا ، تقدم حزب ميركل على الاشتراكي الديمقراطي، فيما تمكن "حزب البديل" الشعبوي من دخول برلمان الولاية بفوزه ب 7،5 بالمئة من الأصوات، وتقدم حزب ميركل بواقع 34،5 بالمئة، في حين لم يحز الاشتراكيون الديمقراطيون إلا على 30،5 بالمئة من الأصوات..
"وحصل الحزب الديمقراطي الحر" (الليبرالي) على 12 بالمئة والخضر على 6 بالمئة، هذا فيما دخل حزب اليسار بشق الأنفس للبرلمان بواقع 5 بالمئة، وبفوزه ب 7،5 من الأصوات دخل "حزب البديل من أجل ألمانيا"، اليميني الشعبوي والمناهظ للأجانب والمسلمين واللاجئين، استطاع دخول برلمان الولاية.
ويري محللون أن النتائج الأولية بمثابة زلزال سياسي، نظراً لأن الولاية تعتبر معقلاً تاريخياً للحزب الاشتراكي الديمقراطي، وفي الانتخابات الماضية حاز الاشتراكي الديمقراطي على 39،1 بالمئة، في حين لم يتمكن حزب ميركل من الخروج إلا ب 26،3 بالمئة من أصوات المقترعين في الولاية، التي يبلغ عدد سكانها حوالي 18 مليون نسمة.
ويري محللون أن هذه الجولة تمهد للانتخابات العامة المقرر أجراؤها في سبتمبر المقبل، في ظل تقارب كبير بالأرقام بين حزبي المستشارة ميركل والاشتراكي الديمقراطي حيث أن قدرة حزب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على إلحاق الهزيمة بالاشتراكيين الديمقراطيين في معقلهم بولاية شمال الراين ويستفاليا يشكل اختباراً بالغ الأهمية قبل الانتخابات التشريعية التي ستجرى في سبتمبر المقبل.
وشارك أكثر من 13 مليون مقترع - خمس الناخبين المسجلين في ألمانيا - البرلمان الجديد في انتخابات هذه الولاية التي تضم أكبر عدد من السكان، وكانت استطلاعات الرأي الأخيرة إلى تعادل الحزبين الكبيرين في الولاية، بينما كان الاشتراكيون الديمقراطيون يتقدمون على المحافظين بـ13 نقطة في 2012.
وكن الفوز ضرورى للحزب الاشتراكي الديمقراطي، بعد هزيمتيه في الربيع في مقاطعتي زارلاند وشليسفيغ-هولشتاين. فهزيمة جديدة في معقله التاريخي ستضر بالتأكيد بفرص فوزه في الانتخابات التشريعية العامة.
وكانت الأنظار تتجه إلى مارتن شولتس صاحب الخبرة الطويلة في السياسة الأوروبية والبرلمان الأوروبي، حيث اقتحم الساحة السياسية في ألمانيا بمنافسة أنجيلا ميركل على منصب المستشارية ممثلا لحزبه الاشتراكي في الانتخابات البرلمانية القادمة.
ويملك مارتن شولتس خبرة في السياسة الألمانية تقتصر على بلدته فورزيلين الصغيرة بالقرب من مدينة آخن بولاية شمال الراين ويستفاليا، حيث ولد شولتس في تلك البلدة وأصبح فيما بعد عمدتها بين عامي 1987 و1998 وكان يدير في البلدة مكتبة لبيع الكتب مع شقيقتهن لكن مارتن شولتس معروف جدا وذو خبرة سياسية طويلة كسياسي مختص بالشأن الأوروبي، حيث انتخب نائبا في البرلمان الأوروبي عام 1999 وتولى مناصب مختلفة منها رئيس كتلة الحزب الاشتراكي في البرلمان الأوروبي ورئيس الكتلة الاشتراكية الأوروبية في البرلمان وتوج مسيرته الأوروبية برئاسة البرلمان الأوروبي حتى بداية العام الحالي. والآن يريد الانتقال إلى ألمانيا والانخراط في السياسة الألمانية الداخلية، بعد نيله ثقة حزبه الاشتراكي وتمثيله في الانتخابات البرلمانية القادمة ومنافسة أنغيلا ميركل على منصب المستشارية.
وأصبحت لديه مع مرور السنين خبرة سياسية كبيرة وعميقة، يتمتع بشجاعته في خوض المواجهات السياسية دون خوف، ورغم أنه كان عضوا في البرلمان الأوروبي، إلا أنه كان يتدخل في السياسة الداخلية الألمانية أيضا بين الحين والآخر، وقال بداية الشهر الجاري في حوار مع صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" الألمانية، إن العدالة والديمقراطية يتم التشكيك فيهما هذه الأيام وتابع "الديمقراطية في خطر بسبب اليأس. فحين يشعر الناس أنهم يقومون بواجبهم تجاه المجتمع، ولكن المجتمع لا يقدم لهم شيئا ولا يحترمهم، فإنه يتجهون إلى التطرف. وحين لا يشعر الناس بأن الديمقراطية تحميهم، فإنهم يبحثون عن البديل".
ويريد شولتس التحدث بوضوح تمام ضد انتشار اليمين الشعيوي، ويقول عن ذلك "غالبا ما يتم اتهامي بأنني اندفاعي متهور. لكن لا تستطيع مواجهة اليمين المتطرف بالحجج المصاغة بهدوء وروية. فأحيانا تحتاج الوقاحة إلى رد فظ".
اشتهر مارتن شولتس بالتحدث بوضوح والتعبير عن المواقف السياسية بصراحة، وقد تعود على ذلك خلال مسيرته البرلمانية الأوروبية، فقد تحدث عن سياسة روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين بالقول إن "ما تفعله روسيا، غير مقبول أبدا، ويقف خلف تصرفات روسيا العدوانية رؤية اجتماعية ورؤية للعالم لا تتوافق مع فلسفتنا الأوروبية التي تقوم على الاحترام المتبادل والانفتاح".
ويقول عن الاتحاد الأوروبي الذي ينظر إليه كطفل مدلل لديه "الاتحاد الأوروبي في حالة بائسة. فالقوى النابذة والمتطرفة تفوز في الانتخابات واستطلاعات الرأي. فحين نشكك الآن بالمشروع الأوروبي، فإننا نقامر بمستقبل الأجيال القادمة".
كما اشتهر مارتن شولتس في العالم، حين تحدث أمام البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) بالألمانية في فبراير 2014 وانتقد في كلمته سياسة إسرائيل الاستيطانية بكل وضوح، ما دفع العديد من النواب إلى الاحتجاج ومغادرة قاعة الكنيست.
ويري متابعون أن شولتس وصراحته ربما تكون سبب شعبيته الكبيرة في حزبه الاشتراكي. وتشير استطلاعات الراي الأخيرة أنه ذو شعبية ومحبوب لدى الألمان مثل ميركل ويتفوق على رئيس حزبه، زيجمار غابرييل، وخلال انتخابات البرلمان الأوروبي، حقق للحزب الاشتراكي في ألمانيا نتيجة جيدة بحصوله على 27,3 بالمائة من الأصوات وهي نتيجة أفضل من التي حققها الحزب بقيادة بير شتاينيروك في الانتخابات البرلمانية الأخيرة في عام 2013 في مواجهة المستشارة أنغيلا ميركل، وفي عام 2013 حصل على 98 بالمائة من الأصوات لدى انتخابه في مؤتمر الحزب الاشتراكي لمنصب مفوض الشؤون الأوروبية، وهو بذلك حصل على أعلى نسبة أصوات في انتخابات قيادة الحزب.
فهل سينجح في الانتخابات القادمة ضد ميركل ويحقق نتيجة جيدة تخرج الحزب الاشتراكي من محنته ويحقق آمال رفاقه؟ الإجابة ستكون في الانتخابات البرلمانية القادمة التي ستجرى في أيلول/ سبتمبر القادم.