دراسة: يوتيوب جوجل أتاح فضاءً للإرهابيين لتنفيذ عملياتهم

الخميس 29/يونيو/2017 - 09:01 م
طباعة دراسة: يوتيوب جوجل
 
كشف تقرير نشره معهد بحوث الإعلام بالشرق الأوسط، "ميمري" بلندن، عن عزوف عدد كبير من الشركات التجارية العملاقة بالإعلان على موقع يوتيوب وجوجل، وكشف التقرير الذي نشره معهد "جيت ستون" الأمريكي، منتصف شهر يونيو المنصرم 2017، قيام عدد كبير من شركات التجارية الضخمة من تقليص إن لم يكن سحب إعلاناتها من موقع جوجل الشهير وأيضا موقع الفيديوهات الأول التابع له "يوتيوب"، التقرير الذي ترجمه لعربية بوابة الحركات الإسلامية، حيث رصد التقرير  تراجع نسبة الإعلانات على الموقع الشهير قائلا: "أنه في منتصف شهر مارس من هذا العام 2017، بدأت الشركات الكبرى سحب أو تقليص إعلاناتها من شركة جوجل، صاحبة موقع يوتيوب، لسماحها بظهور علاماتها التجارية إلى جانب مقاطع الفيديو المشجعة على الجهاد.

وذكر التقرير مدللا بالوثائق فشل الموقع البحثي الشهير في إزالة ومسح المواد الجهادية للجماعات المتطرفة، الأمر الذي دفع عدد من الشركات بتقليص إعلانات منتجاتها مثل شركة جونسون آند جونسون، شركة AT & T المتخصصة في الأجهزة الكهربائية والحواسب الذكية، وشركة فيرايزون للاتصالات، أما شركة جلاكسو سميث كلاين للأدوية فقد قامت بسحب إعلاناتهم من الموقع نهائيا، بل أعلنت الشركة ضمن شركات أخرى أنها ستتخذ إجراءات أكثر عدائية تجاه جوجل إن لم يتخذ محرك البحث الشهير خطوات جادة في منع وتتبع المواد الجهادية وحساباتهم.

بعد نشر هذا التقرير بأسبوع قام الإرهابي خالد مسعود بهجوم ويستمنستر، وبالتحديد في 22 مارس 2017، حيث قام باقتحام ساحة البرلمان البريطاني بسيارته ودهس أربعة أشخاص ماتوا على الفور، وجرح عشرات آخرون - ثم طعن ضابط شرطة غير مسلح حتى الموت.

بعد هذا الحادث بشهرين كاملين، وبالتحديد في 22 مايو 2017، قام سلمان رمضان عبيدي بتفجير قنبلة محلية الصنع، بقاعة "مانشستر أرينا" للحفلات الموسيقية بساحة مانشستر بعد انتهاء حفل المغني الأمريكي أريانا غراندي، الانفجار الذي أسفر عن مقتل 22 شخصًا، وجُرِحَ أكثر من مائة آخرين.

في الثالث من يونيو، وبعد إجراء الانتخابات العامة في بريطانيا بخمسة أيام، قام كل من خورام شازاد بوت، ورشيد رضوان ويوسف زغبي بقتل ثمانية أشخاص، وإصابة 48 آخرين حيث قاموا بالهجوم بسيارة مغلقة (فان)، ودهسوا المارة على جسر لندن، ثم خرجوا من السيارة، وقاموا بطعن زوار المطاعم والمقاهي بالسكاكين في منطقة بورو ماركت، الهجمات التي دفعت لإعلان أكبر ثلاثة أحزاب سياسية ببريطانيا بسحب إعلاناتهم الخاصة بحملتهم الانتخابية من موقع الفيديوهات الشهير يوتيوب، لأنهم علموا أن مقاطع الفيديو الخاصة بهم تظهر جنبا إلى جنب مقاطع الفيديو الداعية للجهاد.
الأمر الذي أكدته صحيفة "دايلي تليجراف" حيث كشفت الصحيفة في تقرير لها أن شرطة مكافحة الإرهاب البريطانية، والتي رصدت خلية سرية تابعة لتنظيم داعش منذ مارس، وسجلت لأعضاء  لخلية اتصالاتهم ببعض ومناقشاتهم في كيفية استخدام يوتيوب لرسم مخطط بالفيديو يوضح استخدام مركبة لدهس وطعن الأهداف في لندن.

إذن لم تفعل جوجل ويوتيوب شيئًا لمنع المذبحة، بل أثبتت مع الوقت أنها كانت منصة للجهاديين، حيث قاموا باستخدام منصاتها الرئيسية عمدا لنشر رسائلهم عبر الانترنت، وتجنيد مقاتليهم في حربهم ضد الغرب والمسلمين باعتبارهم كفارًا، ليصبح اليوتيوب في أيد الإرهابيين سلاح قاتل مثل السيارات والسكاكين.
لا يمكن أن يدعي مسؤولو جوجل أنهم غير مدركين لتزايد الاستخدام الخبيث لموقعهم، كما أنهم لنن يستطيعوا الادعاء بأنهم يفتقروا إلى الأدوات الحسابية لمراقبة حركة YouTube الضخمة، هناك 1.3 تريليون من المستخدمين المشتركين، الذين يقومون بتغذية الموقع بـ 300 ساعة من الفيديو يتم تحميلها كل دقيقة.

في المقام الأول، يجب استعاضة المحتوى الجهادي من قبل العامة والشركات على مار سنوات، كما يجب أن تتعهد جوجل بمعالجة هذه المشكلة من خلال التنبيهات، بما تمنحه من ميزة الإبلاغ بوضع خاصية جديدة اسمها "يشجع على الإرهاب"، فضلا عن أن يوتيوب نفسه يدعي بأن لديه موظفين قادرين على نقد مقاطع الفيديو المبلغ عنها طوال الـ24 ساعة في اليوم، 7 أيام في الأسبوع لتحديد ما إذا كانت تنتهك إرشادات المنتدى".

في عام 2010، أي بعد خمس سنوات من إنشاء جوجل لموقع يوتيوب، قام ستيفن ستالينسكي، المدير التنفيذي لمعهد بحوث الإعلام بالشرق الأوسط "ميمري" بمقابلة المتحدثين باسم جوجل ويوتيوب مع ومحامين آخرين ممثلين رسميين لشركات أخرى، وكان الهدف هو مناقشة هذه المسألة بالتفصيل – رصد العناصر المتطرفة وإساءة الاستخدام - وتقديم الدعم في رصد النشاط الجهادي على الانترنت. ومع ذلك، وبدلا من أن تقوم YouTube بتأمين هذه النقاط، فقد واصلت لتكون بمثابة صندوق درامي حيوي للأئمة المتطرفين، بل وتوظيف الانتحاريين والذي تتلخص مهمتهم في استهداف كل الأهداف العامة والخاصة.

خلال السبع سنوات الماضية تلك الفترة وخلال سبع سنوات، النتائج، قدم معهد بحوث الإعلام بالشرق الأوسط ما توصل إليه من نتائج لأعضاء الكونجرس الأمريكي من الجانبين سواء كانوا من الحزب الجمهوري أو الحزب الديمقراطي، مما أدى إلى كتابة استئناف موجهة إلى تشاد هيرلي، رئيس مجلس إدارة اليوتيوب، حتى يأخذ الموضوع على محمل الجد.

وعلى الرغم من وعود مسؤولي إدارة موقع اليوتيوب، وعلى الرغم من الإشعارات الخاصة التي وضعها مسؤولو الموقع والخاصة بطلب حجب الفيديوهات التي تحرض على العنف، إلا أن معظم مقاطع فيديوهات الجماعات الجهادية ظلت موجودة على الموقع بعدها بعامين أو ثلاثة أعوام، فمثلا فيديوهات الخاصة بهجمات 11 سبتمبر وأسامة بن لادن، وصل عددها 100 فيديو لم يتبق منها سوى 58 فيديو، كما كان هناك حوالي 125 فيديو لزعيم القاعدة الحالي أيمن الظواهري لم يتبق منهم سوى 57 فيديو فقط، على الرغم من أن فريق البحث بمركز "ميمري" قام بعمل طلبات بحجب هذه الفيديوهات إلا أن الموقع حجب بعضها وترك الآخر.

على سبيل المثال لا الحصر هناك مقطع فيديو يحمل عنوان: "شهيد من طالبان يضحك قبل أن ينفذ عملية استشهادية وهو ينطق الشهادتين"، المقطع الذي تم نشره يوم 5 يوليو 2011، وشاهده ما يقرب من ثلاثة ملايين شخص، المقطع الذي يدعو للترحيب بالموت وكل التعليقات تحت الفيديو كلها مكتوبة باللغة العربية.

هذه ليست نظرية، وفقا لموقع "ويرد " الإنجليزي، فإن العالم شهد 535 عملية إرهابية في جميع أنحاء العالم منذ بادية عام 2017 حتى مطلع شهر يونيو ، وبالتحديد في 5 يونيو 2017، سقط فيها 3635 حالة وفاة، وقع أغلب هذه الهجمات في نيجيريا واليمن والصومال وبنجلاديش، ولكن هذه الدول بها حروب وصراعات بالفعل فماذا عن أوروبا التي لا تعاني أي حروب أو صراعات.
ومع كل عملية إرهابية ناجحة تستهدف دول العالم الغربي، نجد أنها أصبحت تتصدر العناوين الرئيسية للصحف في كل أرجاء العالم.

هل العقوبات الاقتصادية هي الحل:
الآن يتهدد خزائن هذه المنصات العملاقة الغرامة أو إخضاعها للمراقبة أو الحجب في بعض المناطق، فبحسب ما ذكرته شركة نومورا اينستينت، فإن يوتيوب يمكن أن يخسر 750 مليون دولار، متمثلة في إيرادات الإعلانات الخاصة بهذا العام، نتيجة تمويلها الإرهاب، هو ليس تمويل الإرهاب وإنما إتاحة فضاءها الإليكتروني للجماعات المتطرفة، دون اتخاذ خطوات حاسمة وصارمة ضدها، الأمر الذي تم ترجمته على أرض الواقع، بتمكين القتل على نطاق واسع، وعلى الرغم من هذه الاتهامات فإن ذلك لن يضع جوجل في دائرة الخطر، لأنها ستقوم بالاحتجاج المتمثل في مستخدمي خدمات جوجل الذين يتزايدون يوما بعد يوم.

العقوبات الاقتصادية أو الاحتجاجات العامة هي أساليب الدول الغربية ذات الأنظمة الديمقراطية، الأمر الذي يعرضها للخطر أكثر من الدول الشمولية التي تحجب هذه المواقع مثل إيران والصين وكوريا الشمالية؛ لأنها ببساطة تحظر يوتيوب.
لكن المشكلة الأكبر التي تواجه أوروبا أكثر من العقوبات الاقتصادية أو الحلول التكنولوجية، هو انتشار الثقافة الإسلامية الأصولية، في فضاء أوروبا، وأصبح الطابع الإسلامي لبعض مواطنيها أمر مقبول وغير مرفوض، مجموعة الثقافات المختلفة التي ترتدي عباءة الإسلام، فقد يكون إسلام معتدل، أو متطرف أو راديكالي، الفضاء الغامض الذي أتاحته ووفرته جوجل ويوتيوب.

شارك