بعد تبني "داعش" هجوم المنيا.. هل تلاحق "الرافال" المصرية التنظيم في العراق وسورية؟
السبت 27/مايو/2017 - 04:04 م
طباعة
بعد نحو 24 ساعة من هجوم شنه عناصر مسلحة على حافلة كانت تقل أقباطاً في طريقهم لأداء الصلاة في دير الأنبا صموئيل، في مركز مغاغة الاتبعة لمحافظة المنيا، اعترف تنظيم داعش، عصر اليوم السبت، 27 مايو 2017 بمسؤوليته عن الهجوم الذي خلف وراءه عشرات القتلى والمصابين من الأقباط، ونشر "داعش" بياناً عبر تطبيق تليغرام، قال فيه إن "مفرزة أمنية من جنود" تابعين له قاموا "بنصب كمين محكم" لعشرات الأقباط غربي مدينة المنيا عاصمة المحافظة، وأضاف البيان "العناصر أحرقت إحدى سيارات الأقباط أيضاً".
ومنذ 2017 وتنظيم الدولة المعروف بـ"داعش" يصعد من عمليات استهداف الأقباط، ففي غضون 6 أشهر وقع أربعة اعتداءات ضد الأقباط، بدأت باستهداف انتحاري للكنيسة البطرسية في أواخر ديسمبر 2016، والتي خلفت وقتها نحو 30 قتيلاً مسيحياً، وفي منتصف أبريل 2017 استهدف انتحارييان كنيسة المرقسية في الأسكندرية (شمال القاهرة)، وكنيس مارجرجس في طنطا (وسط دلتا مصر)، وخلف الهجومان نحو 45 قتيلاً مسيحياً.
واشتكت مصر من تباطؤ المجتمع الدولي في اتخاذ قرار برفع حظر تسليح الجيش الليبي الذي يقوده المشير خليفة حفتر، حتى يتمكن من مواجهة الإرهاب والتصدى للفوضى التي ملأت ليبيا منذ إسقاط الثورة الليبية لنظام العقيد معمر القذافي، كما تُعلن القوات المسلحة المصرية كل حين وآخر إحباط محاولة تهريب أسلحة وذخائر من الجانب الليبي إلى مصر.
وتسببت الفوضى الأمنية في ليبيا في انتشار العديد من الجماعات لإرهابية، حيث تسيطر العناصر الإرهابية من تنظيم "داعس" على مساحات من ليبيا كان من بينها مدينة سرت، كما يسيطر تنظيم "القاعدة" على مساحات آخرى من البلاد، بينها مدينة "درنة" و"مصراته".
وقد أعلن زعيم تنظيم ما يُسمى "جنود الخلافة" فرع ثان لتنظيم "داعش" في مصر، وهو تنظيم خلاف تنظيم ما يعرف بـ"ولاية سيناء" الذي يتخذ من محافظة شمال سيناء الحدودية مع قطاع غزة الفلسطيني مقراً له ويتبع داعش العراق، كما ينتشر تنظيم "جنود الخلافة" بحسب مقابلة نشرتها صحيفة "الأنباء" الداعشية، لزعيم التنظيم التي لم تسمه حتى ولو باسم مُكنى، في بقية محافظات مصر، وقال زعيم التنظيم وقتها إنه يضع نصب عينيه جملة من الأهداف بينها استهداف الأقباط (دور عبادتهم وأماكن تجمعهم ومراكز الخدمات التابعة لهم)، وطالبت "بواغبة الحركات الإسلامية" وقتها بضرورة الانتباه إلى أن التنظيم وسع بذلك دائرة استهداف الأقباط إذ ان أماكن تجمعهم وخدماتهم تعني استهداف التنظيم للمشافي الخاصة بالمسيحيين وكذلك المدارسهم التعليمية التابعة لهم.
وفي أعقاب العملية الإرهابية، أعلنت القاهرة عن قيام القوات الجوية المصرية بتنفيذ عدة ضربات جوية ضد معسكرات للعناصر الارهابية في منطقة درنة في ليبيا، وأنه تم تدمير المركز الرئيسى لمركز شورى مجاهدى درنة، وأوضحت تقارير أن المواقع التى استهدفتها القوات الجوية المصرية داخل مدينة درنة شملت مناطق في حي (الفتائح - الشركة الصينية - الملعب البلدي - وادى الناقه - وثانوية الشرطة - مقر اللجنة الشعبية السابق) وأن الإصابات نتيجة الضربات جاءت مباشرة ومؤثرة بنسبة 100 %.
واعلن الرئيس عبد الفتاح السيسى فى كلمة له الى الشعب المصرى أمس الجمعة، عن توجيه ضربة كبري للمعسكرات التي خرج منها العناصر الارهابية التي نفذت عمليات ضد مصر، وقال السيسى الذى تحدث عقب اجتماع امنى مصغر عقده بعد الهجوم الإرهابي، بان الهدف من الهجوم هو اسقاط الدولة المصرية واستراتيجية هؤلاء الارهابيين يقوم علي انه لا بد من كسر تماسك المصريين، ودعا السيسى الي متابعة المواقع التابعة لهؤلاء الارهابيين علي الانترنت، مشير الى ان استراتيجية "داعش" تستهدف خلق الفتنة بين المسلمين والمسيحييين في مصر، ليظهروا ان الدولة المصرية لا تحمي المسيحيين بالشكل الكافي وان المسيحيين غير امنين في مصر.
واشار السيسي في كلمتة التى وجهها الي الامة عبر التليفزيون ، الي ان العمل الذي وقع في محافظة المنيا يستهدف كسر التماسك بين المسلمين والمسيحيين، وقد حذرت من ٥ أو ٦ شهور أن مهمة الارهابيين في سوريا انتهت بعد ان اسقطوا الدولة هناك، وجزء من المقاتلين سيتحرك من سوريا الي سيناء والي الحدود المشتركة بين مصر وليبيا من الغرب، داعيا إلى الانتباه لانه بعد سقوط النظام في ليبيا كنا نعلم ان شر كبير سيأتي الينا، لافتا الي أنه تم تدمير الف عربية دفع رباعي خلال الشهور الثلاثة الماضية.
واعلن الرئيس السيسي ان المعسكرات التي خرجت منها العناصر الارهابية تم توجيه ضربة كبري لها ، مؤكدا ان مصر لن تتردد في توجيه ضربات لمعسكرات الارهاب في اي مكان، وقال "نحن في مصر لا نتأمر علي أحد ولا نعمل في الخفاء وانما نتصدي لمن يعتدي علي امننا سواء كان ذلك داخل أو خارج مصر ولن نتردد في حماية شعبنا من الشر وأهله"
واكرر اننا وجهنا ضربة للمعسكرات التي خرجت منها العناصر الارهابية ولن نتردد في تكرار هذه الضربات، والعناصر داخل مصر لن نتردد في ان نواجههم ونلاحقهم في كل مكان، واقول لأجهزة الأمن أن أمن واستقرار مصر والمصريين أمانة في رقبتكم وفي رقبتنا جميعا
تصريحات السيسي التي قال فيها غنه لن يتردد في القيام بمثل هذه الضربات للعناصر الإرهابية في أي مكان، ربما تقود إلى جملة من التساؤلات حول هل تعتبر تلك العمليات تدشين لمرحلة جديدة من العمليات التي ستقوم بها مصر خارج البلاد لحفظ امنها القومي، خاصة أن رئيس الحكومة شريف إسماعيل قال في تصريحات صحافية أمس إن أمن مص القومي يبدأ من خارج الحدود المصرية، وهل لو اتبعت مصر تلك السياسة سوف تقتصر العمليات التي تقوم بها على الدولة الليبية فقط أم ستتوسع الامور لتصل إلى دول آخرى مثل العراق وسورية.
كانت "بوابة الحركات الإسلامية" عملت من مصادر مُطلعة ان مصر أبلغت الجانب الامريكي قبل القيام بالعملية، وأن الإدارة الأمريكية أبلغت مصر بموافقتها على العمليات، كما زودتها مصر بالمزيد من الإحداثيات عن أماكن تواجد العناصر الإرهابية، في ليبيا وعدد من الدول الآخرى.
السيسي تابع: اقول للمجتمع الدولي اطلقنا خلال القمة العربية الاسلامية الامريكية استراتيجية تمكننا من الصمود وهزيمة اهل الشر.. والدول التي تدعم الارهاب يجب ان تعاقب ولا مجاملة ولا مصالحة معهم واوجه ندائي للرئيس الامريكي دونالد ترامب واقول له اثق في قدرتك علي ان تكون مهمتك الاولي مواجهة الارهاب في العالم بالتعاون مع كل دول العالم المحبة للسلام والانسانية والامن والاستقرار.
واضاف ان الحرب التي نخوضها بالنيابة عن العالم كله للحفاظ علي الامن والاستقرار ليس فقط في مصر او المنطقة فقط وانما في العالم كله وعلي العالم ان يتحد في مواجهة هذا الشر وقد تم تنظيم واطلاق مركز مكافحة الفكر المتطرف في السعودية ونحن اعضاء فيه وعلينا جميعا التحرك لمواجهة هذا الفكر المتطرف .
من جانبه، قال الجيش فى بيان ان تحرك طائرات القوات الجوية جاء وفقا لتوجيهات الرئيس القائد الأعلى للقوات المسلحة، وبعد التنسيق والتدقيق الكامل لكافة المعلومات والبيانات، وتم توجيه ضربة جوية مركزة ضد تجمعات من العناصر الإرهابية بالأراضى الليبية، بعد التأكد من اشتراكهم فى التخطيط والتنفيذ للحادث الإرهابي الغادر الذى وقع اليوم في محافظة المنيا.