تقارير تؤكد العلاقة بين القناة وبن لادن.. الجزيرة صوت القاعدة ومنبر الإهارب
الأحد 09/يوليو/2017 - 12:39 م
طباعة
كشف مركز "الحرب الفكرية" التابع لوزارة الدفاع بالمملكة العربية السعودية والمختص بمواجهة جذور التطرف والإرهاب، عبر تغريدات على موقع "تويتر"، السبت، أن مؤسس تنظيم القاعدة أسامة بن لادن لم يطمئن في مقابلاته وترويج تصريحاته وتهديداته، إلا لقناة "الجزيرة" القطرية.
اسامة بن لادن والجزيرة:
وأوضح المركز أن القناة القطرية كانت تدفع عبر مراسليها -ومنهم من أُدين بأحكام قضائية بالتورط في دعم الإرهاب- مقابلًا ماديًا لمواصلة تعزيز تلك الثقة التي يتعاطى بها زعيم القاعدة تجاهها، وفقًا لما ذكرته صحيفة "عكاظ" السعودية.
وأشار إلى أن بن لادن واصل مناهضته لمنهج وفكر الدولة الوطنية، فمهَّد لأعمال إرهابية، حتى سُحبت منه الجنسية وهو خارج المملكة عام 1994 قبل تأسيسه للقاعدة، مبينًا أنه بعد انتكاسته ظل شريدًا طريدًا، فشكل تنظيم القاعدة، وجعل في طلعة مهماته محاولة استهداف أمن المملكة، والنيل من علمائها.
وأوضح حساب "الحرب الفكرية" أنه كان يصف بالكفر كل من خالف منهجه وناهضه، حاكمًا عليه بالردة، حيث كانت رهاناته تتركز على زعزعة ثقة الغرب بكل ما يمت للإسلام بصلةٍ، فجاءت فكرة أحداث 11 سبتمبر2001، بعدها توجَّس تنظيم القاعدة من الجميع إلا قناة "الجزيرة".
وثائق امريكية:
واتهمت وزارة الخزانة الأمريكية لأكثر من مرة دولة قطر، مباشرة بدعم الإرهاب، ووقوفها بجانب ممولي التنظيمات الإرهابية، وجاء على رأسهم «ممول القاعدة» سليم حسن خليفة راشد الكواري، المتهم بتحويل مئات الآلاف من الدولارات للقاعدة من خلال شبكة إرهابية.
يذكر أن الكواري يعمل في الحكومة القطرية في وظيفة بوزارة الداخلية، على الرغم من وضع السلطات الأميركية اسمه على لائحة المتهمين بتمويل الإرهاب بشكل رسمي عام 2011 وتحقيق السلطات القطرية معه مرتين، لكنه لم تُوجه له اتهامات بل وأعيد في المرة الأولى إلى وظيفته.
وأشارت الوثائق الرسمية لوزارة الخزانة الأميركية في أكتوبر 2014، إلى أن الكواري (37 عاماً) متورط في "الدعم المالي واللوجستي لتنظيم القاعدة".
وتتهم أميركا الكواري في الوثائق بالعمل مع قطري آخر اسمه عبدالله غانم الخوار (33 عاما)، بشبكة تمويل، وأن الأخير عمل على تسهيل انتقال عناصر إرهابية بل وساهم في الإفراج عن عناصر من القاعدة في إيران. وقام كلاهما بتسهيل السفر للمتطرفين الراغبين في السفر إلى أفغانستان للقتال هناك.
ومن الأسماء الأخرى التي ذكرها التقرير، ومسجلة على اللائحة السوداء في الولايات المتحدة والأمم المتحدة، عبد الرحمن بن عمير النعيمي، المتهم بتحويل 1.25 مليون جنيه استرليني بالشهر إلى مسلحي القاعدة بالعراق، و375 ألف جنيه لقاعدة سوريا.
وثائق "ابوت اباد" لأسامة بن لادن التي تمت مصادرتها من قبل القوات الأميركية خلال الهجوم على مقره السكني في باكستان، كشفت عن أبعاد الدور القطري في تنظيم القاعدة واعتبارها جهة مفضلة لعناصر وقيادات القاعدة.
برز ذلك من خلال رسالة مطولة وجهها أسامة بن لادن قبيل مقتله إلى زوجته الصغرى خيرية صابر خلال استضافتها في إيران مع ابنها وريث القاعدة حالياً حمزة بن لادن ضمن عدد كبير من قيادات القاعدة وأسرة بن لادن، والممهورة بتاريخ الجمعة 30 صفر 1432هـ، قال فيها: "ذكرت في رسالتك أنهم كانوا يقولون بأنهم إما أن يسفروكم إلى قطر أو سوريا.. فما الرأي الذي أبداه محمد وإخوانه وأنت وحمزة عند ذلك.. وهل طلبت الذهاب إلى قطر؟ وإن طلبت فبماذا ردوا؟ والمراد أن نفهم هل تعمدوا إخراجكم إلى هذا الاتجاه لمتابعة مسيرتكم حيث إنهم توقعوا مجيئكم إلي؟" إلى جانب عملية تمويل الجماعات الإرهابية، اتهمت قطر من قبل المجتمع الدولي باستضافة عدد من مقاتلي وعناصر تنظيم القاعدة والمقاتلين الأفغان العرب ومقاتلي طالبان كان من بينهم، وبحسب ما ذكره، خالد شيخ محمد المخطط لتفجير 11 طائرة أميركية على المحيط الهادي، ومنفذ عملية الهجوم على إحدى الطائرات الفلبينية وقتل أحد ركابها، وهو ابن أخت رمزي يوسف المخطط لتفجير مركز التجارة العالمي سنة 1993 ، نقل أسرته إلى قطر بناء على نصيحة من وزير العمل هناك، عمل مهندسا في وزارة الكهرباء والماء، وسافر مراراً على حساب الوزارة. ورغم عمل محمد في إحدى المؤسسات الحكومية، ادعت قطر بحسب الاستخبارات الأميركية "عدم استطاعتها إيجاده ليتم إخراجه سراً من قطر بينما كانت فرقة من الـ(اف بي آي) تنتظر بأحد فنادق الدوحة". إلى جانب ذلك، كان ما أكدته فتيحة المجاطي زوجة عبد الكريم المجاطي، أخطر مطلوب للسلطات المغربية، لدوره في إنشاء خلايا إرهابية وانتحاريين في المغرب، إلى جانب دوره المركزي في تفجيرات الدار البيضاء بانتقالها هي وزوجها من أفغانستان إلى بنغلادش وصولاً إلى السعودية بجوازات سفر "قطرية" مزورة إلى جانب المغربي يونس الحياري زعيم تنظيم القاعدة في السعودية، المطلوب الأول على قائمة الـ36، الذي قتل في عملية أمنية في حي الروضة شرق العاصمة الرياض في 2005، الذي تمكن من الدخول إلى السعودية بجواز سفر بوسني مروراً بقطر.
ومنذ أكثر من 3 عقود اعتبرت إحدى القنوات الفضائية هي النافذة الإعلامية الوحيدة للتنظيمات المتطرفة وقيادات تنظيم القاعدة وجبهة النصرة وغيرها من الحركات والتنظيمات الراديكالية المتطرفة، والتي دأبت على بث كافة مقابلات ورسائل تنظيم القاعدة من بينهم زعيم التنظيم أسامة بن لادن، وأيمن الظواهري، وخطاب، وزعيم جبهة النصرة ذراع القاعدة في سوريا الجولاني وغيرهم من الراديكاليين، وكان قد حذر دينس روس من دور تلك القناة كمنصة لبث الآراء المتطرفة. كان من بين من استضافتهم مؤخراً هذه الفضائية القطرية، في لقاء خاص، عبدالله المحيسني مشرع جبهة النصرة، بعد أن ظهر في تسجيل مصور إلى جانب المراهق "يونس" شقيق صالح القرعاوي زعيم كتائب عبدالله عزام والموقوف الأمني لدى السلطات السعودية، مباركا له في اختياره لتنفيذ عملية انتحارية. العلاقة الرومانسية ما بين القناة الفضائية وتنظيم القاعدة أوضحها أسامة بن لادن، كما جاء في إحدى رسائله التي كشف عنها ضمن وثائق أبوت آباد التي صادرتها القوات الأميركية خلال الهجوم على مقره السكني في باكستان، مشدداً فيها على أهمية الحفاظ على العلاقة مع تلك القناة جيدة في إطار المعركة الإعلامية وذلك "لتقاطع المصالح بينهما".
وقال إن القنوات الفضائية اليوم أشد الشعراء الهجائيين في العصر الجاهلي. واليوم تعادينا معظم القنوات وأما هذه القناة "فقد تقاطعت مصالحها مع مصالحنا، فقد يكون من المفيد ألا نستعديها ومع أنها قد تحصل منها أحياناً بعض الأخطاء ضدنا إلا أنها محدودة وباشتباكنا معها ستزداد تحاملاً". في رسالة وجهها المكنى بـ"عثمان" إلى أسامة بن لادن، يوضح فيها خلفيات تطرقه إلى فتح جبهة القتال مع إيران وإعداد العمليات في الداخل الإيراني على خلفية لقائه على تلك القناة الفضائية، والتي كشف فيها عن حذف القناة كل ما يتعلق بسوريا قائلاً: فيما يخص لقاء العبد الفقير بالقناة "فقد تشاورت في الأجوبة قبل اللقاء مع الشيخ أبي يحيى الليبي والشيخ محمود.. وكنت أرغب بشدة في لقاء أبي محمد قبل اللقاء ولكن قدر الله وتأخر لقاؤنا به لبعد لقاء القناة، وما لاحظ أحد منا أن كلامنا عن العمليات في إيران، وقد اتفقنا عليه قبل اللقاء، فيه إعلان عن ضرب إيران، بل كنا نقصد زيادة الضغط الإعلامي عليهم، والقناة قد حذفت بعض الكلمات من الإجابات منها كلامي عن العمليات في سوريا وإيران وأنها ليست خبط عشواء بل حذفوا كل إجابتي عن سوريا".
وفي رسالة أخرى لزعيم القاعدة أسامة بن لادن، أكد خلالها العلاقة القطرية مع الجماعات المصنفة إرهابياً، وكذلك علاقاتها مع طهران، وكما جاء في الرسالة المؤرخة 11 جمادي الأولى 1430هـ والمخصصة لمناقشة فتح الجبهة مع النظام الإيراني، قال: "وقد ألبس هؤلاء الصفويون على الناس دينهم وهم يدّعون الإسلام ونصرته ونصرة قضية فلسطين، لذا فسيجد هذا النظام المخادع مدافعين عنه من بعض المسلمين الذين لا يعرفون حقيقة كفره ونفاقه، فضلاً عن الزنادقة والمنافقين الذين قد جندوهم من أمتنا، ناهيك عن تحالفه مع النظام السوري والقطري، مما هيأ له منبراً إعلامياً مهما في المنطقة، وأعني بذلك تلك القناة، أضف الى ذلك تحالفه مع حركة المقاومة حماس والجهاد وبعض الفصائل المقاومة الأخرى".