بعد إعلان "حل نفسه".. "حفتر" يقلب الموازين لتنظيم أنصار الشريعة بليبيا
الأحد 28/مايو/2017 - 02:14 م
طباعة
فيما يبدو أن الخسائر التي لحقت بتنظيم أنصار الشريعة في ليبيا، علي يد الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، قلبت كافة الموازين للتنظيم، وأدخلته في حالة بائسة، لتجعله يعلن "حل نفسه".
وتثير الشكوك حول التوقيت الذي أقدم فيه التنظيم علي هذه الخطوة، وبالأخص أنه أعلن في وقت سابق أن الحرب التي شنها ضدها المشير خليفة حفتر، الرجل القوي في شرق ليبيا، قد اضعفته، ما يؤكد علي أن هناك خطة لدي التنظيم للخلاص من المشير حفتر.
وأدرجت الولايات المتحدة والأمم المتحدة تنظيم أنظار الشريعة في ليبيا علي قوائم الإرهاب في وقت سابق، حيث اعتبرته تنظيما إرهابيا.
كذلك أدرج مجلس الأمن الدولي جماعة "أنصار الشريعة" الليبية على قائمته السوداء للمنظمات الإرهابية بسبب أعمالها الإرهابية وارتباطها بتنظيم القاعدة، بطلب من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا.
وجاء في بيان بعنوان "الرسالة وصلت وجموع الشعب ستحملها، مساء أمس السبت 27 مايو 2017، قال أنصار الشريعة المرتبط بتنظيم القاعدة في ليبيا: "بعد هذه المسيرة الحافلة والتضحيات التي قدمت فيها انصار الشريعة جل قادتها وكوادرها ها نحن نعلن للامة والمجاهدين عامة وأهلنا في ليبيا خاصة عن حل جماعة أنصار الشريعة بليبيا رسميا".
وتتهم واشنطن تنظيم أنصار الشريعة بالوقوف خلف الهجوم الذي استهدف في 11 سبتمبر 2012 القنصلية الامريكية في بنغازي وراح ضحيته السفير الامريكي كريستوفر ستيفنز وثلاثة أميركيين آخرين.
وقال البيان، إنه بإعلانه حل نفسه نكون قد افسحنا الطريق لغيرنا من أبناء هذه الامة الصادقين لحمل الامانة من بعدنا.
وحمل البيان العديد من الرسائل، منها ما هو موجه لتنظيم مجلس شورى بنغازي، الذي انبثق عن هذه الجماعة ولازال يقاتل في مدينة بنغازي ضد الجيش بقيادة المشير خليفة حفتر، أهمها دعوتهم لشورى بنغازي بالصبر والثبات على ما أسماهم بعملاء الغرب ودعاة العلمانية والذود على الدين والعرض كما جاء في البيان.
وكانت أنصار الشريعة خسرت قائدها محمد الزهاوي الذي قتل في نهاية 2014 في معارك ضد قوات حفتر في بنغازي، قبل ان يزداد التنظيم وهنا مع انشقاق غالبية عناصره عنه من اجل مبايعة تنظيم الدولة الاسلامية.
وبعد ذلك انضم التنظيم إلى مجلس شورى ثوار بنغازي وهو تحالف ميليشيات اسلامية سيطر على بنغازي في 2014.
ولكن ما هي إلا أشهر قليلة حتى شن الجيش الوطني الليبي الذي أسسه حفتر حربا ضد هذه الميليشيات الإسلامية تمكن في أعقابها من السيطرة على القسم الأكبر من ثاني كبرى مدن البلاد.
ومنذ أسابيع تفرض قوات حفتر حصارا مطبقا على آخر مقاتلي مجلس شورى ثوار بنغازي المتحصنين في اثنين من أحياء وسط المدينة.
وجدير بالذكر أن أنصار الشريعة التي أسسها الزهاوي في مطلع 2012 تركزت خصوصا في بنغازي ودرنة "شرق" ثم امتدت الى سرت وصبراتة "غرب".
واستولت أنصار الشريعة على ثكنات ومواقع عسكرية كانت تابعة لنظام العقيد الراحل معمر القذافي وحولتها الى معسكرات لتدريب مئات الجهاديين الراغبين بالقتال في سوريا والعراق.
وتدور اشتباكات منذ أواخر العام الماضي بين قوات متحالفة مع الجيش الوطني الليبي ومعارضين متحالفين مع حكومة الوفاق المدعومة من الأمم المتحدة، حيث دعا بيان التنظيم القوى الثورية ومجالس الشورى في بنغازي إلى الاتحاد من أجل تشكيل جبهة موحدة.
وبحسب وثائق قدمتها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، في وقت سابق، لإدراج "أنصار الشريعة" على القائمة السوداء، فإن "أنصار الشريعة في بنغازي" أقام العديد من معسكرات التدريب لإرسال جهاديين إلى العراق وسوريا بالدرجة الأولى وإلى مالي بدرجة ثانية.
وتضيف الوثائق أن 12 من الجهاديين الـ24، الذين هاجموا في 2013 مجمع "إن آميناس" للغاز في الجزائر، تدربوا في معسكرات تابعة "لأنصار الشريعة" في بنغازي، كما شن التنظيم هجمات عدة على قوات الأمن الليبية.
كذلك شارك تنظيم "أنصار الشريعة في درنة" في الهجوم على القنصلية الاميركية ببنغازي وهو يدير أيضا معسكرات تدريب في شمال شرق درنة والجبل الاخضر لتدريب جهاديين وإرسالهم الى سوريا والعراق.
وكان فرع "أنصار الشريعة" في درنة أعلن في أكتوبر 2014 مبايعته تنظيم "الدولة الاسلامية" "داعش" الذي يسيطر على أنحاء واسعة في سوريا والعراق.
كانت ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير لها، أن تنظيم أنصار الشريعة تأسس في شهر مايو من عام 2012 وكان أول ظهور إعلامي لها بعدما أقامت ملتقى لها أسمته "الملتقى الأول لنصرة الشريعة" والذي حضرته العديد من الكتائب الإسلامية ذات التوجه ذاته من مدن ليبية كدرنة، مصراتة وسرت، حيث قامت تلك الميليشيات بالتجمع في احدى ضواحي بنغازي والدخول معاً بمسلحيها وسياراتها التي تحمل أسلحة شبه ثقيلة، رافعة علم التنظيم، ما آثار حينها استياء من قبل مواطني المدينة.
لمعرفة المزيد عن تنظيم أنصار الشريعة في ليبيا أضغط هنا