المغرب يوجه ضربه جديد ضد خلايا "داعش"
السبت 27/مايو/2017 - 08:04 م
طباعة
تواصل المغرب ضبطها لخلايا تنظيم "داعش" الارهابي في البلاد، وسط تحذيرات من دور شببكات التواصل الاجتماعي في تجنيد المقاتلين لجماعات الارهابية والمتشددة وف يمقدمتهم تنظيم"داعش".
تفكيك خلايا داعش:
وقد أعلنت السلطات المغربية الجمعة عن تفكيك خلية إرهابية جديدة من أربعة أشخاص قالت إنهم كانوا يخططون لتنفيذ عمليات إرهابية بالمملكة ضد منشآت سياحية حساسة.
وقال بيان للمكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني (المخابرات الداخلية المغربية) إنها اعتقلت أربعة أشخاص من منطقتي الناظور ومارتيل قرب تطوان (بشمال المغرب) "انخرطوا في أعمال الدعاية والترويج للأعمال الوحشية التي ينفذها تنظيم داعش خارج مناطق نفوذه".
وأضاف البيان أنهم "اكتسبوا من خلال اتصالاتهم بمقاتلين متواجدين بالساحة السورية العراقية خبرات في مجال تحضير عبوات ناسفة تقليدية الصنع".
وقال أيضا "خططوا لتنفيذ أعمال إرهابية بالمملكة باستعمال متفجرات ضد منشآت حساسة وسياحية تهدف إلى إسقاط أكبر عدد من الضحايا وكذلك القيام باغتيالات سيرا على النهج الدموي لداعش".
وأعلنت عن مصادرة "أجهزة إلكترونية وخراطيش إضافة إلى مخطوطات تحرض على العنف وكذلك رسوم ومجسمات ترمز لراية داعش".
وكانت الداخلية المغربية قد أعلنت في فبراير تفكيك خلية ارهابية على ارتباط بتنظيم الدولة الاسلامية وتتكون من 10 أشخاص يحمل أحدهم الجنسية الفرنسية " وانها كانت تخطط لتنفيذ هجمات في المغرب.
وقالت الوزارة حينها إن السلطات المختصة اعتقلت المشتبه بهم في مداهمات جرت في عدة مدن مغربية منها الصويرة ومكناس وسيدي قاسم والجديدة، مضيفة أنهم تسلموا أوامر بمهاجمة منشآت ومواقع حساسة في المغرب وكانوا يخططون لتجنيد المزيد من العناصر المتطرفة في خطتهم الهدامة تحت اشراف قادة متمرسين في التنظيم المتطرف.
وفي ابريل فكك المكتب المركزي للأبحاث القضائية خلية إرهابية من سبع عناصر على صلة بالدولة الإسلامية.
167 خلية لـ"داعش"
ضبط الأجهزة الامنية المغربية لخلايا "داعش" يشهد ارتفاعا كبيرا حيث افاد إحصاءات المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للداخلية المغربية، في وقت سابق أنه تم تفكيك أكثر من 167 خلية في الفترة من 2002 حتى أواخر 2016 من بينها أكثر من 46 خلية "على ارتباط وطيد بالمجموعات الإرهابية بالساحة السورية العراقية لاسيما داعش".
ويتحرك المغرب على مسارين أمني وتوعي في مواجهة المتطرفين وقد تمكن من تجنب العديد من الاعتداءات الارهابية خلال السنوات القليلة الماضية.
وتعتمد السلطات المغربية على استراتيجية العمليات الاستباقية بما يشمل تفكيك الخلايا الارهابية واجهاض مخططاتها في المهد.
وتحاول عبثا عناصر متطرفة تأثرت بنهج تنظيم الدولة الاسلامية أو تلقت تدريبات أو لها ارتباط بالتنظيم المتطرف، ارباك الاستقرار الأمني الذي تتمتع به المملكة المغربية.
لكن اليقظة الأمنية وتجربة المغرب في مكافحة الارهاب حالت دون تنفيذ هؤلاء لمخططاتهم الاجرامية.
تجنيد التواصل الاجتماعي:
من جانبه كشف الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية، مصطفى الخلفي، أن ما لا يقل عن 80 في المائة ممن تم تجنيدهم لخلايا إرهابية، استعملوا شبكات التواصل الاجتماعية التقليدية مثل الـ”فايسبوك” والـ”تويتر".
ولفت الخلفي الي أن السلطات المغربية أقدمت على إغلاق حوالي 377 ألف حساب منذ أشهر، إلا أنه لاحظ لجوء هذه الفئة من الشباب إلى الشبكات المشفرة والمغلقة، التي يصعب مراقبتها والاطلاع عليها من قبل الأجهزة الأمنية.
و تشير إحصائيات حديثة أن أغلب المغاربة الموجودين في بؤر النزاع سواء في سوريا أو العراق ضمن صفوف التيارات الإرهابية ينحدرون من مدن شمال المغرب في ظاهرة أصبحت تشكل مصدر قلق للباحثين وكذا السلطات المغربية.
وبحسب تقرير خاص حول "هجرة المقاتلين المغاربة المنحدرين من شمال المغـرب إلى سوريا والعراق"، فإن أغلب هؤلاء الشباب تتراوح أعمارهم ما بين 14 و25 سنة، وينتمون لمدن "تطوان، طنجة، الفنيدق، سبتة"، كما أن مستواهم الدراسي بين المتوسط والعالي.
وذكر التقرير الذي أعده "مرصد الشمال لحقوق الإنسان"، أن أبرز الأسباب التي تؤدي بالشباب اليائس بالمغرب إلى أحضان الجماعات المتطرفة، هي الفقر والإغراء المادي برغد العيش وتحقيق المآرب الدنيوية والدينية، موضحا أن الإرهابيين "يستغلون حاجة الشباب للمال وتعطشهم للجنس من أجل التغرير بهم وغسل عقولهم".
وبهذا الخصوص، أكد محمد بنعيسى، مدير المرصد، أن "استقطاب الشباب المغربي اليائس والناقم على أوضاعه المزرية يتم عبر طريقتين، تتمثل الأولى في استهداف الفئات المتدينة والمعزولة عن المجتمع، ومن ثم شحنه أيديولوجيا وغسل دماغه ليسهل ترحيله نحو بؤر القتال".
أما الطريقة الثانية، فتكون عبر وسائل التواصل الاجتماعي حيث يعمل الشباب المغاربة في صفوف تنظيم داعش الإرهابي على إغراء آخرين بالمغرب بالمال ومتع الحياة الدنيا والحور العين في الآخرة، ما يسيل لعاب الكثيرين للتوجه نحو المجهول، في ظل غياب ثقافة جنسية".