اشتداد المعارك فى سوريا..وأنقرة تستعد لعملية جديدة
السبت 01/يوليو/2017 - 07:07 م
طباعة
تتواصل المعارك فى سوريا مع استمرار المفاوضات مع فصائل مسلحة في أرياف حلب ودمشق وحماة وحمص والقنيطرة، وإدلب بشأن انضمامها إلى الهدنة في سوريا، مشيرا إلى أن 228 مجموعة مسلحة قد أعلنت انضمامها إلى نظام وقف إطلاق النار.
يأتى ذلك فى الوقت الذى ظهرت فيه تقارير صحفية تشير إلى احتمالية قيام تركيا بعملية عسكرية جديدة في شمال سوريا؛ مشيرا إلى أن سكان عفرين بدأوا يتحصنون ضد الخطر التركي، والاشارة إلى الآمال المعقودة على القوى الكردية بأن تتفاعل روسيا مع الحملة التركية الجديدة الهادفة إلى الاستيلاء على مدينة عفرين في شمال سوريا.
من جانبه قال ممثل حزب "الاتحاد الديمقراطي" الكردي في موسكو عبد السلام علي للصحيفة إن "الأكراد سيقاومون، وبدأوا يتحصنون. بيد أن هناك سؤال يطرح نفسه، وهو: كيف تنظر الدول العظمى مثل روسيا والولايات المتحدة إلى تصرفات تركيا؟".، خاصة بعد أن أكملت تركيا التحضيرات اللازمة لغزو شمال سوريا. فوفق صحيفة "يني شفق"، تخطط القوات التركية بالتعاون مع مسلحي "جيش سوريا الحر" للتقدم نحو مدينة تل رفعت ومطار منَّغ العسكري، اللذين تسيطر عليهما الوحدات الكردية. وتشير الصحيفة إلى أن من المنتظر "نشوب معارك ضارية خلال الأسبوعين المقبلين للاستيلاء على هذين الهدفين الاستراتيجيين في المنطقة". فقد رُصدت حالات إطلاق النار بين القوات التركية والأكراد في المنطقة، ذلك على الرغم من أن الصحف تشير إلى أن هدف أنقرة هو عزل عفرين وليس الاستيلاء عليها.
أما الكرد، فيرون في هذا التطور للأحداث محاولة للاستيلاء على كامل الجيب الواقع ضمن منطقة الحكم الذاتي "روج آفا".
بينما قال
يقول عضو المجلس الوطني لكردستان فرهاد باتييف، في حديث إلى الصحيفة: "يبدو أن تركيا تخطط للسيطرة على عفرين، وعلى الرغم من صداها المدوي، فإن ذلك لا يقلق أردوغان". وبحسب قوله، تريد أنقرة من هذه العملية إحباط عملية تحرير الرقة، التي تشارك فيها التشكيلات الكردية، وأن سكان عفرين يستعدون لأسوأ الاحتمالات.
أكد المتحدث أن أكراد سوريا ينتظرون من روسيا مساعدة فعلية. وقال: "يأمل الأكراد أن تساعد روسيا في تحقيق مشروع فدرلة سوريا، عبر إيجاد لغة مشتركة مع الولايات المتحدة بهذا الشأن". ولكن من أجل ذلك يجب الدفاع عن روج آفا، والقضاء على "داعش" والمجموعات الإرهابية الأخرى التي تقاتل في سوريا.
من جانبهم، يشير خبراء في روسيا إلى أن إضعاف الكرد مفيد لأنقرة ولدمشق.
وفى هذا السياق قال رئيس قسم دراسة النزاعات الشرق أوسطية في معهد التنمية المبتكرة أنطون مارداسوف إن "هناك قوة كافية للصمود، ومحاولات تركيا السابقة اعتمادا على المعارضة السورية للسيطرة على تل رفعت باءت بالفشل. والسؤال الآن هو عن القوات التي ستقوم بالعملية. فإذا كانت قوات تركية فإن ذلك سيعقد وضع المدافعين عن المدينة". وأضاف مارداسوف أن "تركيا سيطرت على الطرق في المنطقة قبل حين. وعلاوة على ذلك، فإن الشيء نفسه تقوم به القوات الحكومية السورية تقريبا. أي قد تبدأ القوات الحكومية الهجوم بهدف الاستيلاء على جزء من الأراضي في عفرين".
نوه مارداسوف إلى أن التشكيلات الكردية في عفرين هي ضمن "قوات سوريا الديمقراطية" التي تهاجم الرقة، وهذا يعني أن "الهجوم على عفرين قد يثير رد فعل قويا من جانب الكرد، وقد يتوقفون عن مهاجمة الرقة والطلب من الأمريكيين عمل شيء ما. وبالطبع لا يُعرف ما إذا كانت عفرين تحت رحمة واشنطن، حيث كانت هناك أنباء تفيد بأنها ضمن منطقة نفوذ روسيا. ولكن سيكون على واشنطن التفاعل في جميع الأحوال ".
من جانبه، يقول الباحث في المعهد الملكي الموحد للدراسات الدفاعية (RUSI) مايكل ستيفنز: "أنا لا افهم كيف يستطيع الأتراك مهاجمة عفرين من دون أن يجروا روسيا إلى النزاع. لذلك
اعتبر أن تركيز القوات سيكون حول تل رفعت والبلدات المحيطة بمدينة أعزاز أكثر عقلانية. وأعتقد أن إطار العملية سيكون محددا، لأنه ليس من السهل مهاجمة عفرين بسبب تضاريس المنطقة".
من ناحية اخري شنت "قوات سوريا الديمقراطية" هجوما مضادا ضد تنظيم "داعش" لاستعادة حي مهم خسرته في شرق مدينة الرقة أمام الجهاديين، وفق ما أفاد نشطاء معارضون سوريون، وكشفت نشطاء أن "قوات سوريا الديمقراطية" "قسد"، تحالف فصائل عربية وكردية استعادت نحو 30 في المئة من حي الصناعة بعدما شنت مساء الجمعة هجوما مضادا لاستعادته".
وخسر "داعش" حي الصناعة في 12 يونيو ، أي بعد ستة أيام على دخول "قسد" مدينة الرقة بدعم من التحالف الدولي. ويستمد هذا الحي أهميته الاستراتيجية من كونه على تماس مع المدينة القديمة التي يتحصن فيها مسلحو التنظيم الإرهابي. إلا أن "الدواعش" استعادوا السيطرة عليه الجمعة، غداة شنهم هجوما معاكسا على مواقع "قوات النخبة السورية" وهم مقاتلون عرب تدعمهم واشنطن يقاتلون بالتنسيق مع "قسد".
وصرح مصدر في "قوات النخبة" بأن "الهجوم كان الأعنف لـ"داعش" الذي استخدم السيارت المفخخة والانتحاريين والطائرات المسيرة لإلقاء القنابل، وأتت سيطرة التنظيم على حي الصناعة غداة قطع "قسد" آخر منفذ له من الرقة بعد سيطرتها على كافة القرى الواقعة جنوب نهر الفرات.
وتخوض "قسد"، منذ 6 يونيو ، معارك شرسة داخل الرقة بدعم من التحالف الدولي بعد أشهر على بدء حملتها العسكرية، والتي تمكنت خلالها من طرد التنظيم من مناطق واسعة في محيطها، ومع خسارتها حي الصناعة، باتت "قسد" تسيطر الآن على ثلاثة أحياء بالكامل هي المشلب من جهة الشرق والرومانية والسباهية من جهة الغرب. كما تسيطر على أجزاء من أحياء أخرى بينها حطين والقادسية والبريد وبتاني، وتسعى "قوات سوريا الديمقراطية" إلى عزل وسط المدينة والتضييق على عناصر"داعش" فيها.
وتعد أحياء وسط المدينة الأكثر كثافة سكانية، ما يعقد العمليات العسكرية، لا سيما وأن "داعش" يعمد إلى استخدام المدنيين كـ"دروع بشرية"، بحسب شهادات أشخاص فروا من مناطق سيطرته.
من جانبها أعربت الأمم المتحدة، عن قلقها إزاء مصير 100 ألف مدني محاصرين في الرقة.
فى حين كشفت وزارة الدفاع الروسية بأن الجانب الروسي في اللجنة الروسية-التركية المشتركة رصد 8 انتهاكات لنظام وقف إطلاق النار في سوريا، خلال الساعات الـ24 الأخيرة، وأوضحت الوزارةأن منطقة ريف دمشق شهدت 6 انتهاكات لنظام وقف إطلاق نار، و1 في اللاذقية، و1 في حماة، وأشارت إلى أن الجانب التركي رصد 7 انتهاكات: 2 في ريف دمشق، و2 في درعا، و2 في حمص، و1 في القنيطرة.
أضافت أن غالبية حالات إطلاق النار العشوائي رصدت في مناطق تخضع لسيطرة تنظيمي "داعش" و"جبهة النصرة" الإرهابيين، مع استمرار المفاوضات مع فصائل مسلحة في أرياف حلب ودمشق وحماة وحمص والقنيطرة، وإدلب بشأن انضمامها إلى الهدنة في سوريا، مشيرا إلى أن 228 مجموعة مسلحة قد أعلنت انضمامها إلى نظام وقف إطلاق النار.