انتهاكات "الحشد الشعبي" تفسد فرحة الانتصار على داعش الموصل
السبت 01/يوليو/2017 - 06:53 م
طباعة
بينما بات تحرير القوات العراقية لمدينة الموصل مسألة وقت، حيث ضيّقت القوات العرقية المشتركة الخناق على آخر جيوب تنظيم "داعش" في مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى شمال العراق، وثاني أكبر مدينة من حيث عدد السكان في البلاد، يبدو أن "الحشد الشعبي" يصر على تحويل المعركة إلى دينية، حيث قال المتحدث باسم الأمم المتحدة لحقوق الإنسان روبرت كولفيل، إن مئات الأسر تلقت خطابات تهديد من جهات مجهولة تعطيها مهلة للمغادرة بموجب اتفاقات عشائرية، ما يعني ان هناك عمليات تهجير قصري سوف تحدث خلال الفترة المقبلة.
كولفيل وصف ما حدث بأنه بمثابة "أعمال انتقامية"، وتابع في تصريحات صحافية: "ندعو الحكومة العراقية للتحرك لوقف مثل هذا التهجير الوشيك أو أي نوع من العقاب الجماعي وتعزيز النظام القضائي الرسمي لتقديم الجناة للعدالة".
ومن بين العوامل التي تُحفز قوات الحشد الشعبي على تحويل المعارك إلى دينية، حديث رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، الاخير الذي أعرب فيه عن شكره وامتنانه للمرجع الشيعي الأعلى آية الله العظمى علي السيستاني، لدوره الكبير في عملية استعادة مدينة الموصل، معتبرا أن دعوته لحمل السلاح أنقذت البلاد.
وأكد العبادي في بيان صادر عن مكتبه الإعلامي أن "المواقف التاريخية للمرجعية الدينية تتوج مواقفها المدافعة عن العراق وشعبه، وفي مقدمتها فتوى الجهاد الكفائي التي أنقذت العراق وعبّدت طريق الانتصار"، في إشارة إلى الدعوة التي أطلقها السيستاني لحمل السلاح ومقاتلة تنظيم داعش.
وفي 13 يونيو، قال الشيخ عبد المهدي الكربلائي ممثل السيستاني في خطبة الجمعة في كربلاء "على المواطنين الذين يتمكنون من حمل السلاح ومقاتلة الإرهابيين دفاعا عن بلدهم وشعبهم ومقدساتهم التطوع والانخراط بالقوات الأمنية لتحقيق هذا الغرض المقدس"، لكن الدعوة أثارت انتقادات حيال تشكيل هيكلية أمنية موازية للقوات العسكرية، قد تهدد استقرار العراق مستقبلا.
وأعرب العبادي "عن بالغ شكره وامتنانه" للسيستاني، "لدعمه الكبير والمتواصل للمقاتلين الأبطال والمضحين الغيارى في شتى صنوف وتشكيلات قواتنا المسلحة، الذين صنعوا الملحمة العظيمة والانتصارات الباهرة (...) وآخرها نصرهم المؤزر في مدينة الموصل".
وبعد دعوة السيستاني العراقيين إلى "الجهاد الكفائي"، لبى آلاف النداء، تحت مسمى الحشد الشعبي، وساعدوا في وقف هجوم تنظيم داعش وتمكنوا في ما بعد من استعادة مساحات شاسعة من الأراضي والمدن، ويضم الحشد الشعبي فصائل مسلحة كانت موجودة سابقا أبرزها "كتائب حزب الله" و"عصائب أهل الحق" وجيش المهدي" الذي أصبح الآن "سرايا السلام".
ومنذ تشكيل قوات الحشد الشعبي، تتعرض قوات الحشد لاتهامات متكررة بانتهاك حقوق الإنسان خلال المعارك ضد تنظيم داعش، من قتل وخطف وتدمير ممتلكات، وحذرت العديد من الأوساط من إشراك "الحشد" في عملية الموصل مخافة تكرار تلك التجاوزات.
ووسط سيل من التهاني الدولية والعربية والإسلامية لبغداد، التي أعلنت نهاية "داعش" كدولة وككيان يسيطر على أراض ويسير شؤون السكان، خاض الجنود العراقيون آخر فصول معركة تحرير الموصل، التي وصفت بأنها أكبر معركة في القرن الواحد والعشرين، وقال قائد قوات مكافحة الإرهاب العراقية الفريق الركن عبدالغني الأسدي، أمس، إن "النصر النهائي على تنظيم داعش في الموصل سيعلن في الأيام القليلة المقبلة"، وأضاف من داخل المدينة القديمة، إن "المتبقي من عناصر داعش بين 200 إلى 300 مقاتل، غالبيتهم من الأجانب وهم محاصرون".
هذا وأعلن قائد الشرطة الاتحادية العراقية، اليوم السبت، أن قوات الرد السريع استعادت السيطرة بالكامل على حي الشفاء شمال المدينة القديمة بالموصل، في إطار العمليات النهائية لدحر داعش، وقال قائد الشرطة الاتحادية لـ"سكاي نيوز عربية" إن القوات استعادت السيطرة على حي الشفاء بالكامل، ووصلت إلى ضفة نهر الفرات.
كما استعادت القوات العراقية السيطرة على الجسر القديم الجسر (الحديدي)، وهو آخر الجسور الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش الإرهابي، وكانت قيادة عمليات نينوى قالت، في بيان، إن قوات مكافحة الإرهاب استعادت سوق الشعارين ومنطقتي النبي جرجيس وعبد خوب في المدينة القديمة.