بعد خطف 7 رهائن.. قوة القاعدة تتعاظم في مالي وفرنسا تبحث المواجهة
الأحد 02/يوليو/2017 - 09:01 م
طباعة
ارتفعت وتيرة عمليات الإرهابية في منطقة الساحل والصحراء، من قبل تنظيم "نصرة الإسلام والمسلمين" الموالي للقاعدة في شمال مالي، فقد أعلنت التنظيم اختطاف 7 رهائن أجانب في وقت يحضر فيه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قمة قادة دول الساحل الخمس في باماكو لتحقيق مشروع القوة الاقليمية المشتركة لمكافحة الإرهاب، وهو تصعيد يؤكد علي تحدي تنظيم "نصر ة الإسلام والمسلمين" بقيادة إياد أغ غالي لجهود فرنسا ودول الساحل بعد شن التنظيم عددة عمليات ارهابية استهدف فيه اهداف أجنبية في منطقة الساحل وخاصة مالي، وهو ما حذرت منه بوابة الحركات الاسلامية في تقرير سابق لها جماعة"نصرة الإسلام والمسلمين" تؤسس لدولة القاعدة في مالي. للاطلاع على التقرير اضغط هنا
خطف 7 رهائن أجانب:
فقد نشرت جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" في مالي شريط فيديو يظهر ستة رهائن أجانب على قيد الحياة، بينهم الجراح الأسترالي المسن آرثر كينيث إليوت والفرنسية صوفي بيترونان، بحسب ما أعلن مركز سايت الذي يرصد المواقع الألكترونية التابعة للتنظيم.
وأضاف المركز أن "جماعة نصرة الإسلام والمسلمين" نشرت الفيديو ومدته 16 دقيقة و50 ثانية، على موقع "تلغرام" أمس السبت.
والرهائن الأربعة الآخرون هم الجنوب إفريقي ستيفن ماكغاون والروماني يوليان غيرغوت والمبشرة السويسرية بياتريس ستوكلي والراهبة الكولومبية غلوريا سيسيليا نارفايز ارغوتي.
ولم تعلن أي مجموعة سابقا مسؤوليتها عن خطف الفرنسية بيترونان التي خطفها مسلحون أواخر 2016 في بلدة غاو شمال مالي، حيث كان تدير منظمة للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية.
وبعد المقطع الذي تظهر فيه بيترونان، يظهر رجل يقول إنها تأمل أن يساعد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على إعادتها إلى أسرتها، بحسب "سايت".
ونشر الفيديو قبيل وصول ماكرون إلى مالي اليوم الأحد، في زيارة تهدف إلى التأكيد على دعم الغرب لمكافحة المجموعات الجهادية.
ويقدم الرهائن في الشريط بشكل منفصل، ويقول الرجل الذي يقدمهم أنه لغاية الآن لم تحصل مفاوضات من أجل إطلاق سراحهم.
والشخص الأول الذي يظهر هو ماكغاون، الذي اختطف في تمبكتو بشمال مالي في نوفمبر 2011.
ويقول ماكغاون، بحسب سايت، "لقد طال غيابنا كثيرا ... متى تعتقدون ينتهي هذا؟ الآن نصور فيديو جديدا، لكن لا أعرف ماذا أقول. كل شيء قيل في الماضي. كل شيء قيل في الأشرطة السابقة التي صورتها".
ويليه الاسترالي إليوت وهو في الثمانينات من العمر، وقد اختطف مع زوجته جوسلين في يناير 2015 في دجيبو، ببوركينا فاسو، حيث كانا يديران العيادة الطبية الوحيدة منذ 1972. وأطلق سراح جوسلين في شباط/فبراير 2016.
والشخص التالي الذي يظهر في الشريط هو عامل المناجم الروماني غيرغوت، الذي يقول إنه خطف في بوركينا فاسو في 4 ابريل 2015.
وخطف مسلحون الراهبة الكولومبية أرغوتي في قرية كرانغاسو المالية على مقربة من حدود بوركينا فاسو في فبراير 2017.
وفي نهاية الفيديو الذي لا يحمل تاريخا يقول الرجل لأسر الرهائن، رغم عدم ذكر أي مطالب، إنه "لم تبدأ مفاوضات حقيقية" لاطلاق سراحهم لكنه يضيف أن المفاوضات "لا تزال جارية".
للمزيد عن جماعة نصرة الاسلام والمسلمين اضغط هنا
فرنسا ومحاربة الارهاب بمالي:
وجاءاعلان عن اختطاف الرهائن علي وقائع اجتماع قادة دول الساحل الخمس (موريتانيا ومالي والنيجر وبوركينا فاسو وتشاد) بحضور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم ، في باماكو لتحقيق مشروع القوة الاقليمية المشتركة لمكافحة المجموعات الجهادية.
وانضم ماكرون إلى الرئيس الحالي لمجموعة الخمس المالي إبراهيم بوبكر كيتا، الذي استقبل نظراءه التشادي إدريس ديبي ايتنو والموريتاني محمد ولد عبدالعزيز والبوركيني روك مارك كريستيان كابوري والنيجيري محمدو إيسوفو.
وتهدف القمة إلى مكافحة الهجمات الجهادية، التي تستهدف مالي والدول المجاورة، وملاحقة منفذيها عبر الحدود، على أن تكون القوة المشتركة جاهزة ميدانيا قبل نهاية العام.
وفي خطوة تحدّ جديدة لقادة المنطقة، نشر التحالف الجهادي الرئيسي في الساحل المرتبط بتنظيم القاعدة السبت، عشية قمة الدول الخمس، شريط فيديو يظهر ستة رهائن أجانب اختطفوا من مالي وبوركينا فاسو بين 2011 و2017 وهم من فرنسا وكولومبيا واستراليا وجنوب إفريقيا ورومانيا وسويسرا.
وستنتشر هذه القوة في البداية على حدود مالي وبوركينا فاسو والنيجر لتنضمّ في وقت لاحق إلى قوة برخان الفرنسية التي تطارد الجهاديين في دول الساحل، وبعثة الأمم المتحدة في مالي (مينوسما).
وأعيد تحريك مشروع إنشاء قوة إقليمية مشتركة مدعومة من باريس في 6 فبراير 2017 خلال قمة عُقدت في باماكو. ومن المقرر أن تضمّ في بدء عملياتها خمسة آلاف عنصر من الدول الخمس التي تطمح إلى مضاعفة العدد في وقت لاحق.
وأكد قائد القوة المشتركة رئيس أركان الجيش المالي سابقا الجنرال ديدييه داكو أن "مركز قيادة هذه القوة سيكون في سيفاري" بوسط مالي.
ووعد الاتحاد الاوروبي بتقديم 50 مليون يورو، غير أن مثل هذه القوة تحتاج إلى 400 مليون يورو بحسب الخبراء. وأكد مصدر في الوفد الموريتاني لوكالة الصحافة الفرنسية أن ميزانية القوة تقارب 500 مليون يورو.
وتأمل فرنسا التي تعاني عجزا كبيرا في الميزانية يحتم عليها تقليص نفقاتها، أن تقدم دول أخرى من الاتحاد الأوروبي دعما للقوة المشتركة، مشددة على أن الالتزام العسكري الفرنسي في الساحل يحمي أوروبا برمتها.
وقال قصر الإيليزيه إن فرنسا تعول خصوصا على ألمانيا وهولندا وبلجيكا، وتأمل في "دعم ملموس" من الولايات المتحدة الحاضرة عسكرياً من خلال تسيير طائرات بدون طيار مقرها في النيجر.
تنظيم نصرة والمسلمين:
تحرك فرنسي لتشكيل قوة لمحاربة الارهاب في دول الساحل الخمس، هو تحرك جاء مع ارتفاع عمليات تنظيم " نصر الإسلام والمسلمين" والذي تشكل بعد إعلان كلٍّ من "إمارة منطقة الصحراء الكبرى" و"تنظيم المرابطون" و"جماعة أنصار الدين" و"جبهة تحرير ماسينا"، في 2 مارس 2017، عن تأسيس تحالف إرهابي جديد باسم "جماعة نصرة الإسلام والمسلمين"، واختيار إياد أغ غالي -زعيم "جماعة أنصار الدين"- قائدًا له، تخرج القاعدة بشكل جديدة لمواجهة المنافس الجديد في المنطقة والساححة الارهابية تنظيم "داعش"، بالاضافة الي سعي فرنسا منذ التدخل العسكري في شمال مالي 2013 ودحر تنظيمات مسلحة متشددة كانت تسعي الي الانفصال وتشكيل دولة في منطقة الأزواد.
نجاح "تنظيم القاعدة" في تشكيل تحالفات إرهابية أوسع بين التنظيمات الإرهابية الفرعية الموالية له، عزز من قدرته الميدانية ونجح في تحقيق جزء كبير من مخططة بوجود تنظيم قوي يهدد مصالح الحكومات المحلية والدول الغربية وفي مقدمتها فرنسا، بالاضافة الي أنه يسعي لإمساك بالارض ودحر اي وجود لتنظيم "داعش" في منطقة الساحل والسحراء والتي تعتبر ارض ملائمة لانشاء دولة القاعدة وتشكل إمارة تابعة له قد تمدد في منطقة الساحل والصحراء الي المغرب العربي ووسط وغرب وشرق افريقيا، فهل سمنجح الرئيس ماكرون في مواجهة دولة القاعدة في مالي ام سيتوفق اياد اغ غالي علي أبو بكر البغدادي ويشكل دجولة قوية في منطقة تضاريسة ومناخية صعبة؟.. التوقعات تشير الي معركة كر وفر وقد تمتد لسنوات دون نجاح أي طرف في تحقيق اجابة قاطعة عن السؤال وكسب المعركة في الساحل والصحراء.
للمزيد اضغط هنا