صراع الظواهري والجولاني هل يؤدي الي تغير جلد القاعدة في سوريا؟

السبت 08/يوليو/2017 - 08:13 م
طباعة صراع الظواهري والجولاني
 
كشفت تقارير اعلامية عن وجود صراع داخل تنظيم القاعدة علي قيادة التنظيم في سوريا، وسط مساء محمد الجولاني لتفرد بقيادة التنظيم في سوريا بعيدا عن أيمن الظواهري، في مؤشر لانسلاخ عن التنظيم الأم.

صراع المعسكرين:

صراع المعسكرين:
قد كشفت التقارير عن وجود صراع قوي بين معسكرين بتنظيم القاعدة في سوريا، معسكر ايمن الظواهري  والمعسكري الثاني الموالي لزعيم جبهة النصرة محمد الجولاني، مع تحريض الجولاني المباشر ضد الظواهري وبقية الأعضاء، لن تستطيع القاعدة الحفاظ على هذا الوضع لفترة أطول. 
تصدع كبير تشهده القاعدة قد يكون الأكبر منذ تأسيسها فلم يخرج التنظيم المتطرف خلافات قياداته الى العلن كما اليوم وكلمة زعيم القاعدة أيمن الظواهري الأخيرة ، في مايو 2017، وتوبيخه لزعيم فرع التنظيم في سوريا ابي محمد الجولاني كانت خير دليل على ذلك .
وقد حدث الانقسام في صيف عام 2016 عندما حاول جولاني إعادة تسويق جماعته في محاولة يائسة لإبعادها عن صبغة القاعدة.
وقد رأى المتطرفون الأكبر سناً والأعضاء الأقدم في تنظيم القاعدة والموالين لأيمن الظواهري،  مثل أبو جليبيب الاردني وبلال خريسات وسامي العريدي أن هذه المناورة هي قمة الغدر والخيانة وقاموا بالانفصال علناً عن الجولاني، بالنسبة لهم، كان الجولاني يحاول كسر يمين الولاء للظواهري، التي يعتقدون أنها كانت سمة يتصف بها الجولاني بشخصيته المزدوجة.
يشير خبراء الإرهاب إلى أنه على الرغم من أن أبو جليبيب وعريدي ومجموعتهم يحظون بدعم التنظيم الأكبر، بما في ذلك الظواهري والبعض يضيف عليه سيف العدل، يبدو أن الجولاني الذكي والمضلل في آن لا يزال الأكثر قوة على الأرض في سوريا.
في أبريل 2017، صدر بيان نسب إلى أبو جليبيب الذي ذكر أن رجال الجولاني هاجموا أسرة أبو جليبيب، في سبتمبر 2017، أشار بيان آخر نسبه إلى العضو المخضرم الاخر في القاعدة أبو وفا السعودي إلى أن رجال الجولاني هاجمواعائلته ايضا، لذلك كل الدلائل تشير إلى أن الجولاني لا يزال يملك السلطة، ولكن من غير الواضح إلى متى.
فيما قام محمد الجولاني بحملة علاقات عامة حيث أظهر وجهه وحاول أن يصبح النجم الجديد للحركة الجهادية، حاول الجولاني استرضاء أتباعه من خلال محاولة اقناعهم بأنه حصل على إذن لإعادة تسمية فرع القاعدة من مبعوث أقوى في سوريا، وهو أبو الخير المصري الذي نشر شريط فيديو يبدو أنه يعطي تصريحاً للجولاني من خلاله لتغيير الأسماء، لكن التوتر بين الجولاني والمؤيدين للقاعدة الذين يرأسهم بقي قائماً، وأصبح من الواضح للغاية أن هناك تمزقاً خطيراً في الفرع التابع للقاعدة في سوريا، بحسب "أخبار الأن".
يرتكز زعيم جبهة النصرة في سوريا، علي العديد من مصادر القوي لتؤهله ليكون قائدا لتنظيم تنظيم مستقل عن ايمن الظواهري، في مقدمتها النجاحات الكبري للتنظيم في سوريا واستمراره وسط تساقط تنظيم"داعش" والذي هدد مكانة القاعدة تحت راية ايمن الظواهري.

إنذار ا الظواهري:

إنذار ا الظواهري:
وضعت خيانة الجولاني العلنية الظواهري في موقف محرج، لم يتمكن أمير القاعدة من الظهور علناً منذ قيام الجولاني الذي لطالما تفاخر به بإدارة ظهره للظواهري، في أبريل 2017، اقدم الظواهري اخيراً على توجيه تحذير من خلال إصدار رسالته الأولى بعد إعادة التسمية والتي حاول التحدث عن سوريا من خلالها، وفي رسالته أيضا، كان يناقض تماما استراتيجية الجولاني وهيئة تحرير الشام، وأنهى الفيديو الخاص به بصورة للجولاني دون ذكر اسمه أو الاشارة اليه مباشرة، وقد تم ذلك لتذكيره بمكانه، وليبين للعالم كله بشكل واضح جدا لمن لا يزال الجولاني يعمل حتى الان.
في أبريل 2017، أصدر اعلام القاعدة أيضا كتابا اخر فيه احد نقاد الجولاني وهو سامي العريدي، مع الظواهري  في مقدمة الكتاب، وقد رأى الكثيرون ذلك بمثابة توبيخ مباشر آخر لجولاني من قبل الظواهري.
يشير خبراء الإرهاب إلى أنه على الرغم من أن أبو جليبيب وعريدي ومجموعتهم يحظون بدعم التنظيم الأكبر، بما في ذلك الظواهري والبعض يضيف عليه سيف العدل، يبدو أن الجولاني الذكي والمضلل في آن لا يزال الأكثر قوة على الأرض في سوريا.
مؤخراً كان هنالك تقارير تشير إلى أن الجولاني منع أفراد من مجموعته من إستخدام أجهزة الإعلام بالكامل، على الأغلب هذا هو إستعراض للقوة، و أيضاً مؤشر على أن الجولاني لا يثق بهؤلاء الذين هم من حوله، وأنه يفقد السيطرة على أفراد جماعته، وهو الآن قلق من أن تتم خيانته.

المعركة الحتمية

ليس واضحاً من الذي سوف ينتصر في هذه المعركة، التي من الممكن أن تتسبب ليس فقط بنهاية مجموعة الجولاني، بل بنهاية القاعدة بالكامل.
في الوقت الحالي الظواهري يحافظ على صمته بينما يراقب الأحداث بلا حول ولا قوة، والجولاني بتعنته يحاول إستعادة صورته من كونه خائناً ودجالاً ويلعب على الطرفين، وأيضاً يحاول الحفاظ على ما  تبقى له من سلطة على الأرض.
 

شارك