أسرار وخبايا الإخوان في الامارات.. دهاليز الظلام
الثلاثاء 13/يونيو/2017 - 06:58 م
طباعة
تعود علاقة الاخوان بالإمارات، إلى الستينيات من القرن الماضي، وكانت "قطر" أول مكانٍ انطلقوا منه صوب الإمارات وتحديد "دُبي"، ليبدأ نشاط الإخوان في الإمارات من مقر البعثة التعليمية القطرية عام 1962، وكان الشيخ عبد البديع صقر ضلعًا رئيسيًا في تأسيس التنظيم هناك، وقام بإرسال المدرسين من مقر البعثة التعليمية القطرية، واختارهم بعناية من الإخوان التنظميين، وكان يتردد بانتظام على الإمارات ليشرف على التأسيس بنفسه، حيث أسس أول مدرسةٍ تابعة لهم تحت اسم "مدرسة الإيمان" في منطقة الراشدية في دبي.
وبمرور الوقت، تمكن الإخوان المسلمون في الإمارات من المشاركة بوزير واحد، في أول تشكيل حكومي عام 1971، حيث جرى تعيين سعيد عبد الله سلمان، وهو من الإخوان المؤسسين لجمعية الإصلاح فيما بعد، وزيراً للإسكان .
وقد اصطدم الإخوان في الإمارات مع السلطة بسبب طبيعة الجماعة القائمة على البيعة والارتباط بتنظيم خارجي، وهو ما يصطدم بالقوانين والتشريعات الاتحادية باعتبارهما اعتداء على السيادة، وحاولت الحكومة في البداية معالجة موضوع أعضاء الإخوان عبر التحاور معهم أولًا، وإقناعهم بالعدول عن هذا المنهج، تم ذلك عبر سلسلة من اللقاءات التي جرت بين كوادر الإخوان والشيخ محمد بن زايد ولي العهد عام 2003، وفى العام ذاته بدأت عملية نقل واسعة داخل وزارة التربية والتعليم، لأكثر من 170من الإخوان المسلمين وتحويلهم إلى دوائر حكومية أخرى، كان منهم 83 موظفاً، انشغلت وسائل إعلام محلية وغيرها بالحديث عنهم.
وبدأ الصدام بين الإخوان والدولة الامارتية عقب قرار الحكومة وقف مجلة "الإصلاح" الناطقة باسم الإخوان عن الصدور مدة ستة شهور منذ أكتوبر1988 حتى أبريل1989، وبعد عودتها للصدور مرة أخرى بقيت المجلة على خطها ولكن بوتيرة أكثر هدوءاً، لكنها خلال الفترة مابين 1989 حتى 1994 استمرت في الدخول في القضايا، الشائكة التي تتعارض مع التوجه العام للدولة مثل المطالبة المستمرة بترشيد السياحة وضوابطها الأخلاقية، وخطر الأجانب على الثقافة والهوية الإماراتية، مع انتقاد لبرامج وسائل الإعلام المحلية والعودة، ما بين فينة وأخرى، إلى ملف التعليم ولجنة مراجعة المناهج، حيث دعا رئيس تحرير المجلة إلى توسيع دائرة المشاركين في اللجنة الوطنية.
وفي 16 مايو 2010، عندما أذاعت قناة "الحوار" حلقة من برنامج "أبعاد خليجية" وكان موضوعها (دعوة الإصلاح في الإمارات، ماذا تريد؟) واستضافت الحلقة اثنين من قيادات جماعة الإخوان المسلمين في الإمارات، وكانت هي المرة الأولى التي تقرر فيها الجماعة الظهور على الإعلام المرئي لشرح أفكارها، وتوضيح حقيقة انتمائها الفكري والسياسي والعقدي، ليصل الصدام إلى اقصاه عقب إصدار ناشطين وأكاديميين إماراتيين ينتمي غالبيتهم لفكر الإخوان المسلمين ـ بالتزامن مع ثورات الربيع العربي ـ عريضة "تعرف بعريضة الثالث من مارس2011، طالبوا فيها بإجراء انتخابات لأعضاء المجلس الوطني الاتحادي، وبتعديل دستوري يكفل له الصلاحيات التشريعية والرقابية الكاملة.
وفى السنوات الأخيرة، تطور الصدام بين الاخوان والامارات، بعد أن اعتبر الشيخ عبد الله بن زايد وزير الخارجية الإماراتي في أكتوبر 2012، أن جماعة الإخوان المسلمين، لا يحترمون السيادة الوطنية، ويعملون على اختراق هيبة الدول وقوانينها، وأثارت تصريحات وزير الخارجية الإماراتي أزمة مشتعلة داخل مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين بمصر، فاجتمع خيرت الشاطر نائب المرشد العام للجماعة بأعضاء مكتب الإرشاد في ساعة متأخرة من ذات اليوم، لمناقشة الموقف الرسمي للجماعة من تصريحات المسئولين الإماراتيين، وكشفت مصادر صحفية وقتها أن الشاطر قرر التوجه للإمارات بعد يومين من تصريحات الشيخ عبد الله بن زايد، حاملًا ملفًا خاصًا بأسماء قيادات إخوان مصر، وأماكن إقامتهم في دول العالم والخليج، خاصة الإمارات، لإثبات براءة الجماعة من التهم الأخيرة في قضية قلب نظام الحكم بالإمارات، لكن الحكومة الإماراتية رفضت مقابلة الشاطر رغم جهود الوساطة التي بذلها مرشد الجماعة الدكتور محمد بديع لإنجاح اللقاء.
من جانبه حاول الشاطر مرة أخرى التوسط لدى السلطات الإماراتية، من أجل الإفراج عن المعتقلين من الشبكة التنظيمية من الإخوان الإماراتيين (60 عضوًا) لكن الإمارات رفضت وساطة الشاطر، لأن القضية برمتها أصبحت في عهدة القضاء الإماراتي ولا يمكن لأي أحد أن يتدخل في سير العدالة.
ومؤخرا تعرض شبكة قنوات تلفزيون أبوظبي التابعة لأبوظبي للإعلام، السلسلة الوثائقية «دهاليز الظلام» من إنتاج تلفزيون أبوظبي، والذي يطرح جميع التفاصيل المتعلقة بالتنظيم السري لجماعة الإخوان المسلمين في دولة الإمارات، ويقدم أدلة دامغة، وتسجيلات واعترافات حصرية تعرض للمرة الأولى، عن الجرائم التي قام بها التنظيم ومخططاته في الدولة.
تقدم السلسلة الوثائقية التي تتألف من أربعة أجزاء، سرداً تاريخياً عن التنظيم منذ نشأته وتكوينه وطرق تجنيد أفراده، فضلاً عن سبر أغوار عالمهم السري وحقيقة ولائهم وبيعتهم لمرشد الجماعة، مروراً بالربيع العربي، وانتهاءً بإلقاء القبض عليهم وتقديمهم للمحاكمة.
انطلق عرض السلسلة الوثائقية يوم الأحد 14 مايو 2017، على قناة أبوظبي، ويمتد على مدى أسبوعين، حيث عرض الجزء الأول، مرحلة «البدايات وجذور التآمر» في كواليس التنظيم السري، فيما يطرح الجزء الثاني، الذي يذاع في 16 مايو الجاري، مرحلة «الاستقطاب والبيعة» ضمن السرد التاريخي المفصل للتنظيم، ويتناول الجزء الثالث الذي سيعرض في 21 مايو الجاري، مرحلة «سقوط الأقنعة» عن أعضاء سابقين للتنظيم واكتشافهم وملاحقتهم، فيما يضع الجزء الرابع والأخير الذي يعرض في 23 مايو الجاري، انهيار التنظيم، ومرحلة «المحاكمة»، والعديد من التفاصيل السرية التي لم يتم الكشف عنها.
وتصدر هاشتاق "دهاليز الظلام" ترند تويتر في دولة الإمارات العربية المتحدة، لليوم الثاني على التوالي، وذلك تزامناً مع عرض الحلقة الأولى من البرنامج الوثائقي، الذي يحمل هذا الاسم على قناة أبوظبي.
وانطلق بث الجزء الأول من البرنامج مساء اليوم الأحد على قناة أبوظبي، بعنوان "البدايات وجذور التآمر"، حيث قدمت الحلقة الأولى سرداً تاريخياً عن جماعة الإخوان المسلمين، وكيفية نشأة التنظيم السري، وبداياته في دولة الإمارات، فضلاً عن طرق انتقال الفكر الإخواني من الخارج، وكيف استطاع الإخوان التوغل في المؤسسات الحكومية وقطاع التعليم وكيف قامت الجماعة باستخدام الغطاء الديني لتحقيق أهدافها. وكيف كتب التنظيم السري في الإمارات بحبر التآمر كل المخططات.
وشاركت في الجزء الأول من البرنامج نخبة من الأكاديميين والباحثين والإعلاميين الإماراتيين وعدد من الأعضاء السابقين في التنظيم الذين أدلوا بشهاداتهم خلال الحلقة.
وكشفت الحلقة الأولى عن أن تنظيم الإخوان المسلمين عمل على تقسيم المجتمع إلى قسمين "الإصلاح والباطل"، وقال شقيق أحد قيادي التنظيم الإرهابي في الحلقة الأولى إن التنظيم غطاء ديني باطنه الوصول للسلطة.
وستعرض سلسلة "دهاليز الظلام" التي أعدها ويقدمها حمدي ياسين ومن إخراج عمر إبراهيم، ومن إنتاج تلفزيون أبوظبي، في الحلقات اللاحقة تسجيلات واعترافات حصرية تعرض للمرة الأولى عن الجرائم التي قام بها التنظيم ومخططاته.
وأشار المدير التنفيذي لدائرة التلفزيون، عبدالهادي الشيخ، إلى أن عرض السلسلة الوثائقية «دهاليز الظلام» يأتي امتداداً لمسؤوليتها المستمرة تجاه المجتمع في العمل على بناء الوعي وإيصال الصورة الحقيقية للرأي العام تجاه القضايا التي تتعلق بالوطن، لاسيما معركته ضد الفكر الإرهابي الذي تمثله أجندة الإخوان.
وتجدر الإشارة إلى أن شركة أبوظبي للإعلام أنتجت العام الماضي مسلسل «خيانة وطن» المأخوذ من رواية «ريتاج» للروائي حمد الحمادي.
للمزيد عن الاخوان المسلمين في الإمارات(الإخوان المسلمون في الإمارات.. الحسم في مواجهة أطماع "الجماعة") اضغط هنا