الكوليرا تهدد اليمن.. وخطة أممية للبدء بانسحاب الحوثيين من الحديدة

الإثنين 15/مايو/2017 - 02:44 م
طباعة الكوليرا تهدد اليمن..
 
تتجه الأمم المتحدة لتغيير خطتها للحل اليمني عبر البدء بانسحاب الحوثيين من الحديدة، فيما حذرت عدة منظمات حقوقية ودولية من خطر انتشار كبير وجديّ لوباء الكوليرا المُعدي في اليمن، مع تصاعد الصراع بين الحوثيين وصالح.

الوضع الميداني:

الوضع الميداني:
وعلي صعيد الوضع الميداني، هاجمت قوات الجيش اليمني خلال الساعات الماضية، مواقع لمليشيا الحوثي وصالح في جبهتي المتون والمصلوب بالجوف.
وأعلن المتحدث باسم المنطقة العسكرية السادسة عبد الله الأشرف، أن قوات الجيش هاجمت مواقع المليشيا شمال مديرية المتون، مكبدة المليشيا خسائر كبيرة.
كما شنت هجوما على مواقع الانقلابيين، في الغُرفة والسداح والزرقة، غربي المصلوب، بالتزامن مع قصف مكثف للمدفعية الثقيلة.
وتزامنت المعارك العنيفة، مع تحليق مكثف لطيران التحالف العربي في أجواء مديريات المتون والمصلوب.
كما تمكنت قوات الجيش الوطني من السيطرة على مواقع إستراتيجية خلال الساعات الماضية غربي تعز.
وأوضحت المصادر، أن قوات الجيش ممثلة بكتائب أبو العباس التابعة للواء 35، تمكنت من السيطرة على قرية الميهال، والتبة الحمراء، وتبة القرون، ومدرسة خالد، غربي تعز.
وسقط العشرات من عناصر المليشيا ما بين قتيل وجريح خلال المعارك التي لا تزال مستمرة حتى اللحظة.
فيما كشفت مصادر أمنية عن اغتيال القيادي الحوثي صادق طه الأهدل، مع اثنين من مرافقيه في شارع الكهرباء بمحافظة ذمار صباح اليوم الأثنين، والذي يعد من أحد كبار قادة الحوثيين في المحافظة.
وبحسب المصادر فإن إغتيال صادق الأهدل تم اثناء عودته من منطقة رداع بمحافظة البيضاء بعد اجتماع لمشرفي نقاط محافظة ذمار، ويحتفظ صادق الأهدل بعلاقات واسعة مع مختلف الأطراف والشخصيات الفاعلة.
ويشغل الأهدل منصب رئيس هيئة الإنتداب للمشايخ وهذا الإنتداب يعد من اهم الأعمال للحشد القبلي لانه يتركز على إرسال المشايخ من محافظة ذمار وإب خاصة الى صعدة لأخذ دورات وتوقيع و مواثيق وعهود بينهم وبين جماعة الحوثي.

صراع الحوثي- صالح:

صراع الحوثي- صالح:
وعلي صعيد التحالف الحوثي والرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، تتفاقم الخلافات بينالحوثي وصالح ، ما ينبئ بقرب انهيار شركاء الانقلاب، ويسعى الحوثيون في هذه المرحلة إلى تضييق الخناق على المخلوع في منزله وإخضاعه لرقابة ميليشياتهم، في وقت شنت قيادات موالية للمخلوع هجوماً معاكساً على الحوثيين في محاولة لإيجاد ثغرة للانقضاض عليهم.
وتزايدت حدة الغضب الشعبي في صنعاء والمحافظات الواقعة تحت سيطرة الحوثيين وحليفهم المخلوع علي عبدالله صالح، بسبب الفساد الذي يمارسه أنصارهما، وتسيب مؤسسات الدولة وتضييق الحريات على المواطنين.
وكشفت صحيفة الحياة اللندنية في تقرير لها أن وزير الصناعة والتجارة في حكومة الحوثيين، عبدالله محمد بشر، طالب في رسالة وجهها السبت، إلى "المجلس السياسي الأعلى" بإلغاء "اللجان الثورية" التي يتزعمها محمد علي الحوثي، ومنع "تدخلها في اختصاصات أو صلاحيات الجهات الرسمية، وتصحيح الاختلالات القائمة وتجفيف منابع الفساد، ورفع الظلم والتجبر والتكبر على أبناء الشعب اليمني".
وعرضت الصحيفة تفاصيل هذه الرسالة حيث أكد بشر أن الوضع "يسير من سيء إلى أسوأ، ووصل الحال بالناس إلى تفضيل الانتحار والموت على العيش وهم أموات".
واتهمت قوى سياسية يمينة اللجان بسجن الآلاف "من دون وجه حق ورفض إحالتهم إلى القضاء". من ناحية أخرى رصدت الصحيفة تواصل ردود الفعل الرافضة لتشكيل "مجلس الجنوب الانتقالي" الذي أعلنه محافظ عدن السابق عيدروس الزبيدي، رداً على إقالته. 
وقالت الحياة إن مختلف المكونات السياسية والفاعليات الشعبية والرسمية في المحافظات الجنوبية الخاضعة للشرعية أصدرت بيانات استنكار لكل ما جاء في بيان الزبيدي وأهدافه الساعية إلى تفتيت اليمن وخلق أجواء من الخلافات، قد تعرقل جهود الحكومة الشرعية ودول التحالف العربي.
فيما قال وكيل وزارة الإعلام اليمني دكتور نجيب غلاب، لصحيفة عكاظ السعودية، إن شعبية الحوثيين وصلت إلى الحضيض بسبب أخطائهم الكارثية. 
وأضاف غلاب أن محاولاتهم تصفية كل خصومهم وفشلهم في إدارة المناطق التي يسيطرون عليها، كل هذا يدفع كثيراً من القوى الموجودة في صنعاء للتخلي عن التحالف مع الحركة الحوثية إلا أنهم لا يجدون أبواباً للاحتواء أو حتى مدهم بما يحتاجه لتفعيل مقاومتهم ضد الحوثية.
وأشار في تصريحات خاصة للصحيفة إلى أن الخلافات كبيرة بين الحوثي وصالح لكنها لم توظف بعد بشكل صحيح، ولم يتم الإسهام في تصعيدها. واعتبر أن الصراعات التي فرضها انقلاب عيدروس في المناطق المحررة أضعفت هذه التناقضات إلى حد ما خلال المرحلة الراهنة على الأقل.

المسار التفاوضي:

المسار التفاوضي:
وعلي صعيد المسار التفاوضي، تتجه الأمم المتحدة لتغيير خطتها للحل اليمني عبر البدء بانسحاب الحوثيين من الحديدة، بعدما كانت الفكرة أن يبدأ الانسحاب من العاصمة صنعاء، وذلك في محاولة جديدة لإنعاش المشاورات.
قال عبد الملك المخلافي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية اليمني، إن المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد، «يعتقد بأنه يمكن تحريك الجمود الذي أوصلنا إليه الانقلابيون بشكل جزئي، عبر حل يبدأ فيه الانسحاب من الحديدة بعدما كانت الفكرة أن الانسحاب يبدأ من العاصمة صنعاء. الفكرة تتمثل في تسليم الحديدة المدينة والميناء وبالتالي يجنبها المعارك ويدع ميناء الحديدة تحت قيادة الحكومة الشرعية في المقابل يستمر تدفق المساعدات والسلع».
وأضاف المخلافي في تصريحات لصحيفة «الشرق الأوسط»: "هذا الاعتقاد من الممكن أن يقدم حلولا ما يمكن أن يتصوروه تجنيب الحديدة من معركة التحرير التي تنوي الحكومة اليمنية والتحالف خوضها، خاصة بعدما استخدم ميناء الحديدة مكانا لتهريب السلاح".
وقال المخلافي لـ«الشرق الأوسط»: «إن التحالف والحكومة اليمنية عرضا بأن يسلم ميناء الحديدة إلى الأمم المتحدة للإشراف عليه حتى لا تستمر عمليات التهريب، لكن عندما ينسحب منه الانقلاب ويقع تحت يد الحكومة الشرعية فهذا أمر جيد».
وأضاف المخلافي: لعله (أي ولد الشيخ) يرى أن الخطوة تعبير عن حسن النوايا، لاستكمال المشاورات كاملة، مضيفا: «خلال حديثي مع ولد الشيخ أكدت على ضرورة أن يتحرك باتجاه الانقلابيين ليلتزموا بكل ما وافقوا عليه سواء فيما يتعلق بالقضايا الإنسانية أو ما يتعلق بقضايا المعتقلين، أو قضية المرجعيات، وإن وجد لديهم استجابة فعليه أن يعتبر الحكومة اليمنية لديها رغبة في السلام وفقا للقواعد المتفق عليها والمرجعيات».
وأكد الوزير أن الحكومة اليمنية الشرعية هي الطرف الأكثر حرصا على السلام، والتحالف أيضا «فهما لم يشعلا الحرب ولا يريدان لها أن تستمر، لأنهما يدافعان عن الشعب اليمني ودولته والأمن والاستقرار، ومن ثم فإن كل ما يأتي من مقترحات، تلتزم بالمرجعيات الثلاث، فإن الحكومة اليمنية ترحب بها، وأعتقد أن الضغوط يجب أن تتجه للانقلابيين ولمن يقف خلفهم وخاصة إيران، من أجل إعادة الأمن والاستقرار إلى اليمن خاصة، والعالم ملزم بالقرار الأممي 2216. الذي يطالب بانسحاب الحوثيين غير المشروط، وتسليم السلاح، ومن ثم أعتقد أن الجهود التي يبذلها المبعوث الأممي هي محاولة لحلحلة الأوضاع بعدما أوصلها الانقلابيون إلى الجمود منذ انتهاء مشاورات الكويت».
وكشف الوزير المخلافي، عن تفاصيل زيارة رئيس الوزراء، أحمد عبيد بن دغر، والفريق المرافق له، مشيرا إلى أنها سوف تتضمن الزيارة تأكيدنا على العلاقات الثنائية بين البلدين.
كما كشف الوزير عن جملة أهداف أخرى للزيارة التي ستستمر لبضعة أيام، حيث قال: «سيتم بحث الأوضاع في اليمن وتأكيد موقف الحكومة اليمنية الراغب في السلام، وأيضا الإشارة إلى موقف الانقلابيين الرافض لكل متطلبات السلام، وفقا للمرجعيات الثلاث التي أقرها المجتمع الدولي، بالإضافة إلى طرح مسألة التدخلات الإيرانية في اليمن، باعتبار أن هذه التدخلات الإيرانية عائق أكبر للسلام بعدما أشعلت الحرب والانقلاب من خلال دعم حلفائها من جماعة الحوثي وصالح، وهذا التدخل أيضا يعيق التوصل إلى السلام وإنهاء الحرب في اليمن».
ويرى المخلافي أن التواصل مع برلين لثقلها في القرار الأوروبي، إلى جانب عضويتها في مجموعة الحوار مع إيران، سيكون له تأثير إيجابي، وهو متفائل باللقاءات التي ستجري مع نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الألماني نائب المستشارة الألمانية وزير الخارجية زجمار جابرييل، وآخر مع وزير التنمية الألماني غيرد مولر، وهناك فعاليات أخرى.
يقول المخلافي: لقد أكد الألمان حرصهم على معرفة وجهة نظر الحكومة اليمنية والاطلاع عليها مباشرة فيما يتصل بقضية ما يدور في اليمن، كما أكدوا على رغبتهم في تعزيز العلاقات الثنائية، ودعم الجهود السياسية والدولية من أجل السلام وإنقاذ الشعب اليمني من آثار الحرب التي فجرها الانقلابيون.

خطة امريكية:

خطة امريكية:
كما كشفت مصادر سياسية عن ضغوط أمريكية، على الرئيس السابق، علي عبد الله صالح، نجحت في إقناعه بالخروج من اليمن، كجزء من تسوية وشيكة.
وأوضحت المصادر، في تصريحات لصحيفة "الخليج"، أن التغيير الطارئ في موقف الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح بإعلان استعداده للخروج من اليمن إلى السعودية أو سلطنة عمان ناتج عن ضغوط أمريكية مشددة وجزء من تسوية وشيكة للأزمة اليمنية ستتم برعاية أمريكية خلال الفترة القادمة.
وأكدت المصادر أن اتصالات غير معلنة جرت خلال الفترة الماضية بين مسؤولين أمريكيين والرئيس السابق خلصت إلى إقناع صالح بالاسهام في دفع الحل السياسي للأزمة اليمنية، مشيرة إلى أن الأخير كشف بشكل ضمني عن هذه الاتصالات خلال ظهوره قبل الأخير بالقول إنه تلقى عروضاً خارجية للقبول بتسوية سياسية للأزمة اليمنية.
وأبدى الرئيس السابق استعداده للخروج من اليمن والتنحي عن رئاسة حزب المؤتمر الشعبي العام، مقابل التفاوض المباشر معه من قبل السعودية ووقف العمليات العسكرية للتحالف العربي في اليمن.
فيما أكد وزير الشؤون الخارجية في سلطنة عمان، يوسف بن علوي، ‏وقوف بلاده إلى جانب اليمن وقيادته الشرعية.‏
وشدد المسؤول العماني خلال اتصال هاتفي أجراه معه نائب ‏رئيس الوزراء اليمني، وزير الخارجية عبد الملك المخلافي، على أن ‏بلاده تساند أي جهود من شأنها تحقيق الأمن والاستقرار وبما ‏يحفظ وحدة الأراضي اليمنية وسلامتها الإقليمية ويصون ‏مؤسساتها الوطنية ومُقدرات الشعب اليمني، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء السعودية "واس" أمس الأحد.
وأشاد الوزير المخلافي، طبقاً لما أوردته وكالة الأنباء ‏اليمنية الرسمية بمواقف سلطنة عمان الداعمة لإرادة الشعب ‏اليمني وحقه بالعيش بسلام وإنهاء الحرب التي اشعلها ‏الانقلابيون وفق المرجعيات الثلاث.
وأكد المخلافي أن بلاده وحكومتها الشرعية ‏حريصة على تطوير التعاون الثنائي مع عُمان في مختلف ‏المجالات وتعزيز مستوى التنسيق والتشاور بين البلدين.

الوضع الانساني:

الوضع الانساني:
وعلي صعيد الوضع الانساني، أعلنت حكومة الحوثيين، مساء الأحد، صنعاء منطقة منكوبة صحيًا وبيئيًا جراء انتشار”الكوليرا”، مؤكدة أن النظام الصحي”أصبح عاجزًا عن احتواء الكارثة”.
وقال أمين المجلس المحلي لأمانة العاصمة صنعاء أمين جمعان، في نداء نشرته وكالة سبأ، النسخة التي تسيطر عليها جماعة الحوثي: “نعلن صنعاء مدينة منكوبة في إطار حالة طوارئ صحية مؤقتة، مراعين حجم الكثافة السكانية التي تحتضنها العاصمة صنعاء بما في ذلك التوافد اليومي المتزايد للنازحين”.
ووجّه نداء استغاثة ومناشدة عاجلة للعالم والضمير الإنساني، مؤكداً أن وباء الكوليرا انتشر بشكل مفاجئ ويحصد أرواح المواطنين من الأطفال والشيوخ والنساء ويطال ويهدّد حياة كل اليمنيين.
وطالب جمعان، بسرعة إسناد الجهدين المحلي والوطني والعمل الفوري والعاجل لتلبية الاحتياجات الصحية الوقائية والعلاجية لمنع انتشار هذا الوباء القاتل وتطويق مسبباته وتوفير الأمصال الدوائية المناسبة لإنقاذ أرواح المصابين ووضع التدابير الاحترازية”، محذراً من وقوع كارثة إنسانية “توشك أن تحصد حياة المئات والآلاف والملايين في حال لم يتم  القيام بالإجراءات الصحية والعلاجية المناسبة”.
فيما حذرت عدة منظمات حقوقية ودولية من خطر انتشار كبير وجديّ لوباء الكوليرا المُعدي في اليمن، والذي راح ضحيته 115 شخصاً وأصاب أكثر من 8500 آخرين في 14 محافظة منذ أبريل (نيسان) الماضي، يستمر الانقلابيون في تعنتهم ورفضهم استقبال المرضى في مستشفيات صنعاء بعد أن أعلنتها الميليشيات مدينة منكوبة.
وبدأ تفشي مرض الكوليرا (الإسهال الحاد) منذ أن سيطرت الميليشيات الحوثية والانقلابية على العاصمة صنعاء في سبتمبر (أيلول) 2014، حيث أعلنت الأمم المتحدة انتشار هذا الوباء القاتل مطلع العام الماضي بعد إصابات أودت بحياة العشرات خلال تلك الفترة.
وكانت منظمة الصحة العالمية، أعلنت الخميس، وفاة 51 شخصًا جراء مرض “الكوليرا” و”الإسهالات المائية” الحادة، في مناطق يمنية مختلفة، إضافة لوجود 2752 حالة اشتباه بالإصابة بالمرض، منذ 27 أبريل الماضي.
 وقدّرت المنظمة العالمية في بيان لها، أن 7 ملايين و600 ألف شخص في اليمن معرّضون لخطر العدوى بوباء الكوليرا.

المشهد اليمني:

تغيرات عديدة شهدها اليمن خلال الايام الماضية، في مقدمتها اعلان المجلس الانتقالي الجنوبي وهو يعد بمثابة كره لهب تشتعل في اليمن، وتهدد بالاتفصال، وسط رفض خليجي وعربي، فيما تواصل العمليات العسكرية مع مخطط من الرئيس اليمني الساب علي عبد الله صالح لتفاوض مع السعودية وانهاء الصراع بما يشكل بقاء له في حكم اليمن  ولابنه فيما بعد.
الأوضاع في اليمن تشير الي حالة من الصفقات والتغيرات علي الوضع السياسي والميداني، بما يشير الي أن الأيام المقبلة في اليمن حبلي بكثيرا من المفاجات التي قد تساهم في نتغير المشهدين السياسي والميداني.

شارك