خطوات ألمانية جديدة بشأن لم شمل اللاجئين العراقيين والسوريين..وجدل حول ترحيل الأفغان
الخميس 01/يونيو/2017 - 08:29 م
طباعة
جدل حول ترحيل اللاجئين الأفغان
عاد الجدل مؤخرا فى المجتمع الألمانى بشأن لم شمل اللاجئين وخاصة من العراقيين والسوريين، فى ضوء محاولات ابطاء مدة انهاء هذه العملية، فى محاولة لالتقاط الأنفاس تساعد الحكومة الألمانية للعبور من ختبار الانتخابات التشريعية القادمة، والمقرر اجراءها فى سبتمبر المقبل.
وعلقت الحكومة والولايات في ألمانيا بشكل مؤقت ترحيل اللاجئين الأفغان إلى بلادهم بعد الهجوم الإرهابي الكبير الذي وقع أمس في كابول، بعد أن اتفقت كل من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورؤساء وزراء الولايات اليوم في برلين على ذلك، يأتي القرار بعد جدل شديد في ألمانيا بين المؤيدين والمعارضين لترحيل اللاجئين الأفغان إلى بلاده.
كانت المستشارة ميركل قد قالت في وقت سابق في برلين إن انفجار كابول يتطلب مراجعة تحليل الوضع الأمني في أفغانستان بشكل صحيح، وذلك حسب كل إقليم على حدة، وقالت إن الخارجية الألمانية هي التي تقوم بذلك، كما أوضحت ميركل ضرورة أن تتركز الترحيلات على اللاجئين الذين ارتكبوا جرائم جنائية في ألمانيا، وطالبت بالنظر في كل حالة على حدة وقالت: "هذا ما أراه الدرس الواجب استخلاصه من يوم أمس".
كان سياسيون ألمان قد طالبوا بوقف جميع الترحيلات إلى أفغانستان على خلفية هجوم أمس، وألغت الحكومة الألمانية رحلة جوية كانت مقررة أمس لإعادة لاجئين إلى أفغانستان.
اللاجئون السوريون ومعاناة مستمرة
وكشف تقرير حديث قدمته وزارتا الداخلية والخارجية للجنة الشؤون الداخلية في البرلمان الألماني أن السفارات الألمانية في الربع الأول من 2017 أكثر من 17.000 تأشيرة للم الشمل العائلي لسوريين وعراقيين في ألمانيا، ويفيد التقرير أن السفارات الألمانية أصدرت في عام 2016 نحو 50.000 تأشيرة لسوريين وعراقيين هرب أفراد عائلاتهم إلى ألمانيا. ووصل عدد التأشيرات للم الشمل العائلي في 2015 إلى 25.000.
وتشير معلومات الحكومة الألمانية أن أوقات الانتظار للحصول على تأشيرة تقلصت بفضل تعيين موظفين إضافيين في السفارات الألمانية ـ ففي التمثيليات بالخارج في تركيا تقلصت تلك الفترة من 12 شهرا في 2016 إلى شهر واحد، وفي القنصلية العامة في أربيل العراقية من أحيانا 18 شهرا في السنة الماضية إلى 7 أشهر في الحاضر، وتشهد السفارة الألمانية في بيروت إقبالا قويا حيث ينتظر طالب تأشيرة السفر بين تسعة واثني عشرة شهرا، وليس من حق جميع اللاجئين في ألمانيا استقبال عائلاتهم. فلم الشمل العائلي للسوريين والعراقيين الذين يحملون "إقامة مؤقتة" يُعتبر لاغيا حتى مارس 2018. ويناقش البرلمان الألماني الخميس مشروع قانون تقدم به حزب الخضر من أجل إلغاء فترة الانتظار لتحقيق لم الشمل العائلي.
وتعد قضية “لمّ الشمل” من أكثر القضايا التي تشغل بال اللاجئين في ألمانيا. فكل شخص تمّ الاعتراف بطلب لجوئه من قبل المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين، يمكنه التقدم بطلب رسمي يسمح لأفراد عائلته بالانتقال إلى ألمانيا والعيش معه. والأشخاص الذين يسمح بلمّ شمل عائلاتهم، هم الزوج أو الزوجة والأطفال القاصرين التابعين للشخص الذي تم الاعتراف بلجوئه، أو أهل اللاجئ القاصر الموجود في ألمانيا بدون مرافق له. علما أن هناك خطوات ينبغي القيام بها من اجل القيام بهذه العملية.
حيث يمكن لللاجئ أن يقوم بلمّ شمل عائلته خلال ثلاثة أشهر بعد الاعتراف بحق لجوئه. ومن يقدم طلب التأشيرة أو ما يعرف بطلب “لم الشمل العائلي” خلال المدة المذكورة، يمكنه شمل عائلته بدون تقديم أي دليل على وجود مصدر رزق أو مسكن ملائم ومن غير المطلوب أيضا إتقان اللغة بالنسبة للأشخاص الذين يرغب اللاجئ بلمّ شملهم.
قوانين جديدة بحق اللاجئين السوريين
وقبل كل شيء لابد من مراعاة المدة الزمنية التي يسمح بها للاجئ تقديم طلب لم الشمل، علما أنه وعبر ملء استمارة تعرف بـ”إشعار صلاحية طلب اللجوء” ويمكن للاجئ أن يقدم طلب لمّ شمل عائلته بدون الحاجة إلى تقديم أي إثبات على وجود دخل كاف أو مسكن ملائم. ما يعني أن تقديم هذا الطلب يسهل على اللاجئ يسهل لمّ شمل عائلته.
ومن الضروري طبع "إشعار صلاحية الطلب" وتقديمه مع طلب التأشيرة إذ لا يمكن الاستفادة من “إشعار صلاحية طلب اللجوء” بدون وجود نسخة مطبوعة يتم تقديمها للسفارة أو القنصلية الألمانية التي سيتم التقدم إليها من قبل عائلة اللاجئ.، علما أن هذه الاستمارة لا يمكن إرسالها بالبريد الالكتروني، بل ينبغي تقديمها مع طلب التأشيرة، ومليء استمارة “إشعار صلاحية الطلب” ، يمكن القيام به فقط في حالة لمّ شمل الزوج أو زوجة اللاجئ وأطفاله القاصرين، أما في الحالة التي يقوم فيها القاصر بلمّ شمل أبويه فلا يحتاج إلى ملء هذه الاستمارة.
وتعد قضية لمّ شمل العائلات من أهم القضايا التي تشغل اللاجئين في ألمانيا، لكن من الذي يحق له لم شمل أسرته؟ ولماذا يعاني البعض بسبب القوانين التي تعوقه عن ذلك؟ في حواره لموقع مهاجر نيوز يجيب رئيس دائرة الأجانب في مدينة بون ميشائيل فالد على هذه الأسئلة.
اللاجئون يقدرون الموقف الالمانى
من جانبه أكد ميشائيل فالد وهو رئيس دائرة الأجانب في مدينة بون أن لمّ شمل العائلة يتعلق بشكل أساسي بنوع الحماية التي يحصل عليها اللاجئ في ألمانيا، ما يعني أن ليس كل من وصل حديثا إلى ألمانيا، يمكنه لمّ شمل عائلته.
وحول أنواع الحماية التي تتيح للاجئ لمّ شمل عائلته مباشرة، قال فالد بقوله من يتم الاعتراف بطلب لجوئه من قبل المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين، عندها يقرر المكتب الاتحادي منحه واحدا من أربعة أشكال الحماية"، فاللاجئون الذين حصلوا على حق اللجوء، وفقا للدستور الألماني، والذي يقضي بإعطائهم حق الحماية في ألمانيا بسبب ملاحقتهم سياسيا في بلدانهم، هم الأشخاص الذين يحق لهم لمّ شمل عائلاتهم مباشرة، أما نوع الحماية الثانية، فهي الحماية وفق اتفاقية جنيف، والتي تقضي بمنح اللاجئين الحماية الإنسانية في مناطق الحروب، ومن يحصل على هذين النوعين من الحماية، بإمكانه تقديم طلب لمّ شمل عائلته من الأشخاص المقربين وهم غالبا الأطفال القاصرين أي دون سن الثامنة عشر والزوج أو الزوجة، فضلا عن الأطفال القاصرين التابعين لأحد الزوجين.
أكد السيد فالد أن الشخص الذي يرغب بلمّ شمل عائلته عليه أن يتقدم بالطلب خلال ثلاثة أشهر من صدور قرار البت بطلب اللجوء. علما أن طلب لمّ شمل العائلة يتم تقديمه لدى دائرة الأجانب في المدينة التي من المفترض أن تجتمع فيها العائلة. وبالمقابل يتوجب على العائلة التقدم بطلب فيزا من السفارة الألمانية الأقرب من مكان سكنها.
وهذين النوعين من الحماية هناك حماية تعرف بالإقامة الثانوية، هذا النوع من الحماية يقدمه المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين كنوع من الحماية البديلة. وبحسب السيد فالد، فإن القانون الألماني ينص على أن من لديه الحماية الثانوية لا يمكنه لمّ شمل عائلته إلا بعد سنتين، ما يعني ووفقا للقانون الألماني الذي دخل حيز التنفيذ في 17 من شهر مارس 2016 ، من لديه حماية ثانوية لا يمكنه التقدم بطلب لمّ شمل عائلته حتى 16 مارس 2018 . وابتدءا من هذا التاريخ تبدأ مهلة الأشهر الثلاث التي يحق فيها التقدم بطلب لمّ شمل العائلة. ما يعني أن من لديه الحماية الثانوية يحق له لمّ شمل عائلته أيضا، أما بالنسبة للقاصرين الذين يعيشون في ألمانيا ويرغبون بلّم شمل عائلاتهم، يؤكد السيد فالد أن الأمر يتوقف بالدرجة الأولى على نوع الحماية التي يحصل عليها القاصر أيضا، فإذا كان حصل على الحماية بموجب اتفاقية جنيف، عندها يتوجب على المشرفين على هؤلاء القاصرين التقدم بطلب من أجل لمّ شمل عائلتهم. وعندها يحق للعائلة التقدم بطلب القدوم إلى ألمانيا وعليهم التقدم بطلب فيزا لدى السفارة الألمانية القريبة من مكان إقامتهم.