السلفيون في مواجهة العلم ونظرية داروين
الإثنين 15/مايو/2017 - 05:38 م
طباعة
ليس جديدا ان نرى بعض السلفيين يهاجمون نظرية التطور لدارون او نظريات علمية أخرى، فهم في الغالب ضد أي تطور علمي لم يلحق به أسلافهم أو يقروه، فالذهنية السلفية تنتمي للماضي وليس الحاضر، هم فقط يريدون عودتنا لنعيش في القرون الأولى حسب الخيرية المدعاة من كتب رواياتهم، وسيرا على هذا الدرب، أثارت فتوى أصدرها الشيخ ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، حول دراسة نظرية تطور الإنسان للعالم "تشارلز داروين" وتنفيذ أبحاث في الكليات حولها؛ جدلاً واسعًا.. ففي الوقت الذى نصح فيه "برهامي" بألا يقدم الشخص على هذا الأمر، وإذا أُجْبِرَ فعليه أن يخبر فقط حول النظرية، أكد أستاذ بالأزهر، أن الفتوى خاطئة، فيمكن للإنسان أن يدرس الفكر طالما لم يعتقد فيه، ولكن من أجل الحذر منه.
البداية عندما رد ياسر برهامي، في فتوى له عبر الموقع الرسمي للدعوة السلفية، على سؤال كان نصه: "طُلْبَ منا في الكلية بحث عن نظرية التطور، وصور لتطور الإنسان مِن مراحله مختلفة إلى الإنسان بما في ذلك صور القردة، وهذا البحث لا بد لنا مِن تقديمه؛ لأن هذا عليه درجات في الكلية، فهل هذا يجوز؟ مع أننا يمكن أن نتكلم في ذلك مع الدكتورة، فما الحكم؟".
ورد "برهامي": "كلمها وانصحها بألا تجعله إجباريًّا، وإن أصرت فاعمل البحث على أنك تخبر عن هذه النظرية مجرد إخبار، وحاول أن تضع في بحثك ما ينقضها".
في المقابل رد الدكتور محمد عبد العاطي، عميد كلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر بالقليوبية، على ياسر برهامي قائلاً: "هناك فرق كبير بين دراسة الشيء والاعتقاد فيه، فالإنسان مكلف أن يدرس كل شيء، ليعرف كيف ينقده ويدحضه".
وأضاف عميد كلية الدراسات الإسلامية، لصحيفة اليوم السابع أن هذه النظرية حتى إن كان يراها "نظرية كفرية" فدراستها لازمة لمعرفة تفاصيلها، وكيفية نقدها بطريقة جيدة.
وتابع: "تَعَلُّم الكفر ليس من أجل الكفر، ولكن من أجل الحذر من الوقوع فيه، وهناك فارق بين الدراسة والاعتقاد القلبي، ونظرية داروين ما تزال فرض لم تثبت صحته حتى الآن، ويقال عليها نظرية تحاوزا (من الانحياز).. فحديث ياسر برهامي مردود عليه، وإذا كان هذا رأيه فعليه أن يلزم به نفسه فقط".
وفى السياق ذاته قال الدكتور عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى الأسبق، إن دراسة نظرية داروين وعمل بحث عليها، أو مطالبة الطلاب بعمل بحث عليها، ليس أمرًا محرمًا، معقبًا: "لأن الإسلام أمرنا بالتعلم من المهد إلى اللحد".
وأضاف: "البحث في نظرية معينة لا يعنى أننا نعتقد بصحتها، ولكن العلم طالبنا أن نبحث في كل شيء، ثم نقيم، فالعلم شيء مهم، واهتم به الإسلام، وبالتالي فليس من الخطأ إجراء بحث من جانب الطلاب على النظرية، ومناقشتها، حتى إن كانت بها أخطاء".
نظرية التطور والدين
تلك المعضلة التي تظهر على السطح من وقت لآخر تمت مناقشتها مرارا وفي العدد الخاص بشهر مارس 2015، من النسخة العربية من مجلة “ناشونال جيوجرافيك” والذي كــان غلافه الرئيس بعنـوان “الحرب على العلم”، قامت إدارة النسخة العربية بحذف أحد العناوين الفرعية من الغلاف، الخاصة بالمجلة الأصلية والذي كان بعنوان “التطور لم يحدث أبداً”.الواقع أن هذه ليست السقطة الأولى التي تقع فيها إدارة المجلة فيما يتعلق بموضوعات التطور، حيث قامت أيضاً بحذف بعض المشاهد التي تتناول التطور في حلقات برنامج “COSMOS” الذي قام العالم الشهيـر ( نيل ديجراس تايسون ) بتقديمه في 2014.
والحقيقة أن مناقشة نظرية التطور تثير الجدل الذي يجعل الكثيرين يفكرون ملياً قبل الخوض في مثل هذا النقاش أو حتى الكتابة عنه، تجنباً لأي نوعٍ من الاتهامات الناتجة عن سوء الفهم لتلك النظرية. لذا سنستعين بتقرير مجلة اراجيك العلمية حول هذه النظرية والذي استعرض النظرة الحقيقية التي يجب وضعها في الاعتبار عند مناقشة التطور من مفهوم العلم، والدين، والمجتمع، عن طريق توضيح الأخطاء الشائعة والمرتبطة بتلك النظرية، بالإضافة الى بعض الحقائق والتوضيحات الخاصة بها.
معنى التطور
تم اطلاق كلمة التطور “Evolution” على مفاهيمٍ مختلفة، حيث تم استخدامها للمرة الأولى لوصف عمليات تحول خلية الزيجوت التي تتكون باتحاد الخليتين الجنسيتين المذكرة والمؤنثة عند الإخصاب الى فردٍ كامل، والذي يعرف الآن باسم عملية “التكوين أو التنامي”.
أما التطور بمعناه الحالي فالمقصود به هو تغير صغير عادةً في المادة الوراثية الخاصة بعشيرة من الكائنات، والتي يؤدي تراكمها الى إمكانية تشكل صفات وأنواع جديدة، حيث يشير التشابه بين الأنواع الى انحدارها جميعاً من أصلٍ مشترك، ومع حدوث الانقسام بدأت أنواع مختلفة بالظهور بشكلٍ تدريجي.
تاريخ التطور
لا يُعدّ داروين أول من تحدّث عن التطور “بمعناه عدم ثبات الأنواع”، بل سبقه الكثيرين ابتداءً من فلاسفة الإغريق، حيث اقترح أنكسماندر أن الحياة نشأت في البحار ثم انتقلت الى الأرض، كذلك قدمت الفلسفة التاوية في الصين القديمة رؤية تقوم على عدم ثبات الأنواع وتكيفها مع البيئة.
أما الرومان فقد تحدثوا عن التطور أيضاً، كما ظهر في بعض قصائدهم وكتبهم الحديث عن تطور الكون والأرض والكائنات والمجتمعات البشرية بصورة ماديّة أثرت على فلاسفة وعلماء عصر النهضة وما بعده. أيضاً تعرض القديس والمفكر أوغسطين لقضية عدم خلط الأوراق بين الدين والعلم، حيث اقترح عدم التعامل الحرفي في قضية الخلق كما جاءت في سفر التكوين وقبل التحول في أشكال الكائنات.
أما في العصور الوسطى التي تمثل العصر الذهبي للحضارة الإسلامية، فقد كانت الأفكار التطورية تُدّرس في المدارس الإسلامية. ويرى بعض العلماء مثل “جون وليام درابر” أنه من المحتمل أن أعمال المسلمين في التطور قد أثرت على لامارك وداروين.
على سبيل المثال، قدّم “الجاحظ” فكرة متكاملة عن التطور من خلال كتابه “الحيوان”. حيث أوضح تأثير البيئة على فرصة بقاء الحيوانات، ووصف ما يُطلق عليه الآن الصراع من أجل البقاء والانتخاب الطبيعي. أيضاً قام “ابن مسكويه الفارسي” في “الفوز الأصغر”، و إخوان الصفا في “رسائل إخوان الصفا” بتقديم صورة متكاملة عن العلاقة التصاعدية المترابطة بين الكائنات الحية وبين عالم الجماد والمعادن.
أما ظهور نظرية التطور على يد داروين، فقد وُجدت العديد من الأفكار التي ساهمت في تشكيل تلك النظرية بدءاً من أواخر القرن الثامن عشر. حيث قدّم “إراسموس داروين” جدّ تشارلز داروين بعض الأفكار عن نشأة وتنوع الكائنات من أصول بسيطة أقل تعقيداً.
هذا بالإضافة الى ظهور علم الحفريات، ونظرية الكوارث التي حاولت تفسير انقراض الكائنات وظهور كائنات جديدة في الأحقاب المتتالية، وأعمال تشارلز ليل الذي قدمها في موسوعته “أسس الجيولوجيا”، بالإضافة الى أفكار “لامارك”. كل تلك الأمور تأثر بها داروين بشكلٍ كبير، كما أنها ساهمت في صقل أرائه عن التطور.
أخطاءٌ شائعة عن داروين والتطور
لا يمكن اختصار الحديث عن التطور ومفاهيمه وآلياته في تقريرٍ واحد، نظرًا للثروة المعرفية الكامنة في تلك النظرية التي تحولت إلى علم يعرف باسم “البيولوجيا التطورية”، والذي صرّح مؤسسوه بأنه لا شيء في علم الأحياء يكون منطقياً إلا في ظل التطور. لذا سأكتفي في هذا الجزء بتوضيح بعض المفاهيم الخاطئة عن التطور والتي تؤثر في تكوين الآراء الدينية والثقافية والمجتمعية حول تلك النظرية.
كذلك في حالة كنت ترغب في معرفة المزيد عن التطور، يمكنك قراءة آخر هذا التقرير من أجل معرفة بعض المصادر التي يمكنك من خلالها معرفة المزيد عن التطور والبيولوجيا التطورية.
الإنسان أصله قرد
هذا هو الخطأ الأشهر على الإطلاق الذي يتم استخدامه بشكلٍ متكرر من العامّة أو معارضي نظرية التطور. يشير معارضو التطور الى أن الإنسان أصله قرد، ويقومون بنسب هذا الأمر الى نظرية التطور، والحقيقة أن داروين لم يقل مطلقاً أن الإنسان أصله قرد، بل ذكر أن الإنسان والقرد يمتلكان سلفاً مشتركاً.
أي أن التشابه بين البشر والقرود يشبه علاقة أبناء العم، وليس علاقة الآباء والأبناء كما يعتقد البعض.
التطور مجرد نظريّة
هذا خطأٌ آخر شائع الاستخدام، والذي ينتج بسبب عدم معرفة المقصد العلمي من كلمة “نظرية”. حينما يتم استخدام مصطلح نظرية في الحياة اليومية، فإنها تكون بمعنى الاستنتاج المبني على دليلٍ غير حاسم، فالمقصود بها يكون مجرد الحدس أو الظن. أما حينما يتم استخدام لفظ نظرية بمعناها العلمي، فإنها تعني استناد الملاحظات والفرضيات على دليل قوي يدعمها..
بالإضافة الى خضوعها الى كافّة شروط العلم. نظرية التطور تدعمها الكثير من الأدلة، بالإضافة الى استنادها الى القوانين الطبيعية التي تفسّرها، هذا فضلاً عن أنها قابلة للاختبار في عالم الأدلة التجريبية.
لذا الأمر ليس مجرد افتراض أو حدس لا أساس له من الصحة، بل هي نظرية متكاملة تتطور ويتم الإضافة اليها بشكلٍ مستمر، كما أنه معترفُ بها في الوسط العلمي بين العلماء والباحثين، وإلا لما كان هناك علمٌ يدّرس باسم ( البيولوجيا التطورية ).
لا نرى التطور يحدث الآن
يتم استخدام تلك الحجّة باستمرار حينما يودّ شخصٌ ما إثبات خطأ التطور. عملية التطور عملية طويلة جداً بحاجة الى ملايين السنين من أجل ملاحظة التغيرات وهو عمرٌ طويل بالنسبة لعمر البشر، لذا لا يرى البشر أية تطورات أثناء فترات حياتهم القصيرة التي تمثل سنواتٍ قليلة. أما التطور ذاته فهو يحدث بشكلٍ مستمر ويمكن رؤيته مثل البكتيريا والفيروسات الذين يمكن رؤية تطورهم داخل المعمل.
تطبيقات التطور
يمكن استخدام حجّة التطبيقات المستندة على قواعد وأساسيات علم البيولوجيا التطورية من أجل إثبات صحة النظرية وتوضيح مدى قبولها في الوسط العلمي. هذه بعض التطبيقات والإنجازات التي قامت على أسس البيولوجيا التطورية.
تحسين المحاصيل الزراعية، وسلالات حيوانات المزرعة بالتهجين والانتخاب.
إنتاج اللقاحات الأفضل يتم على أسس تطورية.
مجالات تطوير واختيار الدواء، والصناعات البيو تكنولوجية تقوم على أسس البيولوجيا التطورية.
إطالة الزمن الفعّال لاستخدام الأدوية والكيماويات عن طريق حل مشكلات تطور مقاومة الكائنات الضارة المستهدفة.
بناء الشجرة التطورية للعلاقة بين الكائنات، واستخدامها في الدراسات الأساسية والتطبيقية.
تتبع أثر وتطور مسببات الأمراض والأوبئة، والبحث عن نقاط الضعف لمواجهتها.
الإنتاج الصناعي للكيماويات، والعوامل الحيوية عن طريق التطور الموجه.
التطور والدين.. المعضلـة الكبـرى !
يقول تشارلز داروين نفسه – واضع النظـرية – :
“ليس بالضرورة اتخاذ الاعتقاد بصحة النظرية سبباً للإلحاد”
تلك الجملة تهدم تماماً كل ما يُشاع عن التطور أو عن داروين في أن النظرية تدعو إلى الإلحاد، أو أنه قد توجد أي علاقة مباشرة بين التطور والدين. استناداً إلى بعض الخرافات والأخطاء الشائعة التي تم ذكر أشهرها سابقاً.
يحاول الكثيرون من معارضي نظرية التطور إثارة الرأي العام عن طريق محاولة إثبات التعارض بين النظرية والدين، تارةً عن طريق استخدام فكرة “الإنسان أصله قرد”، أو أن التطور تم إثباته على يد مجموعة من الملحدين الذين لا يمكن الثقة في ادعاءاتهم، بل إن أغلبهم لم يحاولوا معرفة الحقائق حول تلك النظرية
هناك العديد من الدلالات التي توضح عدم وجود أي تعارض بين الدين والعلم.
على سبيل المثال، في المسيحية، أكدّ كل من البابا بول الثاني، والبابا بيوس الثاني عشر عدم تعارض نظرية التطور مع الإيمان. كذلك ألفريد راسل والاس الذي توصل الى نفس نتائج داروين وقام بنشر ورقة بحثية معه كان شديد الإيمان. بالإضافة الى وجود علماء كثيرين يجمعون بين الاعتقاد بصحة التطور، والإيمان مثل فيشر، دوبجانسكي، وفرانسسكو آيالا وغيرهم.
أما في الإسلام، فكما ذُكر سابقاً من أن الأفكار التطورية كانت تدرّس في مدارس العصور الوسطى، بالإضافة الى وجود علماء مسلمين ساهموا في تشكيل نظرية التطور. إن الإشكالية الناتجة عن الاعتقاد الشائع بوجود التعارض ترجع إما لسوء فهم النظرية، أو التفسيرات الدينية تارة، وإما للخلط الشائع بين مفاهيم العلم والدين والمصطلحات المرتبطة بهما.
على سبيل المثال يعتقد البعض أن نظرية التعرّض تعارض فكرة وجود الله، في حين أن نظرية التطور لم تناقش بدايات الكون مما يجعل تلك الفكرة مستبعدة.
أيضَا هناك العديد من العلماء العرب والمسلمين الذين يجمعون بين الإيمان وبين الاعتقاد بصحة النظرية، بل يقومون بتدريسها أيضاً لطلابهم. على سبيل المثال، قامت د. رنا الدجاني، أستاذ مشارك علم الأحياء الجزيئية بالجامعة الهاشمية، بنشر مقالٍ في دورية نيتشر العالمية، توضح فيه الأسباب التي من أجلها تقوم بتدريس نظرية التطور للطلاب المسلمين.
تقول د. رنا الدجاني حول إشكالية تعارض التطور مع الدين:
كعالمة مسلمة، فإنّ رؤيتي هي أنّ القرآن الكريم يدعو البشر للنظر والتدبّر في العالم وطلب المعرفة. لكنّ دور القرآن ليس إثبات المكتشفات والنتائج العلمية. فالعلم هو الذي يسمح لنا بالبحث والكشف عن الطرق التي يعمل بها العالم، بينما يوفر القرآن الكريم المبادئ التوجيهية الأخلاقية للقيام بذلك
وفي حالة حدوث تناقض ظاهري بين الحقائق العلمية وتفسيرنا للقرآن الكريم، فعلينا بالعودة إلى كلّ من العلم نفسه (الذي يتطور) وتفسيرنا للقرآن الكريم (وهو عملية ليست محايدة، إذ هي ممارسة إنسانية) للفصل في هذا التناقض. إن هذا النهج لهو عملية مستمرة وانسيابية، ويشكل جزءاً لا يتجزأ من منهج الحياة لدى المسلمين”.
إن الحديث عن التطور أو العلم عموماً والدين، يستلزم الانتباه لاستخدام المصطلحات الخاصة بهما، والفصل بينهما، حيث أن الخلط بين الدين والعلم قد يضر كلاهما معاً نظرًا لاختلاف المنهج الخاص بكل واحدٍ منهما. الدين يقوم على اليقين والالتزام، في حين أن العلم يقوم على الشكّ والتصحيح المستمر، لذا تُعد قداسة النص الديني معياراً لقوة الإيمان، في حين أن قداسة العلم القائم على النقد المستمر يُعد كارثة.
أيضًا الأمر ليس قاصراً على التوجه المعادي للتطور، بل إنه يشمل قداسة النظرية، الأمر الذي يمثل تشدداً ناتجاً أيضاً عن سوء فهمٍ للنظرية أو للدين. حيث يحاول بعض المتعصبين للنظرية، في استخدامها من أجل الترويج لأفكار الإلحاد وعدم نشوء الأديان، الأمر الذي يوضح تواجد الخلط الواضح والصريح بين العلم والدين، وتجاهل التصريح الذي أدلى به داروين حول عدم ضرورة اتخاذ الاعتقاد بصحة النظرية سبباً في الإلحاد.
المسار الذي ينبغي على الجميع اتخاذه هو الفصل بين مفاهيم التطور ومفاهيم الدين، بالإضافة الى الابتعاد عن التعصب الأعمى للآراء العلمية سواءً المؤيدة أو المعارضة، حينها قد يصبح العرب أكثر تقبلاً للأمور العلمية.
التطور والمجتمع العربي
الحديث عن التطور في المجتمعات العربية يتطلب شجاعة على الأخص من المتخصصين نظراً للخلط الواضح بين التطور والدين. لذا يوجد الكثيرون من المعترفين بصحة النظرية من المتخصصين، إلا أنهم يخشون الإفصاح عنها خشية تعرضهم للانتقادات اللاذعة التي قد تصل الى حد الاتهام بالإلحاد. وربما يكون هذا السبب هو الذي دفع القائمين على الطبعة العربية من مجلة ناشونال جيوجرافيك الى حذف العنوان الخاص بنظرية التطور من أجل عدم إثارة جدل مجتمعي.
هذا بالنسبة للمتخصصين، أما بالنسبة للعامة، فالتوجه السائد في الدول العربية هو إما عدم معرفة المعلومات الكافية عن تلك النظرية، وإما معارضتها ورفضها بقوة نتيجة للأخطاء الشائعة والمرتبطة بها.