من هو هشام عشماوي المتورط في حادث المنيا الإرهابي؟
السبت 03/يونيو/2017 - 05:49 م
طباعة
لاتزال تداعيات حادث المنيا الإرهابي مستمر حتى الآن؟، بل وتتكشف خيوطاً جديدة فيه يومياً، حيث كشف المتحدث باسم الجيش الليبي، العقيد أحمد المسماري، أن ضابطا مصريا سابقا يقود حاليا جماعة متشددة في مدينة درنة شمال شرقي ليبيا، ضالع على ما يبدو بهجوم المنيا الإرهابي في مصر، الذي أسفر عن مقتل 29 قبطيا، وقال المسامري إن "الإرهابي المدعو هاشم عشماوي وهو ضابط من الجيش المصري تم طرده من الجيش المصري في عام 2012 وهو الآن زعيم للجماعات الإرهابية في درنة ويقود العمليات الإرهابية من هناك".
وأشار المتحدث العسكري، في مؤتمره الصحفي عقده أمس الجمعة في مدينة بنغازي، إلى إرهابي مصري آخر، قال إنه المدعو محمد سرور.. يقوم بتجنيد وتدريب العناصر الإرهابية الأجانب في درنة، وكان المسماري قال أيضا أن الجيش توصل إلى أن متشددين مصريين بارزين يعملان في درنة، وأن مكالمات هاتفية عبر الأقمار الصناعية أجريت بين المنيا بمصر ودرنة قبل الهجوم الدامي الذي استهدف الأقباط.
من هو هشام العشماوي؟
هشام عشماوي اسمه الكامل هشام علي عشماوي مسعد إبراهيم، يبلغ من العمر 35 سنة، هو ضابط سابق بقوات الصاعقة في الجيش المصري برتبة مقدم، عمل في سيناء حوالي 10 سنوات، إلى أن تم فصله قبل حوالي 7 سنوات بموجب قرار من القضاء العسكري بعد أن حاد عن الطريق واتجه إلى التطرف واعتنق الأفكار المتشددة وأصبح يروج لها بين الجنود.
عقب فصله، كوّن عشماوي المكنى بأبو عمر المهاجر، خلية تضم مجموعة من الإرهابيين من بينهم 4 ضباط شرطة مفصولين من الخدمة وآخرين من الجيش، ثم التحق بعد ذلك بتنظيم "أنصار بيت المقدس" الذي تحول إلى "ولاية سيناء" بعد مبايعته تنظيم داعش وصار عضوا فيه.
اتهم عشماوي بالضلوع في أغلب الهجمات الإرهابية التي حدثت في مصر، من بينها محاولة اغتيال وزير الداخلية السابق محمد إبراهيم وقضية "عرب شركس"، كما اتهم بالتخطيط والمشاركة في تنفيذ مذبحة كمين الفرافرة في يوليو 2014، والتي قتل فيها 22 مجندا بالجيش، واتهم أيضا بالمشاركة في استهداف الكتيبة 101 في شهر فبراير 2015 بعد اقتحامها.
عام 2013 سافر عشماوي إلى ليبيا وبالتحديد إلى مدينة درنة، وأعلن انشقاقه عن تنظيم "ولاية سيناء" التابع لتنظيم داعش وانضمامه لتنظيم "المرابطون" الموالي لتنظيم القاعدة بالمغرب الإسلامي والذي تكوّن بعد اندماج تنظيمين هما كتيبة "الموقعون بالدم" التي يقودها الجزائري مختار بلمختار، وجماعة "التوحيد والجهاد" في غرب إفريقيا، وأصبح يترأس فرع التنظيم بليبيا.
تدرب في معسكرات تنظيم القاعدة الموجودة في درنة، واستطاع استقطاب وتجنيد عناصر جديدة من مصر إلى درنة، وقام بتدريبها لتنفيذ عمليات في الداخل المصري، وأصبح اليوم من أكثر العناصر المطلوب القبض أو القضاء عليها، نظرا لما يشكله من تحدٍّ أمني قائم يواجه مصر.
الجدير بالذكر أن هشام عشماوي قد تردد اسمه كأحد المتهمين الرئيسين في قضية اغتيال النائب العام المصري "هشام بركات" بعد استهداف موكبه في يونيو الماضي، لم تكن هذه المرة الأولى التي يتردد فيها اسم عشماوي في الأوساط الإعلامية المصرية.
عشماوي زوجته نسرين حسن التي تعمل كأستاذة بجامعة عين شمس تؤكد أن هشام عشماوي ظل في الخدمة العسكرية حتى عام 2012 على قوة سلاح الدفاع الشعبي بعد أن تم عزله من سلاح الصاعقة وذلك طبقًا للتحقيقات الأمنية التي تمت وتتم معها باستمرار منذ ظهور اسم زوجها على الساحة المصرية.
بداية التحولات لدى عشماوي كضابط عسكري متفوق مشهود له بالكفاءة من كافة زملائه وقادته كان في مطلع الألفينيات، حيث ظهرت عليه بوادر التزام ديني ومحاولات لنشر أفكار وصفت بأنها متشددة، من بين هذه البوادر التي حُكيت في حياة هشام أنه وبخ قارئًا للقرآن في أحد المساجد التي كان يُصلي بها بسبب أخطاء في أحكام التلاوة، وظل هشام عشماوي هكذا حتى أُحيل إلى محكمة عسكرية بسبب الشبهات التي أثيرت حوله، وقد برزت رواية بأن عشماوي تم تسريحه من الجيش في العام 2009 ورواية أخرى تقول إنه استبعد من الجيش على إثر حكم المحكمة العسكرية في حالته في نهاية العام 2011 مطلع 2012 وهي الرواية المطابقة لشهادة زوجته في التحقيقات الأمنية.
عمل عشماوي في سيناء مدة عشر سنوات وهو ما يفسر معرفته جيدًا بجغرافيتها؛ ما ساعد تنظيم أنصار بيت المقدس كثيرًا في معاركه ضد الجيش في سيناء، عقب فصل عشماوي من الخدمة وانقطاع علاقته بالمؤسسة العسكرية التي لطالما روج بين الجنود والضباط أفكارًا تدور حول عدم إطاعة أوامر القادة بها.