بعد العراق وسوريا .. مدينة ماراوي الفلبينية "مخلب "داعش الجديد في آسيا
الأربعاء 14/يونيو/2017 - 10:56 ص
طباعة
بعد العراق وسوريا يبدو ان تنظيم داعش الدموى يريد ان يجعل من مدينة ماراوي الفلبينية "مخلب "جديد فى اسيا فالمدينة الإسلامية هي عاصمة إقليم لاناو ديل سور في جزيرة مينداناو في الفلبين وتقع على ضفاف بحيرة لاناو وتبلغ مساحة الأرض بها 87.55 كم لتعد بذلك مكانا مثاليا لولاية جديدة للتنظيم الدموي .
التنظيم وبعد انكساراته المتتالية في مراكز نفوذه واحتلاله في كل من سوريا والعراق، يحاول ان يجد لنفسه موطئ قدم في اماكن اخرى لعله يعوض ما شاب صورته من ضعف ووهن داخل منظومة التنظيمات المتشددة وكذلك لتحسين صورته امام انصاره ومقاتليه الحاليين والافتراضيين وهدف داعش هذة المرة في الفلبين حيث شن هجوماً مفاجاً من خلال خلايا تابعة له داخل المدينة، تبعها اقتحام مجموعات أخرى من محيطها، حيث تمكن التنظيم من احتلال المراكز الأمنية العسكرية والسيارات التابعة لها واقتحم مقاتلوه سجن المدينة وأفرجوا عن السجناء وأضرموا النيران في المنطقة بعد اشتباكات عنيفة مع الجيش الفلبيني ليتمكن من احتلالها وإعلانها أول إمارة له في البلاد.
ويرى مراقبون أن التنظيم قد يتجه لتشكيل دولة مزعومة جديدة له في الشرق الأقصى أو شمال إفريقيا، بعد القضاء على تواجده بشكل شبه كلي في العراق، والتحضير لإنهاء وجوده في سوريا أيضاً وكعادته استخدام البروبوغاندا نشر تنظيم داعش الإرهابي، صورا لتدريب العشرات من مقاتلي التنظيم في جنوب شرق آسيا، بمعسكر أبو أنس المهاجر بجنوب الفلبين وجاء نشر داعش لصور تدريب مقاتليه في محاولة لاستعراض القوى، ورفع معنويات مقاتليه في ظل الهزائم التي يتلقاها في العراق وسوريا وكان تنظيم داعش روج مؤخرا لمعلومات عن نشاطات الجماعات المسلحة التابعة له في الفلبين، وادعى أن قواته هناك تضم عشر كتائب، وأن مسلحيه قتلوا 289 جنديا فلبينيا منذ بداية العام الجاري من بينهم 100 جندي في شهر أبريل. 2017م
وقالت وكالة 'أعماق' للأنباء التابعة لتنظيم 'داعش' إن الجيش الفلبيني أخفق تماما في مسعاه الأول لاستعادة السيطرة على المدينة وإن 200 على الأقل من جنوده قتلوا وفر الكثير منهم من مواقعهم وسط اشتباكات عنيفة وأن عناصر التنظيم ينتشرون في أكثر من ثلثي ماراوي ويضيقون الخناق على الجيش الفلبيني وأن القوات الفلبينية عاجزة عن السيطرة على الموقف.
ووصف المتحدث باسم الجيش الفلبيني ، البريجادير جنرال رستيتوتو باديلا، تقرير أعماق بأنه 'محض دعاية'. وقال 'هل يجب علينا أن نسلم بقولهم إنهم يسيطرون على ثلثي ماراوي؟ لماذا نعطيهم حتى فرصة بث هذه الأكاذيب في ضوء التأكد من مقتل 202 إرهابي؟ وردا على سؤال عن المساحة التي لا تزال تحت سيطرة المتشددين، قال اللفتنانت جنرال كارليتو جالفيز، قائد القيادة العسكرية في غرب مينداناو، لرويترز إنها 20%. وإن عدد الجنود والمدنيين الذين لقوا حتفهم في معركة ماراوي حتى اليوم هو 58 و26 على التوالي.
وأثارت سيطرة إرهابيين متحالفين مع 'داعش' وبينهم متشددون من الشرق الأوسط على ماراوي قلق دول جنوب شرق آسيا التي تخشى أن يسعى التنظيم المتشدد، الذي يتراجع في العراق وسورية، إلى تأسيس معقل له في مينداناو مما قد يمثل تهديدا للمنطقة مما دفع المتحدث باسم الجيش الفلبيني الى التأكيد على تواجد قوات أميركية مسلحة قرب مدينة ماراوي المحاصرة، جنوب البلاد أن هذه القوات تقوم بدور مساند ولا تشارك في القتال ضد المسلحين الموالين لداعش وقال الجنرال ريستيتيوتو باديلا في مؤتمر صحفي "هناك بعض الأفراد الأميركيين الذين يقومون بتشغيل معدات لتقديم معلومات بشأن توضيح الموقف لقواتنا ولا أعرف العدد بالضبط والمهمة المحددة. يسمح لهم بحمل بنادق للدفاع عن النفس. لكن ليس مسموحا لهم بالقتال. يقدمون الدعم فقط".
وكانت وكالة رويترز قد نقلت السبت عن متحدث باسم السفارة الأميركية في مانيلا قوله إن قوات خاصة أميركية تساعد القوات المسلحة الفلبينية في إنهاء حصار متشددين متحالفين مع تنظيم داعش لبلدة ماراوي وقال المتحدث "بناء على طلب الحكومة الفلبينية تقوم قوات العمليات الخاصة الأميركية بمعاونة القوات المسلحة الفلبينية في العمليات المستمرة في ماراوي لمساعدة قادة القوات الفلبينية على الأرض في قتالهم ضد مسلحي ماوتي وأبو سياف" وفرض دوتيرتي الأحكام العرفية في مينداناو، ثاني أكبر جزر البلاد، بعدما هاجم متطرفون إسلاميون مدينة ماراوي البالغ عدد سكانها 200 ألف شخص.
وقى سياق متصل قال قائد الجيش الإندونيسي، الجنرال جاتوت نورمانتيو، إن تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) متواجد في كافة أقاليم البلاد تقريبا "وتبرز تصريحات نورمانتيو، عن وجود خلايا "نائمة" في أرخبيل الجزر الاندونيسية المترامي الأطراف، المخاوف حيال التأثير المتنامي لتنظيم "داعش" في جنوب شرق آسيا وقال نورمانتيو للصحفيين في العاصمة جاكرتا إنه "بعد المراقبة نرى أن... هناك خلايا لتنظيم الدولة الإسلامية في كل إقليم تقريبا لكنها خلايا نائمة وأن إقليم بابوا الذي تسكنه غالبية مسيحية واحد من بين مناطق قليلة لا يتواجد فيها التنظيم الإرهابي وأن هذه الخلايا النائمة يمكن أن تنضم بسهولة إلى خلايا متطرفة أخرى من السهل الانتقال من ماراوي إلى إندونيسيا وعلينا جميعا أن نحتاط من تنشيط الخلايا النائمة في إندونيسيا " .
مما سبق نستطيع التأكيد على انه وبعد العراق وسوريا يبدو ان تنظيم داعش الدموى يريد ان يجعل من مدينة ماراوي الفلبينية "مخلب "جديد فى اسيا وبعد انكساراته المتتالية في مراكز نفوذه واحتلاله في كل من سوريا والعراق، يحاول ان يجد لنفسه موطئ قدم في اماكن اخرى لعله يعوض ما شاب صورته من ضعف ووهن داخل منظومة التنظيمات المتشددة وكذلك لتحسين صورته امام انصاره ومقاتليه الحاليين والافتراضيين .