محادثات "أستانا 5" بين النظام والمعارضة تحت قصف الفصائل المسلحة فى سوريا
السبت 01/يوليو/2017 - 02:05 م
طباعة
يبدو ان محادثات "أستانا 5" ستبقى تحت القصف الدائم من قبل الفصائل المسلحة السورية المعارضة للنظام السوري وذلك بعد أعلن 30 فصيلاً في "الجبهة الجنوبية" التابعة للجيش السوري الحر، يوم الخميس 29-6-2017م ، مقاطعة محادثات "أستانا 5" حول سوريا، والمقرر عقدها في الرابع والخامس من شهر يوليو الحالى ، وذلك لعدة أسباب أبرزها، عدم قدرة الدول الضامنة على إيقاف آلة القتل، وانتقال مناطق خفض التوتر إلى مناطق تصعيد، استمرار تدفق الميليشيات باتجاه الجنوب السوري على مرأى من الدول الضامنة والمراقبة.
وذكر بيان مشترك لـ 30 فصيلاً في "الجبهة الجنوبية" (التي تضم معظم فصائل الجيش الحر في جنوب سوريا) في بيان أن بعد تتالي المؤتمرات الدولية وعدم قدرتها على اتخاذ أي قرارات جادة من شأنها إيقاف إراقة الدم السوري بسبب تعنت نظام الأسد وبمساندة كل من الدول والمليشيات الحليفة له، رغم كل الإدانات الدولية، ومنظمات تابعة للأمم المتحدة واستخدامه للأسلحة المحرمة دولياً بشكل مستمر، وبكل دم بارد، فإننا نؤكد التزامنا التام بأسس ومبادئ الثورة السورية".
وشددت الفصائل على أن أولويات هذه المبادئ هي "وحدة سورية تحت مسمى (الجمهورية العربية السورية)، ووحدة التراب السوري ورفضنا القاطع لأي شكل من أشكال التقسيم التي تسعى له بعض الدول الحليفة لنظام الأسد" وعدّد البيان أسباب مقاطعة الفصائل محادثات أستانا القادمة، وهي.
1- عدم قدرة الدول الضامنة على إيقاف آلة القتل، وانتقال مناطق خفض التوتر إلى مناطق تصعيد وإيجاد فرصة للنظام للقتل تحت رعاية تلك الدول مقابل تنفيذ مصالحها.
2- استغلال النظام لفترات الهدن ووقف إطلاق النار للتجهيز، وقيامه بعمليات همجية باتجاه مناطق مختلفة من سورية، وآخرها في مدينة درعا، وعدم التزامه أو اكتراثه بأي عواقب، وحتى عدم النظر إلى أي قرارات صدرت من أي مؤتمرات سابقة.
3- عدم وجود ضمانات واضحة أو أي رؤية واضحة لماهية المؤتمر ومقترحاته المطروحة.
4- التسريبات التي تخرج وتظهر أن الغاية من المؤتمر تقسيم سورية.
5- استمرار تدفق المليشيات باتجاه الجنوب السوري على مرأى من الدول الضامنة والمراقبة.
6- عدم الخروج بأي تصريح أو أي إجراء من حقه بيان موقف تلك الدول التي أخذت على نفسها العهد بالوقوف موقف الضامن.
7- المساواة بين الجلاد والضحية، حسب تعبيرها وذلك بفرض إيران كدولة ضامنة لأي اتفاق.
8- إيران دولة تقاتل إلى جانب نظام الأسد بشكل علني و معلن وتقتل أبناء الشعب السوري بشكل يومي وهي بمواقفها العسكرية والسياسية تعتبر نظام عدو للشعب السوري ولا يمكن القبول باي دور لها ولا حتى الجلوس معها.
9- خروج تصريحات من قاعدة حميميم العسكرية بمساندة النظام في الجنوب السوري من خلال المستشارين العسكريين ومن خلال سلاح الجو مع العلم ان قاعدة حميميم هي قاعدة عسكرية روسية.
10- عدم الرقي بالحضور إلى موقف المشاركة بالقرار، بل المباركة المجبرة على شروط لا تتوافق مع مطالب الشعب السوري.
11- الحضور سيكون بمثابة المتفرج على تقاسم الدول الحليفة للنظام لمصالحها ومكاسبها، ولن يحقق أي مطلب من مطالب الشعب السوري.
وبناء على ذلك أعلنت الفصائل رفضها حضور مؤتمر أستانا، الذي اعتبرته "مؤامرة كبيرة" من أجل تقسيم سوريا والمساواة بين القتلة والمظلومين من أبناء شعبنا وشددت الفصائل في بيانها على اعتبار أي شخص يحضر هذا المؤتمر لا يمثل الجنوب السوري، وهو شاهد بل مبارك لعملية تقسم سوريا، وهي التي تعتبر خيانة لدم الشهداء ومطالب الشعب السوري، وفق ما جاء في البيان.
هذا وأعلنت وزارة الخارجية الكازاخية فى وقت سابق أن الدول المشاركة في اجتماعات أستانا بشأن سوريا تعتزم إصدار وثيقة حول مجموعة عمل تبحث أوضاع الأسرى والرهائن والمفقودين والمعتقلين وأكدت في بيان لها أن الدول الضامنة لاتفاق وقف الأعمال القتالية في سوريا ستعقد اجتماعاً لمجموعة العمل المشتركة يوم الثالث من شهر تموز القادم قبيل اجتماع أستانا 5 حول سورية المقرر في الرابع والخامس من الشهر المقبل وإنه وفقاً للمعلومات المقدمة من الدول الضامنة فإنه سيستمر العمل خلال اجتماع أستانا المقبل على تنفيذ بنود مذكرة إنشاء مناطق تخفيف التوتر في سوريا، إلى جانب استصدار وثيقة حول مجموعة عمل، لتحرير الأسرى/الرهائن، والمعتقلين وتسليم جثث القتلى والبحث عن المفقودين، وفق وكالة سبوتنيك الروسية و أن الأطراف ستعمل على التوافق على حدود وخرائط مناطق تخفيف التوتر في سوريا والوثائق التي تنظم نشاط قوات مراقبة تخفيف التوتر وبنود عن مركز التنسيق وإن الأطراف يخططون لتحضير بيان مشترك عن إزالة الألغام عن المواقع التاريخية في سوريا المدرجة في قائمة التراث الحضاري لمنظمة اليونيسكو".
وقبل نحو أسبوعين كشفت تركيا أن قوات من ثماني دول ستشرف على تطبيق مناطق "خفض التوتر" في سوريا وكانت تركيا وروسيا وإيران اتفقت في اجتماعات "أستانا 4" في الرابع من مايو2017م على إقامة "مناطق خفض التصعيد"، تنشر بموجبها وحدات من قوات الدول الثلاث لحفظ الأمن في مناطق محددة بسوريا على أساس أن يبدأ سريان الاتفاق منتصف ليل اليوم السادس من الشهر نفسه، ويشمل أربع مناطق سورية، هي محافظات إدلب وحلب وحماة وأجزاء من اللاذقية.
يذكر ان القيادي بوفد المعارضة بأستانا وجنيف، فاتح حسون، قال في تصريحات صحفية إنه لا توجد حتى الآن بدائل للقوات الإيرانية في مناطق خفض التصعيد وأن المعارضة لن تقبل بوجود القوات الإيرانية أو بديل لها، في إشارة للاقتراح الروسي بإرسال قوات من قيرغيزستان وكازاخستان محل القوات الإيرانية وبعد التراجع الإيراني وضمان موسكو ألا تتحرك المليشيات الشيعية الموالية لإيران بدون موافقتها أصبحت أوارق الضغط معظمها بين موسكو وأنقرة، وذلك ما وضح في عمليات تبادل السكان التي تم الاتفاق عليها في محادثات أستانا السابقة حيث اتفاق الوعر كمثال يضمن خروج مسلحي المعارضة وعائلاتهم مقابل إخراج عائلات مؤيدة للنظام من مناطق تحت سيطرة المعارضة.
وهو ما يعني تقسيم سوريا على أساس طائفي بدون أن يتم استخدام المصطلح، وهو تقسيم جاء بموافقة تركيا لضمان فصائل من المعارضة التي تدعمها هي، مقابل عدم مهاجمة أماكن تحت الحماية الروسية، بحسب صحيفة الشرق الأوسط وفي مؤتمر أستانا 5، ومع عمليات تحرير الرقة فإن الحرب السورية من المنتظر أن تدخل مرحلة جديدة من التعقيد، حيث سقوط داعش المحتوم يعني أن المعركة ستصبح بشكل مباشر أكثر بين الفرق المتصارعة وهو ما أشار له موقع "سبوتنيك" الذي قال إن الحرب في سوريا ستصبح أكثر فوضوية خاصة مع التهديدات الأمريكية بضربة جديدة للجيش السوري، وتوعد روسيا بالرد في حال حدوث هذا، أي أن هناك مخاوف من مواجهة مباشرة بين روسيا وسوريا وإيران وتركيا وأمريكا.
مما سبق نستطيع التأكيد على انه يبدو ان محادثات "أستانا 5" ستبقى تحت القصف الدائم من قبل الفصائل المسلحة السورية المعارضة للنظام السوري وان هذا الوضع سوف يستمر على الاقل فى المستقبل القريب .