موسكو ترفض تقسيم سوريا.. والأمم المتحدة تتمسك بالرؤية الروسية

الخميس 01/يونيو/2017 - 06:14 م
طباعة موسكو ترفض تقسيم
 
الرئيس الروسي فلاديمير
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان
تجددت المخاوف مجددا بشأن إمكانية تقسيم سوريا فى محاولة من القوى الغربية لحل الصراع بما يحفظ للأطراف المتصارعة اقليميا ودوليا بعدم خروج أطراف خاسرة وأحري منتصرة، فى الوقت الذى ترفض فيه موسكو محاولات التقسيم، وتفتح قنوات اتصال مع كل الأطراف المعنية بما فيها السعودية. 
من جانبه أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن قلقه من احتمال تقسيم سوريا، مشددا على ضرورة أن تصبح مناطق خفض التصعيد نموذجا للحوار السياسي مستقبلا للحفاظ على وحدة أراضي سوريا، مضيفا بقوله "نقيم الآن مناطق خفض التصعيد، وهناك تخوف محدد من احتمال تحول تلك المناطق إلى نماذج لتقسيم البلاد في المستقبل".
شدد على أن روسيا تأمل ببدء شيء من الحوار أو التفاعل بين تلك المناطق والحكومة المركزية في دمشق، على أن تعيد سوريا وحدتها ، منوها بقوله "وأحد الأمثلة على ذلك بعض الجيوب التي تخضع لسيطرة ما تسمى بالمعارضة المسلحة بالقرب من دمشق"، حيث "يذهب الناس للعمل منها إلى دمشق كل يوم ويرجعون إلى منازلهم".
أعرب عن ثقته بأن الحوار بين السلطات في دمشق والمعارضة المسلحة أمر ممكن كممارسة واقعية في مناطق خفض التصعيد أيضا، وأكد بوتين تطابق مواقف روسيا وتركيا في قضايا كثيرة تتعلق بالملف السوري، مبينا أنه "لولا التفاهم التركي الروسي لما كان يتحقق وقف إطلاق النار واتفاق إنشاء مناطق خفض التصعيد.
أكد بوتين ضرورة الحرص على ألا تتحول مناطق خفض التوتر إلى نموذج لتقسيمها مستقبلاً، بل يتوجب أن تكون نموذجاً للحوار السياسي حول مستقبل سوريا والحفاظ على وحدة أراضيها. 
الاكراد يبحثون عن
الاكراد يبحثون عن نصيبهم فى حال تقسيم سوريا
يذكر أن روسيا وتركيا وإيران، وهي الدول الضامنة لاتفاق الهدنة في سوريا، اتفقت خلال اجتماعات "أستانا 4"، في 4 مايو الماضي، على إقامة "مناطق خفض التصعيد"، يتم بموجبها نشر وحدات من قوات الدول الثلاث لحفظ الأمن في 4 مناطق بسوريا، وهي محافظات إدلب، وحلب شمال غرب، وحماة وسط، وأجزاء من اللاذقية غرب، وبدأ سريان هذا الاتفاق منتصف ليل 6 مايو الماضي.
فى حين اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش أن مكافحة الإرهاب الدولي غير ممكنة دون مشاركة روسيا، قدر روسيا هو أن تكون في مركز السياسة العالمية والعولمة وقضايا المناخ والبيئة، لا يمكن حل كل ذلك دون مشاركتها"، وأضاف جوتيريش أنه "في العالم الآن الكثير من الأزمات التي يتنازع المشاركون فيها من أجل حماية مصالحهم، وعلينا أن ندرك أن السلام يمثل أولوية رئيسية أسست الأمم المتحدة من أجلها".
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أن الدول المؤثرة في أطراف النزاع السوري يجب أن تساعد من خلال جهود مشتركة على تهيئة الظروف لوقف القتال وإنهاء الأزمة، داعيا كافة الدول إلى العمل على تحقيق هدف واحد يتمثل في التوافق والتعاون وإدراك أن السلام هو أعظم الفوائد.  
 شدد على أن هناك مشكلة كبيرة تتعلق بالثقة بين روسيا والولايات المتحدة، مؤكدا على ضرورة استعداد البلدين للحوار الإيجابي و"تهيئة الظروف لإقامة علاقات إيجابية وبناءة أكثر بين البلدين"، واعتبر الأمين العام الأممي أن العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة مهمة جدا للمجتمع الدولي بأكمله.
قال الأمين العام للأمم المتحدة إنه ينوي خلال لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بحث مختلف قضايا السياسة الدولية، مشيرا إلى أهمية روسيا كعضو دائم في مجلس الأمن ولاعب مهم جدا على الساحة الدولية، وأكد أهمية تعزيز التعاون بين الأمم المتحدة وروسيا في جميع الجوانب.
من جهة أخرى كان جوتيريش قد أكد في كلمة ألقاها في افتتاح منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي في وقت سابق على أن تعددية الأقطاب في العالم لا تضمن بحد ذاتها معالجة كافة مشاكل المجتمع الدولي، مذكرا بأن أوروبا قبل الحرب العالمية الأولى كانت متعددة الأقطاب أيضا، إلا أن عدم وجود إدارة متعددة الجوانب أدى إلى نشوب الحرب. وحذر المسؤول الأممي من تكرار الخطأ ذاته في مجالي الاقتصاد والأمن العالميين. 
كما قال الأمين العام للأمم المتحدة إنه يجب إصلاح المنظمة العالمية لجعلها أكثر فعالية وأكثر ارتباطا باحتياجات وتطلعات الناس، ولكي تكون أكثر قدرة على منع اندلاع نزاعات جديدة والمساعدة على تسوية النزاعات الموجودة ودعم الدول في مكافحة الإرهاب، وأكد جوتيريش أن إصلاح الأمم المتحدة ضروري أيضا لكي تكون عملية العولمة أكثر عدالة.
يأتى ذلك فى الوقت الذى نفى فيه رئيس هيئة الأركان المشتركة الأردنية، الفريق الركن محمود فريحات، وجود أية نوايا أردنية للتواجد العسكري في الأراضي السورية.
أكد فريحات أن القوات المسلحة الأردنية لن يكون لها أي تواجد أو دخول للأراضي السورية كما يُشاع ويُقال عبر وسائل الإعلام المختلفة".
أنطونيو جوتيريش
أنطونيو جوتيريش
علي صعيد أخر أعلن الائتلاف الوطني السوري أن هيئته السياسية شكلت لجنة خاصة تواصلت مع الفصائل العسكرية المعارضة للحوار معها بشأن تمثيلها السياسي في الائتلاف، وأشار الائتلاف ، إلى أن اللجنة المشكلة "حددت 12 فصيلا، وفق معايير تم التوافق عليها، وجرى التواصل معها بعد إقرار ذلك من قبل الهيئة السياسية، حيث وافق أغلبها على المشاركة، فيما تنتظر اللجنة موافقة البقية، كما قضت بتشكيل مجموعة عمل للتنسيق المشترك بين الائتلاف وكافة القوى العسكرية".
وقال إن هذه الخطوة تأتي في "إطار برنامج الإصلاح، الذي طرحته قيادة الائتلاف الوطني السوري الجديدة، وتعزيز شرعية الائتلاف، كمؤسسة تمثل الشعب السوري وتدافع عن ثورته وحقوقه، وضمن خطوات ترمي إلى تقوية وتصحيح التمثيل في الائتلاف لكافة المكونات العسكرية والثورية والسياسية والمحلية".
تمت الاشارة إلى أنه "في ظل هذه الخطوة الهامة، التي تمثل التقاء لجناحي الثورة السياسي والعسكري، وتقوية لتمثيل الفصائل العسكرية في الائتلاف، فقد اتخذت الهيئة السياسية قرارا بالإجماع، بناء على توصية لجنة العضوية واللجنة القانونية، بإنهاء عضوية كتلة الأركان"، التي كانت تمثل المجلس العسكري الذي جرى حله سابقا، وذلك "لعدم وجود الأصل الذي يمثلونه"، وفق قرار اللجنة القانونية.
وعلي صعيد التنسيق الروسي السعدوى بشأن الأزمة السورية، قال المحلل السياسي جيورج ميرزايان أن موسكو تؤيد إيجاد تسوية سياسية للأزمة في سوريا بمشاركة كافة القوى الداخلية والخارجية على أساس الواقع الموجود على الأرض، أي على أساس النجاحات العسكرية والسياسية لدمشق. إلا أن السعودية توافق فقط على تسوية الأزمة بشرط استبعاد إيران ورحيل الرئيس السوري بشار الأسد. لكن هذه المعادلة غير قابلة للتطبيق حاليا، ولذلك يؤيد آل سعود إطالة الحرب الأهلية السورية من خلال المماطلة في مفاوضات جنيف وتمويل المسلحين الذين يحاربون الأسد، وبينهم أعضاء جماعات إسلامية متشددة.
شدد على أن نقطة الخلاف الثانية تتمثل بين الجانبين في الموقف من إيران، إذ تحاول الرياض حاليا تشكيل حلف إقليمي لاحتواء الجمهورية الإسلامية، بل ووقف تأثيرها على الشرق الأوسط. وفي إطار هذه الخطة تحديدا، قامت المملكة بـ"توظيف" الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من خلال عقد صفقات واتفاقات بقيمة 350 مليار دولار مع واشنطن، وكذلك دعوتها لإقامة "ناتو عربي".
وناقش الأمير محمد بن سلمان في موسكو مشاركة روسيا في هذا المشروع، الذي تنظر القيادة الروسية إليه بسلبية، لأنها لا تريد دخول في مواجهة مع إيران. وقد لا يروق لموسكو بعض جوانب سياسة إيران في المنطقة وعلى سبيل المثال موقفها من إسرائيل، إلا أنه لا توجد في علاقات البلدين أي تناقضات كبيرة على خلاف علاقات روسيا والسعودية، التي تدعم مختلف الجماعات الإرهابية السنية ، ويبدو أن الرياض ستحاول إقناع موسكو بذلك من جديد خلال قيام الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز آل سعود بزيارة إلى روسيا.
وأعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن قناعته بأن زيارة الملك سلمان، وهي أول زيارة لملك سعودي إلى روسيا في تاريخ العلاقات بين البلدين، ستعطي زخما جيدا لتطوير العلاقات بينهما، إلا أن من غير المرجح أن تدفع هذه الزيارة إلى انضمام روسيا إلى مشروع "الناتو العربي" و/أو تغيير موقف موسكو من سوريا.
ويقول ميرزايان إن لروسيا موقفا فريدا في الشرق الأوسط، لأنها تحافظ على علاقات عمل جيدة مع جميع دول المنطقة ولا تسعى إلى إعادة بناء المنطقة وتغيير النظم فيها بحسب طموحاتها، وكذلك لا تتطلع إلى أن تصبح دولة قيادية في المنطقة.
ومن الممكن للكرملين اليوم أن يلعب دور وسيط مثالي في العديد من الأزمات التي تورطت السعودية فيها، بما في ذلك الأزمة اليمنية، التي يتحمل الأمير محمد بن سلمان مسؤولية شخصية عنها

شارك