ممولة قطريا.. تاريخ عائلة منفذ هجوم مانشستر من الإخوان إلى داعش
السبت 27/مايو/2017 - 05:24 م
طباعة
كشفت تقارير اعلامية جديدة عن وجود علاقة قوية بين عائلة منفذ هجوم مانشستر ، وجماعة الإخوان المسلين وقطرن لافته الي أن والد منفذ الهجوم كان احد المقاتلين في أفغانستان، وعضو الجماعة الليبية المقاتلة المرتبطة بتنظيم القاعدة، وهو ما يعكي دلالئل جديدة علي علاقة قطر بالتنظيمات الارهابية.
رمضان العبيدي
وقالت صحيفة لاستامبا الإيطالية، السبت، إن هجوم مانشستر لم يكن ليقع لولا العلاقة العضوية والأبوية بين تنظيمي الإخوان المسلمين، من جهة والقاعدة، وداعش من جهة ثانية، نظراً لارتباط عائلة منفذ الهجوم الانتحاري بهذه التنظيمات، عبر والده أولاً رمضان بلقاسم العبيدي المكنى بأبي إسماعيل، المقاتل السابق في أفغانستان، وعضو الجماعة الليبية المقاتلة المرتبطة بتنظيم القاعدة، بمباركة الإخوان، قبل أن يظهر الجيل الثاني من هذه العائلة، ليُكمل سلمان ما بدأه والده،بحسب موقع"24 الاماراتي".
فيما ذكر موقع "المرصد" المختص بالشؤون الليبية أن رمضان العبيدي، من مواليد 24 ديسمبر 1965، كان يعمل بجهاز الأمن الداخلي الليبي برتبة رئيس عرفاء، وأنه كان يعيش قبل انشقاقه عن النظام السابق في منطقة باب بن غشير بالعاصمة الليبية طرابلس حتى العام 1991، وبعد عودته إلى ليبيا العام 2008، سكن في حي زاوية الدهماني.
وقالت صحيفة لاستامبا الإيطالية إن مانشستر تحولت في السنوات الماضية، إلى منطقة نفوذ خاصة لأعضاء الجماعة المقاتلة، العائدين من أفغانستان، تحت أنظار المخابرات البريطاني، التي كانت تعرف تماماً تاريخ هذه المجموعة وأهدافها وارتباطها المحلي والدولي بالإرهاب، وممولي الإرهاب.
ويورد تقرير الصحيفة أن رمضان العبيدي والد سلمان، العريف الأول السابق في جيش القذافي، ومعروف بتشدده الديني منذ تلك الفترة، وقربه من المجموعات المتطرفة، ما أثار انتباه الأجهزة الأمنية الليبية يومها، ولكن الرجل نجح في الهرب خارج ليبيا، ربما بالاستفادة من شبكة سرية داخل الجيش نفسه، في 1991، ليظهر مدرباً في معسكرات "المجاهدين الأفغان" قبل لجوئه إلى لندن في مرحلة أولى ثم مانشستر التي شهدت تدفق كل المقاتلين السابقين ضمن الجماعة الليبية المقاتلة سواءً في أفغانستان، أو في ليبيا، نفسها.
وكان رمضان بلقاسم العبيدي غادر ليبيا سنة 1991 إلى السعودية، ومنها إلى لندن التي مكث فيها فترة من الزمن قبل أن ينتقل إلى مانشستر، حيث زاول نشاطا دعويا في مسجد "ديدسبري" بالمدينة، "وهو ذات المسجد الذي كان يتردد عليه نجله الانتحاري سليمان".
و ذكر موقع المرصد الليبي، أن العبيدي الأب أنه انضم، العام 1994، إلى "الجماعة الليبية المقاتلة"، وهي تشكيل مسلح كان يهدف إلى الإطاحة بنظام القذافي وله ارتباطات قوية بتنظيم القاعدة.
وبين 1992 و 1998 قضت المجموعة وقتها في بريطانيا، تعمل على تفادي ملاحقة أجهزة الأمن، وكشف أسرارها، وتأمين أحد أخطر عناصرها مثلاً أبو أنس الليبي، المسؤول عن تفجير السفارتين الأمريكيتين في كينيا، وتنزانيا، أو عبد الحكيم بلحاج، الذي كان من أبرز المقربين من بن لادن، الذي نجح في 2008 في إقناع رمضان العبيدي بالعودة إلى ليبيا، بعد المصالحة بين القذافي وتنظيم الإخوان المسلمين، والجماعة المقاتلة بقيادة بلحاج من جهة وسيف الإسلام القذافي من جهة أخرى.
مقرب من مفتي الاخوان في ليبيا:
وفي 2011 وبمجرد بداية التمرد على نظام القذافي عاد العبيدي إلى السلاح، ثم بعد ذلك التحق بحزب الأمة، الموالي لسامي ساعدي وخاصةً المفتي الليبي المعزول وزعيم الإخوان المسلمين في البلاد، الصادق الغرياني، الذي كان مقيماً في لندن والدوحة، في عهد معمر القذافي.
وفي 2014 انضم رمضان العبيدي إلى الميليشيات المؤيدة لحكومة الإخوان في طرابلس، وشارك في المعارك التي توجت بالسيطرة على مطار طرابلس، بمشاركة سلمان ابنه، الذي عاد من مانشستر للمشاركة في القتال ولكنه أصيب في بداية المعارك ونقل إلى تركيا للعلاج.
ويُضيف التقرير، أن رمضان العبيدي انتقل بعد ذلك ليضع خبرته العسكرية السابقة في خدمة المتطرفين الإسلاميين في بنغازي، ممثلين في مجلس شورى الدفاع عن بنغازي، المتألف يومها من الكتيبة 17 ، الممولة من قطر مباشرة، منذ بداية الأحداث في ليبيا في 2011 والدور الذي لعبته في الانتفاضة على نظام العقيد الراحل، وما يعرف بأنصار الشريعة في بنغازي التنظيم المسؤول عن سحل وقتل السفير الأمريكي في بنغازي.
ويُعتبر التنظيمان الذين كانا يُمثلان في الواقع القاعدة، ثم لاحقاً داعش بعد ظهوره وتشكله رسمياً، قبل أنصار الشريعة إلى درنة، ثم سرت لإعلان إمارة جديدة في المدينة، أخطر التنظيمات المتطرفة في ليبيا التي جمعت شمل كل الفصائل السابقة، من الإخوان إلى الجماعة المقاتلة، إلى المجالس العسكرية التي قامت في المدن الليبية بعد سقوط القذافي ونظامه.
في بريطانيا
واستغربت الصحيفة وصول شخص مثل رمضان العبيدي وعشرات آخرين مثله إلى بريطانيا وحصوله على اللجوء السياسي، مشيرةً إلى أن المبرر المقبول والوحيد لمثل هذا التغاضي من قبل الأجهزة البريطانية عن شخص في خطورته، يكمن في المعلومات التي وصلت عن طريقه وعشرات مثله إلى الأجهزة البريطانية والغربية عموماً عن القذافي، ونظامه، وعن الإعداد لما بعد حكم القذافي منذ فترة مبكرة جداً.
وأضافت الصحيفة "من الغريب فعلاً أن تبادر قوة الردع في طرابلس التي تعد القوة التي جمعت كل الحركات الإسلامية السابقة، والمسلحين الموالين للإخوان، وأعضاء الجماعة الليبية المقاتلة باعتقال رمضان العبيدي بعد ساعات من اكتشاف هوية ابنه الانتحاري" في الوقت الذي وصلت فيه إلى مصراتة سراً طائرات أمريكية تحمل قوات خاصة في مهام غير معلومة.
اشقاء منفذ هجوم مانشستر :
فيما ألقت قوات الأمن الليبية، الأربعاء 24 مايو 2017، القبض على هاشم رمضان العبيدي، الشقيق الأصغر لمنفذ هجوم مانشستر، سلمان العبيدي، وكذلك على والدهما رمضان العبيدي.
وقالت قيادة قوة الردع الخاصة المنتشرة في العاصمة طرابلس في بيان نشرته على حسابها الرسمي في موقع "فيسبوك"، إن الموقوف هاشم العبيدي اعترف خلال استجوابه بأنه ينتمي لتنظيم داعش رفقة شقيقه سلمان العبيدي منفذ هجوم مانشستر، وبأنه كان موجودا في بريطانيا في فترة التحضير للعمل الإرهابي.
وأوضحت قوة الردع الخاصة أن هاشم العبيدي ولد بتاريخ 08.04.1997 بمدينة مانشستر الإنجليزية، وهو طالب جامعي تخصص في الهندسة ببريطانيا.
وأضاف البيان أن عملية الاستجواب كشفت أن الشاب "على دراية تامة بتفاصيل هذه العملية الإرهابية وبأنه خرج من بريطانيا يوم 16.4.2017"، مشيرا إلى أنه اعترف أيضا بأنه كان "على تواصل دائم مع شقيقه منفذ العملية".
وفي غضون ذلك، قالت وكالة "رويترز"، نقلا عن مصدر في شرطة طرابلس، إن هاشم العبيدي كان يحضر عملية إرهابية في العاصمة الليبية.
من جهة أخرى، ذكرت الوكالة أن الشرطة الليبية ألقت القبض أيضا، في طرابلس، على والد منفذ هجوم مانشستر، رمضان العبيدي البالغ 52 عاما من عمره.
ونقلت "رويترز" عن مصادر أمنية وشهود عيان أن قوات من الشرطة وصلت إلى منزل العبيدي الواقع في ضاحية عين زارة جنوبي طرابلس واعتقلته وقتادته إلى جهة غير معروفة.
وكان الأب رمضان العبيدي قد قال سابقا إن ابنه سلمان غير مسؤول عن التفجير الإرهابي في مانشستر، مؤكدا أنه تحدث معه عبر الهاتف قبل 5 أيام من الهجوم، مشيرا إلى أن سلمان كان بصدد العودة إلى ليبيا.
وفي وقت سابق من الأربعاء، أوقفت شرطة مانشستر الشقيق الأكبر لسلمان، إسماعيل العبيدي.
وتأتي هذه التطورات على خلفية إعلان شرطة مانشستر عن إيقافها لـ4 مشتبه بأن لهم علاقة بالهجوم. وأكدت الشرطة أن العملية الإرهابية هذه تقف وراءها شبكة من الإرهابيين وليس شخص منفرد.
واخيرا كشفت مأساة مانشستر لم تكن لتحصل لو أنها حُسمت منذ سنوات، بحسم موضوع عائلة العبيدي، فالوالد الإخواني الذي انزلق إلى المقاتلة ثم القاعدة، لم يكن إلا ليخلف ابناً بدأ بالقاعدة ، ثم تحول إلى داعش، قبل أن يُفجر نفسه في قاعة احتفالات بريطانية.