مع التهديد الامريكي.. "دير الزور" مهمة ايرانية جديدة لحزب الله في سوريا
الأحد 28/مايو/2017 - 03:36 م
طباعة
كشفت تقارير إسرائيلية عن مهمة جديدة ايرانية جديدة لحزب الله في سوريا ، عقب حشد 3ألاف مقاتل في عملية عسكرية علي الحدود السورية العراقية، في إطار سعي إيران لتأمين المعابر وطرق الإمداد بين إيران والجنوب اللبناني عبر سوريا والعراق.
حزب الله في دير الزور:
وزعمت مصادر إسرائيلية تقول إنها تعتمد على معلومات استخباراتية أن "طهران وجهت "حزب الله" بإرسال 3000 مقاتل إضافي لوقف تقدم قوات التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، على امتداد الحدود بين العراق وسوريا، وعدم تمكينها من الوصول إلى منطقة دير الزور".
و تقع دير الزور بين دمشق وشمال شرقي سوريا والعراق، وهي أيضاً بين فكي هجومين لفصيلين كلاهما مدعوم من الولايات المتحدة. فمن جهة الشمال الغربي، هناك قوات سوريا الديمقراطية، وهي تحالف يقوده الكرد مع مستشارين من القوات الخاصة البريطانية والأميركية.
أما من جهة الجنوب الغربي، فيتقدَّم كذلك فصيلٌ مُكوَّن من قوات الجيش السوري الحر المحلية ناحية المدينة. وثمة نحو 40 من القوات الخاصة الأميركية والنرويجية يساعدونهم من قاعدتهم في بلدة التنف الحدودية.
ومع أن مقاتلي هذا الفصيل أقل عدداً، فإنَّ أكثرهم من مقاتلي دير الزور الذين طردتهم “داعش” في 2013، ويقولون إنهم أحق بتحرير المدينة وبإمكانهم ذلك.
وأشار موقع "نيتساف نت" الإسرائيلي، والذي استقى جانبًا من المعلومات من معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، أن معلومات استخباراتية، تؤكد على هذا التطور، وأن إرسال قوات "حزب الله" جاء عقب قيام طائرات أميركية مقاتلة بتدمير قوة خاصة تابعة للحزب، كانت تشق طريقها إلى معبر "التنف"، عند المثلث الحدودي بين الأردن والعراق وسوريا، حيث يقع المعبر على مقربة من الطريق السريع الرابط بين بغداد وبين العاصمة السورية دمشق، وعمّان.
تأمين خطوط الامداد والمعابر:
ولفت الموقع إلى أن إيران تحاول حاليًا وبكل طاقتها السيطرة على معبر الحدود الاستراتيجي المشار إليه، من أجل الحفاظ على الجسر البري الذي مهدته ويقودها حتى بيروت، كما أنها ترى كيف تسيطر الولايات المتحدة الأميركية على جميع المناطق الشمالية الشرقية في سوريا، بالتعاون مع الأكراد، وتدرك أن خيارها الوحيد من أجل تفعيل الجسر البري الذي يتخطى الهلال الشيعي، هو من خلال الحفاظ على معبر "التنف".
وتابع الموقع نقلًا عن محلليه أن "طهران تعمل في سبيل ذلك على الزج بقواتها الخاصة بهدف إحباط نوايا واشنطن، وتستخدم "حزب الله" والقوات العراقية التي تقف تحت قيادة خبراء عسكريين إيرانيين، وتمتنع عن توريط القوات المسلحة الإيرانية بشكل مباشر في الحروب التي تشهدها المنطقة".
ونوه المحللون إلى أن الفترة الأخيرة شهدت أنباء عن وصول مئات المقاتلين التابعين للقوات العراقية منقولة جوًا إلى سوريا، بهدف بلوغ المناطق الحدودية مع العراق ومساندة القوات العاملة على الأرض، في منع تقدم القوات الأميركية، لافتين إلى أن طهران ترى أيضًا أهمية كبرى في تدمير القوات المتمردة التي تم تدريبها بوساطة الخبراء الأميركيين في معسكرات تدريب في منطقة "التنف"، لكي تمنعها من الارتباط مع القوات الكردية العاملة في محافظة السويداء وحماة وتدمر.
وذكر مراقبون ان ايران تسعي من خلال قوة حزب الله والحشد الشعبي العراقي الي تامين المعابر وطرق الإمداد بين ايران والجنوب اللبناني عبر العراق وسوريا.
وذكرت قناة العالم الايرانية في تقيرا لها بعنوان"حُشود للجيش السوري و"حزب الله"... بمُواجهة حُشود "التحالف"، ان تحركات امريكية في سوريا تهدف الي :" وإذا كانت العمليّة المُرتقبة بقيادة الولايات المتحدة الأميركيّة، هي بحجّة منع إنتقال عناصر "داعش" وغيرهم من العناصر الإرهابيّة عبر الحدود، فإنّ الهدف الإستراتيجي يتمثّل في منع تواصل قوّات "الحشد العراقي" مع القوّات المُساندة للدولة السورية في الداخل السوري، خشية تأمين خط إمدادات لوجستيّ يمتدّ برًّا من إيران عبر العراق ثم سوريا وُصولاً إلى لبنان، بشكل يُهدّد التوازنات في منطقة الشرق الأوسط ككل، ويُعرّض المصالح الأميركيّة للخطر، ويتسبّب بمتاعب كبيرة لإسرائيل"ن علي حسب التقرير الصحفي.
صراع أمريكي إيراني:
الأمور لا تقف عند تأمين طرق الإمداد ولكن ايضا كشفت عن صراع "ايراني امريك" علي سوريا والعراق، فقد نشر موقع "العالم الايرانية " في 18ممايو 2017، تقريرا صحفيا عن مهام حزب الله في سوريا بعنوان"حُشود للجيش السوري و"حزب الله"... بمُواجهة حُشود "التحالف"ن قائلا "في الوقت الذي تتواصل فيه الجُهود لتثبيت ما إصطلح على تسميته "المناطق الآمنة" في الداخل السوري، الأمر الذي إعتبر أولى المداميك الخاصة بتقسيم الساحة السورية إلى مناطق نُفوذ إقليميّة ودوليّة، برزت تطوّرات ميدانيّة مُهمّة في البادية السورية، حيث يتواصل تحضير مجموعات مُقاتلة عربيّة ودَوليّة لتنفيذ مُهمّة عسكريّة إستراتيجيّة في الداخل السوري، الأمر الذي إستدعى تحرّكًا عسكريًا مُقابلاً من جانبالجيش السوريوالقوّات الداعمة له لإفشال خطّة "قوّات التحالف". فما الذي يجري، وكيف ستتطوّر الأمور".
واضاف بداية لا بُد من الإشارة إلى أنّ "قوّات التحالف" أعدّت مجموعات مُقاتلة من كل من "الجيش السوري الحُرّ" و"جيش العشائر" و"مغاوير الثورة"، مُدرّبة بأغلبيّتها في مُعسكرات على الحدود مع الأردن، لعبور الحدود الأردنيّة والتوجّه نحو "دير الزور" لمُقاتلة إرهابيّي تنظيم "داعش"، بدعم مُباشر من قبل وحدات أميركيّة وبريطانيّة وأردنيّة ومن جنسيّات أخرى مُنخرطة ضمن "التحالف"، والهدف الإستراتيجي لهذه المعركة هو الإمساك بالحدود السورية–الأردنيّة، ثم التمدّد للإمساك بالحدود السوريّة–العراقيّة. وبالفعل تقدّمت طلائع من القوى المُحتشدة قرب مخيّم الركبان على الحدود الأردنيّة–العراقيّة في منطقة التنف، نحو البادية السوريّة، وسيطرت على عدد من القرى والهضاب في بادية التنف وفي ريف دير الزور الجنوبي. وتقضي الخطّة التي ستشارك فيها نحو 400 دبابة ومُدرّعة وآلية عسكريّة، بالسيطرة على كامل البادية الفاصلة بين محافظتي دير الزور وحمص، ثم التقدّم نحو مدينة "البوكمال".
كما نشرموقع "ناتسيف نت" العبري، بيانًا أمريكيًا، جاء فيه أنه "ينبغي إنشاء مناطق آمنة بهدف وضع حد وبشكل عاجل للعنف، وتحسين الحالة الإنسانية وتهيئة الظروف للمضي نحو التسوية السياسية للنزاع في الجمهورية العربية السورية".
وأرفق خارطة تظهر المناطق التي حددتها الولايات المتحدة الأميركية، وقال إنها تشمل محافظة إدلب، وأجزاء من المحافظات المجاورة، مثل اللاذقية وحماة وحلب، وأجزاء في شمال محافظة حمص، وفي الغوطة الشرقية، وبعض المناطق جنوبي سوريا، في درعا والقنيطرة.
وطبقًا للموقع، أرسل النظام السوري بتعليمات من طهران، قوات عمليات تابعة له بهدف إحباط النوايا الأميركية ومن ثم السيطرة على المعبر الحدودي بين العراق وسوريا.
وهو ما اكدته قناة العالم الايرانية في تقرير 18 مايو، أعدّ الجيش السوري والقوّات الحليفة خطّة تقضي بالوصول إلى الحدود السوريّة العراقيّة، وتحديدًا إلى معبر النتف، من محورين: الأوّل من بادية دمشق والثاني من ريف حمص الشرقي. كما يُخطّط الجيش السوري لتأمين طريق تدمر–بغداد، وللسيطرة على مدينة السخنة، لإفشال مُخطّط "قوّات التحالف". ويُواصل الجيش السوري تجميع قوّاته في مناطق جنوب دمشق، بهدف منع إقامة منطقة عازلة على الحدود مع الأردن، علمًا أنّ الجيش السوري والقوّات الحليفة له لم يتوقّفا عن مُحاولاتهما لمنع إقامة منطقة عازلة مع الحدود التي تُسيطر عليها القوّات الإسرائيليّة، حيث لا يُمكن فصل معركة البادية السوريّة عن معركة الجنوب السوري، وتحديدًا منطقتي درعا والقنيطرة. وبحسب المعلومات المُسرّبة فإنّ "حزب الله" جهّز نحو 3000 مُقاتل للمشاركة في معركة البادية السوريّة، وأغلبيّة هذا السرايا العسكريّة كانت مُنتشرة في كل من الزبداني ومضايا وسرغايا وكذلك غرب بلدة الطفيل وفي جرود بريتال وحام ومعربون في السلسلة الشرقيّة. كما جرى إستقدام وحدات عسكرية أخرى من القوى المُختلفة التي تؤازر الجيش السوري على العديد من جبهات القتال، لرفع عدد الحشد الذي سيتقدّم لقطع الطريق على "قوّات التحالف"، علمًا أنّ السيطرة على مُجمل البادية السورية هو أمر شبه مُستحيل للطرفين بسبب المساحة الجغرافية الواسعة وصعوبة حصر المعابر والمَمرّات.
كما شدد تقرير "ناتسيف نت" العبري إن قوات التحالف وقادة العمليات الأميركيين المكلفين بالسيطرة على الحدود، أصدورا بيانًا جاء فيه أن منطقة "التنف"، تعد منطقة محظورة أمام القوات العسكرية الأجنبية، مفسرًا ذلك بأن الولايات المتحدة أصبح لديها نفس وضعية القوات الروسية في سوريا، فيما يتعلق بالإشراف والسيطرة على مناطق داخل سوريا.
المشهد السوري:
ختتما يبدوا ان حزب الله بتعليمات من ايران يستعد لمعركة جديدة في سوريا وهي معركة قد يصطدم بها بالولايات المتحدة الأمريكية ، في إطار الصراع علي مناطق النفوذ بسوريا.
وهناك معركة إستراتيجيّة أعمق تشكف معالهما في محاولة واشنطن التُخطّط لإقامة منطقة حُدوديّة عازلة لتغلق الطرق وتقطع شرايين خطوط الإمداد العسكري البري من طهران إلى بيروت.
فمدينة دير الزور الواقعة في الصحراء الشرقية لسوريا، يؤدي الاستيلاء عليها إلى تحديد مصير الشرق الأوسط لسنواتٍ مقبلة؛ إذ إن المدينة سوف تكون منطقة نفوذ محورية للولايات المتحدة أو إيران أو روسيا، الداعمين الأساسيين للفصائل المتحاربة.
وإذا كانت المعركة اليوم على مدينة "دير الزور" ومحيطها، فإنّ القوى التي تُحارب حاليًا التنظيم الإرهابي كلّ من موقعه، ستصل في نهاية المطاف إلى نقاط تماس مُباشر في ما بينها، وعندها كل الإحتمالات واردة في حال فشل الدبلوماسيّة في ترتيب مناطق تقاسم النفوذ ، فان هناك حرب امريكية ايرانية قد تشتعل في العراق وسوريا.