تساؤلات حول مستقبل "داعش" بعد مقتل البغدادى..والجيش السوري يتقدم
الأربعاء 12/يوليو/2017 - 08:52 م
طباعة
البغدادي
فى ضوء الكشف عن مقتل البغدادي ، ثارت كثير من التساؤلات أمام الدواعش وقيادييهم لتقاسم المناصب والأموال في هرم "خلافة" البغدادي المتصدعة، فى الوقت الذى تمكن فيه الجيش السوري من استعادة كثير من المناطق من نفوذ داعش والجماعات الارهابية وفصائل المعارضة المسلحة.
من جانبها قالت إيرينا فيدوروفا الخبيرة بمعهد الدراسات الشرقية لدى أكاديمية العلوم الروسية، أن نبأ تصفية البغدادي صحيح، بنسبة 99 %، وأن الاقتتال والتشرذم مصير ما تبقى من فلول "داعش" بعد بتر رأسه، معتبرة أن "داعش" الذي نعى فيه زعيمه المقتول، إذ ناشد البيان عناصر التنظيم الحفاظ على وحدة الصف، ما يعني أن أكثر ما يخشاه من تبقوا في قمة التنظيم: الفرقة وتشرذم صفوف الجند.
وحذرت الخبيرة الروسية من عواقب وخيمة لتشظي "داعش" الذي قد يفرّخ زمرا وجماعات إرهابية منفلتة العقال، الأمر الذي سيجعل مهمة القضاء على الإرهاب أكثر تعقيدا في سوريا والعراق.
فى حين أكد ألكسندر ميخائيلوف عضو المجلس الروسي للشؤون الخارجية والدفاع، أن هناك شح في الموارد المالية للتنظيم، نظرا لأن ممولي الإرهاب سوف يحتارون لا محالة، في توزيع المال بين قياديي "داعش" بعد مقتل الزعيم، نظرا لأن قيادة تنظيمات من هذا القبيل لن تكون إلا لمن يملك المال، واختيار "الملهم" الجديد لـ"داعش" سوف يتعذر على الرعاة، نتيجة للنقص الحاد في "كوادر" التنظيم القيادية بعد تصفية المئات منهم في الضربات الجوية الروسية.
أضاف: أن"مصير البغدادي كان القتل لا محالة، إلا أن هذا التطور سوف يفتح الباب على مصراعيه أمام الدواعش وقيادييهم لتقاسم المناصب والأموال في هرم "خلافة" البغدادي المتصدعة".
الجيش السوري يطرد داعش
رجح ميخائيلوف أن يستميت "داعش" في الدفاع عن بقائه رغم الضربة القاصمة التي تلقاها في مصابه الأخير، وقال: "نحن نعلم كل العلم بتعدد مراكز "داعش"، إلا أن الضربة لن تميت التنظيم قريبا، رغم شدتها. "داعش" محصور في الزاوية، وقد يتمكن من نقل نشاطه إلى بلد آخر غير سوريا والعراق".
في حين أعلنت الناطقة الرسمية باسم الخارجية الأمريكية، هيذر ناورت، أن لقاء ممثلي الدول المشاركة في التحالف الدولي ضد داعش، بقيادة الولايات المتحدة، بدأ اليوم بواشنطن، ويضم 72 دولة ، ويناقش تكثيف الجهود العالمية لمكافحة تنظيم "داعش" في المناطق التي لا يزال يسيطر عليها في سوريا والعراق، مع على فروعه وأتباعه وشبكاته.
قالت ناروت: إن "اللقاء يجري في لحظة حاسمة في القتال ضد داعش وبعد تحرير الموصل مباشر".، معتبرة أن "مجموعات العمل التابعة للتحالف والخاصة بدعم الاستقرار ومكافحة تمويل الإرهاب والتصدي لانضمام المقاتلين الأجانب والدعاية المضادة، تلتقي بهدف تقييم ما تحقق من تقدم، ومناقشة إمكانية تطوير ما تحقق من نجاح في جميع تلك المجالات". ومن المنتظر أن يناقش غدا حوالى 30 مشاركا رئيسيا في التحالف، الأولويات الملحة من لتعزيز هزيمة "داعش" بشكل لا رجعة فيه، اعتمادا على نجاح العمليات في الموصل والرقة، كما سناقش الإجراءات المتعلقة بنشر الاستقرار في العراق وتسريع العودة الطوعية للنازحين بسبب العنف.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب علق على معركة تحرير الموصل، وملاحقة عناصر داعش في سوريا والعراق، متوقعا "إبادة" التنظيم في المنطقة قريبا، وكتب الرئيس الأمريكي في تغريدة على حسابه في موقع "تويتر": "داعش هارب، وسيباد قريبا في سوريا والعراق".
يأتى ذلك فى الوقت الذى كشف فيه موقع "thedailybeast" عن قاعدتين عسكريتين أمريكيتين تعمل واشنطن سرا على إنشائهما، بالقرب من الجنوب السوري، على الحدود مع العراق والأردن، وأوضح الموقع أن من بين القواعد العديدة التي أنشأتها الولايات المتحدة حتى الآن في مناطق متفرقة بالقرب من سوريا، قاعدتين عسكريتين جديدتين في الأردن، إحداهما بالقرب من الحدود الجنوبية لسوريا، والأخرى في شمال شرق الأردن.. موضحا أن القاعدتين قادرتان على استقبال طائرات من دون طيار، وطوافات، وطائرات العمليات الخاصة.
أشار الموقع إلى أن حساب "already happened" على موقع "تويتر"، نشر مؤخرا صورا التقطت بواسطة الأقمار الصناعية، تُظهر مدرجين للطائرات على بعد أميال قليلة من الحدود الأردنية والعراقية السورية، منوها بأن هذه الصور لاتظهر على موقع wikimapia.org (الموقع الذي يحصل على صوره من وكالة التصوير الحكومية الفرنسية وديجتال غلوب) مايرجح أن المنشآت بينت حديثا.
بدورها رفضت القيادة المركزية الأمريكية التى تشرف على العمليات في العراق وسوريا، التعليق حول المدرجين الجديدين.
ووفق الموقع الإلكتروني الذي نشر الخبر، فإن توسيع البنية الأساسية للقواعد الأمريكية في تلك المنطقة من شأنه أن يزيد من دعم البنتاغون المتصاعد للقوات العسكرية العراقية، والجماعات المسلحة السورية، تحت غطاء قتال تنظيم "داعش" في العراق وسوريا.. في إشارة إلى تحقيق ما كانت قيادة العمليات الخاصة الأمريكية تسعى له منذ 3 أعوام، بجعل تلك القواعد بوابة للتدخل العسكري في سوريا.
الالغام لم تمنع تقدم القوات العراقية
كما أشار الموقع إلى أن قيادة العمليات الخاصة للجيش الأميركي تعمل على بناء قواعد لها في اليمن ولبنان والأردن ودول مجلس التعاون الخليجي، ولفت الموقع النظر إلى أن الولايات المتحدة طلبت من متعاقدين في عمّان تزويد القواعد الأمريكية في الأردن بخمسة ملايين "جالون" من الوقود، ابتداءا من آواخر العام 2017 حتى نهاية العام 2020، علما بأن القواعد المذكورة تشمل قاعدة الملك فيصل بن عبد العزيز الجوية.
ويتزامن ذلك مع احكام الجيش السوري وحلفاؤه طيلة الشهرين الماضيين السيطرة على مساحات شاسعة من الأراضي التي كانت ترزح تحت وطأة المسلحين، وتعادل المساحة التي سيطرت عليها القوات السورية خلال 60 يوما المساحة التي استعادتها على مدى 6 أعوام، بحسب ما أفادت وكالة "تسنيم" الإيرانية.
حيث تشهد الأراضي السورية تطورات على الخارطة الميدانية السورية، بدأت بعد الاتفاق على إنشاء مناطق خفض التصعيد في سوريا، وضمت أربع مناطق، هي: محافظة إدلب وبعض أجزاء الجوار، وأجزاء محددة من شمال محافظة حمص، الغوطة الشرقية، وبعض مناطق جنوب سوريا، حيث جرى هذا الاتفاق في العاصمة الكازخية "أستانا" في الرابع من مايو من العام الجاري، ونص الاتفاق على أن تكون كل من روسيا وإيران وتركيا دولا ضامنة لمراقبة وقف إطلاق النار في تلك المناطق.
وتمكن الجيش السوري من توسيع السيطرة على أطراف مدينة تدمر في الريف الشرقي لمدينة حمص، بعد أن استعاد الجيش السوري المدينة الأثرية من براثن "داعش" للمرة الثانية على التوالي، فكان لابد من عملية عسكرية لإبعاد هذا الخطر بشكل نهائي.
ويري محللون أن الأهداف الاستراتيجية التي حققها الجيش السوري في أطراف مدينة تدمر، تجلت في السيطرة على حقول النفط والغاز التي تشكل أهم دعائم الاقتصاد السوري، وأبرزها: حقل "آراك" النفطي الذي سيطر عليه الجيش السوري بتاريخ 16 يونيو 2017، ويبعد حوالي 40 كم شمال شرق مدينة تدمر.
وبتحرير الجيش السوري حقل آراك يكون قد سيطر على الغالبية العظمى من منشآت النفط والغاز في البادية السورية، ليقترب من السيطرة على منطقة "السخنة" الاستراتيجية التي تعتبر بوابة الدخول إلى حدود دير الزور من الجهة الشرقية.
أما الخط الثاني الذي عمل عليه الجيش السوري في عمق البادية، فهو تأمين الطريق الواصل بين دمشق وبين الحدود السورية العراقية، ووصولا إلى معبر "التنف" الحدودي، حيث استطاع الجيش السوري وحلفاؤه التقدّم، في خطوات متسارعة، بدءا من الريف الشرقي للعاصمة في اتجاه الشرق، ليستشعر الأمريكيون مباشرة خطر هذا التقدم السريع وينفذ أكثر من استهداف بطيرانه الحربي على مواقع تابعة للجيش السوري عند حاجز "ظاظا" الذي يبعد عن معبر "التنف" حوالي 55 كم، ما أدى إلى مقتل عدد من الجنود السوريين، حيث كان الأمريكيون يهدفون من عدوانهم هذا إلى منع الجيش من التقدم والوصول الحدود السورية العراقية.
لم يأبه الجيش السوري وحلفاؤه بالتهديد الأمريكي، بل تابع مسيره بثبات إلى أن وصل إلى مبتغاه، والتقى مع القوات العراقية شمال معبر التنف بتاريخ 10 يونيو 2017 بعد أن حرر ما لا يقل عن 20 ألف كم مربع، قاطعا بذلك الطريق على القوات المدعومة أمريكيا، ومبددا أحلامها في الوصول إلى مدينة دير الزور، الهدف الاستراتيجي للجيش السوري.