أردوغان يسعى لعرقلة الأكراد في حرب تحرير الرقة من داعش

السبت 01/يوليو/2017 - 10:43 م
طباعة أردوغان يسعى لعرقلة
 
بينما يُحقق الأكراد تقدماً ملحوظاً في معركة تحرير الرقة من يد عناصر تنظيم داعش، يبدو أن تركيا مستعدة في حال ظهور "أدنى تهديد" بقيام دولة كردية في شمال سوريا، القيام بعملية عسكرية جديدة واسعة النطاق على غرار "درع الفرات"، لملاحقة عناصر تابعة لحزب العمال الكردستاني"بي كا كا"، المصنفة تركياً في قائمة الإرهاب.
وتشير تقارير صحافية أن تركيا جاهزة للقيام بعملية عسكرية جديدة واسعة النطاق في شمال سوريا، وحتى لضم منبج والرقة إلى مناطق نفوذها لمنع قيام دولة كردية، وقد تسببت تصريحات أردوغان التي كشف فيها عن تلك النية، في إثارة قلق كل من موسكو وواشنطن.

أردوغان يسعى لعرقلة
مصدر في مجلس النواب الروسي "الدوما"، صرح لصحيفة روسية بأن نزاعاً جديداً في سوريا لن يصب في مصلحة روسيا ومحاربة الإرهاب، لذلك فإن موسكو ستعمل على منع نشوب حرب جديدة بين تركيا والكرد.
ويبدو أن موقف واشنطن مشابه لموقف موسكو،  ففي مقر القيادة المركزية والتحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، أكدت أمريكا وروسيا أن محاربة الإرهابيين هي أهم من الخلافات الأخرى. ودعوا القوى كافة في المنطقة إلى التركيز على محاربة داعش، الذي يشكل تهديداً رئيساً للسلام والأمن في المنطقة والعالم.
بدوره قال الأستاذ المساعد في الأكاديمية الدبلوماسية، مدير مركز الدراسات الشرقية فلاديمير أفاتكوف، إنه لا يستبعد شن عملية عسكرية تركية جديدة في شمال سوريا، لأن قدرات أنقرة العسكرية تحسنت مقارنة بالسنة الماضية.
وأضاف: "لدى تركيا حالياً وحدات قتالية جيدة في جنوب البلاد وفي داخل سوريا. فقد ساعدت عملية "درع الفرات" على تحسين القدرة القتالية للقوات التركية. ويجب الأخذ بالاعتبار الجانب السياسي والدولي للمسألة". 
أردوغان يسعى لعرقلة
من جانبها، حذّرت ما تسمى "قوات سوريا الديموقراطية" (قسد) التي تشكل ميليشيا "الوحدات" الكردية عمودها الفقري، من مواجهة عسكرية "قوية ومفتوحة"، في حال شن الجيش التركي عملية عسكرية على منطقة عفرين بريف حلب الشمالي الغربي، وذلك مع تصاعد التهديدات التركية، حول إطلاق معركة جديدة وشيكة داخل الأراضي السورية، على غرار عملية "درع الفرات".
ونقلت وكالة "رويترز"، عن "ناصر حاج منصور" مستشار ميليشيات "قسد" تأكيده بأن تلك الميليشيات اتخذت قراراً بمواجهة الجيش التركي إذا حاول "تجاوز الخطوط المعروفة في منطقة عفرين"، وفق قوله. 
واعتبر منصور أن "هجوم الجيش التركي على المناطق الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية يضر كثيراً بمعركتها لإجبار تنظيم الدولة على الانسحاب من مدينة الرقة، من خلال إبعاد مقاتلي القوات عن الخطوط الأمامية بالمدينة، متوعداً في الوقت نفسه "بمواجهات مفتوحة وقوية مع القوات التركية".
يأتي ذلك، مع توارد الأنباء حول انسحاب رتل عسكري من القوات الروسية من معسكر قرية "كفر جنة" شرق مدينة عفرين التي تسيطر عليها ميليشيا "الوحدات" الكردية التابعة لحزب "الاتحاد الديمقراطي" الكردي (PYD).

أردوغان يسعى لعرقلة
وبالتزامن مع الانسحاب الروسي، رصد ناشطون تحرك تعزيزات عسكرية تركية (مدرعات ودبابات) من ولاية هاتاي التركية إلى الحدود السورية.
وكانت المدفعية التركية، قد استهدفت مواقع ميليشيا "الوحدات" الكردية في جبل برصايا والشيخ عيسى ومرعناز وتل رفعت وسد الشهباء، شرقي عفرين في ريف حلب الشمالي الغربي، وذلك على وقع دخول تعزيزات عسكرية تركية جديدة تمركزت جنوبي وغربي إعزاز، شملت مدرعات ودبابات، وعربات عسكرية ثقيلة.
 وكان نائب رئيس الوزراء التركي، "ويسي قايناق" قد شدد قبل يومين على ضرورة تطهير منطقة عفرين من الإرهاب، في إشارة إلى ميليشيا "الوحدات" الكردية.

أردوغان يسعى لعرقلة
يشار أن الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" ألمح بأن بلاده مستعدة لبدء عملية مماثلة لـ"درع الفرات" شمال سوريا قريباً، حيث قال "كما حررت القوات التركية بالتعاون مع الجيش السوري الحر 2000 كيلومتر شمالي سوريا، فإنها ستفعل الشيء نفسه في الفترة المقبلة".

شارك