سيناريوهات مستقبل الحشد الشعبي بعد تحرير الموصل

الخميس 29/يونيو/2017 - 02:15 م
طباعة سيناريوهات مستقبل
 
مع اقتراب تحرير الموصل ودحر "داعش" في اخر احياء المدينية القديمة، وفي ظل وجود صراع مركز قوي  يتصاعد بين رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي وقوات الحشد الشعبي، باتت الأسلحة تطرح عن مدي مستقبل الحشد الشعبي في الدولة العراقية.
سيناريوهات مستقبل
علاقة العبادي بالحشد:
وتمر العلاقة بين رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، وقيادات الحشد الشعبي بمرحلة توتر، سلطت الأضواء عليها تصريحات متشنجة تبادلها الطرفان خلال الأيام القليلة الماضية.
وكما توقع المراقبون، فإن اقتراب القطعات العسكرية العراقية من استعادة كامل مركز مدينة الموصل، وبدء الحديث عن تحضيرات عملية استعادة تلعفر، سيضعان العبادي في مواجهة الحشد الشعبي، إذ تتقاطع مقاربة الطرفين لعملية استعادة القضاء الذي كانت تسكنه أغلبية تركمانية شيعية.
وفي تصريحات سابقة، قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ، أمام صحافيين دعاهم إلى مكتبه لتناول وجبة إفطار، أواخر رمضان، إنه أصدر توجيهات عسكرية لقوات الحشد الشعبي بمحاصرة قضاء تلعفر وتحرير المناطق المحيطة، لكن الأوامر لم تنفذ.
وأكد العبادي أن “قوات الحشد لم تنفذ الخطة المتفق عليها التي تتضمن تحرير المناطق المحيطة بقضاء تلعفر حيث صدرت لهم الأوامر بذلك منذ أربعة شهور لقطع إمدادات داعش من سوريا”.
وتابع “أنا أعرف لماذا لم تتحرك بعض قيادات الحشد على هذا المحور. وعندما أبلغتهم بأنني أعرف التزموا الصمت وذهبوا باتجاه آخر”، في إشارة من رئيس الوزراء إلى معرفته بخطة الحشد الأساسية، وهي الوصول إلى حدود العراق مع سوريا لتأمين طريق بري يصل إيران بالبحر المتوسّط عبر الأراضي العراقية.
لم يتأخر رد الحشد على العبادي كثيرا، وتناقلت وسائل إعلام محلية سلسلة تصريحات لقيادات متوسطة الأهمية في الحشد، في هذا الشأن. لكن الرد الأوضح جاء على لسان هادي العامري زعيم منظمة بدر أكبر فصائل الحشد الشعبي.
وقال العامري، ردا على العبادي، إن رئيس الوزراء “وضع فيتو على دخول الحشد إلى مدينة تلعفر”، موضحا أن قادة الحشد حاولوا إقناع العبادي بأن تحرير المناطق المحيطة بالقضاء من دون دخول مركزه، سيعرّض قوات الحشد لخطر التعرض لنيران عناصر تنظيم داعش المتمركزين في تلعفر، وهو استنزاف لا يمكن تحمله. وأضاف “رجونا العبادي أن يتفهم الموقف، لكنه لم يفعل”.
واتهم العامري العبادي باستخدام “سياسة الكيل بمكيالين في التعامل مع الحشد الشعبي”.
وقال إن رئيس الوزراء يطلب مشاركتنا في تحرير الكرمة والصقلاوية، في الأنبار، لكنه لا يسمح لنا بدخول الفلوجة”.
سيناريوهات مستقبل
سيناريوهات مستقبل الحشد:
تشكل الحشد الشعبي يوليو 2014 ابان بروز تنظيم " داعش" في العراق حيث اعطت المرجعية الدينية في النجف فتوى لدعوة الراغبين بالتطوع لتشكيل قوة مناهضة لداعش وبتأييد مباشر من قبل رئيس الوزراء الاسبق نوري المالكي .
ويقدر عدد المقاتلين المنضوين تحت الحشد الشعبي بأكثر من ستين ألفا، 35 ألفا منهم يشكلون قوام القوة المشاركة بمعركة الموصل حالياً، وفي 26 نوفمبر 2016 أجازت الحكومة العراقية قانونا يجعل من الحشد الشعبي مكونا رسميا من مكونات قوى الأمن في البلاد خاضعا للقانون العسكري وبوضعية مساوية للجيش العراقي.
وبعد  ثلاث سنوات على تشكيل قوات الحشد الشعبي، ودورهم في تحرير العديد من المدن العراقية من تنظيم "داعش" يدور العدي من التهكنات حول مستقبل الحشد الشعبي:
السيناريو الأول: قوة عسكرية موازية للجيش العراقي وهو ما بدا واضحا من خلال دعم  القوي الذي يتلاقه الحشد خاصة من ايران ليصبح اقرب الي  استنساخ للحرس الثوري العراقي، وبما يشكل ورقة قوية تستخدمها ايران وقت الحاجة في العراق، في حالة وجود تحرك عراقي ضد الحكومة القريبة من إيران.
القيادي في الحشد الشعبي ، أحمد العوادي تحدث لشبكة رووداو الإعلامية قائلاً إن "الحشد الشعبي يعد من مؤسسات الدولة الرسمية حسب الشرعية التي اكتسبها من قبل البرلمان العراقي". مضيفاً أن "الحشد الشعبي يدار من قبل القائد العام للقوات المسلحة وهو خاضع بكامل صنوفه للقوات المسلحة العراقية وحاله كحال جهاز مكافحة الارهاب والاجهزة الامنية الاخرى".
السيناريو الثاني، هودمج العناصر المقاتلة المناسبة لقوات الجيش العراقي وتسريح الباقي ومن هم فوق السن والغير مناسبين لانضمام للقوات النظامية في الجيش العراقي، وهو سيناريو قد يواجه صعوبة لحرص ايران علي إبقاء الحشد الشعبي في الدولة العراقية ليؤثر ايجابيا لمصالحها ويؤثر سلبيا علي اي نفوذ لدول اخري وخاصة السعودية.
السيناريو الثالث: هو تحول قوات الحشد الشعبي الي قوات احتياط يمكن استدعاءها بأي وقت تتعرض له البلاد لأي خطر طارئ، وهذه الحالة هي مشابه للحالات في بعض الدول الإقليمية، التي لديها قوات احتياط تستطيع استدعائها عند الضرورة.
السيناريو الرابع: هو حل هذه التشكيلات بشكل نهائي، واقتصار الدولة على القوات المسلحة النظامية (الجيش والشرطة)،من خلال المرجعية الدينية في العراق، إذ إن تشكيل هذه القوات، وكما جاء في فتوى المرجعية الدينية، هو جاء محدد بالدفاع عن العراق والمقدسات، وبزوال الخطر عن العراق، وإنها محددة أيضا باستكمال جاهزية القوات المسلحة العراقية، وبهذا فان دور المرجعية الدينية سيكون له مؤثر في مستقبل الحشد الشعبي.

شارك