جيش مغاوير الثورة " أداة" واشنطن الجديدة للتدخل البري فى سوريا
الأربعاء 24/مايو/2017 - 02:34 م
طباعة
بدأت الولايات المتحدة الأمريكية فى تصنيع " أداة" جديدة لها تكون من ضمن أدواتها للتدخل البري فى سوريا وهو الامر الذى طالما كان يتخوف النظام السوري وحلفاؤه منه ولكن ما جرى في الأيام السابقة أظهر العجز الكامل للنظام وحليفته إيران عن أخذ أي رد فعل تجاه القوات الأمريكية، التي دخلت فعلاً للأراضي السورية في منطقة البادية وبدأت بمساندة قوات المعارضة في معاركهم ضد تنظيم داعش وكانت صارمة في الرد على محاولات النظام التقدم باتجاه تلك المنطقة.
فصيل جيش مغاوير الثورة هو هذة الاداة الامريكية الجديدة هو مجموعة من العناصر والضباط المنشقين والذين كانوا يُعرفون سابقاً باسم (جيش سوريا الجديد) والذي تم تشكيله مطلع عام 2016 واستطاع، بمساعدة التحالف الدولي، السيطرة على معبر التنف الحدودي وتحويله إلى مركز تدريبي لعناصره بإشراف قوات أمريكية وبريطانية ليتم هيكلته من جديد وتسميته جيش مغاوير الثورة حالياً" وعقب المعارك الأخيرة لجيش مغاوير الثورة بمشاركة القوات الأمريكية، أعلن عبد الله الطلّاع، قائد جيش مغاوير الثورة، لوسائل إعلام محلية، أن "معاركهم تهدف إلى تحرير محافظة دير الزور بالكامل وستكون البداية من البادية السورية، كما يتقاطع ذلك مع هدف قوات التحالف لتطهير المنطقة المقابلة لمعبر التنف بالكامل من وجود النظام والتنظيم وصولاً لمدينة البوكمال، ومن ثم سيتم الانتقال لقتال إرهاب الأسد وتنظيم الدولة في مناطق أخرى من سوريا دون استثناء".
وأضاف أن "جيش مغاوير الثورة يتكون من 400 مقاتل مدربين بشكل كبير ومجهزين بالسلاح الكامل لمواجهة وجود التنظيم في البادية السورية الصعبة التضاريس، وعقب تنفيذنا عمليات الاستطلاع والرصد يتم إسنادنا إما بقوات برية أمريكية من معسكر التنف وإما من خلال غارات لطيران التحالف على نقاط التنظيم التي يتم رصدها، وذلك من خلال عمليات تنسيق مشتركة لنا مع قوات التحالف، ولكن نواجه صعوبة في التخلص من الألغام والمفخخات التي يزرعها التنظيم في المناطق التي ينسحبون منها".
ومن جهة أخرى، يقول النقيب أبو مصفى، القائد العسكري في قوات الشهيد أحمد العبدو: إن "تخبط النظام إثر التقدم الأخير لقوات الثوار، المدعومة من التحالف الدولي، في منطقة (الشحمة)، دفعه لمحاولة التقدم بمساندة المليشيات الشيعية إلى تلك المنطقة بتغطية نارية كثيفة ومحاولة قطع الطريق على الثوار ومنعهم من التقدم أكثر في البادية السورية وأن كون المنطقة تقع ضمن نطاق تغطية التحالف الدولي والتي يرغب في جعلها خارج نفوذ النظام والتنظيم، دفعه لمؤازرة حلفائه من الثوار وتوجيه ضربة جوية لقوافل النظام والتي أدت إلى تدمير ثلاث دبابات وعدة سيارات دفع رباعي ومقتل ثمانية جنود تابعين للفرقة 13، بحسب إعلام النظام".
وانتشر مؤخراً على وسائل التواصل الاجتماعي شريط فيديو مصور يوثق دخول قوات برية أمريكية مع آلياتها من معبر التنف السوري باتجاه البادية السورية ومشاركتها فصائل المعارضة في قتالها قوات التنظيم باتجاه الجزيرة السورية بهدف الوصول لمدينة البوكمال تحديداً، في دير الزور.
سليمان الصنديد، مدير المكتب الإعلامي لفيلق الرحمن في القلمون الشرقي، أكد أن "قوات أمريكية دخلت إلى الأراضي السورية مطلع الأسبوع الماضي من معبر التنف الحدودي بمشاركة فصيل جيش مغاوير الثورة، واستطاعت السيطرة على نقاط لتنظيم داعش في بادية حميمة شرقي حمص وبعض النقاط المتقدمة باتجاه ريف دير الزور، وثبتت القوات المشتركة نقاطاً لها في المناطق التي سيطروا عليها، وذلك لتكون معسكرات مؤقتة لهم بعد دخولهم من معبر التنف".
يذكر أن وزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس، قد أكد فى وقت سابق إن بلاده لا توسّع دورها في الحرب السورية، لكنها ستدافع عن قواتها عند الضرورة " وجاءت تصريحات ماتيس عقب ضربات جوية استهدفت قافلة لمليشيا مسلّحة متحالفة مع النظام السوري كانت تتقدّم باتجاه المعارضة التي تدعمها الولايات المتّحدة في سوريا وتعليقاً على الضربات قال ماتيس: "نحن لا نوسّع دورنا في الحرب السورية، لكننا سندافع عن قواتنا، وهذا جزء من تحالف يضم أيضاً قوات غير أمريكية، ومن ثم سندافع عن أنفسنا إذا اتّخذ أحد خطوات عدائية ضدنا" وفي وقت سابق ايضا قصفت طائرات التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن موقعاً تابعاً للنظام السوري بالقرب من المثلث الحدودي مع العراق والأردن كما نفّذت القوات الأمريكية ضربة ضد قافلة للنظام السوري، تضمّ فصيلاً مسلّحاً تدعمه إيران، كانت تتّجه صوب قاعدة التنف في جنوبي سوريا، حيث تتمركز قوات أمريكية خاصة.
مما سبق نستطيع التأكيد على انه يبدو أن الولايات المتحدة الأمريكية بدأت فى تصنيع " أداة" جديدة لها تكون من ضمن أدواتها للتدخل البري فى سوريا وهو الامر الذى طالما كان يتخوف النظام السوري وحلفاؤه وهو الامر الذى يبدو ان سيستمر خلال الفترة القادمة .