علاقة التنظيم الدولي للإخوان بالإرهاب في ليبيا
السبت 01/يوليو/2017 - 06:57 م
طباعة
منذ سقوط نظام القذافي تعرف العاصمة طرابلس حالة من الصراع بين المليشيات أو المجموعات المسلحة التي تختلف توجهاتها وتتنوع ولاءاتها، وغالبا ما يندلع القتال فيما بينها بسبب الصراع على النفوذ السياسي والهيمنة الاقتصادية وكذلك من أجل السيطرة على الأرض.
وتعدّ خريطة تحالف المليشيات المسلحة في طرابلس معقدة ويصعب على المتابع للمشهد الليبي فرزها بسهولة، فهي مقسمة بين من يعلن الولاء للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق وبين من يساند المؤتمر الوطني وحكومة الإنقاذ المنبثقة عنه، وجماعات أخرى تصنّف متطرفة تُأتمر من المفتي المعزول الصادق الغرياني وتحمل فكر القاعدة.
وقد قام الصحفي والباحث المتخصص بالشأن الليبي عبد الستار حتيتة بالكشف عن علاقة جماعة الاخوان وتنظيمها الدولي بهذه الجماعات والميليشيات وقال "أن تنظيم “أنصار الشريعة” منبثق من أرضية التطرف التي كانت بدايتها من “كتيبة 17 فبراير” في بنغازي والتي تعد من أكبر الكتائب التي ظهرت بعد ما أسماها بـ ”الانتفاضة المسلحة” ضد القذافي عام 2011 والتي كان قادتها من جماعة الإخوان.
وأشار حتيتة خلال استضافته في برنامج “منابر وسيوف” الذي أذيع أمس الجمعة عبر قناة الغد المصرية إلى أن من أهم ممارسات هذه الكتيبة كان الحصول على مكاسب مما يجري على أرض الواقع الأمر الذي لم يلقى رضا “المتطرفين” داخلها ما أدى إلى انسلاخهم منها وتشكيل ما يعرف بـ ”كتيبة راف الله الساحاتي”، موضحاً بأنها كانت أكثر تشدداً من قادة “جماعة الإخوان”.
وأضاف قائلاً :بأن كتيبة ”راف الله الساحاتي وبعد أن تم تشكيل المؤتمر الوطني في طرابلس وبعد أن وجدت رغبة لدى قيادات التطرف التي هيمنت على المؤتمر في الدخول في العملية السياسية والعمل بعيداً عن فكرة الدولة الإسلامية والخلافة بدأت تنسلخ مجموعة منها وتشكل تنظيم “أنصار الشريعة” لذا نستطيع القول بأن التنظيم انطلق من ارضية المتشددين التي كانت تمثلها جماعة الإخوان والكتيبة الأكثر تطرفا وتشددا منها”.
حتيتة أشار إلى وجود تركيبة لافتة للنظر لكون قيادات معظم الميليشيات في ليبيا من “المتطرفين” أما العناصر فلا يشترط أن يكونوا من “المتطرفين” مبينا بأن معظم الشباب كان لديهم بعد “انتفاضة” العام 2011 تطلعات في العمل والتوظيف لكن حين وجدوا الميليشيات والكتائب بما فيها ”انصار الشريعة” لديها القدرة على الحصول على الأموال من خزينة الدولة بشكل رسمي من الحكام في فترة العامين 2012 و2013 فكانت هذه المليشيات كـ ”أطباق العسل” التي تجمع حولها من يريد أن يحصل على جزء من الثروة في ليبيا بحسب تعبيره.
وبيّن حتيتة بأن “انصار الشريعة” اندرج تحته الكثير من العاطلين عن العمل والمتطرفين العرب والأجانب والليبيين والعديد من الطامحين في الحصول على سيارات ومواقع و الهيمنة والحكم و لهذا تمكن التنظيم من وضع يده على مدينتي بنغازي ودرنة بشكل سريع والحصول على عتاد عسكري ضخم من أطراف اقليمية ومن دول وأجهزة مخابرات تمكنت من السيطرة على مدينة بنغازي.
وكشف حتيتة عن تقرير استخباراتي رصد اجتماع حدث في مدينة مصراتة بين عدد من “المتطرفين” عقب الضربات المصرية في درنة مباشرة حيث” قيل في الاجتماع بأن ما يخص المعسكرات التي استهدفها الجيش المصري لم تكن معلومة لا للسكان المحليين ولا حتى للجيش الليبي وأن توصيل المعلومات حول معسكرات قيادات التطرف والإرهاب خرج من الداخل لذا أصبح هنالك شكوك وتخوين بين قيادات التطرف حول نقل المعلومات والتحرك على حد وصفه.
واعتبر حتيتة وصول الرئيس الأميركي دونالد ترامب للحكم وإعادة النظر في ملف الجماعات المتطرفة في منطقة الشرق الأوسط ومنها ليبيا والتغييرات التي حدثت في تونس ومحاولة الدولة التونسية فرض الأمن على الحدود عوامل ساهمت في تضييق الخناق على تنظيم “أنصار الشريعة”، مؤكداً بأن الضربات المصرية كانت أول خطوة جدية على الأرض لضمان عدم استمرار التنظيمات المتطرفة بالتنفس على حد تعبيره.
حتيتة قال إن عدد قيادات “جماعة الإخوان المسلمين” في ليبيا قليل ومنهم من ينتمي بشكل مباشر للتنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين ومنهم من يميل إلى “القاعدة” و ”داعش”، لافتاً إلى أن قيادات الجماعة حريصون على أن تكون “أيديهم مغسولة ونظيفة” بحيث يرسلون الشباب المقاتلين من مختلف التنظيمات ومنها” انصار الشريعة” لتنفيذ ما يريدونه بحسب قوله.
التنظيمات التابعة للإخوان
كتيبة ثوار طرابلس
ميلشيا ذات توجه إسلامي، وتمثل أحد أذرع "الإخوان"، وهي مقربة من زعيم حزب الوطن والأمير السابق للجماعة الليبية المقاتلة، عبد الحكيم بالحاج، يقودها العضو السابق في الجماعة الليبية المقاتلة المهدي الحاراتي، والذي أسس من قبل "جيش الأمة" أحد الكتائب الجهادية المقاتلة في سورية، ويتركز نشاط الكتيبة في منطقة طرابلس، والمنطقة الغربية
سرايا رأف الله السحاتي
يبرز نشاطها في مدينة بنغازي شرق البلاد، وتحتفظ بعددا كبيرا من المعسكرات والأسلحة، وتعتبر من أبرز الميلشيات التي دخلت في أول مواجهة مع اللواء "حفتر" قائد الجيش في بداية عملية " كرامة ليبيا" والتي قادها الجيش الوطني
ميلشيا درع ليبيا
تعتبر تلك الميلشيا من الأذرع الموالية لجماعة الإخوان الإرهابية، وتتمركز في مدينة مصراته، وتضم داخلها ثلاث أولوية رئيسية من بينها لواء درع المنطقة الوسطى والذي يتخذ من مدينة مصراته مقر له، لواء درع المنطقة الشرقية في بنغازي ولواء المنطقة الغربية في الخمس وطرابلس، وتدعى تلك الميلشيا أنها قوة نظامية تابعة لوزارة الدفاع الليبية، غير أن قادتها لا ينتمون للمؤسسة العسكرية الرسمية
كتيبة 17 فبراير
وتمثل تلك الكتيبة أكبر الكتائب المحسوبة على جماعة الإخوان، لضمها عددا كبيرا من المقاتلين، كما تمتلك عددا كبيرا من التجهيزات العسكرية، ومقرها مدينة بنغازي، وتتخذ مقرا لخا من أحد قواعد الجيش النظامي في منطقة قاريونس
غرفة عمليات ثوار ليبيا
تعتبر تلك الميلشيا من بين الميلشيات التي تمتلك توجهات إسلامية ، وهى أحد الأذرع القوية لجماعة الإخوان الإرهابية، والتي استغلتها الآخيرة في عددا كبيرا من الصراعات السياسية لمواجهة الخصوم، وقادت عددا من عمليات الخطف والإرهاب، أبرزها اختطاف رئيس الوزراء الأسبق ،علي زيدان من منزله في 10 أكتوبر 2013 الماضي بعد خلافات مع الجماعة داخل البرلمان، بالإضافة إلى اختطاف دبلوماسيين في السفارة المصرية في طرابلس وهم الملحقين الثقافي والتجاري في السفارة إضافة لثلاثة موظفين آخرين، فضلاً عن خطف الملحق الإداري بعد القبض على رئيسها شعبان هدية في الإسكندرية من قبل السلطات المصرية في 23 يناير2014
تنظيمات تابعة للقاعدة
جماعة أنصار الشريعة
تعتبر من كبرى الجماعات المسلحة ذات التوجه الجهادي في ليبيا، وتضم مجموعة من المقاتلين الأجانب التي تتنوع جنسياتهم من المغرب العربي وبعض الدول الإفريقية، والتي قادت عددا من عمليات التصفية والاغتيالات، ودخلت حربا طويلة مع الجيش الليبي بقيادة "حفتر" لتصدر مؤخرا بيان لحل نفسها بعد الخسائر التي تكبدتها في المواجهة.
وتورطت " أنصار الشريعة" في عددا من العمليات الإرهابية قبل أدراجها على لائحة الإرهاب، وكانت من أبرز العمليات التي وقفت ورائها استهداف وقتل السفير الأمريكي في بنغازي في سبتمبر2012.
جيش تحكيم الشريعة
يعد جيش تحكيم الشريعة في ليبيا من الأذرع الرئيسية لتنظيم القاعدة، وهي نتاج عددا كبيرة من التنظيمات التي توحدت في تنظيم واحد حمل هذا الاسم، وضلع هذا التنظيم في عددا من العمليات الإرهابية، إذ استهدف “الكتيبة 21 صاعقة" التابعة للقوات الخاصة الليبية في 29 أبريل الماضي 2014 في مدينة بنغازي شرق البلاد، ويضم التنظيم عشرات من العناصر الإرهابية من كلا من تونس والجزائر، وآخري عائدة من سورية، ويعتمد في تمويله على أموال منهوبة من مؤسسات الدولة الليبية ابان ثورة 17 فبراير.
كتيبة شهداء بوسليمى
وهي تمثل جماعة جهادية صغيرة تابعة للقاعدة، وزعمت مع بداية تشكيلها عدم صلتها بتنظيم القاعدة بزعم أنها كتيبة مسلحة مستقلة، ولكن على أرض الواقع تعتبر أحد الأذرع التابعة للقاعدة، وهى تتكون من معتقلي الجماعة الليبية المقاتلة سابقا في سجن أبو سليم، ممن لم يلتزموا بمراجعات الجماعة لعام 2008، ومازالوا يحملون الأفكار الجهادية المتماهية مع فكر تنظيم القاعدة، ويتركز نشاطها في مدينة درنة، أقصى شرق البلاد
كتيبة الفاروق
تعتبر من الكتائب الشرسة التي تمثل أحد الأذرع لتنظيم "القاعدة"، وتتواجد في مصراته وشاركت في القتال، بعدما قصف طيران الجيش الوطني الليبي بقيادة اللواء خليفة حفتر أهداف للمتطرفين في مدينة مصراته، ومؤخرا بايعت تلك التنظيمات تنظيم "داعش" الإرهابي، لكن سرعان ما نقضت البيعة، وهو ما جعل "داعش" تقتل أحد قيادتها عقابا لها على نقض البيعة.
جماعات تابعة لـ "داعش"
مجلس شورى شباب الإسلام
يعتبر مجلس شورى الإسلام من أبرز التنظيمات التي أعلنت انتمائها لتنظيم "داعش"، عبر «إنشاء محكمة إسلامية. وشرطة إسلامية»، والتي قادت عمليات إعدام وجلد علنية، كما واصلت ارتكاب جرائم قتل جرى غالبيتها في بنغازي ودرنة ومع غياب ضبط الحدود والاقتتال الداخلي بين القبائل ساهم في تدهور وتفاقم الوضع الأمني وسمح باستمرار الاتجار بالبشر والمُخدرات والأسلحة عبر الحدود الليبية مع تشاد، والسودان، ومصر، والجزائر، ويتمركز التنظيم في منطقة درنة أقصى الشرق الليبي
كتائب السجين الشيخ عمر عبد الرحمن
لقبت تلك الكتيبة باسم الشيخ عمر عبد الرحمن، زعيم الجماعة الإسلامية الذى توفى في أحد السجون الأمريكية مؤخرا، وهو يقضى عقوبة السجن المؤبد في الولايات المتحدة لتورطه في الهجوم على مركز التجارة العالمي عام 1993 من بين مخططات أخرى، وعلى الرغم من الغموض الذى يسيطر على عددا كبيرا من قادتها، إلا أنها كانت مسؤولة عن سلسلة الهجمات التي وقعت في بنغازي، أبرزها الهجوم الذى شنته على اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بهجوم قنبلة ضد القنصلية الأمريكية، وعلى موكب السفير البريطاني
مجاهدي ليبيا
يعتبر هذا التنظيم من أهم التنظيمات التي أعلنت مبايعة "داعش" ووجهت القوات المصرية عددا من الضربات إليها بعد حادث المنيا، ونشر التنظيم في بداية تشكيله بيان صوتي يعلن مبايعته لـ"داعش" بثلاث ولايات أهمها برقة وفزان وطرابلس، وارتكبت عددا من جرائم وأنشطة الحسبة والدعوة، بالإضافة إلى أعمال العنف المتعلقة بإعدام الرهائن المختطفين، وكان أخر هذه الأنشطة، إعدام 21 مصري قبطي على الشواطئ الليبية.