تأجيل مباحثات أستانا..والخلافات تتزايد بين واشنطن وموسكو

الثلاثاء 13/يونيو/2017 - 08:12 م
طباعة تأجيل مباحثات أستانا..والخلافات
 
وزير الدفاع الأمريكي
وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس
تأجلت المباحثات المنتظرة حول سوريا في أستانا إلى مطلع الشهر المقبل بطلب من تركيا وإيران، فى الوقت الذى وصل فيه العلاقات الأمريكية الروسية فى مستوى متدنى بسبب اختلاف المواقف بين البلدين على اثر الأزمة السورية. 
من جانبه أكد وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس أن بلاده ستتخذ كافة التدابير لحماية قواتها في سوريا، والاشارة إلى أن القصف الأمريكي للقوات الحكومية السورية كان "دفاعا عن النفس".
كان وزير الدفاع الأمريكي أعلن أن الضربة التي وجهتها الولايات المتحدة في 20 مايو قرب التنف جنوب سوريا استهدفت قوة عسكرية تقودها إيران، وقال وقتها من البنتاجون: "إن هذه العملية كانت دفاعية من قبل قواتنا، وتطلبت الضرورة تنفيذها بسبب مناورة هجومية باستخدام أسلحة هجومية من قبل قوة نعتقد أنها تحت قيادة إيران".
بينما اعتبر وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون أن العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا في أدنى مستوياتها وتزداد تدهورا، معلنا أن الهدف في الوقت الراهن، هو تحقيق الاستقرار في العلاقات، وأكد تيلرسون أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ اليوم الثلاثاء، أنه لا يريد اتخاذ خطوة قد تتسبب بـ "إغلاق قنوات الاتصال" مع روسيا.
نوه وزير الخارجية الأمريكي أن إدارة بلاده ترغب في التحلي بالمرونة، فيما يتعلق بمسألة العقوبات الأحادية الجانب ضد موسكو.
جانب من مباحثات استانا
جانب من مباحثات استانا
من جهة أخرى قال تيلرسون، إن الجهود الرامية للتعاون مع روسيا حول الأزمة السورية "تتقدم بطريقة إيجابية".
فى حين قال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف إنه تم تأجيل المباحثات المنتظرة حول سوريا في أستانا إلى مطلع الشهر المقبل بطلب من تركيا وإيران.
صرح بوجدانوف "هذا الموضوع قيد البحث حاليا، لكن هناك رجاء من شركائنا المسلمين، وخاصة الأتراك والإيرانيين وهما من الضامنين لاتفاق أستانا، بتأجيل موعد الاجتماع إلى ما بعد رمضان مباشرة. أغلب الظن أنه سيعقد في مطلع يوليو".
تابع الوزير: "بعد ذلك سيتوجه الجميع إلى أستانا. أعتقد أن جنيف ستليها على الفور. العمل على تحضيرها جار".
ورجح مصدر قريب لمحادثات أستانا لوكالة إنترفاكس، أن تجري الجولة المقبلة من المباحثات في 4 و5 من يوليو ، مؤكدا أن سبب التأجيل "مواقف تركيا وإيران"، دون ذكر التفاصيل.
كان الاجتماع الجديد مقررا في أستانا في 12 و13 يونيو، قبل أن يأتي الإعلان عن تأجيله إلى أجل غير مسمى.
وشهدت العاصمة الكازاخستانية منذ بداية العام الحالي أربع جولات من المباحثات حول الأزمة السورية، تكللت آخرها بالتوصل إلى اتفاقات بشأن إجراءات لتعزيز وقف إطلاق النار وإنشاء مناطق لتخفيف التوتر في سوريا.
على صعيد أخر قال وزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إن مصير الرئيس السوري بشار الأسد لن يقف حجر عثرة بين الدوحة وموسكو، لأن الاختلافات لا تلغي هدفهما المشترك وهو تخفيف التوتر في سوريا.
قوات سوريا الديمقراطية
قوات سوريا الديمقراطية يواجهون داعش
وقال الوزير القطري في حديث لصحيفة  بشار الأسد لن يقف بين روسيا وقطر، فلدينا هدف مشترك في المدى القريب يتمثل في نزع التوتر".
وأضاف آل ثاني "سنبقي دائما على الحوار مع روسيا، لأن تسوية الأزمة السورية تتطلب تعاون جميع الأطراف. كلا بلدينا يحتاج إلى سوريا موحدة ضمن حدودها الحالية، ليس إلى سوريا مقسمة، وأولوياتنا المشتركة هي تحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة".
وأكد الوزير وجود اختلافات مع روسيا حول طرق تحقيق الاستقرار بسوريا، لافتا إلى أن الدوحة لا تعترف بحق الأسد في الترشح بالانتخابات والبقاء في السلطة حال فوزه فيها.
كانت موسكو أشارت إلى أهمية دور قطر ودول الخليج الأخرى في عملية التنسيق في محادثات أستانا، التي توصلت في مطلع أيار إلى اتفاق حول إنشاء مناطق لتخفيف التوتر في سوريا، من جانبها، أعربت الدوحة عن دعمها لمحادثات أستانا بوصفها إطارا لإيجاد تسوية في سوريا.
وعلى صعيد المعارك المسلحة، وسع الجيش السوري وقواته الرديفة من العمليات العسكرية في ريف مدينة السلمية شرقي محافظة حماه وسط البلاد وهو ما من شأنه أن يضيق الخناق على عناصر التنظيم الإرهابي على عدة جهات.
ريكس تيلرسون
ريكس تيلرسون
فى الوقت الذى كشفت فيه تقارير أن قوات "غضب الفرات" سيطرت على معظم حي الصناعة شرق الرقة وتقترب من منطقة المدينة القديمة، وسيطرت قوات النخبة السورية وقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من التحالف الدولي سيطرتها على 70% من الحي بعد معارك عنيفة لا تزال متواصلة مع مسلحي تنظيم داعش.
تجدر الإشارة إلى أنه في حال تمكنت قوات عملية "غضب الفرات" من السيطرة على كامل حي الصناعة فإنها ستصبح على تماس مع وسط المدينة، وبالتالي ستحقق التقدم الأبرز لها منذ بداية عملياتها في الرقة.
وقد يزداد القتال صعوبة لدى اقتراب قوات سوريا الديمقراطية من وسط المدينة المكتظة بالسكان، وأقر أحد مقاتلي القوات "بأن هذه المعركة ستكون صعبة"، مضيفا: "عندما نقترب من مركز المدينة، سنقاتل داخل مبان متعددة الطوابق. إن القتال وسط المدينة أصعب من القتال في القرى، لكننا سنقاتل حتى نحكم سيطرتنا على المدينة كلها".
و تستمر الاشتباكات بين الطرفين في أطراف حي حطين الشعبي في المحور الغربي من الرقة، وسط استمرار القصف على محاور القتال ومناطق أخرى في المدينة.
وقال ناشطون إن قوات سوريا الديمقراطية تمكنت من بسط سيطرتها الكاملة على حي الرومانية بالإضافة للمنطقة الواقعة بين حيي حطين والرومانية، حيث تدور اشتباكات عنيفة بين الطرفين في شمال حي حطين.

شارك