دوافع ميركل الحقيقية لاستقبال اللاجئين
الخميس 06/يوليو/2017 - 09:46 م
طباعة
نشر معهد "جيت ستون" أمس الأربعاء، تقريرا حول أسباب استقبال ألمانيا للاجئين السوريين في عام 2015، وهل كان الاستقبال بدافع إنساني أم لاعتبارات دولية وتاريخية؟، التقرير تم نشره على الموقع الإليكتروني للمعهد، وكتبه، الصحفي الإيطالي جوليو مووتي، وقام بترجمته بوابة الحركات الإسلامية.
في سبتمبر 2015، عبر آلاف من اللاجئين السوريين طريق البلقان متجهين مباشرة نحو ألمانيا، في تلك الفترة كانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تتابع على الهاتف مع وزير الداخلية الألماني توماس دو مايزير، الوضع لحظة بلحظة، تناقشه فيها على مجموعة من الترتيبات لحماية حدود ألمانيا والتي امتلأت بفرق والكتائب رجال الأمن والمروحيات، وكان دو مايزير ورئيس الشرطة الألمانية يتشاوران بخصوص الأوضاع، وكان السؤال الذي يطرأ على رأس وزير الداخلية الألماني هو "هل إذا حاولت 500 شخص عبور الحدود وفي أيديهم أطفالهم هل سنقف في طريقهم ونمنعهم؟!"، "وهل سنستطيع أن نعيش وصورة الناس عنا إننا قمنا بطردهم؟!".
كانت المستشارة الألمانية قد أصدرت أوامرها لوزير داخليتها بأن التدابير والمعايير التي سيتم سيتخذها رئيس الشرطة وفقا لما يقتضيه الموقف على الأرض، والأوضاع التي ستفرض نفسها، الأمر الذي عكس مدى التزام ميركل بالتعهد الذي قطعته من قبل، ليتم فتح الحدود الألمانية 180 يومًا.
"لأسباب تاريخية خشيت ميركل أن تنعكس صورة الشرطة والجيش الألماني أنهم في مواجهة اللاجئين المدنيين"، هذا ما وضحه الكاتب الصحفي الألماني كأحد الأسباب التي دفعت المستشارة الألمانية لفتح حدود ألمانيا لاستقبال مليون ونصف المليون لاجئ في أسابيع قليلة، رافضة أن تتحمل مسؤولية مصيرهم المجهول لهم إذا لم تستقبلهم؟... هذه هي الآلية التي فكرت بها ميركل.
وكتب روبين أليكسندر في صحيفة "داي زيت" العريقة: "إن ميركل والمحيطين بها كانوا على قناعة بأنه ومع قليل من استخدام القوة قد تتوقف المسيرات القادمة تجاه الحدود الألمانية، ولكن الصورة ستكون فوضوية ومخيفة، كما كانت مقتنعة بأن التاريخ لن يسامحها لإذا ما فعلت ذلك، فهو سيكون بمثابة جريمة ضد الإنسانية.
لم تكن سياسة المستشارة الألمانية تجاه اللاجئين سياسة إنسانية فريدة من نوعها، ولكنها جاءت نتيجة الخوف من أن تفضح وسائل الاعلام المرئية الوضع الموجود هناك وتتناقله تلفزيونات العالم ضدها وضد بلادها – في حال استخدامها للعنف – أن ينقل الاعلام الصورة التي قد تتسبب في إلحاق العار بنا، ويبدو أن هذه المشاعر هي التي حركت الرأي العام والسياسيين وتولد لديهم الشعور بالذنب فيما بعد.
ولكن خلال الفترة السابقة، تفاجأت وسائل الاعلام الألمانية بخبر يشير إلى احتمالية مشاركة القوات الجوية لبلادهم في هجمات عسكرية في سوريا، هنا كانت هناك لهجة اعتراض شعبية في "تعريض حياة الجنود الألمان للخطر، الأمر الذي أثارته إحدى الصحف الألمانية والمنتشرة محليًا على نطاق واسع، قائلة: " أنه بمشاركة قوات ألمانية في الحرب الدائرة سيتم تأليب الرأي العام ضد ميركل، فبولندا دولة صديقة، ولكن من المحتمل أن تتغير سياستها مع ألمانيا بسبب إنها ستفهم أن هذه الخطوة تهدف لإظهار قدرات ألمانيا العسكرية، وبالتالي ستكون ألمانيا مصدرًا للمتاعب بالنسبة لأوروبا، وعلى رأسها بولندا.