الوضع الانسانى فى سوريا يتفاقم... وتحركات تركية منتظرة

الأحد 02/يوليو/2017 - 06:55 م
طباعة الوضع الانسانى فى
 
كشفت صحيفة صباح التركية بأن نحو 20 ألف جندي من الجيش السوري الحر سيشاركون في عملية عسكرية تركية في شمال سوريا، ومن المنتظر أن ينفذ الجيش التركي  العملية الهجومية في منطقة عفرين التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردية.
تستغرق العملية مدة 70 يوما، ومن المخطط له، قبل كل شيء، الاستيلاء على مدينة تل رفعت، وقاعدة منغ الجوية العسكرية، ومن المفترض أن تنتقل منطقة عفرين، في وقت لاحق، إلى مناطق خفض التوتر الأخرى، حيث سيضمن عسكريون روس، وأترك الأمن فيها.
يأتى ذلك فى الوقت الذى كشفت فيه تقارير انه بعد شهرين من تحرير القوات المشاركة في عملية "غضب الفرات" بدعم من التحالف الدولي لمدينة الطبقة في ريف الرقة الغربي من قبضة "داعش"، لا يزال الوضع الإنساني في المدينة في غاية الصعوبة، ونشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية تقريرا تطرقت فيه إلى المشاكل التي يواجهها المدنيون المقيمون داخل المدينة وسبل تعامل القوى المسيطرة على المنطقة معهم.
كشفت أن سكان الطبقة البالغ عددهم 100 ألف نسمة يعانون من غياب أي فرص عمل ومن النقص المستمر في مياه الشرب والوقود والخبز والكهرباء، فضلا عن الخدمات الطبية والتعليمية والآليات الثقيلة المطلوبة لانتشال جثث الضحايا من تحت الأنقاض، ووصف التقرير الطبقة المحررة بـ"مختبر" للسياسة التي تنتهجها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في سوريا، التي تقضي بتوسيع صلاحيات القياديين الميدانيين والإدارة المحلية الذين يدعمهم فريق صغير من المسؤولين الأمريكيين فقط، دون التورط مباشرة في "بناء الدولة".

الوضع الانسانى فى
تشير "نيويورك تايمز" إلى أن تجربة مدينة الطبقة هي بمثابة بروفة بالنسبة لواشنطن للعملية الأكبر والأكثر صعوبة لتحرير مدينة الرقة التي يعتبرها إرهابيو "داعش" عاصمة لهم، ونقلت الصحيفة عن مبعوث الرئيس الأمريكي الخاص إلى التحالف الدولي، بريت ماكغورك، قوله أثناء زيارته إلى المدينة الخميس الماضي: "الطبقة هي أهم المدن المحررة من قبضة "داعش" التي نستطيع فيها الوقوف على أقدامنا"، كما يشير التقرير إلى أن الخلافات بين القوى المشاركة في الحرب على "داعش" تلحق أيضا تداعياتها السلبية ضررا بوضع مدنيي الطبقة، موضحا أن الحكومة السورية توقفت عن دفع الرواتب إلى الموظفين في المدينة التي تسيطر عليها "قوات سوريا الديمقراطية" المدعومة من التحالف الدولي.
كشفت أنه بالرغم من أن دفع الرواتب قد يُستأنف بعد استعادة القوات الحكومية للمنطقة المحررة من "داعش"، غير أن هذا الأمر من شبه المستحيل تحقيقه في المستقبل المنظور، لا سيما بعد توصل القيادة الأمريكية والروسية إلى اتفاق يرسم خط التماس الجديد بين القوات الموالية للرئيس بشار الأسد والفصال المدعومة من واشنطن، بعد إسقاط التحالف لمقاتلة سورية في المحافظة، من جانبها، أغلقت تركيا حدودها مع سوريا، بما في ذلك الممرات الإنسانية بالغة الأهمية، اعتراضا على قرار دونالد ترامب تسليح الفصائل الكردية، وهذا يجعل من التحالف القوة الوحيدة القادرة على تقديم المساعدة إلى سكان الطبقة، وذلك عن طريق إدخال المواد الغذائية من الأراضي العراقية.
وتبتعد واشنطن عن الموقف آخذة بعين الاعتبار تجربتها العراقية السلبية، كما ذكر التقرير، وتكتفي بتدريب الفصائل على الأرض التي ستتولى مهمة ضبط الأمن والاستقرار في المناطق المحررة. غير أنه لم يتضح بعد ما هو الطرف الذي سيقوم بإعادة إعمار المرافق العامة المدمرة جراء اقتحام الطبقة، وخاصة سد الفرات الاستراتيجي الذي يولد 20% من الطاقة الكهربائية في سوريا وتوقف عن العمل لفترة لم تحدد.
نوهت إلى أن الصعوبة الرئيسية التي يواجهها مدنيو الطبقة قد لا تحمل طابعا اقتصاديا، بل نفسيا بالدرجة الأولى، ونقل عن الرئيس المشارك لمجلس الطبقة المدني أحمد الأحمد قوله: "مشكلة مجتمعنا الأساسية هي أن إيديولوجية "داعش" أُدخِلت في عقل الأطفال، وذلك يعني أنها ستبقى قائمة في المستقبل".

الوضع الانسانى فى
من جانبه، أعرب الطرف الأمريكي عن جاهزيته لتزويد المدارس بمقاعد الدراسة والسبورات ، داعيا سكان الطبقة في الوقت نفسه إلى مطالبة صندوق الطفولة التابع للأمم المتحدة بالمساعدة عندما يصل موظفوه إلى المدينة، وحذر التقرير من أنه من غير المرجح أن تتحسن الأوضاع الإنسانية داخل الطبقة في القريب العاجل، لا سيما بعد إطلاق المرحلة الحاسمة لاقتحام الرقة، وذلك في وقت كان الخبراء قد حددوا 400 منشأة في المدينة المحررة تحتاج إلى الترميم حاجة ماسة
من ناحية أخري أعربت ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسيةعن اعتقادها بأن حملة إعلامية جديدة تزعم استخدام دمشق سلاحا كيميائيا قد بدأت.
كتبت زاخاروفا على صفحتها في فيسبوك: "كما حذرنا قبل أيام، فإن الحملة الإعلامية حول مزاعم باستخدام دمشق للسلاح الكيميائي قد بدأت". وبخصوص شريط الفيديو الذي أريد به أن يدعم هذه المزاعم، رجحت المتحدثة باسم الوزارة أن هذا الشريط لن يكون الأخير، "فستكون هناك مثل هذه الأشرطة المتباينة من حيث جودتها، منها السيئة كهذا الشريط، وأخرى تناسب معايير هوليود".، كما عبرت عن قناعتها في أن المواد المفبركة من هذه النوع ستكون كثيرة، نظرا لأبعاد الحملة الجديدة ضد دمشق.
وزعمت بعض الجماعات المسلحة المعارضة أن القوات الحكومية السورية استخدمت غاز الكلور ضد تنظيم "فيلق الرحمن" في قرية عين ترما بالغوطة الشرقية لدمشق، وهو ما نفاه الجيش السوري بالقول إنه لم يعد يمتلك الأسلحة الكيميائية أصلا، ووصف تلك الادعاءات بـ"الكاذبة والعارية من الصحة".

شارك