هدوء نسبي وترقب قبل الهدنة فى جنوب سوريا..واهتمام عالمى باتفاق ترامب –بوتين
السبت 08/يوليو/2017 - 06:29 م
طباعة
يسود الهدوء، محافظة درعا قبل نحو 24 ساعة من إعلان تطبيق هدنة إقليمية - دولية في الجنوب السوري، وسط توقعات بأن يشمل تطبيق اتفاق وقف إطلاق نار في الجنوب السوري غدا الأحد محافظات السويداء ودرعا والقنيطرة وذلك باتفاق أمريكي – روسي - أردني.
يهدف الاتفاق إلى "تخفيض دائم للتصعيد في الجنوب السوري، وإنهاء الأعمال القتالية"، من خلال وقف إطلاق النار على خطوط التماس بين قوات المعارضة وقوات النظام والمسلحين الموالين لها، وانسحاب الأخيرة من هذه الخطوط إلى ثكنات تابعة للنظام، وتجهيز مناطق لعودة اللاجئين من الأردن تباعاً إلى جنوب سوريا، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى هذه المناطق التي تلتزم بوقف إطلاق النار.
وكشفت تقارير تفاصيل الاتفاق الذي جرى بين الرئيس الأمريكي و نظيره الروسي حول وقف إطلاق النار جنوب غرب سوريا فضلا عن كون الأردن وإسرائيل جزءً من هذا الاتفاق، والاشارة إلى أن "الأردن وإسرائيل جزء من اتفاق الهدنة هذا، وللدولتين حدود مشتركة مع سوريا، وهما قلقتان من امتداد آثار القتال هناك عبر الحدود".
تمت الاشارة إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار الجديد منفصل عن "مناطق خفض التوتر" في سوريا، التي تسعى روسيا وتركيا وإيران إلى تحقيقه، علما أن الولايات المتحدة لم تشارك في المحادثات المتصلة بتلك المناطق التي أخفقت الدول الثلاث في التوصل إلى اتفاق بشأنها خلال اجتماعاتها الأخيرة في العاصمة الكازاخية أستانا في الـ4 والـ5 من الشهر الجاري، وتبادلت الدول الثلاث المعنية الاتهامات في أسباب الإخفاق، خصوصا في ما يتعلق بمنطقة خفض التوتر في محافظة إدلب.
كانت مصادر أمريكية في واشنطن أكدت أن اتفاقا روسيا- أمريكيا في شأن سوريا "بات ناجزا"ويتضمن تفاصيل أمنية وعسكرية وـسياسية تتعلق بتقاسم النفوذ وأمن الحدود، وهو مبني على ركيزتين، الأولى بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة والثانية إبعاد إيران من المناطق الحدودية ويشمل العمل مع موسكو إنشاء مناطق آمنة، وأن هزيمة تنظيم "داعش" تشكل الأولوية القصوى لواشنطن وأن التعاون مع روسيا يهدف إلى "توزيع النفوذ في مناطق سيطرة داعش بعد هزيمته".
أفاد نشطاء ورواد مواقع التواصل الاجتماعي عن هدوء نسبي جنوب سوريا يتخلله قصف متبادل بين المسلحين والقوات الحكومية في درعا اليوم على أعتاب دخول "الهدنة" حيز التنفيذ.
وكشفت تقارير أن محافظة درعا شهدت سقوط عدة قذائف يزعم أنها أطلقت من قبل الجيش السوري على قرية إيب في منطقة اللجاة بريف درعا الشمالي وقرية المال بريف درعا الشمالي الغربي، والاشارة إلى أن مسلحين تابعين لجبهة النصرة قاموا بتدمير جرافة عسكرية تابعة للجيش السوري قرب قرية إيب أثناء قيامها بإزاحة السواتر الترابية.
وهناك هدوء نسبي في درعا يأتي قبيل نحو 24 ساعة من إعلان تطبيق هدنة إقليمية – دولية، وذلك وفق اتفاق أمريكي – روسي – أردني في الجنوب السوري، وتشمل الهدنة محافظات السويداء – درعا – القنيطرة، وتدخل حيز التنفيذ ليلة الأحد الـ9 يوليو الجاري.
كان وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف أعلن أمس على هامش قمة العشرين في مدينة هامبورج الألمانية أن الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، اتفقا على وقف لإطلاق النار جنوبي سوريا، وقال لافروف إن الرئيسين مستعدان للإعلان عن وقف إطلاق النار اعتبارا من 9 يوليو، مؤكدا التزام الجانبين بضمان تنفيذ نظام وقف إطلاق النار من قبل كافة المجموعات جنوب غرب سوريا.
يأتى ذلك فى الوقت الذى حقق فيه الجيش السوري تقدما جديدا في ريف الرقة الغربي ليقلص بذلك المسافة التي تفصله عن مطار الطبقة العسكري الخاضع للقوى الكردية الموالية لواشنطن وسيطر على عدد من المحاور الهامة هناك، وتكمن أهمية المطار السوري المذكور حسب فريق واسع من الخبراء العسكريين والمراقبين، في نية واشنطن جعل الطبقة موطئ قدم لها في سوريا في إطار شغل الضفة الشرقية من نهر الفرات وتقسيم سوريا إلى شطرين على غرار ألمانيا في أعقاب الحرب العالمية الثانية.
التقدم الذي يحرزه الجيش السوري في الآونة الأخيرة على المحورين الجنوبي والشرقي، يحظى حسب المراقبين بأهمية كبرى تقف وراءها روسيا والقوى المساندة لدمشق لإحباط الخطط الأمريكية غير المعلنة في سوريا، والأنباء التي تناقلتها وسائل الإعلام الأمريكية عشية لقاء بوتين وترامب في هامبورغ، شاهد على أهمية التطورات الأخيرة والتوتر المسجل على الجبهات السورية، الذي لا يمكن الحد منه إلا باتفاق روسي أمريكي واضح، كما لا يغيب عن أصحاب هذا الطرح حادث إسقاط التحالف الدولي بقيادة واشنطن في الـ18 من الشهر الجاري طائرة "سو-22" حربية سورية بذريعة قصفها مواقع قريبة من تموضع المعارضة السورية المسلحة في الرقة، فيما أكدت دمشق أن طائرتها كانت في مهمة لضرب مواقع "داعش" هناك.
وفي آخر التطورات على الأرض كشفت تقارير تقدم كبير للجيش السوري في ريف الرقة الغربي، حيث كثف الطيران السوري ضرباته على أوكار "داعش"، بعد أن شن خلال الساعات الماضية سلسلة من الغارات على تجمعات التنظيم ومحاور تحركه جنوب وشرق محطة الفهدة وجنوب قرية بير أبو كبرى وخبرة الحالول.
وسبق للجيش السوري وأحكم مطلع الشهر الجاري بالتعاون مع القوات الرديفة سيطرته على كامل المنطقة الممتدة من الرصافة في ريف الرقة الجنوبي حتى بلدة أثريا في ريف حماة، كما وسعت وحدات من الجيش السوري مدعومة من الحلفاء منذ بداية الشهر الجاري من نطاق سيطرتها في عمق البادية السورية وحاصرت حقل الهيل النفطي، وقضت على آخر تجمعات "داعش" في عدد من التلال الحاكمة شمال المحطة الثالثة لضخ النفط وصولا إلى تلة قارة المسكة.
كما تقدم الجيش السوري في محيط تلة الرمامين بريف تدمر الشرقي، في خطة يرى فيها العسكريون التفافا متدرجا من جميع المحاور على مطار الطبقة لجعله في مرمى النيران السورية وقطع الطريق على واشنطن وحلفائها الساعين لتقسيم سوريا، حسب الكثير من التكهنات التي يرجوا السوريون وحلفاؤهم خيبتها.