بعد قرار ترامب بإرسال قوات.. 16 عاما من الفشل الأمريكي في أفغانستان
الأربعاء 14/يونيو/2017 - 02:02 م
طباعة
مازالت الولايات المتحدة تواجه الفشل في سياستها لمحاربة الإرهاب والتطرف واعادة الاستقرار إلي البلاد التي تعاني من ويلات الحروب منذ 2001، وهو ما أدي اتخاذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بإرسال مزيدا من القوات الي أفغانستان، لدعم الجيش الافغاني في مواجه طالبان والإرهاب.
المزيد من القوات الأمريكية
قال مسؤول أمريكي، لثلاثاء 13 يونيو2017، إن الرئيس دونالد ترامب أعطى وزير الدفاع جويم ماتيس، سلطة تحديد مستويات القوات في أفغانستان؛ ما يفتح الباب أمام زيادة القوات مستقبلًا، وهو أمر طالب به القائد الأمريكي هناك.
وأضاف المسؤول الذي تحدث في تصريح صحفي شريطة عدم نشر اسمه، أنه “لم يتم اتخاذ أي قرار فوري بشأن مستوى القوات الذي يبلغ حاليًا نحو 8400 فرد”.
والقرار مماثل لآخر أعلن في أبريل الماضي، وينطبق على مستويات القوات الأمريكية في العراق وسوريا، وجاء في الوقت الذي حذر فيه ماتيس، الكونجرس، من أن القوات الأفغانية المدعومة من الولايات المتحدة “لا تحقق الانتصار” على حركة طالبان رغم الحرب المستمرة منذ أكثر من 15 عامًا.
وقبل 4 أشهر قال الجنرال جون نيكولسون قائد القوات الأمريكية والدولية في أفغانستان، إنه “يحتاج إلى بضعة آلاف من الجنود الإضافيين، من المحتمل أن يتم جلب بعضهم من حلفاء للولايات المتحدة”.
ويقول مسؤولون أمريكيون حاليون وسابقون، إن “المناقشات تدور حول إرسال ما بين 3 و 5 آلاف جندي إضافي”. ومن المتوقع بشكل كبير أن تضم هذه القوات مدربين لدعم القوات الأفغانية إضافة إلى أطقم جوية.
وتشمل المشاورات إتاحة مزيد من السلطات للقوات على الأرض والقيام بإجراءات أنشط ضد مسلحي طالبان.
حرب لا تنتهي:
قبل خمسة عشر عاماً (في السابعة من أكتوبر/2001) شنت القوات الأمريكية هجماتٍ شديدة لإسقاط حكومة طالبان وإزالة مقرات القاعدة من أفغانستان، والحرب الناتجة عن هجمات القوات الأجنبية مازالت مستمرة.
حيث تواجه الولايات المتحدة العديد من الجماعات الجهادية والارهابية في مقدمتها تنظيم "طالبان" والذب كان يحكم البلاد قبل الحرب الأمريكية في 2001، وتنظيم القاعدة الارهابي والذي تعتبر أفغانستان المقر الأمن له، بالاضافة الي تنظيم "داعش" الارهابي والذي بدأ ينتشر ويتواجد في افغانستان.
وقد اعترف وزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس، بأن بلاده لا تنتصر في أفغانستان، لافتًا إلى ضرورة اتخاذ إجراءات لتغيير الأوضاع هناك.
وقال الجنرال المتقاعد، خلال شهادته أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ: “نحن لا ننتصر في أفغانستان الآن، وسنقوم بتصحيح ذلك في أسرع وقت ممكن”.
وواجه ماتيس، انتقادات لاذعة من السيناتور الجمهوري عن ولاية أريزونا، ورئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، جون مكين حول تدهور الأوضاع في أفغانستان.
وقال مكين: “أول حديث بيني وبينك كان بخصوص وضع استراتيجية في أفغانستان، وها نحن بعد 6 أشهر من عمر هذه الإدارة، ما زلنا دون استراتيجية في أفغانستان، وهذا يجعل من الصعب علينا دعمك”.
ووصف ماتيس انتقادات مكين بـ”المنصفة”، وتعهد بتقديم استراتيجية إلى الرئيس الأمريكي في منتصف شهر يوليو المقبل، دون الخوض في تفاصيل.
وأشار إلى أن قوات بلاده في أفغانستان بدأت اتخاذ بعض الخطوات، لضمان عدم دفع ثمن التأخير (في وضع استراتيجية)”.
واستدرك بالقول: “لكننا نقر بأن هنالك حاجة ملحة لهذا”، دون مزيد من الإيضاح.
وضغط السناتور جون ماكين رئيس اللجنة على ماتيس بشأن تدهور الوضع قائلا إن الولايات المتحدة تواجه ضرورة ملحة من أجل "تغيير الاستراتيجية وزيادة الموارد كي تغير الوضع".
و في منتصف ابريل 2017، ألقت الولايات المتحدة أكبر قنبلة غير نووية استخدمت في القتال تاريخيا، ضاربة مواقع تنظيم داعش في ننغرهار. وتسبب إلقاء ما عرف باسم "أم القنابل" بمقتل عشرات الجهاديين، إلا أن القتال استمر في المنطقة. واشتركت القوات الأميركية مع الجيش الافغاني في العمليات ضد تنظيم "الدولة الإسلامية- جماعة خراسان"، مصرة على أن الفرع المحلي للمجموعة الجهادية التي تتخذ من سوريا والعراق قاعدتين رئيسيتين لها يتكبد خسائر في افغانستان.وشكلت هجمات من هذا النوع، عندما يوجه عناصر الجيش أو الشرطة الافغان بنادقهم نحو القوات الدولية، مشكلة رئيسية خلال أعوام قتال حلف شمال الأطلسي الطويلة إلى جانب القوات الافغانية. ويشير مسؤولون غربيون إلى أن معظم هذه الهجمات نابعة عادة من أحقاد شخصية واختلافات في العادات لا من خطط لمتمردين.
القوات الأمريكية في أفغانستان
وتتواجد قرابة 8 آلاف و400 من القوات الأمريكية في أفغانستان، تتركز مهمتها في محورين؛ الأول هو تدريب وإرشاد ومساعدة القوات الأمنية في أفغانستان في محاربة طالبان، والثاني تنفيذ عمليات مكافحة الإرهاب ضد تنظيمي القاعدة، وداعش في البلد الذي أنهكته الحروب.
ولفت لكاتب ستيفن والت Stephen Walt في قرير صادر عن مجلة فورين بوليسي Foreign Policy إلى أن واشنطن ستتكبّد 5 مليار دولار من أجل تدريب القوات الأفغانية خلال العام 2017 فقط بخلاف تكاليف العمليات القتالية التي تقوم بها القوات الأمريكية والتي تتصاعد كل يوم.
.
وتشير تقارير إعلامية أمريكية إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يدرس فكرة تعزيز قوات بلاده هناك عبر إرسال ما بين 3 و5 آلاف جندي أمريكي.
وأظهرت بيانات نشرها المفتش الأميركي العام المختص بإعادة إعمار أفغانستان أن تقييم الجيش الأميركي يشير إلى أن الحكومة الأفغانية تسيطر أو تملك نفوذا على 59.7 بالمئة من مناطق أفغانستان البالغ عددها 407 حتى 20 فبراير بانخفاض يبلغ نحو 11 نقطة مئوية عن الفترة نفسها قبل عام.
كانت رويترز ذكرت في أواخر أبريل أن حكومة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجري مراجعة بشأن أفغانستان وإن المناقشات تدور حول إرسال ما بين 3000 و5000 من القوات الأميركية وقوات التحالف إلى هناك.
وتشمل المشاورات إتاحة المزيد من السلطات للقوات على الأرض والقيام بإجراءات أنشط ضد مقاتلي طالبان.
والنزاع في أفغانستان هو الأطول في تاريخ الولايات المتحدة إذ أن قوات حلف شمال الأطلسي التي تقودها الولايات المتحدة تخوض حربا في ذلك البلد منذ 2001 بعد الاطاحة بنظام طالبان.
وشكك بعض المسؤولين الأميركيين في جدوى إرسال المزيد من القوات إلى أفغانستان لأن أي رقم مقبول سياسيا لن يكون كافيا لتحويل مسار الأوضاع ناهيك عن فرض الاستقرار والأمن.
وقتل أكثر من 2300 جندي أميركي وأصيب أكثر من 17000 منذ بدء الحرب في 2001، وحوالي مئة ألف أفغاني (بما في ذلك قوات الأمن ومقاتلو المعارضة والمدنيون).
وقد أنفقت الولايات المتحدة منذ عام 2002 أكثر من 780 مليار دولار على الحرب، أي ما يعادل تقريبا ميزانية الشؤون الخارجية الأميركية بأكملها لأكثر من عقدين، وستضيف النفقات الإضافية من خارج الميزانية -بما في ذلك مدفوعات العجز والتعويض لأسر الجنود الذين سقطوا- مئات مليارات الدولارات إلى التكلفة الإجمالية للحرب.
سياسية الحكومات الامريكية:
و انقسمت استراتيجية الولايات المتحدة في أفغانستان في الخمس عشرة سنة الماضية إلى مرحلتين: الأولى كانت سياسة الولايات المتحدة في أفغانستان في فترة تولي بوش للرئاسة، والثانية استراتيجية أوباما الديمقراطية في أفغانستان. في المرحلة الأولى، تمتعت الدولتان بعلاقات افضل وأقرب. كانت سياسة الولايات المتحدة الأساسية في المرحلة الأولى هي إسقاط نظام طالبان واستبدالها بحكومة أفغانية جديدة. وهكذا، تم إسقاط نظام طالبان وتأسيس الحكومة الجديدة برئاسة حامد كرزي، وقد دعم المجتمع الدولي والولايات المتحدة بقوة هذه الحكومة وقدم مساهمات ضخمة لها. ولكن، مع الظهور المجدد لطالبان واشتداد الحرب عاماً بعد عام، تركزت استراتيجية الولايات المتحدة -إلى حد كبير- على الحرب المندلعة ومازالت تتركز عليها حتى الآن.
أثناء فترة تولي أوباما الرئاسة، ضعفت علاقات الولايات المتحدة مع كرزي وبهذا أصبحت سياسة الولايات المتحدة غير مستقرة في أفغانستان، فتارة كانوا يعلنون زيادة الجنود في أفغانستان وبعد ذلك يعلنون انسحاب القوات الأمريكية من البلد.
عند تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، تحسنت – مرة أخرى- العلاقات بين كابل وواشنطن. تم توقيع الاتفاقية الأمنية الثنائية مع الولايات المتحدة، وسُمح للقوات الأمريكية بالقيام بالغارات الليلية، وكانت ردة فعل الحكومة الأفغانية – إلى حد كبير- هو التزام الصمت تجاه العمليات الأمريكية التي استهدفت المدنيين الأفغان وقوات الأمن. بالإضافة إلى ذلك، أجّل أوباما انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان وذلك بطلب من الحكومة الأفغانية.
أما سياسية الرئيس الامريكي دونالد ترامب في واضحة مزيدا من القوات الامريكية في أفغانستان لتعيد سيطرة واشنطن علي البلاد ومواجهة طالبات وتنظيم القاعدة و"داعش" في ظل سياسية الحرب علي الإرهاب الني يشنها البيت الأبيض في مناطق مختلفة من العالم.
وألان وبمرور 16 سنة من بدء الهجمات العسكرية الأمريكية في أفغانستان يُرى أن الإنجاز الوحيد الذي حصلت عليه أمريكا هو استمرار الحرب في أفغانستان والتواجد العسكري الأمريكي في المنطقة. إن كان المجتمع الدولي يهدف إلى حل قضية أفغانستان فإن الحل الوحيد للبلد هو السماح للأفغان بأن يسعوا بأنفسهم للمصالحة الوطنية ويحلوا مشاكلهم بأنفسهم.