مابين سالم عبد الجليل وعلاء الموسوي ...مسيحيو الشرق تحت مقصلة التكفير

الأربعاء 17/مايو/2017 - 02:12 م
طباعة مابين سالم عبد الجليل
 
تواكبا مع تصريحات الشيخ سالم عبد الجليل-  في مصر -  التى وصفت المسيحيين بالكفار واصحاب العقيدة الفاسدة  جاءت تصريحات السيد علاء الموسوي رئيس ديوان الوقف الشيعي في العراق  والتي قال فيها ان احكام الاسلام تجاه المسيحيين والديانات الاخرى الغير مسلمة (هي اشهار اسلامهم او دفع الجزية او القتل)،  يعيش مسيحو الشرق تحت نيران التكفير بلا رحمة ولا فرق بين شيخ سني وشيخ شيعي وهي تصريحات تتفق مع افعال داعش وغرضها تفريغ المنطقة من المسيحيين . وفي مصر اتخذت اجراءت قوية ضد الشيخ سالم كمنعه من الخطابة ونفي علاقته بوازرة الاوقاف وتحويله لجلسة محاكمة الجنايات في 24 يونيو القادم نتيجة لعدة بلاغات قدمت ضده وفي العراق اصدرت الرابطة الكلدانية بيانا تدين وبشدة تصريحات رئيس ديوان الوقف الشيعي وتطالب الدولة باتخاذ الإجرائيات القانونية بحق كل من يبث روح التعصب او الاكراه الديني بين فترة واخرى تظهر الينا خطابات تحريضية تفكك نسيج المجتمع العراقي، وتدعو الى التحريض لشق الصف الوطني والسلم المجتمعي وانتهاك لحقوق الانسان والحريات الدينية.
فقد صرح السيد علاء الموسوي رئيس ديوان الوقف الشيعي في العراق مؤكداً ان احكام الاسلام تجاه المسيحيين والديانات الاخرى الغير مسلمة (هي اشهار اسلامهم او دفع الجزية او القتل)، في وقت ما زالت المعارك والتحديات مستمرة ضد داعش ونحن بحاجة الى خطاب معتدل ينبذ الطائفية والعنف والكراهية.
ان هذا الخطاب التحريضي غير مقبول وندينه بشدة ولا يختلف عن ما يدعو اليه الدواعش من افكار معادية ومتشددة، حيث اننا مع الدولة المدنية يراعى فيها الدستور والقوانين وحقوق الانسان وتعدد المذاهب والاديان.
اننا اصحاب الحضارات والتاريخ والارض واننا شركاء في هذا الوطن وعلى المرجعيات الدينية الاسلامية تبني خطاب معتدل والدعوة الى العيش المشترك والتسامح وقبول الاخر واتخاذ مواقف شجاعة بهذا الاتجاه، حيث اننا ندين ونستنكر ان يتم الاساءة بأسم الدين وجميعاً مؤمنون ومخلصون لوطننا ونطالب بأعتذار رسمي لذلك، ورغم المواقف الايجابية والردود والتصريحات التي اتت من بعض الشخصيات السياسية والدينية الاسلامية مشكورةً ولكننا لحد الان لم نرى اي اعتذار رسمي من قبل السيد علاء الموسوي لهذا التفسير ضد شعب اصيل منذ الاف السنين، ونحن على يقين تام بأنه هناك الكثير من الآيات والاحاديث توصي بكل وضوح عن عدم الاساءة الى الاديان السماوية الاخرى ودعم روح التعايش.
اننا نطالب الدولة باتخاذ الإجرائيات القانونية بحق اي شخص يبث روح التعصب او الاكراه الديني ويدعو الى الفتنة بأسم الدين، يجب ان تكون الاولوية لحياة الانسان وحماية حقوقه الفردية حسب الاعراف والدساتير والقوانين المرعية.
واكد رئيس التحالف الوطني عمار الحكيم، ان بعض النصوص المجتزأة يراد منها اثارة الفتنة بين الطوائف، فيما دعا بطريرك الكلدان في العراق والعالم لويس ساكو الى تفكيك الفكر النشاز الذي يحمل جهلا كبيرا.
وقال الحكيم في مؤتمر صحافي عقده مع رؤساء الطوائف وممثلي مختلف الاديان في العراق، ونقلته  السومرية نيوز، ان "بعض الاشكاليات والملابسات والنصوص المجتزأة والمقتطعة التي ضخت في وسائل الاعلام بشكل مغرض، جاءت لتنقل الحديث من اجواءه الدرسية والبحثية الى فضاءات اخرى"، مبينا ان "اقتطاع هذه النصوص تم بشكل مسيس الى حد كبير وموجه".
واضاف الحكيم ان "هذه الاعمال هي رسالة واضحة حذرنا منها الجميع"، مشيرا الى ان "مثل هذه الحالات ستستمر كلما حققنا خطوة نحو الانتصار".
وتابع ان "هناك من يحاول ايقاع وإيثار الفتنة بين الطوائف والقوميات في البلاد".
من جانبه، ثمن بطريرك الكلدان في العراق والعالم لويس خلال المؤتمر "الخطاب المعتدل المنفتح تجاه الديانات الاخرى بشكل خاص المسيحيين والايزيديين والصابئة المندائيين"، مؤكدا على ضرورة "التشديد على اللحمة الوطنية وترسيخها في هذا الظرف وتفكيك الفكر النشاز الذي يحمل جهلا كبيرا".
وأعلن الأمين العام لحركة بابليون ريان الكلداني، امس الاثنين، أن وفدا من الوقف الشيعي أبلغ الحركة بأن حديث رئيس الوقف الشيعي علاء الوسوي حول المسيحيين والجزية "تم تقطيعه" لإحداث فتنة، وفيما دعا جميع الخطباء من المسيحيين والمسلمين لأن يكون خطابهم "المحبة والسلام".
وعلي موقع عنكاوا العراقي كتب الباحث "كوهر يوحنان عوديش" محللا هذه الدعوات باعتبارها  دعوة صريحة لاخلاء البلد من المسيحيين!حيث قال 
فيما تتجه انظار الشعب العراقي نحو الموصل والمنطاق الموجودة تحت سيطرة داعش وتتأمل خيرا في تحريرها لاعادة الحياة الطبيعة اليها وعودة المهجرين قسرا الى بيوتهم ومناطقهم التي ولدوا وعاشوا فيها خصوصا المسيحيين وابناء الاقليات الاخرى غير المسلمة، تلقت هذه الطوائف ( المسيحيون والاقليات الدينية الاخرى ) صفعة نووية بعثرت امالهم واغتالت اخر بصيص امل فيهم للعودة الى مناطقهم او حتى التفكير للبقاء في العراق، وهذه الصفعة لم تكن من تنظيم داعش الارهابي ولا من ميليشيا مسلحة خارجة عن القانون وعن سلطة الدولة بل جاءت من شخصية تشغل منصبا حكوميا برتبة وزير.
ففي شريط فيديو نشر مؤخرا على مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع اخرى، يدعو رئيس الوقف الشيعي علاء الموسوي بصريح العبارة الى الجهاد ضد الكفار! من المسيحيين واليهود وغير المسلمين، لان احكام الاسلام حسب تصريحه تجاه المسيحيين هي اما اشهار اسلامهم او دفع الجزية او القتل!.
وبدلا من الاستقالة او الاقالة الفورية لهذا الشخص واصدار بيان اعتذار موقع من رئيس الوقف الشيعي نفسه لما بدر منه من تطاول وجرح لمشاعر شعوب ومكونات اصيلة سكنت العراق قبل الالاف السنين وكذلك بث الكراهية وحث اتباعه واخرين غيرهم لقتل غير المسلمين، اصدر ديوان الوقف الشيعي بيانا يتهم فيه جهات، لم يسمها!!، بمحاولة زرع الفتنة والتفرقة بين اطياف الشعب العراقي نافيا ما تم نشره مؤخرا بشأن تصريحات رئيس الديوان حول تكفير المسيحيين وغيرهم من غير المسلمين وحسب ما جاء في البيان فان المقطع الذي نشر ويتضمن حديث رئيس الديوان عن المسيحيين واتباع الديانات الاخرى كان " درسا فقهيا نظريا قبل ثلاث سنين واقتطع جزء منه، ولم يتضمن اية دعوة عملية للقتال او الاعتداء على احد من اتباع الديانات المذكورة!!!". ويضيف ان " نشر المقطع، المجتزء، بتلك الطريقة المثير للفتنة دليل على مؤامرة جديدة لافشال جهود دواوين الاوقاف العراقية في سعيها لتثبيت المحبة والوئام بين العراقيين ( لو كان الامر كذلك فنتمنى ونرجو من الديوان المعنى ان يقوم بنشر الفيديو كاملا دون استقطاع لنقتنع جميعا بان تكفير غير المسلمين والجهاد ضدهم ليس مقصد السيد في حديثه ).
ما جاء في بيان ديوان الوقف الشيعي ليس مقنعا بتاتا، لان محتوى ومضمون ومفهوم الحديث لايبرر مطلقا بوقته وصيغته، واذا كان المقصود من البيان ان حديث السيد كان قبل تسمنه لمنصب رئيس ديوان الوقف الشعيي فهذه مصيبة اما اذا كان حديثه ودعوته للجهاد بعد تسمنه للمنصب فالمصيبة اعظم.  فاذا كان هذا الحديث درسا فقهيا وقبل ثلاثة سنوات، اي قبل ان يتسنم علاء الموسوي رئاسة ديوان الوقف الشيعي، فهذه مصيبة اذ كيف ان يتسنم شخصا يدعو الى الجهاد وقتل الاخر منصبا كهذا في دولة معروف عنها كثرة دياناتها وطوائفها؟ الم يكن الاجدر بالحكومة اختيار شخص اكثر انفتاحا لهذا المنصب المهم، شخص يزرع المحبة والوئام بين الفرقاء بدلا من بث الكراهية والدعوة لقتل الاخر في وطن نازف احوج ما يكون الى من يضمده ويداويه بدلا من تعميق الجرح والرقص عليه؟اما اذا كان الحديث بعد تولي علاء الموسوي لرئاسة ديوان الوقف الشيعي فالمصيبة اعظم، لان العراق ليس منظمة ارهابية تكفر الاخر وتحلل دمه وماله وعرضه ( واذا كان الامر كذلك فما الفرق بين هؤلاء وداعش )، بل ان دولة العراق لها دستور! يضمن كامل الحقوق الدينية لجميع الافراد في حرية العقيدة والممارسة الدينية للمسيحيين والايزيديين والصائبة المندائيين وغيرهم، اضافة الى كون العراق دولة عضوة في الامم المتحدة تلتزم بتنفيذ مضمون ميثاق هذه الهيئة وكذلك مضمون الاعلان العالمي لحقوق الانسان التي نادت به الجمعية العامة للامم المتحدة والذي يتضمن وينص صراحة على حق كل شخص في حرية الفكر والوجدان والدين والتمتع بحرية الرأي والتعبير، لذلك يجب على الحكومة ان تقوم بالتحقيق واتخاذ الاجراءات المناسبة قانونيا بحق كل من تسول له نفسه او يغره منصبه للتطاول على الاخر المختلف عنه دينيا وفكريا، والذي يكون علاء الموسوي رئيس ديوان الوقف الشيعي واحدا منهم.
لا اظن بانه بعد ما ارتكب، ولا يزال يرتكب، ضد المسيحيين والاقليات الاخرى من جرائم ومذابح ومجازر، هناك من يصدق بان العراق وطن الجميع والمسيحيين جزء منه ولهم حقوقهم وخصوصيتهم الدينية، لذلك اذا رغب المتنفذين واصحاب القرار والمتحكمين بزمام الامور في البلد في بناء وطن حضاري ديمقراطي متمدن يحترم حقوق الانسان ويصونها ان يباشروا بتسييد القانون وتطبيقه على الجميع دون تمييز او فرق بغض النظر عن المنصب والانتماء الديني والطائفي والقومي.
همسة:- اذا رغبتم فعلا في بقاء المسيحيين في هذا البلد فعلى السلطة التنفذية اخذ جميع الاجراءات والاحتياطات، فعليا وبصورة جدية، التي تصون حياتهم وتحفظ ممتلكاتهم وتحد من حريتهم الدينية، وعلى السلطة التشريعية الوقف فورا عن تشريع قوانين بالضد من معتقداتهم الدينية ويعاملون على اساسها كمواطنين من الدرجة العاشرة.

شارك