بدعوي العمل الإغاثي.. إيران توسع نفوذها في غزة
الأربعاء 14/يونيو/2017 - 04:00 م
طباعة
تتخذ إيران من العمل الإغاثي والإنساني، أداة لتغلل والنفوذ في عددا من الدول العربية والاسلامية، وتشكل القضية الفلسطينية ورقة إيران للنفوذ في قطاع غزة.
مؤسسة امداد الخميني الخيرية
فقد واصلت إيران زيادة نفوذها في قطاع غزة الفلسطيني المحاصر، بذريعة الأنشطة الاجتماعية والخيرية التي تقوم بها المؤسسة الخيرية الرسمية التي تسمى "مؤسسة امداد الخميني الخيرية".
وقد أطلقت هذه المؤسسة مؤخراً حملة بعنوان “خميني إيد”، وزعت فيها آلاف الطرود الغذائية على الأسر الفلسطينية في القطاع في شهر رمضان.
وقال أحد قادة الحملة في غزة ، خميس الهيتم “إن الهدف من الحملة هو مساعدة الأسر المحتاجة خلال شهر رمضان”.
ووجه خميس الهيثم مسؤول لجنة الإشراف على السلة الغذائية الشكر لجمعية إمداد الخميني الخيرية الإيرانية وللشعب الفلسطيني المقاوم من اجل التخفيف من معاناة الشعب الفلسطيبن ووجه التحية للشعب الإيراني ولقيادته الحكيمة التي وقفت ولا زالت على مدار السنوات الماضية تدعم جهاد الشعب الفلسطيني سياسيا وماديا وعسكريا.
واشار انه سيتم توزيع 40 ألف طرد غذائي على مستوى مدن ومخيمات قطاع غزة مؤكدا أن السلة الغذائية تشمل أثنا عشر صنفا وفق أجود الأنواع بقيمة 50 دولار للطرد الغذائي الى الفقراء والمحتاجين .
كما اعلن الهلال الأحمر الايراني، توزيع نحو ربع مليون وجبة رمضانية ضمن مشروع إفطار الصائمين في غزة المحاصرة خلال شهر رمضان المبارك .
واشار منذر عزام احد المشرفين على المشروع، بحسب وكالة "مهر" الايرانية، الى أنه سيستمر على مدار شهر رمضان لكافة المواطنين الفلسطينيين لاسيما اهالي الشهداء واصحاب البيوت المدمرة والجرحى والفقراء والمساكين والعمال واهالي المعتقلين الفلسطينيين. واكد أن الجمهورية الاسلامية الايرانية تستمر للعام الرابع على التوالي بتوزيع افطار الصائم في غزة، مؤكدا ان الهلال الاحمر الايراني للعام الثاني يقوم بهذا المشروع لمناصرة ودعم المواطنين المحاصرين في غزة.
وأكد عزام ان ايران تتقدم لدعم الشعب الفلسطيني في كل المجالات والميادين في الوقت الذي تتراجع فيه الانظمة العربية عن دعم القضية الفلسطينية. واوضح أن هذا المشروع يأتي في وقت يشتد فيه الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة وتزداد نسبة الفقر والبطالة نتيجة تردي الوضع الاقتصادي السي بسبب الحصار واغلاق المعابر مبينا ان المشروع سيرسم البسمة على وجوه الفقراء والمحتاجين خلال شهر رمضان المبارك .
وبين عزام أن "المشروع سيشمل كافة مدن قطاع غزة حيث من المقرر ان يوزع وجبة رمضانية مكونة من الارض واللحوم علاوة على الشراب والتمور والخضروات موزعة على مدار الشهر. وبين عزام أن المشروع وجد ترحاب كبير خلال الاعوام الماضية حيث يعاني أهالي القطاع من الحصار الإسرائيلي والعربي الذي ادى لارتفاع نسب الفقر والبطالة في اوساط الشعب الفلسطيني".
وقال مندوب جمعية الهلال الاحمر الايراني في غزة عمارة محمود، ان جمعية الهلال الاحمر الايراني تقوم بهذا الدعم في الوقت الذي يشتد فيه الحصار والعدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني الصابر والمرابط.
وقال:" إننا نقدم هذا الدعم لأهلنا في غزة ونحن ندرك أن الشعب الفلسطيني المظلوم يستحق كل دعم ومساندة في ظل الحصار المطبق الذي يكاد يشل الحياة.
وأضاف :" إن العالم مطالب بالتحرك لرفع الحصار الظالم عن القطاع الحبيب لكي يعيش ابناء الشعب الفلسطيني بحرية كما كل شعوب الارض.
وأوضح، أن المساعدات الإيرانية لم تتوقف لحظة واحدة عن دعم ومناصرة الشعب الفلسطيني المحاصر في غزة.
وأكد أن المساعدات الايرانية من الهلال الاحمر الايراني تأتي استكمالاً للدعم الإيراني السياسي والمالي والعسكري والانساني للشعب الفلسطيني، مشدداً أن هذا الدعم سيظل متواصلا حتى ينعم الشعب الفلسطيني بالحرية والاستقلال.
النفوذ الايران والتشيع في غزة
وابد عددا من المراقبون مخاوف من نشر التشيع في قطاع غزةم مع الحضور الايراني الكبير عبر الدعم المالي والعسكري لعددا من الفصال الفليطنية في غزة في مقدمتها جماعة الجهاد وحركة "صابرين" الشيعية، بالاضافة الي العمل الاغاثي والذي يعتبر واجهة ايران لتتغل علي المستوي الشعبي بعد التغلل السياسي والعسكري.
وكتب إسماعيل حميد، زعيم فصيل جيش الأمة السلفي على حسابه على تويتر، “استبدال اسم لجنة امداد الخميني بالهلال الاحمر الإيراني يا أهل السنة لا تفتحوا كل الأبواب لإيران وبعدها تقولون لماذا تشيع الكثير من أهل غزة”.
كما كتب حلمي باسط في تويتر إن “لجنة إمداد الإمام الخميني توزع أول دفعة من الطرود الغذائية في غزة، إيران تنشر سمومها في فلسطين وتستغل الأسر المستورة”.
فيما كتبت عائشة العنزي، وهي عراقية، على تويتر: “بعد غرق دماء السنة في العراق وسوريا، عادت إيران مرة أخرى إلى قطاع غزة من خلال صندوق الإمداد بالخميني !!”.
في بيان دوافع النفوذ الإيراني في غزة يقول المتخصص متخصص في الشأن الفلسطيني والمحسوب على التيار الإسلامي في غزة الدكتور عدنان عامر إن إيران ترى في إسرائيل مصدر تهديد لها، ولكن لا يعني ذلك الانجرار لحرب عمياء معها، كما أن إيران ترى في نفوذها في غزة وسيلة للتغطية على خلافها الطائفي مع الغالبية السنية ودولها، كما أنها تعد إحدى أوراق إيران في معركة برنامجها النووي.
كما أن هذا النفوذ في غزة يمنحها "شيكاً على بياض" و"بوليصة تأمين" لدى الرأي العام الفلسطيني، وتملك إيران من خلال دعم الجماعات الفلسطينية المسلحة "ممتلكات احتياطية" لتكسب بها ود الرأي العام العربي ضد خصومها العرب، فضلا عن تطلعها لتوظيف هذه العلاقة من الجماعات الفلسطينية في استراتيجيتها "الدفاع غير المتماثل" ضد خصومها على غرار ما تفعل المليشيات الشيعية من مختلف دول العالم اليوم في سوريا والعراق.
لكن يختم د. عدنان هذا المحور بالتنبيه على أن الشارع الفلسطيني سريع التغير ضد إيران عندما ترتكب عدوانا على الأمة وأهل فلسطين، وضرب مثالاً لذلك بتراجع شعبيتها في الشارع الفلسطيني عقب مساندتها غزو العراق والهيمنة عليه واضطهاد الفلسطينيين هناك سنة 2003.
المشهد الغزاوي
ما توقم به ايران في غزة هو تكرار ونسخ لتجربة حزب الله في لبنان عبر وجود فصيل مسلح وعقائدي موالي لها، فاختراق ايران لقكاع غزة وتمدد نفوذها ووجود تنظيم شيعي فلسطيني موالي لها عقائديا وفكريا وهو حركة "صابرين" بالإضافة الدور الإغاثي والإعلامي والعسكري يؤكد علي خطورة الوجود الايراني علي القضية الفلسطينية حاليا والدولة الفلسطنية مستقبلا والأمن القومي المصري.