جهود دولية لمحاربة داعش...وموسكو تصر على الحل السياسي للأزمة السورية
السبت 27/مايو/2017 - 07:34 م
طباعة
ترامب و قمة السبع
تتواصل الجهود الدولية لمحاربة تنظيم داعش ودفع عملية السلام السورية للأمام، فى الوقت الذى تقوم فيه جماعات المعارضة المحسوبة على دول خليجية وغربية بتنفيذ مخططاتها للوصول إلى سيناريو تقسيم سوريا والاطاحة ببشار الأسد من السلطة، بينما تواصل موسكو مساعيها لمنع خروج مسار الأزمة السورية عن الحل السياسي.
يأتى ذلك فى الوقت الذى حثت فيه مجموعة G7 دول الشرق الأوسط على بذل جهود أكبر في الحرب على داعش في أنحاء المنطقة، واعتبرت أن الانتصار على الإرهاب في سوريا مستحيل دون التوصل إلى تسوية سياسية هناك، وأعلن بيان تبناه زعماء المجموعة في ختام قمتهم في مدينة تاورمينا بجزيرة صقلية الإيطالية، استعدادهم للتعاون مع روسيا في البحث عن حل سياسي لأزمة سوريا، "بشرط أن تستخدم موسكو نفوذها بشكل إيجابي".
دعا زعماء G7 روسيا وإيران إلى الضغط على الحكومة السورية لتعزيز وقف إطلاق النار، كي تؤدي قرارات مفاوضات أستانا إلى نزع حقيقي للتوتر في سوريا، كما أعلنت دول G7 أنها حققت تقدما ملموسا في تقليص رقعة تواجد داعش وانحسار نفوذه في سوريا والعراق، مشيرة إلى عزمها على مواصلة العمل على تحرير كافة الأراضي من قبضة داعش، خاصة الرقة والموصل، وصولا إلى القضاء على التنظيم الإرهابي بشكل كامل. وحثت G7 دول الشرق الأوسط على القيام بدور أكبر في محاربة داعش في العراق وسوريا واليمن والمنطقة ككل.
كما أكدت دول G7 على قلقها العميق لاستخدام السلاح الكيميائي في سوريا "وفي أي مكان من العالم وتحت أية ذريعة"، مشيرة إلى ضرورة معاقبة كل من يستخدم هذا السلاح، "إن كان فردا أو مجموعة أو منظمة أو حكومة".
موسكو تواصل دورها لحل الأزمة السورية
من جانبها نشرت وزارة الدفاع الروسية مقطعا مصورا لعملية استهداف مقاتلاتها لرتل من المركبات التابعة لتنظيم "داعش"، كان متوجها من مدينة الرقة باتجاه مدينة تدمر، محملا بالسلاح والمسلحين، وقالت الوزارة إن العملية تمت يوم 25 مايو الجاري، بعد أن وصلتها معلومات عن أن القوات الكردية التي تحاصر مدينة الرقة، اتفقت مع التنظيم الإرهابي لفتح ممر آمن له للخروج من الرقة ولكن بشرط التوجه إلى تدمر.
أشارت إلى أن العملية أدت إلى تدمير 32 مركبة لداعش، ومقتل 120 مسلحا تابعا للتنظيم الإرهابي
فى حين أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أنه يجب إجراء مشاورات مع دمشق حول تحديد الدول التي ستشارك في الرقابة في مناطق تخفيف التوتر في سوريا،
وقال لافروف في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الصيني وانغ يي في موسكو الجمعة، "ستجري مشاورات حول تحديد الدول التي ستوجه إليها الدعوةلإرسال عسكريين أو رجال شرطة للقيام بمهمة الرقابة والتفتيش في مناطق تخفيف التوتر، ستجري بطبيعة الحال بالتشاور مع الحكومة السورية قبل كل شيء".
أكد الوزير الروسي أن موافقة الجانب المستضيف شرط رئيسي أثناء عمليات حفظ السلام، وأضاف لافروف: "بالطبع سنساعد بنشاط على تشكيل فرق المراقبين هذه بأسرع ما يمكن، ومن جنسيات تدعمها دمشق وتوافق عليها من جهة، وتؤمن عمل مناطق تخفيف التوتر بفعالية من جهة أخرى".
كان ميخائيل بوجدانوف نائب وزير الخارجية الروسي قد أعلن في وقت سابق الجمعة أن خبراء من روسيا وإيران وتركيا سيقومون برسم حدود مناطق تخفيف التوتر في سوريا، مرجحا إقامة حواجز عند هذه الحدود لمنع تسلل مسلحين إليها. وأضاف بوغدانوف أنه من غير الواضح حتى الآن ما هي الجهة التي ستقوم بضمان الأمن في هذه المناطق.
بينما كشف يان نوفيكوف المدير العام لمؤسسة "ألماز أنتيه" الروسية لمنظومات الدفاع الجوي عن أن صواريخ "إس-400" المنصوبة في سوريا تغطي جميع أجوائها وترصد سائر الأهداف الجوية في سمائها.
بوتين وروحانى
قال نوفيكوف: نشر المعلومات والمواد المضللة حول عجز صواريخنا عن إسقاط هذا الهدف الجوي أو ذاك في سماء سوريا، يندرج حسب اعتقادي ضمن حملة إعلامية موجهة يشنها منافسونا في سوق السلاح العالمية، وخصوم روسيا السياسيون.
أضاف: هذه المواد تشويه للواقع الذي يتمثل في أن عمل المنظومات الرادارية ينقسم إلى شقين، أولهما الرصد وثانيهما الضغط على الزر وإسقاط الهدف الذي لن يفلت من نار منظوماتنا إذا أصدرنا لها الأوامر بذلك. الرصد شيء وإسقاط الهدف شيء آخر، فيما الصعوبة تكمن في رصد الهدف لا في إسقاطه".
يذكر أن صواريخ "إس-400" قادرة على رصد واعتراض الصواريخ المجنحة على أدنى ارتفاع عن سطح الأرض، والطائرات الصغيرة والكبيرة بلا طيار، والصواريخ المجنحة عالية السرعة، والصواريخ البالستية التي تصل سرعتها إلى 4800 كم/ساعة، متفوقة بذلك على كافة منظومات الصواريخ الاعتراضية بما فيها "باتريوت" الأمريكية وسواها.
العمليات العسكرية مستمرة
وتعد "إس-400" الأكثر تطورا في العالم، لقدرتها كذلك على إسقاط جميع أنواع الطائرات الحربية للعدو المفترض، بما فيها طائرة الشبح ذائعة الصيت كما تستطيع اعتراض الصواريخ.
فى حين أعلن الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بحث اليوم مع كل من نظيريه الإيراني حسن روحاني والتركي رجب طيب أردوغان مستجدات الوضع في سوريا وآفاق التسوية السياسية هناك، وأكد بوتين وروحاني أهمية تفعيل الجهود المشتركة لدعم التسوية السياسية الدبلوماسية في سوريا، بما في ذلك في إطار عملية أستانا ومن خلال تطبيق المذكرة حول إنشاء مناطق تخفيف التوتر في البلاد.
اتفق بوتين وأردوغان خلال مكالمتهما على زيادة تنسيق الجهود على مختلف المستويات بهدف التوصل إلى التسوية في سوريا، وأضاف الكرملين أن الرئيسين شددا على أهمية الإسراع في تحقيق التوافق حول الجوانب العملية لتطبيق المذكرة بشأن مناطق تخفيف التوتر في سوريا، ما سوف يتيح تعزيز نظام وقف إطلاق النار ورفع فعالية المفاوضات بين الأطراف السورية في جنيف وأستانا.
ذكر الكرملين أن بوتين انتهز الفرصة لتهنئة روحاني بإعادة انتخابه رئيسا لإيران، كما قدم تمنياته بالتوفيق لأردوغان بمناسبة انتخابه رئيسا لحزب الحرية والعدالة التركي.