مؤتمر بلبنان يدعم مساعي الأزهر..« إعلان اللويزة» يدعوا للحوار والتعايش بين الطوائف
السبت 01/يوليو/2017 - 08:33 م
طباعة
انطلقت في لبنان، صباح اليوم السبت، أعمال مؤتمر ديني إسلامي - مسيحي، يقول القائمون عليه إنه يستهدف دعم "إعلان الأزهر"، الذي صدر في ختام اجتماع ديني للتعايش الديني، نظمته مشيخة الأزهر في القاهرة، في أواخر فبراير الماضي.
وأكد المشاركون في مؤتمر حوار «إسلامي- مسيحي»، الذي عقد في جامعة سيدة اللويزة، ببيروت، ترحيبهم وتأييدهم لإعلان الأزهر الشريف باعتباره دعوةً مخلصةً وصادقةً من جانب كبرى المؤسسات الدينية العربية والإسلامية، لشراكةٍ كاملة، في كل بلدٍ عربي وفي دولة وطنيّة دستوريّة.
جامعة سيدة اللويزة
الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، بطريرك إنطاكية وسائر المشرق، عُقد مؤتمر حوار إسلامي- مسيحي في جامعة سيدة اللويزة، قاعة عصام فارس.
إستهلّ اللقاء بكلمة ترحيبية مع نائب رئيس جامعة سيدة اللويزة للشؤون العامة والتواصل سهيل مطر الذي دعا الجميع إلى معالجة الجراح الموجعة الذي سبّبها الإرهاب بوجوهه المختلفة، مادياً ومعنوياً.
ثم كانت الكلمة لرئيس جامعة سيدة اللويزة الأب وليد موسى الذي اعتبر أنّ إعلان الأزهر، "إن جهلنا مصدرَه، لظننا أنه صادر عن مؤمن مسيحي أو مسلم، لا فرق، لأنّه ينبع من روحانية واحدة همّها الانسان وحقوقه وواجباته؛ ودعا موسى إلى تجديد عهود الأخوّة، منتصرين على الإرهاب بكلّ وجوهه، معلنين إيماناً وطيداً بالتعدّدية والمساواة والعيش الواحد".
الراعي يشدد علي التعايش
واثني البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، على الجهود التي تقوم بها جامعة سيدة اللويزة، ورأى أن لبنان "بحكم ميثاقه الوطني، يجعل العيش المشترك أساسا لنظامه السياسي، ويجسده في المشاركة، المتوازية والمتوازنة بين مكوناته الإسلامية المسيحية، في الحكم والإدارة. ويقرّ أنظمة الأحوال الشخصية الخاصة بكلّ طائفة من طوائفه، فيأتي بالنتيجة نظامه السياسي ديمقراطيا، قائما على الحوار الوطني والوفاق، وعلى إقرار جميع الحريات المدنية العامة".
أضاف البطريرك:" كلّ هذه الخصوصيات اللبنانية، تشكّل ثقافة لبنان الواحدة، وتجعل منه نموذجا ورسالة في محيطه، على قال القديس البابا يوحنا بولس الثاني، ولا يخفى على أحدكم أن الأحداث المؤلمة والدامية التي تمزّق بلدان الشرق الأوسط، وأنّ استقبال لبنان لمليوني لاجئ ونازح هو على تزايد، ما خلّف تداعيات خطرة على لبنان وكيانه وشعبه، وعلى اقتصاده وثقافته، فضلا عن المخاطر التي تهدّد أمنه واستقراره، وبالتالي دوره ورسالته كعنصر إستقرار وتلاق في المنطقة".
تابع الراعي:" تهدف هذه القمة إلى وعي أهمية لبنان في محيطه العربي، وإلى حمايته ومساعدته على تخطّي هذه المرحلة الصعبة التي تلقي بثقل نتائجها وتداعياتها عليه. وإنه من الواجب حفظ لبنان كواحة لقاء وحوار للأديان والثقافات والحضارات، بوجه السعي المغرض والمبرمج إلى تأجيج الصراع فيما بينها، كما بات ظاهرا في الحروب الدائرة في المنطقة، وفي الإعتداءات على المسيحيين في مصر من منظمات إرهابية مدعومة".
كما أمل: "الوصول إلى خطة عمل تقود خطانا جميعا إلى تعزيز خير لبنان وبلدان المنطقة، وإلى حماية الحضارة إلى بنيناها معا مسلمين ومسيحيين على مدى ألف وثلاثمائة سنة".
شومان يشدد علي الحوار
بعدها تحدث الشيخ عباس شومان ممثلا الإمام الأعلى للأزهر، الذي رأى أن أهمية هذا اللقاء هو لمدّ الجسور بين الأزهر والكنائس كافة.
وسلّط الشيخ شومان الضوء على الجهود الكبيرة الذي بذلها الأزهر، وأهمية الوجود اللبناني، فهو قائم ومشرّف.
أضاف الشيخ شومان بعد مقررات المؤتمر عام 2014، تكرّست فكرة تجذّر المسيحيين في أوطانهم، هم بالتالي مكوّنٌ رئيس. كما توجه إلى أصحاب القرار، بخاصة الدول الكبرى بوقف إستغلال الإختلاف، وعلى الجميع تبنّي سياسة السلام.
دريان يؤكد علي أهمية التنوع
أما مفتي الجمهورية اللبنانية” الشيخ عبد اللطيف دريان فاعتبر: “إنَّ هذا العملَ الذي نقومُ بهِ اليومَ مُتعاوِنينَ مُتَضَامِنين، قادةً دِينيين، ومُثَقَّفِين، وَمِنْ رِجالاتِ العَمَلِ العامّ، هو عَملٌ وَطَنِيٌّ كَبيرٌ بالفِعل، وهو عملٌ إسلامِيٌّ وَمَسِيحِيٌّ جليل".
ورأى "إنَّ تَجرِبَةَ الأزهَرِ المُستَجِدَّةَ وَالوَاعِيَة، قدَّمَتْ وَتُقَدِّمُ دُروسًا، طالَمَا طَمِحْنَا نَحن القادَةَ الدِّينِيِّينَ في لبنان، لِلقِيَامِ بها، خِلالَ النِّزَاعَاتِ الكثيرةِ التي نَشِبَتْ على أرضِ لبنان. كُنَّا نُسَمِّيهَا حِوارًا إسلامِيًّا مَسيحِيًّا تارةً، وَقِمَمًا رُوحِيَّةً تَارةً أُخرى. وقد يكونُ ضَرُورِيًّا تأمُّلُ تَجَارِبِنا بِدِقَّةٍ وَنَقْدِيَّة، في ضَوءِ ما يُحَاوُلُ الأزهرُ القِيَامَ بِهِ في الجَوَانِبِ الوَطَنِيَّةِ والدِّينِيَّةِ وَالعَالَمِيَّة"الطريق إلى الله هي باب وليس أبواب"، هكذا بدأ الشيخ أحمد قبلان مداخلته، واعتبر أن الإنسان هو أكبر المقدسات لدى الله، والتعدد والتنوع الفكري ظاهرة متجذرة في الأرض، وهذا التنوع لا يمنع من بناء الأوطان".
تابع الشيخ قبلان:" نحن في لبنان مع دولة المصالح الوطنية، نحن مع المجموعة الحقوقية التي تضمن وجود المسيحي وحتى الملحد، فالله يريد من مشروعنا السياسي خير الإنسان نحن مع الدولة الضامنة، نحن مع حماية التعددية والتنوع، مع قضاء أكبر من الطوائف، ونحن مع سياسات إجتماعية، وعدالة إجتماعية".
عقل الموحدين الدروز
من ناحيته، سماحة شيخ عقل الموحدين الدروز نعيم حسن، رأى أن "هذه الملاقاة هي رؤية الآخر، والمضي قدما نحو الحواروهي علامة مضيئة أن نجتمع كعائلة، ونحمل أمانة الضمير الإنساني، فتكريس المواطنة حسب حسن، والمنادات بالحرية، مفاهيم لا تخدم ظرفا محددا. إن المواطنة تتطلب الوحدة الوطنية لا السياسية، بل الإيمان بالوطن".
تابع الشيخ حسن: " نجاح هذا التلاقي يوجب وجود الدولة العادلة من شأنها توفير الضمانات وإطلاق كل الإمكانات لغدِ أفضل".
فيما اعتبر رئيس المجلس الإسلامي العلوي الشيخ محمد عصفور، هذا المؤتمر من أهم المؤتمرات "وهو لقاء الإنسان لأخيه الإنسان، لقاء الروح واتصالها بالجسد، فيجتمع الجميع على محبة الله ومرضاته ومحبة الوطن وتكريس المواطنة والتآخي والوفاق".
ودعا الشيخ عصفور لتحصين جوهر الدين ومكارم الأخلاق، وتعزيز القيم الإنسانية، وتعميم التفهم والتآخي والمحبة والعيش المشترك بين أبنائنا، وإن الحوار يجب ان ينطلق بلا حدود، لقيام التآخي والأوطان على أساس المذهب، فالدين بينك وبين الله".
بعد إستراحة، إفتتحت الجلسة الأولى التي تمحورت حول ماذا بعد إعلان الأزهر، ترأسها معالي الوزير طارق متري الذي اعتبر أن "المواطنة لا تنفصل عن دولة الحق، وهي ليست غنيمة تُقتسم بين الجماعات؛ ودعا إلى إيجاد آلية لكيفية تعزيز روابط المواطنة في لبنان لنجدّد شراكة الوطن".
مشاركات عدة:
وشارك في هذه الجلسة كلّ من السيدة رباب الصدر التي رأت أن هذا اللقاء يعيدنا إلى بلادنا التي كنا نعيشها كما يعبر عنه أدبنا وشعرنا ونشيدنا، ونترك وراءنا كلّ ما أنتجته المحن".
واقترحت السيدة الصدر "إلى تحويل هذا الملتقى إلى مجلس تربوي تأسيسي دائم لوضع منهج تربوي مدرسي وآخر توجيهي عام".
أما القاضي عباس الحلبي، فأثنى على توقيت المؤتمر، "بإعلان لبنان بمسيحييه ومسلميه وشتّى تشكيلاتهم ومذاهبهم وطوائفهم ليعيدوا الإعتبار إلى مضامين وثيقة الوفاق الوطني تعويضا لدور فقدوه في متاهات المنازعات المذهبية عوض أن يكونوا أمناء على رسالة لبنان ومعناه الإنساني".
من جهته القاضي البروفسور انطوان مسرة، دعا إلى وقف الإستمرار بنمط معيّن من الخطابات كالسابق، "لأننا أمام أوضاع جديدة (...) الإسلام، التعصّب والإرهاب، بحسب مسرة هي كلمات من تأثير الإعلام، "نحن الان بحاجة للتفكّر".
سعادة الدكتور فارس سعيد، رأى أنّ "خلاصات الحوارات والمراجعات والإعلانات منها ما هو ماثلٌ في "إعلان الأزهر" وما ينبغي أن يَم۫ثُل في "إعلان اللويزة" لهذا المؤتمر، تلتقي جميعاً على غايةٍ واحدة هي مطلبُ السلام العادل والشامل والدائم في منطقتنا، بوصفه حقاً لشعوبها كافةً وشرطاً لاستقرار العالم. ونحن نعتقد بقوّة أنّ مبادئ ومرجعيات هذا السلام المنشود هي على درجة عالية من الوضوح والتحديد في قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية ونداءات المرجعيات العليا للمسيحيين والمسلمين في عالم اليوم، تلك النداءات الحارّة التي تتجاوز بمضمونها واهتمامها وغايتها الأهواءَ الخاصة لبعض الِملل والنِحَل والفِرَق، فضلاً بطبيعة الحال عن أهواء السياسات السياسويّة".
أضاف الدكتور سعيد، إن خصوصية هذا المؤتمر "نابعة من رمزية إنعقاده في لبنان مع شركئنا المسلمين، وفي لبنان الذي يعيش خبرة إنسانية".
أما الدكتور أنطوان قربان، عبّر عن افتخاره "كلبناني، وبرسالة وطني الحضارية في ما يتعلّق بالعيش المشترك الذي يختلف تماما عن التعايش (...) وحوار الأديان هو مسألة حيوية كي يتعرّف المرء على جاره المختلف، ولكنه لا يكفي لأنه لا يؤسس للوحدة الوطنية".
من جهته إعتبر الدكتور رضوان السيد، على المستوى اللبناني هذا الإعلان يجب من خلاله إستعادة الثقة بالدين وبالمؤسسات الدينية، ومن جهة أخرى تجديد وإصلاح تجربة الدولة الوطنية.
"إعلان اللويزة":
في الختام تلا البطريرك مار بشارة بطرس الراعي البيان الختامي، والتوصيات الصادرة عن هذا المؤتمر التي جاء فيها:
أولاً: يعلن المشاركون في مؤتمر جامعة سيدة اللويزة عن ترحيبهم وتأييدهم لإعلان الأزهر الشريف باعتباره دعوةً مخلصةً وصادقةً من جانب كبرى المؤسسات الدينية العربية والإسلامية، لشراكةٍ كاملة، في كل بلدٍ عربي وفي دولة وطنيّة دستوريّة مدنيّة تميّز بين الدّين والدّولة وتكون قائمة على المساواة بين كل أفراد الوطن الواحد، وتعزّز التنوّع والتعدّدية الثّقافيّة والدّينيّة، وتستبدل بالمواطنة لفظة "أقليّات" و"أغلبيّات"؛ وإذ يرحبون بنتائج "مؤتمر الأزهر الشريف للسلام العالمي" فإنّهم يضمّون صوتهم للتأكيد على تضامن المؤسسات الدينية وتعاونها في نشر السلام بين الأُمم ونُصرة قيم العدالة والإنصاف، ومكافحة نزعات التطرف والإرهاب، والمشاركة في صنع عالمٍ جديدٍ للأخوّة والمودة والمحبة بين البشر. وهم يثمّنون ويشجّعون كل المبادرات الرامية إلى تثبيت ممارسات المواطنة والدولة الوطنية الدستوريّة والعيش المشترك في العالم العربي، للخروج من الأزمات والبلوغ إلى حياة أفضل.
ثانياً: يؤكد المجتمعون على أن حماية الاستقلال الوطني والسيادة اللبنانية، تقتضي تعزيز قاعدة العيش المشترك، والمحافظة على الثوابت الوطنية اللبنانيّة المتمثلة بالميثاق الوطني واتفاق الطائف والدستور. يؤكدون تمسكهم بالمبدأ الدستوري أنه "لا شرعية لأي سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك"، سواء لجهة الغَلَبة، أو لجهة الفصل بين أبناء الوطن الواحد على أساس الانتماء الديني أو المذهبي.
إنّ المخرج من التوترات الطائفية، وإزالة المخاوف والاصطفافات، وتطوير النظام بما يشجّع الفئات الشابة على المشاركة بفعالية إنما يتمثل بتعزيز روابط المواطنة والتحرر من العصبيات، ونشر قيم الديمقراطية وممارستها بما يؤدّي إلى قيام الدولة المدنية.
ثالثاً: إن المشاركين في هذا المؤتمر، ينظرون إلى العيش المشترك، في دولةٍ وطنية دستوريّة مدنية، قائمةٍ على المواطنة واحترام الاختلاف والتعددية، لا على أنه مجرَّدُ تدبيرٍ حصيف يُمليه واقع التنوّع المجتمعي، بل أيضاً وخصوصاً بوصفه فعلَ إيمان، سواءٌ على قاعدة الشهادة للإيمان الخاص في بيئةٍ إنسانية متنوّعة التكوين، أو على قاعدةِ أنَّ الآخر المختلف جزءٌ من تعريف الذات، يكوّنك مثلما تكوّنه، وأن الوطن يكون بجميع بنيه أو لا يكون، ولجميع بنيه أو لا يكون. وهذا ما يفهمونه من فلسفة الكيان اللبناني في أصل نشأته، وفي تجربته التاريخية وفي صيرورته المستقبلية، وفي رسالته الإنسانية. ولئن كان هذا الخيار هو الأصعب بالمقارنة مع خياراتٍ أخرى تبسيطية اختزالية، أو في ظل التوتّرات الدينية في بعض المراحل، إلا أنه الخيار الأكثر جدارةً بكرامة الإنسان وحريّته وازدهاره.
رابعاً: يدعو المجتمعون المؤسسات الدينية والجامعية والتعليمية الإسلامية والمسيحية إلى إيجاد صِيَغ للتشاوُر والتعاوُن والانفتاح في المناهج التربوية، والتفكير في تطوير برامج مشتركة تبعث على المزيد من المعرفة المتبادلة والتعارُف، وخلْق أجواء للتشارك الديني والوطني والإنساني، كما يدعون إلى تفعيل مختلف أطر الحوار الإسلامي المسيحي في لبنان والمنطقة.
إنّ اللبنانيين والعرب الآخرين محتاجون في حياتهم المشتركة، وفي علاقاتهم بالعالم إلى تفعيل التزامهم ضد التشدد والتطرف والانعزال من جهة والتمسك بالوسطية والاعتدال من جهةٍ أُخرى. ولا سبيل لذلك إلاّ بالإقبال على بناء ثقافة مشتركة تقول بالتنوع والاعتراف المتبادل. ويشكل التعاون والتشارك بين المؤسسات الدينية والتعليمية والثقافية في شتى المجالات خطوةً مهمةً في بناء الثقافة الجديدة.
خامساً: يعلن المجتمعون عن إرادتهم في التوجُّه إلى الفاتيكان والمؤسسات الدينية العالمية المسيحية والإسلامية الأُخرى للتعاون والتنسيق معها ويعبّرون عن رغبتهم في إيضاح أهمية العيش المشترك في لبنان وتحدياته وهو الذي يشكل الضمانة الحقيقية للحريات والسيادة والاستقلال الوطني. وهذا ما جعله رسالة كما قال القديس البابا يوحنا بولس الثاني.
وسط مآسي التقسيم والتهجير والفرز السكاني القسْري والتطهير العرقي، واستهداف المسيحيين من جانب العصابات الإرهابية كما حصل في مصر مؤخراً واستهداف غيرهم في العراق وسوريا، ومخاطر الفتن المذهبية، والنزاعات والحروب المتفاقمة في عددٍ من دول الجوار العربي، فإنّ صلابة العيش المشترك، وتجذّر الديموقراطية في لبنان يبعثان رسالة أملٍ إلى العرب والعالم بمستقبلٍ آخَرَ للبلدان والعمران؛ وينبغي أن نفعل كل ما بوسعنا نحن اللبنانيين ليظلَّ الوعي بجدية وأهمية التجربة اللبنانية وجدواها لدى العرب ولدى المجتمع الدولي قائماً وقوياً وواضحاً.
إنّ علينا نحن اللبنانيين في حياتنا الدينية والثقافية والمدنية والسياسية أن نجدّد السعي والعمل على جعل لبنان مركزًا دوليًا لحوار الأديان والثّقافات والحضارات، بما يخدم العالم العربي والعلاقات المسيحية- الإسلامية في العالم.
سادساً: يرحب المجتمعون بموقف الكنيسة الكاثوليكية وغيرها من الكنائس في العالم المتضامن مع الشّعب الفلسطيني والمؤيّد لحقوقه الوطنيّة، والدّاعي إلى تجذر المسيحيين في أرضهم، في القدس وسائر فلسطين. ويؤيّدون دعوة القمة العربية المنعقدة في عمان في آذار 2017 لدعم أهالي القدس والمؤسسات المقدسة التعليمية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية والصحية الرسمية والأهلية، دعماً لمدينة القدس المحتلة وتعزيزاً لصمود أهلها ومؤسساتها. وفي هذا الإطار نفسه يرحّب المجتمعون بالبيان الصادر عن المبادرة الأهلية اللبنانية الفلسطينية بتاريخ كانون الثاني 2017، تحت عنوان: "رؤية لبنانية موحدة لقضايا اللجوء الفلسطيني في لبنان".
سابعاً: يناشد المجتمعون الأسرتين العربيّة والدّولية العمل الجّدي على إيقاف الحروب والنّزاعات في سوريا والعراق واليمن وأي بلد آخر، وإيجاد حلول سياسيّة لها، وإرساء سلام عادل وشامل ودائم، وعودة جميع المهجّرين والنّازحين واللاّجئين والمخطوفين إلى أوطانهم وبيوتهم، حفاظًا على ثقافاتهم الوطنيّة وحقوقهم.