بعد الكشف عن اجتماع مع القاعدة.. سيناريوهات مستقبل «داعش» بعد الموصل

الإثنين 05/يونيو/2017 - 04:10 م
طباعة بعد الكشف عن اجتماع
 
يستعدا تنظيم "داعش" والقاعدة لتشكيل تنظيم مسلح جديد في العراق مع اقتراب هزيمة "الدولة الاسلامية " في الموصل اخر معاقل التنظيم ببلاد الرافدين وفي ظل الحرب الدائر ضد معاقل التنظيم في سوريا، ولكن هنا العديد من سيناريوهات يمكن تصورها عن مستقبل "داعش" ياتي في مقدمتها اعادة انتاج "داعش " عبر تنظيم جديد. 

تنظيم إرهابي جديد

تنظيم إرهابي جديد
وقد كشف قائد شرطة الأقضية والنواحي في محافظة كركوك العراقية، العميد سرحد قادر، لـ«الشرق الأوسط»  عن اجتماعات عقدها مسلحون من تنظيمي «داعش» و«القاعدة» لتشكيل تنظيم مسلح جديد،وهو مايشكل اعادة انتاج التنظيم الارهابي بشكل جديدة.
وأضاف العميد قادر: «يعمل حاليا مسلحو تنظيمي (داعش) و(القاعدة) والجماعات الإرهابية الأخرى في قضاء الحويجة والمناطق الأخرى الخاضعة لسيطرة التنظيم في حوض جبال حمرين ومحافظة ديالى، من أجل تأسيس تنظيم إرهابي جديد»، معربا عن اعتقاده بأن مسلحين عربا وأجانب سيكونون في صفوف التنظيم الجديد.
 ويأتي ذلك فيما تتواصل خسائر «داعش» في الموصل وغربها. في هذا السياق، أعلن «الحشد الشعبي» أمس تحرير قضاء البعاج الاستراتيجي وأكثر من 10 قرى قرب الحدود السورية من التنظيم المتطرف. وبعد استعادة البعاج لم يتبق لـ«داعش» غرب الموصل سوى قضاء تلعفر، حيث يحاصر «الحشد» المئات من قادة ومسلحي التنظيم من العرب والأجانب والعراقيين منذ نحو سبعة أشهر.
وابتداءً من عام  2014، وتحت قيادة زعيم التنظيم  أبي بكر البغدادي، انتشر تنظيم داعش بشكل ملحوظ، وحصلت على الدعم في العراق بسبب التمييز الأقتصادي والسياسي ضد السنة العرب، فضلاً عن تواجدها  الكبير في المحافظات السورية في الرقة وإدلب ودير الزور  بعد الدخول على مسار الصراع في سوريا ، إلا أن هذا التدخل توقف بعد إنشاء التحالف الدولي لمكافحة الارهاب والذي يشمل دولاً عربية وإسلامية وأجنبية ، إذ أنه مابين أغسطس 2014 و يناير7 201، خسر تنظيم داعش ما بين 60% إلى 70% من الأراضي التي كان يُسيطر عليها في العراق .

الهروب إلى دول أخرى

الهروب إلى دول أخرى
ومن ضمن السيناريوهات المحتملة لمستقبل تنظيم "داعش" هو الانتقال الي دول اخري خارج العراق وسوريا، في مقدمتها افغانستان وجنوب الفلبين والتي شهد عمليات عسكرية لموالين لتنظيم"داعش" ضد  الجيش الفلبيني.
 كما تعد منطقة الساحل والصراء من مناطق ووجهات مقاتلي "داعش" في ظل خسائره في سوريا والعراق 
أي بمعنى آخر أن خطر "داعش" سيتواصل حتى وإن تم القضاء عليه ميدانياً بشكل كامل في العراق وسوريا طالما بقيت الأفكار الظلامية والمتطرفة والوحشية لهذا التنظيم تلقى صدىً لدى أنصاره والمغرر بهم من أتباعه تحت شعارات ظاهرها إسلامي لكن الدين وكافة القوانين الإنسانية منها براء.

حرب عصابات

حرب عصابات
ومن سناريوهات مستقبل "داعش: خوض حرب عصابات في النقاط الباقية تحت نفوذه او التحص بالجبال لجوءا الي التضاريسس جبلية الصعبة في عددد نقاط بين سوريا والعراق، فنظراً للهزائم المنكرة التي مني بها "داعش" في العراق وسوريا، فمن المحتمل جداً أن يعمد هذا التنظيم لاتباع أسلوب جديد لمواصلة جرائمه. ويكمن هذا الأسلوب بما يعرف بـ"حرب العصابات"، خصوصاً وأن التنظيم يمتلك أسلحة وتجارب كثيرة تمكنه من تنفيذ المزيد من الجرائم في العراق وسوريا ودول أخرى في المنطقة.
ومن ضمن السناريوهات اللجوء الي "الذئاب المنفردة" عبر شن عمليات مختلفة ضد الدول والحكومات بافراد مقيمين او زائرين كما حدث في بريطانيا وفرنسا. 
وختاما إن التحدي القادم والذي ينتظر منطقة الشرق الاوسط مخيف جداً، وقد يرتقي إلى مستوى التحدي الذي توجهه الدول في حالة الحروب الحتمية، فضلاً عن أن التداعيات الإقليمية والدولية المحتملة التي قد تفرزها خسارة تنظيم داعش للموصل ، قد تفرض مزيداً من الضغط على دول الإقليم والعالم، بإظهار مزيد من الجدية والعقلانية في إنهاء هذه المعركة بأقل الكلف والأضرار، ففي الوقت الذي تخشى فيه الكثير من القوى كـ(تركيا والاتحاد الأوربي) الأضرار والمخاطر المحتملة لهذه المعركة وانعكاسها عليها سلباً، هناك قوى أخرى كـ(ايران) تنطلق من حسابات جيوإستراتيجية متعددة مرتبطة بدوائر تحركها الخارجي على مستوى الإقليم ككل، من خلال ربط المكاسب المتحققة في معركة الموصل بالملف السوري، وعليه فإن نظرة إستراتيجية معمقة لما ستشهده الأيام القادمة توحي بأن مستقبل تنظيم داعش مفتوح على كل الخيارات، نظرا لتشعبه وأمتداده إلى أكثر من منطقة جغرافية ، وبالتالي فإن الشغل الشاغل لدوائر التفكير الاستراتيجي اليوم هو ماهو بديل داعش بعد خسارته لمدينة الموصل.

شارك