واشنطن تفرض عقوبات جديدة على الأسد..والصليب الأحمر يطلب فصل المسار السياسي عن نجدة المدنيين

الخميس 25/مايو/2017 - 08:05 م
طباعة واشنطن تفرض عقوبات
 
مساعدات انسانية للسوريين
مساعدات انسانية للسوريين
فى الوقت الذى أعلنت فيه الإدارة الأمريكية أنها تعتزم فرض عقوبات جديدة على كل من سوريا، تبحث موسكو عن تحقيق مزيد من خطوات التهدئة ومنح الأزمة السورية فرص جديدة للحلول السياسية، ومواجعة عراقيل بعض الدول الخليجية والغربية فى إزاحة بشار الأسد بالقوة.  
وقال وزير المالية الأمريكي، ستيفن منوتشين، خلال مثوله أمام لجنة مجلس النواب الأمريكي للإيرادات والإنفاق: "إننا سنستخدم كل ما بمقدورنا من أجل فرض عقوبات إضافية ضد إيران وسوريا وكوريا الشمالية لحماية حياة الأمريكيين".
يذكر أن الولايات المتحدة تتهم، ومنذ فترة طويلة، سلطات سوريا وايران وتركيا بزعزعة الاستقرار الإقليمي وانتهاك قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وفرضت الإدارة الأمريكية في وقت سابق حزما من العقوبات الاقتصادية على كل من إيران وسوريا وكوريا الشمالية.
المتحدثة باسم الوزارة
المتحدثة باسم الوزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا
من جانبها أعلنت وزارة الخارجية الروسية عن تحقيق التهدئة في العديد من مناطق سوريا، مشيرة إلى إمكانية تصعيد الوضع في شمال سوريا بعد تهديدات أنقرة ضد قوات سوريا الديمقراطية، وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا "أخذا في الاعتبار التهديدات التي تطلق من قبل أنقرة ببدء حملة واسعة ضد قوات سوريا الديمقراطية، والاشتباكات المستمرة بين الأكراد والتشكيلات المسلحة غير القانونية الموالية لتركيا، تبقى هناك إمكانية عالية لتصعيد الوضع في شمال سوريا".
أكدت زاخاروفا في الوقت ذاته أن موسكو تشير عموما إلى تعزيز الديناميكية الإيجابية لتطور الوضع السياسي والعسكري في سوريا، موضحة أن ذلك مرتبط بشكل مباشر بتنفيذ بنود المذكرة الخاصة بإقامة مناطق وقف التصعيد في سوريا، وأشارت إلى تهدئة الوضع كثيرا في محافظات حلب وإدلب وحمص ودرعا.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية إن الغرب لا يزال يتجاهل الحوادث المتكررة المتعلقة باستعمال أسلحة كيميائية في سوريا والعراق، مشيرة إلى أن ذلك يحدث، على ما يبدو، لصالح أطماع جيوسياسية معينة.
محاولات لمساعدة المدنيين
محاولات لمساعدة المدنيين
أضافت أن "شركاءنا لا يزالون يتمسكون بمعايير مزدوجة في مجال قضايا مكافحة الإرهاب في سوريا والعراق".، وأكدت زاخاروفا أن الغرب في محاولة لتغيير النظام في سوريا يوجه اتهامات دون أي أساس إلى الحكومة السورية المنتخبة شرعيا، والتي تنازلت في عام 2013 طوعيا عن قدراتها العسكرية الكيميائية.
أضافت أن مثل هذا الوضع يصب في مصلحة الإرهابيين الذين لا يزالون يستعملون الكلور وغيره من المواد السامة بل والمواد السامة القتالية الحقيقية التي تصنع محليا، كما أكدت زاخاروفا من جديد أن محاولات القيادة الأمريكية تبرير الضربة الأمريكية لقافلة قوات موالية للحكومة السورية في 18 مايو غير مقبولة، مضيفة أن الحديث هنا يدور عن انتهاك القانون الدولي وخرق سيادة سوريا.
قالت إن الغرب، على ما يبدو، لا يرغب في إدراك ضرورة توحيد جهود كل اللاعبين الذين يواجهون إرهابيي "داعش" و"جبهة النصرة" في الأجواء وعلى الأرض في سوريا.
واشنطن تفرض عقوبات
واشنطن تفرض عقوبات جديدة على الأسد
وأعلنت زاخاروفا أن وزيري الخارجية سيرجي لافروف والدفاع سيرجي شويجو سيبحثان خلال زيارتهما إلى مصر تسوية أبرز الأزمات في المنطقة بالطرق السياسية والدبلوماسية، وقالت إن الوزيرين الروسيين سيقومان بزيارة القاهرة في 29 مايو وسيبحثان "المهمات العملية الخاصة بزيادة العمل المشترك في كافة مجالات التعاون الروسي المصري، بما في ذلك في المجالات السياسي والاقتصادي والعسكري التقني وغيرها".
أشارت زاخاروفا إلى أن وزير الخارجية الروسي سيجري محادثات على هامش منتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي الدولي مع نظيره الألماني زيجمار جابريل وكذلك مع رئيس وزراء كردستان العراق نيجيرفان برزاني، وأن وزارة الخارجية الروسية ستقدم المزيد من التفاصيل حول مباحثات لافروف مع برزاني في وقت لاحق.
من ناحبة أخري كشفت تقارير اعلامية أن الجيش السوري تمكن بدعم من قوات متحالفة معه من طرد إرهابيي "داعش" من معمل الفوسفات الواقع جنوب غربي مدينة تدمر، واستطاع طرد "داعش" من معمل الفوسفات في منطقة الصوانة، مضيفا أن الإرهابيين انسحبوا من المنشأة الاستراتيجية بعد اشتباكات عنيفة وتعرضهم لخسائر كبيرة.
أكد المصدر أن خبراء وصلوا إلى المنطقة المذكورة لبدء العمل على إزالة الألغام التي زرعها الإرهابيون.
الجيش السوري يتقدم
الجيش السوري يتقدم
يذكر في هذا السياق أن القوات السورية تمكنت من طرد إرهابيي "داعش" من وحدة القوات الصاروخية جنوبي تدمر واستعادت السيطرة على عدة بلدات قرب مدينة القريتين، وتشير وسائل الإعلام السورية إلى أن القوات السورية وتلك المتحالفة معها حررت منذ بدء عمليتها في شرق محافظة حمص أكثر من ألف كيلومتر مربع.
على صعيد أخر دعا رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بيتر ماورير، إلى تجنب الربط بين إيصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا وسير عملية التسوية السياسية في البلاد، وقال ماورير بعد زيارة قام بها إلى سوريا: "يجب تقديم المساعدات الانسانية بمعزل عن العملية السياسية، ويجب ألا تعمي هذه العملية أنظار العالم عن رؤية معاناة الشعب السوري"، محذرا من أن عدم انتظام المساعدات المقدمة للسكان في البلاد يعرضهم لمخاطر من بينها سوء التغذية، واستخدام المياه الملوثة، وتردي الحالة الصحية.
أضاف ماورير، أنه التقى خلال زيارته مسؤولين حكوميين، بحث معهم الاحتياجات الإنسانية للأهالي: "شددت على رغبتي في توسيع نطاق وصول الصليب الأحمر بشكل منتظم إلى المدنيين والمحتجزين. كما أكدت على أن تسهيل جميع أطراف النزاع مهمتنا على الأرض،بمنحنا إمكانية وصول سريع ودون معوقات ،أمر في غاية الأهمية ".
أشار المسؤول إلى أن الصليب الأحمر تمكن، بالتعاون مع أطراف النزاع، من تنفيذ 19 عملية لإيصال المساعدات الإنسانية عبر خطوط المواجهة في العام الحالي، لكن حاجة السوريين إلى المساعدات متزايدة وضخمة، وستبقى كذلك "حتى وإن انطفأت جذوة النزاع غدا".

شارك